بيان أمريكي جديد حول السودان
تاريخ النشر: 18th, January 2024 GMT
رصد – نبض السودان
قالت الولايات المتحدة الامريكية الخميس انها ستواصل دعم الجهود الاقليمية والدولية الجارية لإنهاء الصراع في السودان،
واشارت السفارة الامريكية في الخرطوم ان السفير الامريكي الخاص إلى القرن الأفريقي مايك هامر سيكون في الفترة من 17 الى 24 يناير بالعاصمة الاوغندية كمبالا ليحضر خلال هذه الفترة القمة الاستثنائية الثانية والأربعين لرؤساء دول وحكومات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، والتي تركز على الوضع الراهن بين إثيوبيا والصومال والسودان.
وتبدأ اليوم في مدينة عنتيبي الاوغندية قمة ايغاد الثانية والاربعين لمناقشة الوضع في السودان والنزاع بين الصومال واثيوبيا، في ظل غياب الحكومة السودانية عن المشاركة، بينما سيحضر القمة قائد الدعم السريع الفريق اول محمد حمدان دقلو.
واشار بيان السفارة الامريكية في الخرطوم الى ان الولايات المتحدة الامريكية ترحب بهذه المبادرة الدبلوماسية لهيئة (إيغاد) وقالت ان السفير هامر، سيواصل دعم الجهود الجارية لإنهاء الصراع، والضغط من أجل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتعزيز التحول الديمقراطي، ودعم العدالة والمساءلة لضحايا العنف في السودان.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أمريكي السودان بيان جديد حول
إقرأ أيضاً:
من أفشل قمة بغداد
آخر تحديث: 21 ماي 2025 - 10:08 صبقلم: فاروق يوسف فشلت قمة بغداد ومرت كما لو أنها لم تُعقد. فلا القادة العرب حضروا ولا صدرت عنها قرارات هامة ولا تابعتها وسائل الإعلام العربية والعالمية بما يليق بقمة تُعقد في ظرف تاريخي حساس. على الأقل في ظل استمرار إسرائيل في حرب الإبادة الشرسة التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من أهل غزة فيما مُحي الجزء الأكبر من القطاع. حتى إن العراقيين قد اعترفوا بأنفسهم بفشل تلك القمة التي راهنوا عليها نقطة انطلاق جديدة لعاصمة بلادهم في استعادة مكانتها بين المدن العربية الأساسية. ولم يكن ذلك الاعتراف مصحوبا بمراجعة الأسباب التي هي من صنعهم بقدر ما جاء لتوجيه اللوم إلى الآخرين الذين أفشلوا القمة من وجهة نظرهم. غير أن التسريبات تؤكد أن فشل القمة أحدث شرخا عميقا في علاقة الحكومة ممثلة برئيسها بباقي أعضاء قيادة تحالف الإطار التنسيقي الحاكم في ظل تدهور تلك العلاقة استعدادا للانتخابات المقبلة التي ستُجرى في أكتوبر القادم. وإذا ما كانت القمة قد فتحت شهية الميليشيات الموالية لإيران لفتح ملفات الرئيس السوري يوم كان يتخذ من “أبومحمد الجولاني” اسما حركيا أثناء قيادته لجبهة النصرة التي اتضح أنها كانت فاعلة في العراق فإن العراقيين لم يهتموا بالقمة بقدر اهتمامهم بأخبار المنازعات القانونية التي تتعلق بسيادة بلادهم على جزء من مياهها الإقليمية في خور عبدالله بالبصرة الذي تنوي الحكومة تسليمه إلى الكويت فيما أصدرت المحكمة الاتحادية قرارا بعدم دستورية ذلك الإجراء الذي ينتقص من السيادة الوطنية. بين الجولاني وخور عبدالله كان صدى القمة ضعيفا على مستوى الشارع العراقي. هناك مَن طالب بإلقاء القبض على الرئيس السوري ما إن تطأ قدماه الأراضي العراقية وتقديمه إلى المحاكمة بتهمة ارتكابه جرائم في حق العراقيين.من المستغرب أن ينتسب المطالبون بمحاكمة الشرع إلى تحالف الإطار التنسيقي الذي تنتسب إليه الحكومة التي وجهت إلى الرئيس السوري الدعوة لحضور القمة.
