مسؤولون ودبلوماسيون وخبراء أمنيون مشاركون في الحفل: دور رائد لأكاديمية الشرطة القطرية في الإعداد والتأهيل
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
أكد عدد من ضيوف وزارة الداخلية، الذين حضروا حفل تخريج الدفعة السادسة من الطلبة المرشحين بكلية الشرطة، أهمية التعاون الأمني والشرطي القائم لبلادهم مع دولة قطر، في المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأشادوا بالدور الرائد الذي تقوم به أكاديمية الشرطة في قطر، لإعداد وتأهيل وتدريب جيل متميز من الضباط الأكفاء، القادرين على خدمة الوطن والقيام بالأدوار والمهام التي توكل إليهم.
تقدير لجهود التدريب
أشاد معالي السيد مازن عبد الله هلال الفرَاية وزير الداخلية بالمملكة الأردنية الهاشمية، بالتنظيم، والتدريب، والتأهيل، الذي بذلت فيه الكلية جهداً عظيماً لتخريج هذه الدفعة، وقال: نحن في المملكة الأردنية الهاشمية نشكر أكاديمية الشرطة القطرية، على هذا المستوى الذي وصل اليه طلابنا الأردنيون، خريجو هذه الدفعة وعددهم 16 طالبا، وهذا رقم غير مسبوق، ونرجو المزيد من التعاون، ونبارك للأكاديمية افتتاح المبنى الجديد، ونشد على أيديهم. موضحا أن عروض التخريج تدل على الاهتمام الكبير باللياقة البدنية، والتعليم الأكاديمي، فقد كان طابور العرض مميزاً للغاية، كما اتسم عرض شرطة الغد بالتميز، متمنيا التوفيق لقطر وقيادتها.
وقال اللواء فيض علي شريفزادة رئيس أكاديمية الشرطة بطاجيكستان: « أنا سعيد جدا بحضور هذا الاحتفال المتميز، الذي أدى فيه الخريجون عرضا عسكريا يعكس التدريب الجيد، والاستعدادات التي سبقت يوم التخرج، وأهنئ الخريجين بهذه المناسبة السعيدة، متمنيا لهم التوفيق والنجاح».
احترافية في التعامل مع التدريب
وأعرب العميد الدكتور صالح علي البدوي، مدير عام التدريب والتأهيل في وزارة الداخلية بالجمهورية اليمنية، عن سعادته بحضور هذا الحفل المتميز، الذي أظهر فيه الخريجون احترافية في الحركات العسكرية، والتعامل مع السلاح والضبط والربط، والثقة والتنظيم والترتيب كما نشكر وزارة الداخلية على كرم الضيافة، وحسن استقبال الوفود. من جانبه أشاد الدكتور يحيى الأغا، نائب سفير دولة فلسطين، بالحفل والعروض التي تميزت بالدقة في الأداء وحمل السلاح، وقال: « علاقة قطر وفلسطين متميزة ومتينة، ولهذا فنحن نقدم كل عام إلى كلية الشرطة حوالي 6 طلاب للدراسة والتكوين، والآن لدينا في الكلية 40 طالبا وعدد طلابنا سيزيد في الأعوام القادمة إن شاء الله» مضيفا أن الطلاب الفلسطينيين يحظون برعاية تامة من طرف الأكاديمية، ويحصلون دائما على المراتب الأولى، وهذا الأمر يؤكد أن الكلية تقوم بدور رائد في تكوين شخصية الطلاب، وتعزيز الثقة بأنفسهم، لكي يتخرجوا ضباطا أكفاء.
وقال الأستاذ الدكتور العقيد باتباتار بيرافدورج، رئيس جامعة الشؤون الخارجية في منغوليا: يغمرني شعور طيب وأنا اليوم في دولة قطر بمناسبة تخرج دفعة جديدة من ضباط الشرطة، وأيضا بمناسبة افتتاح المبنى الجديد ليكون صرحا أكاديميا متميزا ينهل منه الطلاب العلم والتدريب.
تطور كبير
بدوره قال سعادة السيد فيلكس نامو هور راني، المفتش العام للشرطة الرواندية: « لقد سبق وأن حضرت العام الماضي لتخريج الدفعة الخامسة واليوم أحضر لتخريج الدفعة السادسة وما بين التخريجين حدث تطور كبير، ونحن دائما نخرج بدروس مستفادة من هذه المناسبات، وأشيد بالتعاون القائم بين وزارتي الداخلية في قطر ورواندا ما من شأنه تحقيق الغايات المنشودة.
