زيادة التدفق السياحي من الدول الإسلامية إلى روسيا ب1.5-2 ضعف في عام 2023
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
سفر السالم
سجلت الدائرة الفيدرالية للإحصاءات الحكومية في روسيا زيادةً ملحوظةً في عدد السياح من البلدان الإسلامية، حيث تضاعف عدد الزوار من تركيا وإيران وطاجيكستان، وزاد عدد السياح من الإمارات العربية المتحدة ب5.5 ضعف مقارنة بعام 2022.
ويعيش اليوم في روسيا أكثر من 20 مليون مسلم ( مما يشكل عددًا أكبر من تعداد السكان في العديد من الدول الأوروبية) ، وجزء كبير منهم يسكن بجمهورية تتارستان.
وأفاد نائب وزير التنمية الاقتصادية في الاتحاد الروسي ديمتري فاخروكوف على هوامش المنتدى الاقتصادي الدولي “روسيا – العالم الإسلامي: منتدى قازان 2023 ” الذي عُقد في عاصمة جمهورية تتارستان أنه بفضل جهود تتارستان ينمو التدفق السياحي من الدول الإسلامية إلى روسيا بنسبة 15 ٪ سنويا.
ويهتم المسلمون من جميع أنحاء العالم بزيارة جمهورية تتارستان لأنها منطقة شمالية ذات العمارة الإسلامية التي تعود إلى العصور الوسطى، والمعالم الطبيعية المدهشة والبنية التحتية الحلال المتطورة والمصممة للسياحة.
تقع مدينة بلغار القديمة (التي تسمى ب “مكة الشمالية”) على ضفة نهر الفولغا بالقرب من عاصمة جمهورية تتارستان مدينة قازان. إنها تمثل نصبًا تذكاريًا فريدًا للعمارة الإسلامية في العصور الوسطى ، ومركزًا للحفريات الأثرية والاكتشافات التاريخية. هنا في عام 922 م، أسلمت مملكة البلغار التي نشأت على تراثها تتارستان الحديثة. يتم الاحتفال بهذا الحدث تقليديًا في شهر مايو – في إطار عيد “إيزج بولغار زيني”، ويسعى آلاف المسلمين من روسيا و من الخارج إلى زيارة هذه المدينة القديمة.
في مدينة بولغار من الممكن رؤية المئذنة الرئيسية لمسجد العصور الوسطى، وأنقاض قصر خان ، والحمام التقليدي، وكذلك المئذنة الصغيرة والغرفة السوداء الأسطورية – أحد أكثر المباني غموضًا وجمالًا بُنيت في القرن الرابع عشر وشُيدت باستخدام الحجر الجيري الأبيض.
يوجد على أراضي المحمية البلغارية متحف حديث إسلامي، يعرض المتحف أكبر قرآن مطبوع في العالم. أبعاد الكتاب هي اثنين وواحد ونصف متر ، ووزنه يصل 800 كيلوغرام. غطاءه مصنوع من الملكيت والمعادن والأحجار الثمينة.
يزيد عدد زوار مدينة بولغار بشكل ملحوظ خلال أيام عقد منتدى قازان ، الذي يجمع في تتارستان ممثليين ل57 دولة من منظمة التعاون الإسلامي. يُقام المنتدى تقليديًا في شهر مايو خلال الاحتفال بـ “إيزج بولغار زيني” ، ويتم تنظيم الرحلات السياحية إلى المقدسات الإسلامية في إطار البرنامج تاثقافي. في العام الماضي كان معرض 10 آثار أصلية للنبي محمد عليه الصلاة والسلام حدثًا مركزيًا للعيد.