أما خور عبدالله وهو الممر المائي الأخير للعراق على الخليج العربي فإن الأصوات التي تنادي ببقائه عراقيا وعدم التخلي عنه قد قويت شوكتها بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية الذي يسعى رئيس الحكومة محمد شياع السوداني إلى نقضه وقد كان حاضرا في حفلة التوقيع على “بيعه” في الكويت عام 2013 بحضور نوري المالكي الذي كان رئيسا للحكومة يومها.
كان هناك إذاً في استقبال القمة مشكلتان عراقيتان. واحدة مع سوريا وأخرى مع الكويت. ولا أظن أن القمة كانت على استعداد للوقوف عند واحدة منهما على الرغم من أنهما تشيران إلى مناطق حساسة في المزاج السياسي العراقي وفي العلاقات العربية – العربية. المفارقة تكمن في أن منتقدي الظاهرتين يثيرون مسألة وقوف إيران وراءهما. فالرئيس السوري أحمد الشرع يمثل بالنسبة إلى إيران هزيمتها في سوريا فهو البديل لبشار الأسد حليفها الذي تم ترحيله عن دمشق بعد أن تم إعلامها بذلك. أما الكويتيون فإنهم يعتقدون بأن إيران تحرّض الشارع العراقي الواقع تحت ضغطها الإعلامي الطائفي في اتجاه رفض الاتفاقية التي وقعها من الجانب العراقي هادي العامري يوم كان وزيرا للنقل وهو زعيم فيلق بدر وأكثر أتباعها إخلاصا لا لأنه يحمل جنسيتها فحسب، بل وأيضا لأنه قاتل إلى جانبها في حرب الثماني سنوات ضد العراق. كان من شأن الصخب العراقي أن يعلو على صوت القمة العربية التي حتى لو انعقدت على مستوى رفيع فإن دولتين عربيتين كان متوقعا أن لا تحضراها هما سوريا والكويت. ذلك لا يعد انتصارا للعراقيين، لأن معركتهم الحقيقية ليست ضد سوريا أو الكويت بل ضد حكومة بلادهم. كما أن مسألة عدم إتاحة الحضور بالنسبة إلى الرئيس السوري ليست مهمة مقارنة بمصير قطعة من العراق التاريخي، جرى التخلي عنها من غير استفتاء شعبي. لم ترغب إيران في أن يتوقف الأمر عند هذه الدرجة من تعكر المزاج الشعبي بل ارتجلت حدثا كان واضحا أن الهدف منه إيصال رسالة مسبقة إلى القادة العرب تؤكد من خلالها أنها لا تزال مهيمنة على العراق حين أرسلت قبل القمة بأيام زعيم فيلق القدس إسماعيل قاآني إلى بغداد وأوعزت لوزير الداخلية السابق ومستشار مجلس الأمن القومي الحالي قاسم الأعرجي الذي هو عضو في منظمة بدر التي تأسست في إيران بنشر خبر وصور الزيارة. قد لا يكون رئيس الحكومة العراقية الذي كان يأمل من نجاح القمة الكثير من جهة دعمه في الانتخابات على علم بها، وحتى لو علم بها فإنه غير قادر على منعها أو الطلب من إيران تأجيلها إلى ما بعد انعقاد القمة. في ظل تلك الوقائع المبرمجة تبخرت كل آمال رئيس الحكومة العراقية ولم يحضر القادة العرب. الأمر الذي دفع أمير قطر إلى مغادرة بغداد قبل موعد إلقاء كلمته. فهل يعني ذلك أن إيران هي التي أفشلت القمة؟ ذلك حكم ناقص. فلو لم يكن هناك استعداد عراقي لإفشال القمة لمرت زيارة قاآني كما لو أنها لم تحدث. وكما يبدو فإن التحالف الحاكم المدعوم من إيران قد ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال إفشال القمة. أولا قضى على الفرصة الأخيرة لعودة العراق إلى محيطه العربي وثانيا نجح في تعزيز قوته ضد رئيس الحكومة من أجل حرمانه من الفوز بولاية ثانية.