كوكبة متميزة
وتقدم العميد وليد الشامسي قائد كلية الشرطة بدولة الامارات العربية المتحدة بأسمى آيات التهاني والتبريكات الى رئاسة اكاديمية الشرطة في دولة قطر، قائلاً: « نشكر قيادة الأكاديمية على حفاوة الترحيب، ولقد شهدنا اليوم تخريج كوكبة فريدة من الضباط الذين سينتسبون الى ميدان العمل لتأدية مهامهم وواجباتهم واختصاصاتهم بكفاءة واقتدار، وأردف:» ما شاهدناه اليوم يدل على احترافية أساليب التعلم والتعليم في هذه الاكاديمية بكليتها العريقة، أيضا شهدنا مجموعة من المهارات التي تدل على جودة العملية التعليمية، والتدريبية بكلية الشرطة فتمنياتنا لهم بدوام التوفيق والنجاح».
صرح أمني
أشاد اللواء بدر البالول الوكيل المساعد لشؤون التعليم والتدريب بالشرطة في دولة الكويت بالجهود الكبيرة التي تبذلها اكاديمية الشرطة، الأمر الذي أوجد لها مكانا متقدما بين الكليات والأكاديميات العالمية حتى أصبحت صرحا أمنيا متميزا تفتخر به دولة قطر، وأشار لنوعية العرض الاحترافي المقدم من طرف خريجيها وقال « كل شيء كان مرتبا وممتازا « كما ابدى اعجابه بالكوادر الأكاديمية والتدريبية والإدارية التي ساهمت في تدريب الخريجين بمهنية عالية.
من ناحيته عبر العميد سالم بن راشد العلوي قائد أكاديمية السلطان قابوس للعلوم الشرطية بسلطنة عمان عن سعادته لحضور الحفل الذي كان فيه التنظيم مميزا مؤكدا أن هناك تعاونا وثيقا بين الجانبين في العديد من المجالات، متمنيا التقدم والتطور للإخوة في أكاديمية الشرطة.
أولياء أمور خريجين لـ «العرب»: فخورون بتأهيل أبنائنا عيوناً ساهرة تحمي الوطن
أعرب أولياء أمور خريجي الدفعة السادسة بكلية الشرطة عن فخرهم بتخرج أبنائهم من كلية الشرطة، وقالوا في تصريحات لـ «العرب» إن سعادتنا اليوم لا توصف بهذا الإنجاز الكبير الذي يعد بداية طريق لأبنائنا لخدمة وطنهم.
وأضافوا: كنا نوصي أبناءنا بالجد والاجتهاد خلال فترة الدراسة بالكلية واليوم نوصيهم بالوفاء بالقسم وخدمة البلاد بما يليق باسمها في ظل قيادتنا الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأشاروا إلى أن مرحلة الكلية انتهت الآن وأصبح أبناؤنا جاهزين لخدمة بلادهم في مواقع مختلفة بوزارة الداخلية، ومن هنا نوصيهم بالعمل بما تعلموه ليكونوا فعلاً العين الساهرة التي تحمي البلاد وتحافظ على تقدمها وازدهارها وأمنها وأمانها.
في البداية قال السيد محمد مسفر العيادي: حضرت اليوم مع أخي بمناسبة تخرج نجله زائد حسين الخيارين، الذي أصبح ملازما في وزارة الداخلية بعد تخرجه في كلية الشرطة.
وأضاف: نشعر بالفخر الشديد بكلية الشرطة وما تحققه من إنجازات كبيرة فقد اكتسبت سمعة كبيرة وطيبة خلال السنوات الماضية، وأصبحت حلما للشباب للانتساب إليها والتخرج منها كالأبطال بما تحمله من برامج أكاديمية وتدريبية تعزز قدرات الإنسان وتصقل مهاراته.
بدوره قال السيد عجب القحطاني أنا هنا اليوم بمناسبة تخرج نجلي منصور برتبة ملازم في كلية الشرطة، وأنا فخور جداً بما حققه ولدي وأتطلع لما سيقدمه من خدمة لبلاده من خلال موقع عمله بعد أن خطى أولى خطواته بالحياة المهنية التي تتطلب منه الجد والإخلاص في خدمة البلاد وصون القسم، بما يعزز الازدهار في بلادنا في ظل القيادة الرشيدة.
وتقدم القحطاني بالشكر إلى قيادات كلية الشرطة الذين جعلوا منها صرحاً يقصده الشباب لبناء القدرات وكسب العلم والمعرفة.