يأتي العديد من الحجاج من جميع أنحاء العالم إلى بولغار لزيارة لؤلؤة تتارستان الحديثة — المسجد الأبيض. هذه المجموعة المعمارية الضخمة تتكون من المقر لرجال الدين والمدرسة الدينية والمسجد ذي المآذن المذهلة، ويشبه المسجد نصبًا تذكاريًا عالميًا شهيرًا – ضريح تاج محل. تم بناء المسجد الأبيض في عام 2012 ، ومنذ ذلك الحين يجذب الآلاف من السياح الأجانب الذين يرغبون في رؤية واحدة من تحف العمارة الإسلامية العالمية في روسيا. فوق ذلك، يتم في المسجد حفظ شعرة النبي محمد عليه الصلاة والسلام. من المكن رؤيتها في قاعة الصلاة.
المجمع التاريخي والأثري البلغاري مدرج في قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو.
كما حافظت على التقاليد والآثار الدينية مدينة أنعقاد منتدى قازان — قازان ، التي منحتها منظمة التعاون الإسلامي مكانة “عاصمة الشباب في العالم الإسلامي” في عام 2022. بالإمكان لضيوف المنتدى من الدول الإسلامية زيارة محمية – متحف “قازان كرملين” ، التي تمثل قلعةً تتاريةً مصنوعةً من الحجر الأبيض، مما يجعلها وحيدةً من نوعها في روسيا والعالم.
تم بناء مواقع قازان كرملين منذ القرن ال 10 ، وهي مدرجة في قائمة التراث العالمي لليونسكو ايضًا. من بينها: مسجد قول شريف ، أحد أكبر المساجد في روسيا وأوروبا ، الكاتدرائية المركزية لجمهورية تتارستان ، التي أنشأها مهندسو الكاتدرائية الرئيسية في موسكو في القرن السادس عشر ؛ برج سيويومبيك المائل الشهير، أحد أشهر 10 أبراج مائلة في العالم ؛ وأقدم مقابر الخانات. يقع مقر إقامة رئيس جمهورية تتارستان هنا أيضًا.
في عام 2023 ، خلال أنعقاد منتدى قازان ، جرى عرض ضوئي في قازان كرملين ، وظهرت الرسومات التاريخية ورموز الإسلام التقليدي لشعب التتار على جدران القلعة.
في عام 2024 ، سيهدف برنامج الأعمال لمنتدى اليوبيل الخامس عشر إلى التعرف على تاريخ الإسلام في العالم. سيشاهد ضيوف المنتدى مدن التتار القديمة ، والتحف الدينية ، و القرآن المطبوع الأكبر، وآثار النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وسيتعرفون على أصول الإسلام التقليدي في روسيا.
خبر مهم للمسلمين: في روسيا الآن يتم تقديم الخدمات السياحية الحلال، بما في ذلك الإقامة في الفنادق وتقديم الوجبات الحلال وحتى الخدمات الطبية والمالية وفقًا للمعايير الإسلامية. اعتمدت روسيا هذا العام معيارًا حكوميًا “المنتجات والخدمات الحلال” ، والذي سيسمح بالتصديق على مرافق الخدمات وتزويد الضيوف من الدول الإسلامية بخدمات حلال كاملة ، مع مراعاة المعايير الدولية.
يتم تنظيم جولات سياحية للمسليمين إلى جمهورية تتارستان ، حيث يمكنكم الإقامة في الفنادق المتوافقة مع المعايير الحلال أو تجربة العلاجات الصحية في المؤسسات الطبية الحلال. في ديسمبر2023 ، تم تقديم الوجهة السياحية الجديدة “موسكو + قازان” في إطار المشروع الوطني”السياحة وصناعة الضيافة”. تجري الرحلة على الطريق “عاصمتان من نفس الأفق”. كان منظمو الرحلات السياحية من إندونيسيا وماليزيا من بين أول من تعرف على هذا الطريق السياحي .
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: التدفق السياحي الدول الإسلامية من الدول الإسلامیة جمهوریة تتارستان فی العالم فی روسیا فی عام
إقرأ أيضاً:
أغلى مكان للموت في العالم.. الضريبة التي دفعت الأثرياء للهروب السريع!
