لجريدة عمان:
2025-05-22@22:18:38 GMT

المجمع الثقافي.. مشروع عمان الحضاري

تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT

المجمع الثقافي.. مشروع عمان الحضاري

ليس أهم من اليوم الذي تفضّل حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ووضع فيه حجر أساس مجمع عُمان الثقافي إلا اليوم الذي سيتفضّل فيه جلالته ويفتتح المجمع ويدشن مرحلة جديدة في المشهد الثقافي العماني الثري حضاريا وعلميا وفكريا، والقادر على ملء كل مرافق المجمع لحظة افتتاحه بالمنجز الذي أبدعه العمانيون طوال مسيرة التاريخ.

ولذلك لا غرابة في أن يرى العمانيون في يوم وضع حجر أساس المجمع يوما وطنيا عمانيا يحتفون فيه بثقافتهم؛ فليس أغلى على العمانيين من مساهماتهم في المنجز الحضاري الإنساني، وما أكثرها، سواء كانت تلك المساهمة تراثا ماديا أو تراثا غير مادي، في فنون الفكر والأدب والفلك والموسيقى والطب والكيمياء والفيزياء أو في فنون العمارة أو الزراعة وبناء الأفلاج وغيرها من مفردات الإبداع الإنساني التي خبرها العمانيون؛ لذلك فإن أي مشروع يمكن أن يبرز تلك المساهمات أو يمهد الطريق للمزيد منها هو بالنسبة للعمانيين مشروع حضاري وتاريخي ووطني ليضيف الكثير لتاريخهم الزاهر، ويوجب دعمه والوقوف إلى جواره.

والحق، أن المشاريع الثقافية التي تم افتتاحها في سلطنة عمان خلال السنوات الماضية أو تلك التي من المنتظر أن تنجز خلال السنوات القادمة تعيد بناء صورة عُمان الحقيقية للعالم، وتبرز مواطن قوتها التي بنتها طوال القرون الماضية؛ فعُمان بوصفها كيانا حضاريا ضاربا في القِدم ساهمت بالكثير والكثير في مختلف العلوم والمعارف، ولا بد لأجيال عمان القادمة أن تعرف السردية الكاملة لتاريخ وطنها ولا بد للعالم أجمع أن يعرف تفاصيل ذلك التاريخ المشرّف.

ولذلك يأتي وضع حجر أساس مجمع عمان الثقافي إضافة مهمة جدا على الخط الزمني للمشاريع العمانية الكبرى التي تعيد رسم شكل المشهد العام.

والمهم في هذا المشروع الوطني أنه يحظى بالاهتمام المباشر من جلالة السلطان المعظم، كما عاد وأكد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم، وهذا الاهتمام من شأنه أن يسهم في إسراع إنجاز المشروع وظهوره بالشكل الذي اعتاده العمانيون في المشاريع السلطانية كما هو الحال بالنسبة لجامع السلطان قابوس الأكبر الذي بُني بطراز معماري فريد حُشدت له كل الفنون المعمارية في العالم الإسلامي. وكما هو الحال في متحف عُمان عبر الزمان والمتحف الوطني ودار الأوبرا السلطانية مسقط ومبنى مجلس عُمان والمجلس الأعلى للقضاء وكلها مشاريع حضارية تضيء الوجه الحقيقي لعُمان.

لكن الأهمية لا تكمن فقط في المبنى وجمالياته ولكن في الفكرة نفسها، عندما يولي جلالة السلطان بنفسه وبشكل شخصي اهتماما خاصا بالمشاريع الثقافية ما يعني أن هذا البلد لا يتشكل جوهره بالمباني العالية وإنما بالإيمان بمركزية الثقافة في البناء الحضاري والإنساني.

ومع اكتمال هذا المشروع وظهور غيره من المشاريع الثقافية تتحول مدينة مسقط ذات التراث الباذخ والمنجز الثقافي المتنوع فكرا وأدبا وفلسفة (ما أنجِز منه عبر القرون الماضي أو ما يُنجز في هذه المسيرة المستمرة من الزمن العماني) إلى عاصمة ثقافية عربية دائما تعكس بشكل جلي ما أنجزه العمانيون عبر التاريخ وما ينجزونه اليوم لحظتهم التاريخية التي لا تتوقف.

فهنيئا لعُمان قيادتها الحضارية الواعية بالثقافة وتأثيرها وبالتاريخ وأحداثه وبالسياسة وتحولاتها.. وكل مشروع ثقافي جديد سيضفي على سماء هذا الوطن المزيد من النور والضياء.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن نظام "القبة الذهبية" والقادر على التعامل مع أي هجوم صاروخي، حتى لو كان من الفضاء.

وقال ترامب خلال تصريحات صحفية: "وعدت خلال حملتي الانتخابية ببناء درع يحمي سماءنا من الصواريخ الباليستية وسوف أفعل"، مشيرا إلى أن "تكلفة القبة الذهبية تبلغ 175 مليار دولار".

وذكر أن "القبة ستحمينا بنسبة قريبة من 100% من جميع الصواريخ بما فيها الفرط صوتية".

وفي وقت سابق، كشفت شبكة "سي إن إن" نقلًا عن مصادر مطلعة، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قدمت للبيت الأبيض مقترحات متعددة لتطوير نظام دفاعي صاروخي متقدم يحمل اسم "القبة الذهبية"، استجابةً لرغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنشاء درع يحمي الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية البعيدة المدى. 

وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة المشروع قد تتجاوز 500 مليار دولار خلال العقدين المقبلين، وفقًا لمكتب الميزانية في الكونغرس، رغم تخصيص 25 مليار دولار فقط في الميزانية الدفاعية للعام القادم.

ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن خياره المفضل بشأن التصميم والتكلفة خلال الأيام المقبلة، وسط دراسة ترشيح الجنرال مايكل جيتلين، نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء الأمريكية، لتولي إدارة البرنامج. ويُنظر إلى هذا المنصب على أنه مفتاح لنجاح المشروع نظراً لتعقيده وتعدد مراحله.

سباق شركات التكنولوجيا والدفاع
ويُعد المشروع فرصة استثمارية هائلة لشركات القطاع الخاص، إذ يُنتظر أن تلعب دوراً محورياً في تصميم النظام وتنفيذه. 

وتتنافس شركات كبرى، على رأسها "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، إلى جانب "أندوريل" و"بالانتير"، على الفوز بعقود التطوير. 


وأكدت مصادر أن الشركات الثلاث قدّمت عروضًا مباشرة لوزير الدفاع بيت هيغسيث، وسط جدل سياسي بشأن علاقة ماسك بالإدارة الأمريكية.

تباين جوهري عن "القبة الحديدية" 
ورغم إصرار ترامب على وصف النظام المرتقب بـ"القبة الذهبية"، فإن الخبراء يشيرون إلى اختلاف جوهري بينه وبين "القبة الحديدية" الإسرائيلية. فالأخيرة صُممت لاعتراض صواريخ قصيرة المدى في نطاق جغرافي صغير، بينما يسعى ترامب إلى تطوير درع فضائي يغطي كامل الأراضي الأمريكية ضد صواريخ باليستية وصواريخ كروز فائقة السرعة.

وتاريخيًا، واجهت الولايات المتحدة تحديات كبيرة في إنشاء نظام دفاع صاروخي شامل، بسبب تعقيد التكنولوجيا المطلوبة والتكلفة الهائلة. 

وتُشير التقارير الاستخباراتية إلى تصاعد التهديدات من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، ما يزيد من إلحاح المشروع رغم التحديات الفنية والمالية.

ويتضمن المشروع أكثر من 100 برنامج فرعي، معظمها قائم أو قيد التطوير داخل وزارة الدفاع، في حين يُعد مكوّن القيادة والسيطرة والتكامل هو العنصر الجديد كليًا. 

كما يشمل المخطط بنية تحتية واسعة تتضمن أقمارًا صناعية، وأجهزة استشعار، وصواريخ اعتراضية، ومنصات إطلاق فضائية.


ضغط زمني وتمويل محدود
أمرت إدارة ترامب وزارة الدفاع بعكس خطط "القبة الذهبية" في ميزانية عام 2026، بينما التزم الكونغرس مبدئيًا بتوفير تمويل أولي بقيمة 25 مليار دولار. ومع ذلك، يرى خبراء أن هذا الرقم لا يمثل سوى بداية رمزية لتكلفة ضخمة متوقعة.

ورغم الحماسة السياسية، شهد المشروع تأخيرًا مبكرًا في تسليم خطط التنفيذ للبيت الأبيض، بعد أن تجاوز وزير الدفاع الموعد النهائي الذي حدده ترامب بأكثر من شهر. 

كما أدى ضعف التواصل داخل الدائرة المقربة من الوزير هيغسيث إلى إثارة تساؤلات حول قدرته على إدارة مشروع بهذا الحجم.

أثار التقارب بين ماسك وترامب غضب الديمقراطيين، الذين دعوا إلى تحقيق في مدى تأثير علاقات ماسك على عمليات منح العقود. في المقابل، دافع مسؤولون في البنتاغون وخبراء دفاع عن مشاركة "سبيس إكس"، مؤكدين أنها تمتلك قدرات متقدمة في مجال الاستشعار الفضائي.

وعلى الرغم من الزخم السياسي والإعلامي، فإن السيناتور الديمقراطي جاك ريد شدد على أن مشروع "القبة الذهبية" لا يزال في مراحله الأولية، واصفًا إياه بأنه "أشبه بفكرة طموحة أكثر من كونه مشروعًا قيد التنفيذ".

وفي ظل التحديات التكنولوجية، والتعقيدات البيروقراطية، والتكلفة الباهظة، تبقى قدرة إدارة ترامب على تحويل "القبة الذهبية" من حلم سياسي إلى واقع عسكري فعال، محل تساؤل واسع النطاق داخل أروقة الكونغرس وخارجها.

مقالات مشابهة

  • عاجل- السيسي وقرينته يعزيان سلطان عمان في وفاة والدته
  • الرئيس السيسي وقرينته يعزيان سلطان عمان في وفاة والدة زوجته
  • وزير الزراعة وأمين العاصمة يناقشان أولويات المشاريع التنموية للمرحلة المقبلة
  • حسان يطَّلع على سير العمل في مشروع إعادة تأهيل شاطئ عمان السياحي
  • سفراء المحافظات يطلعون على أهم المشاريع الحيوية بمسقط
  • يحمل اسم شخصية توراتية.. ماذا نعرف عن مشروع "استير" الذي تبناه ترامب؟
  • افتتاح مشروع ترميم الدرج الثقافي باللاذقية
  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها
  • عجلة التنمية تتواصل بخطى متسارعة بجميع محافظات سلطنة عمان ونقلات نوعية في تنفيذ المشاريع
  • مشروع مصري ضخم في مدينة السلطان هيثم بسلطنة عُمان