وقال السيد عبدالله الأنصاري: سعيد جداً بتخرج ولدي من الكلية، وأوصيه وزملاءه الخريجين بالوفاء بالقسم وخدمة البلاد بما يليق بها، والإخلاص والتفاني بالعمل لرد الجميل لهذا البلد المعطاء الذي قدم لهم الكثير وأهلهم لخدمته وخدمة المواطنين.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر كلية الشرطة وزارة الداخلية أكاديمية الشرطة أکادیمیة الشرطة وزارة الداخلیة بکلیة الشرطة کلیة الشرطة دولة قطر
إقرأ أيضاً:
مراقبون وخبراء عسكريون عرب: اليمن طور مفاهيم جديدة في المقاومة، ويتمتع بقوة ردع تؤهله لتأديب العدو وإفشال مخططاته
يمانيون | تقرير
في خضم التصعيد الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، تتصدّر اليمن المشهد الإقليمي كمركز ثقلي في جبهة المقاومة، بعدما حوّلت دعمها المبدئي لفلسطين إلى فعلٍ عسكريٍّ نوعيٍّ وممنهج يربك العدوّ الصهيوني والأمريكي على حدّ سواء.
ومع تواصل عمليات الحصار الجوي والبحري التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، وما يصاحبها من صواريخ فرط صوتية ومسيرات نوعية تطال عمق الكيان المحتل، بات الدور اليمني محلَّ اهتمام وترحيب من كافة جبهات المقاومة، ومثار قلق بالغ في غرف العمليات الصهيونية.
التحولات النوعية التي فرضتها صنعاء، وتقديرات المراقبين والخبراء العسكريين، تكشف عن بروز اليمن كلاعب مركزي لا يمكن تجاوزه في معادلات الردع الإقليمي، فضلاً عن نجاحه في هندسة وعي جديد لدى الشعوب العربية يعيد الاعتبار لفلسطين كقضية مركزية للأمة.
إبداع يمني ومفاهيم جديدة في المقاومة
الكاتب والصحفي اللبناني إبراهيم درويشالكاتب والصحفي اللبناني إبراهيم درويش، أشاد في تصريحات له بقدرة اليمن على خلق مفاهيم جديدة في الاستبسال والمواجهة، قائلاً إن اليمن يصرّ، رغم العدوان الأمريكي والصهيوني السافر عليه، على أن يكون منبعاً للإبداع المقاوم، مشيراً إلى تمسكه بالمسيرة القرآنية كمرجعية تؤطر مشروعه التحرري.
ويرى درويش أن اليمن، الذي يواجه عدواناً مركّباً منذ سنوات، قد استطاع أن يربط بين المعركة في غزة ومعركة السيادة الوطنية، ويوظّف قيمه العقائدية في بناء جبهة ردع فعلية تمنع العدو من التمادي في الاستباحة، سواء في فلسطين أو في سوريا ولبنان. وأكد أن العدو يحاول التهام سوريا وتفكيك محور المقاومة، لكن اليمن يعيد رسم المشهد بمشاركة فاعلة وغير تقليدية.
الهندسة اليمينة للوعي العربي
الأكاديمي الفلسطيني الدكتور نزار نزالأما الأكاديمي الفلسطيني الدكتور نزار نزال، فقد لفت في تصريحاته إلى أن اليمن استطاع أن يبدّد ما يسمى بـ”الشرق الأوسط الجديد”، وهو المشروع الأمريكي-الصهيوني لتفكيك المنطقة وتطبيعها. وأشار إلى أن الجبهة اليمنية اليوم لا تكتفي بالدعم الرمزي، بل تشكّل محطةً مفصليةً في الصراع العربي-الصهيوني.
واعتبر نزال أن اليمن بات يُشكّل مصدر إلهام لجيل جديد من الشباب العربي، يحمل الولاء لفلسطين، ويرى في المقاومة خياراً واقعياً لا شعاراتيّاً، مؤكدًا أن انتقال راية المواجهة من بيروت إلى صنعاء أعاد الاعتبار للبعد الجغرافي والسياسي والعقائدي للمقاومة.
وأشار الباحث إلى أن اليمن استطاع أن يكسر وهم تفوق العدو الصهيوني، من خلال ضربات مركزة على الموانئ والمطارات الصهيونية، الأمر الذي خلق رعباً واسعاً في الأوساط الأمنية والسياسية للعدو، وجعل الملايين من الصهاينة يعيشون تحت ضغط متواصل جراء القصف والإنذارات المتكررة.
