اكتشاف عامل وراثي وراء مرض نادر في العظام
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
توصل فريق من الباحثين بقيادة جامعة ماكجيل إلى اكتشاف مهم يسلط الضوء على الأساس الجيني لاضطراب نادر في الهيكل العظمي يسمى "خلل التنسج المشاشي المتعدد"، يسبب نوعا من القزامة.
واكتشفت الدراسة التي نشرتها مجلة Nature Communications، أن الخلل في جين معين - متغاير الزيغوت (نمط وراثي يتكون من أليلين مختلفين في موضع معين) في بروتين يسمى "إم جي بي" (MGP)، وهو اختصار لـMatrix Gla protein - قد يسبب الاضطراب الذي يؤثر على بنية الأنسجة الضامة التي تدعم الجسم.
ويعد جين "إم جي بي" حاسما في منع تكلس أو تصلب الأوعية الدموية والغضاريف. ويؤدي الغياب المطلق للجين "إم جي بي" إلى الإصابة بمتلازمة كويتل، وهي حالة نادرة من الأمراض الخلقية، حيث تصبح الأنسجة متكلسة، ما يسبب مشاكل في الهيكل العظمي والأوعية الدموية.
ومع ذلك، في هذه الحالة، فإن الاختلافات الجينية في "إم جي بي" المكتشفة في الدراسة الحديثة تختلف عن متلازمة كوتيل لأنها تؤدي إلى اضطراب هيكلي مختلف يتميز بتغيرات خلوية وجزيئية فريدة من نوعها.
ودرس الباحثون في الدراسة الحديثة أربعة أفراد من عائلتين غير مرتبطتين مع اثنين من المتغيرات غير المتجانسة في جين "إم جي بي"، ويعاني هؤلاء الأفراد من خلل التنسج المشاشي المتعدد (MED)، وهو هو اضطراب وراثي نادر يحدث في حالة واحدة من بين كل 10 آلاف ولادة.
ويؤثر هذه الاضطراب النادر للغاية على مشاشات العظم (النهاية المستديرة للعظام الطويلة)، ويمتاز بقصر القامة مع جذع قصير، ويتسبب في صعوبة في المشي وألم وتصلب في المفاصل، وأصابع قصيرة.
ويوضح منذر مرشد، الأستاذ في قسم الطب وأقسام الغدد الصماء والتمثيل الغذائي والطب التجريبي وكلية طب الأسنان وعلوم صحة الفم، وكبير مؤلفي الدراسة: "تشير دراستنا إلى أربعة أشخاص من عائلتين مختلفتين لديهم تغيير طفيف في جين إم جي بي (MGP) الخاص بهم. وهذه التغييرات جعلت البروتين مختلفا بعض الشيء، وأظهر هؤلاء الأفراد اضطرابا محددا في العظام".
واختبر الباحثون هذه التغيرات الجينية على الفئران لفهم الوضع بشكل أفضل على المستويين الخلوي والجزيئي.
إقرأ المزيدوكشفت النتائج أن هذه المتغيرات في "إم جي بي" أدت إلى إنتاج بروتين لا يخرج من الخلايا بشكل صحيح. ويؤدي هذا الخلل إلى إجهاد الشبكة الإندوبلازمية، وهي شبكة داخل الخلية حيث يحدث تخليق البروتين، ما يؤدي في النهاية إلى موت خلايا الغضروف. وتؤدي هذه العملية إلى تشوهات في العظام، ما يشير إلى بداية اضطراب الهيكل العظمي.
وقد تم تأكيد هذه النتائج من خلال التجارب التي أجريت على الفئران، والتي أظهرت مشاكل عظام مماثلة في البشر عند التعرض لنفس الاختلافات الجينية.
ويمكن لهذا التطور العلمي أن يعزز بشكل كبير فهم خلل التنسج المشاشي المتعدد، وتسلط النتائج الضوء على أهمية جين "إم جي بي" ودوره في تطور الهيكل العظمي، ما يوفر الأمل لتحسين التشخيص والعلاج للمصابين بهذه الحالة النادرة.
وأعرب البروفيسور منذر مرشد، المؤلف الرئيسي للدراسة، عن تفاؤله بأن نشر الدراسة سيشجع المزيد من الأفراد الذين يعانون من ظروف هيكلية مماثلة على طلب الاستشارة. وهذا من شأنه أن يساعد على إجراء المزيد من الأبحاث وكذلك تحسين علاج هذه الأمراض وإدارتها على المدى الطويل.