#سواليف
في #تحول_دراماتيكي، تواجه حكومة حزب العمال البريطاني #أزمة_متصاعدة بعد #موجة_نزوح #غير_مسبوقة #للأثرياء من البلاد، على خلفية تغييرات ضريبية جذرية قلبت صورة المملكة المتحدة من “جنة ضريبية” إلى واحدة من أكثر الدول تكلفة للأثرياء.
فقد كشفت تقارير حديثة أن أكثر من 10,800 مليونير غادروا بريطانيا في عام 2024، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 16,500 خلال 2025، ما يجعلها الدولة الأولى عالميًا في خسارة أصحاب الثروات، باستثناء الصين، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية Business”.
لخص الوزير البارز في حكومتي توني بلير وغوردون براون العماليتين، بيتر ماندلسون، والذي يشغل حالياً منصب سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة، نهج المملكة المتحدة في هذه الفترة على أفضل وجه. ففي عام 1998، قال لمجموعة من قادة الأعمال في وادي السيليكون: “نحن متساهلون للغاية بشأن ثراء الناس الفاحش طالما أنهم يدفعون ضرائبهم”.
مقالات ذات صلةومع ذلك، يتغير هذا الوضع الآن مع فرار الأثرياء من نظام ضريبي عقابي جديد، مع عواقب وخيمة محتملة على البلاد.
ضريبة الموت.. القشة التي قصمت ظهر “لندنغـراد”
قدّر وكيل العقارات الفاخر أستون تشيس أنه في وقت الغزو الروسي لأوكرانيا، كان حوالي 150 ألف روسي يعيشون في “لندن غراد” ويمتلكون عقارات سكنية بقيمة 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار). لكن خروج الأولغاريشية الروسية لم يكن مؤثراً بصورة كبيرة ولم يحزن عليهم الكثير.
لكن الشرارة الفعلية انطلقت حين ألغت الحكومة البريطانية وضع “غير المقيم ضريبيًا” (non-dom)، الذي كان يسمح للأثرياء بتجنب دفع الضرائب على أصولهم الخارجية. لكن ما زاد الطين بلة هو قرار وزيرة المالية الجديدة، رايتشل ريفز، بإلغاء الإعفاءات على الصناديق الخارجية، ما يعني أن ثروات هؤلاء أصبحت عرضة لضريبة الميراث بنسبة 40%.
وكانت النتيجة نزوح جماعي لأسماء بارزة مثل ناصف ساويرس، أغنى رجل في مصر، وريتشارد جنود نائب رئيس “غولدمان ساكس”، وجون فريدريكسن قطب الشحن النرويجي. حتى لاكشمي ميتال، عملاق صناعة الصلب، يُقال إنه يدرس مغادرة البلاد.
ضربة مزدوجة للاقتصاد البريطاني
التداعيات لا تقتصر على الضرائب المفقودة فقط، بل تمتد إلى آلاف الوظائف في قطاعات مثل العقارات الفاخرة، الضيافة، الخدمات القانونية، والسلع الفاخرة. كما أن العديد من المؤسسات الخيرية والثقافية تعتمد على تبرعات هؤلاء الأثرياء.
ورغم أن الحكومة كانت تأمل بجني 2.7 مليار جنيه إسترليني سنويًا من هذه التعديلات، إلا أن دراسات مثل تلك الصادرة عن “أوكسفورد إيكونوميكس” تحذر من أن السياسة قد تنقلب على الحكومة وتكلفها خسائر صافية.
بدأت الأمور تتغير على نطاق أوسع خلال الفترة التي سبقت الانتخابات العامة العام الماضي، عندما سعى جيريمي هانت، وزير الخزانة آنذاك، إلى التفوق على منافسيه من حزب العمال في ميزانيته لشهر مارس 2024.