اليمن: ردعٌ عسكري نوعي وتفوق استخباراتي
اللواء الركن الأردني محمد علي الصمادياللواء الركن الأردني محمد علي الصمادي، بدوره أكد أن اليمن بات يمتلك منظومة ردع فاعلة تجعله من أبرز الفاعلين في المنطقة. وفي تعليقه على العمليات اليمنية الأخيرة، أوضح الصمادي أن اليمن يجيد استخدام صواريخه الفرط صوتية والباليستية، ويفرض معادلات جديدة على الأرض، تُجبر العدو على إعادة حساباته.
ونوّه الصمادي إلى فشل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في تعقّب منصات الإطلاق أو تحديد مواقع القوات اليمنية، ما يُظهر براعة أمنية وتنظيمية تُربك أجهزة الرصد والتجسس الأكثر تطوراً. وأشار إلى أن الضربات اليمنية خلقت ضغطاً اقتصادياً وعسكرياً على العدو، لا سيما في ظل تعطل الملاحة، ورفض الشركات التعامل مع موانئ ومطارات الاحتلال.
وأكد اللواء الأردني أن اليمن يُبدع في تحديد الأهداف بدقة، ويفرض كلفة عالية على العدو كلما تمادى في عدوانه، مشيراً إلى أن الردع اليمني لا يعتمد فقط على الكمّ بل على الكيف والدقة والتوقيت. وأضاف أن العدو الأمريكي والصهيوني يعيش في “عمى استخباراتي”، فيما اليمن يمتلك بنك أهداف حقيقي ومركّز ويحقق إصابات موجعة، كما أثبتت العمليات المتكررة التي طالت ميناء حيفا وعمق الكيان.
صنعاء.. مركز ثقل المقاومة وأداة قلب الطاولة
بات واضحاً أن الجبهة اليمنية لم تعد جبهة هامشية، بل تحوّلت إلى مركز ثقلٍ للمقاومة في المنطقة. من خلال دعمها العسكري النوعي والمستمر لغزة، لا تنصر اليمن فلسطين فقط، بل تُسهم في زعزعة بنية المشروع الصهيوني وتضرب صميم أمنه القومي.
هذه العمليات تعيد التوازن إلى معادلة كانت مختلّة لعقود لصالح الكيان الصهيوني، وتثبت أن زمن تفرد العدو في فرض المعادلات قد ولّى. فاليمن، بقوته العسكرية الناشئة وبعقيدته القتالية المبدئية، نجح في فرض معادلة جديدة: لا أمن للكيان ما دامت غزة تحت القصف، ولا حصانة للعدو طالما الشعب الفلسطيني محاصر.
تأثير العمليات اليمنية على الكيان الصهيوني
العمليات اليمنية لم تعد فقط رمزية أو ذات طابع تضامني، بل باتت تؤثر فعلياً في البنية الأمنية والاقتصادية للكيان. تتحدث التقارير الصهيونية عن حالة من الهستيريا والذعر، وعن ارتباك في الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يُجبر الملايين من المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ، وتُجبر الشركات العالمية على وقف التعامل مع مطارات الاحتلال، وتُشلّ حركة الملاحة الجوية والبحرية، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية التي تُقدّر بمئات الملايين يومياً.
كلّ هذا يحدث بفعل منظومة يمنية محاصَرة منذ أكثر من عقد، لكنها نجحت في تحويل الحصار إلى فرصة لبناء قدرات ذاتية أثبتت فعاليتها.
اليمن يرسخ موقعه في محور المقاومة
في ضوء كل هذه المعطيات، تتّضح صورة المشهد: اليمن اليوم ليس فقط حليفاً للمقاومة، بل ركيزة مركزية في مشروعها التحرري. لقد فرض حضوره في قلب الصراع، ونجح في صناعة التوازن مع كيان مدجج بالأسلحة والأنظمة الدفاعية الغربية.
كما أن دعمه لغزة لا ينطلق من حسابات ظرفية أو سياسية، بل من رؤية عقائدية واستراتيجية متكاملة ترى في فلسطين مركز الصراع، وفي القدس بوابة النصر أو الهزيمة للأمة.
وفي وقت تتخاذل فيه الأنظمة، وتتهاوى جدران التطبيع، يشكّل اليمن نموذجاً عملياً لكيف تكون النصرة فعلاً لا قولاً، وكيف يكون العرب، حين يقررون المواجهة، قادرين على قهر المستحيل.