المصدر: ميديكال إكسبريس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أخبار الصحة الصحة العامة امراض تجارب جينات وراثية دراسات علمية
إقرأ أيضاً:
بعد إصابة بايدن.. ماذا يعني "انتشار السرطان في العظم" طبيًا؟
بعد إعلان إصابة الرئيس الأمريكي جو بايدن بمرض السرطان، وتحديدًا بتصريح الأطباء عن "انتشار الورم إلى العظم"، ثارت التساؤلات بشأن دلالة هذه العبارة وخطورتها، فماذا يعني طبيًا أن ينتشر الورم إلى العظام؟ وكيف يُغير هذا من طبيعة المرض وتوقعات الشفاء؟
إن مصطلح "انتشار الورم إلى العظم" يحمل وزنًا طبيًا كبيرًا، ويشير إلى تحول السرطان إلى مرحلة متقدمة، لكنه لا يعني بالضرورة فقدان الأمل، فما زالت الخيارات العلاجية متاحة لتخفيف الأعراض وإبطاء تقدم المرض.
أخبار متعلقة ولي العهد يستقبل الرئيس الأمريكي في مطار الملك خالد بالرياضربطة عنق الرئيس الأمريكي ترامب تعكس تقديره للثقافة السعوديةعاجل بدء أعمال القمة الخليجية الأمريكية بحضور ولي العهد والرئيس الأمريكيما المقصود بـ"انتشار الورم إلى العظم"؟ويقول موقع American Cancer Society: عندما يُقال إن السرطان انتشر إلى العظم، فهذا يعني أن الخلايا السرطانية انتقلت من موقعها الأصلي إلى العظام، وهو ما يُعرف طبيًا باسم "النقائل العظمية" (Bone Metastases)، وغالبًا لا يُعد هذا نوعًا جديدًا من السرطان، بل هو تطور للمرض الأصلي.
فعلى سبيل المثال، إذا كان المريض مصابًا بسرطان البروستاتا أو الرئة أو الثدي، ثم اكتُشف لاحقًا وجود خلايا سرطانية في العظام، فإن ذلك يُعد انتشارًا للسرطان الأساسي، وليس سرطانًا عظميًا أوليًا.
#بايدن البالغ 82 عامًا يدرس وعائلته خيارات العلاج مع الأطباء.#اليوم | #سرطام_البروستاتا
للمزيد: https://t.co/ILPbNWdtAK pic.twitter.com/awQQe3Uxhy— صحيفة اليوم (@alyaum) May 18, 2025كيف ينتشر السرطان إلى العظام؟
تنتقل الخلايا السرطانية عبر الدم أو الجهاز اللمفاوي، وتستقر في أنسجة العظم، حيث تبدأ في التكاثر وتدمير البنية العظمية الطبيعية.
والعظام الأكثر عرضة لهذا النوع من الانتشار هي:
- العمود الفقري
- الحوض
- عظام الفخذ
- الأضلاع
- عظام الكتف
ما الأعراض التي تصاحب النقائل العظمية؟غالبًا ما يعاني المريض:
- آلام متزايدة في العظام، خاصة في أثناء الليل.
- ضعف العظام وسهولة كسرها.
- ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم (ما يسبب إرهاقا وغثيانا واضطرابات ذهنية).
- مشكلات في الحركة أو حتى الشلل إذا تأثر العمود الفقري.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } جو بايدن أصيب بسرطان البروستاتا - nbc news
يُعد انتقال السرطان إلى العظام علامة على مرحلة متقدمة من المرض، وقد يكون مؤشرًا على أن العلاج سيكون تلطيفيًا أكثر منه شافيًا، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية قريبة، إذ تعتمد التوقعات على عوامل عديدة منها:
- نوع السرطان الأساسي.
- مدى انتشار النقائل.
- استجابة الجسم للعلاجات الموجهة أو الكيميائية أو الإشعاعية.
هل هناك علاجات ممكنة؟نعم، العلاج يهدف إلى تخفيف الألم وتحسين جودة الحياة، وقد يشمل:
- العلاجات الإشعاعية الموضعية.
- أدوية تقوية العظام مثل البايفوسفونات.
- العلاج الكيميائي أو الهرموني بحسب نوع السرطان.
- مسكنات قوية للألم.