عيب في النظام الضريبي يعود إلى عام 1799
أعلن أنه اعتباراً من أبريل 2025، ستلغي المملكة المتحدة ما يسمى بوضع “غير المقيمين” – وهو عيب في النظام الضريبي يعود تاريخه إلى عام 1799، والذي سمح للأثرياء المقيمين في بريطانيا ولكنهم لا يعتبرونها موطنهم الدائم، أو “موطنهم”، بدفع ضريبة المملكة المتحدة فقط على الدخل المكتسب في البلاد أو المحول إليها.
كانت هذه سياسةً رائدةً لحزب العمال، وقد استغلّ الحزب نجاحه من كون أكشاتا مورتي، المولودة في الهند، زوجة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، واحدةً من حوالي 74 ألف شخص تمتّعوا بوضعية غير المقيمين في السنة المالية 2022-2023 (وهي آخر سنة ضريبية تتوفر عنها أرقام).
ولكن عندما فاز حزب العمال في الانتخابات، في يوليو من العام الماضي، قررت المستشارة المعينة حديثاً، راشيل ريفز، أنها بحاجة إلى الحفاظ على قيادة الحزب في هذه القضية. لذلك ألغت الإعفاء على الصناديق الاستئمانية الخارجية – مما قد يُعرّض كامل الثروة العالمية لهؤلاء الأفراد لضريبة الـ 40%.
بين عشية وضحاها، حوّلت المملكة المتحدة من واحدة من أكثر الوجهات جاذبيةً لأثرياء العالم إلى واحدة من أغلى الأماكن للموت في العالم.
انخفاض المعاملات المتعلقة بمنازل الأثرياء
تُقدر شركة لونريس، التي تتتبع نشاط أسواق العقارات الرئيسية في لندن، أن عدد المعاملات المتعلقة بمنازل الأثرياء انخفض بنسبة 36% في مايو من هذا العام مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي. في الوقت نفسه، تُشير بيانات سجل الشركات إلى أن أكثر من 4,400 مدير قد غادروا المملكة المتحدة في العام الماضي، مع تسارع وتيرة المغادرة في الأشهر الأخيرة.
بينما أشارت دراسةٌ نشرتها شركة الاستشارات “أكسفورد إيكونوميكس” في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، استناداً إلى استطلاعٍ شمل غير المقيمين ومستشاريهم، إلى أن 63% منهم سيغادرون خلال عامين من تطبيق الإجراء. وبغض النظر عن الاستطلاعات، تتوقع “أكسفورد إيكونوميكس” مغادرة ما يصل إلى 32% من غير المقيمين، وفي ظل هذا السيناريو، ومع دفع غير المقيمين 8.9 مليار جنيه إسترليني كضرائب في الفترة 2022-2023، ستبدأ هذه السياسة في تكبد الخزانة العامة تكاليف باهظة.
أدركت الحكومة، متأخرةً، أنها تواجه مشكلة. للأسف، ربما فات الأوان لجذب غير المقيمين الذين غادروا البلاد بالفعل، إلى جانب آخرين غادروا البلاد بسبب فرض ضريبة القيمة المضافة على الرسوم المدرسية، والتغييرات في إعفاءات الممتلكات الزراعية والتجارية، التي عرّضت العقارات والشركات التي كانت معفاة سابقاً لضريبة الميراث لأول مرة.
هل تتراجع حكومة العمال؟
رغم الشعبية التي تحظى بها سياسات “العدالة الضريبية” بين ناخبي حزب العمال، إلا أن الضغوط تتزايد على الحكومة لإعادة النظر في بعض الإجراءات، خصوصًا مع اقتراب العام الدراسي الجديد، حيث يخطط كثير من الأثرياء للرحيل قبل سبتمبر.
لكن التحدي الأكبر أمام ريفز هو التراجع دون أن يبدو وكأنه تراجع، في وقت تتزايد فيه الأصوات المحذرة من أن “العدالة الضريبية” قد تتحول إلى كارثة اقتصادية صامتة.