يتعذر على الغرب سد جوع الجبهة الأوكرانية للسلاح والذخيرة. حول ذلك، كتب أندريه شكولنيكوف، في "زافترا":
لقد حل النصف الثاني من كانون الثاني/يناير2024، ولا تزال مسألة تمويل نظام كييف، حتى في حدودها الدنيا، معلّقة. ولكنني لا أظن أن الأمور ستنتهي على هذا النحو؛ فهم على الأرجح، سيعثرون على الحد الأدنى المطلوب لتأخير الانهيار.
ووضع إمدادات الأسلحة والذخائر ليس أفضل، فالإمدادات التي وصلتهم سابقاً بدأت تنفد. لقد أفرغت الدول الغربية مستودعاتها بشكل كبير، وعلى خلفية الزيادة العامة في التوتر في العالم وغيرها من الصراعات المشتعلة، فإن آفاق العرض تتراجع بشكل حاد. على رأس الأولويات بالنسبة لأوروبا ملء مستودعاتها، ثم إسرائيل، وبعد ذلك الصراع في أوكرانيا.
ليست الصناعة العسكرية قطاعا مفتوحا معلوماتيا، ومع ذلك فحتى التقويمات السطحية تكفي لفهم أن الاتحاد الأوروبي لم يطلق الإنتاج بدرجة طبيعية. يتزامن الانتقال إلى التعبئة، مع زيادة في إنتاج الأسلحة، ويتغير نطاق المنتجات، من باهظة الثمن ومجزأة ومربحة جدا إلى رخيصة تُنتج بكميات كبيرة وبهامش ربح أقل. يتوجب استخدام القدرات الإنتاجية الاحتياطية والمتوقفة، وإنشاء مؤسسات جديدة، أي زيادة الاستثمارات بشكل كبير جدا.
وهذا بالضبط ما حدث في روسيا، التي لم تعان في السنوات الأخيرة من إيمان مفرط بالسلام، فأحيت صناعتها العسكرية. وفقًا للبيانات المفتوحة، في العام 2023، تلقى الجيش الروسي 20 مليون قطعة ذخيرة، وقد زاد إنتاجها مرات كثيرة.
عند النظر إلى مؤشرات الصناعة العسكرية الأوروبية، ينبغي أن يؤخذ في الاعتبار مؤشر أسعار المنتجات، أي أسعار المواد الخام والمواد شبه المصنعة وما إلى ذلك. ومقارنة بالعام 2019 (ما قبل كوفيد-19)، بلغت الزيادة أكثر من 40%. وفي ذروتها في نهاية العام 2022 بلغت 60%، وبعد ذلك حدث تعديل بسبب استقرار أسعار الطاقة. ليس مستغربًا أن يبدأ الحديث عن "زيادة غير مقبولة في أسعار" القذائف.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
للمرة الثالثة.. الفيدرالي الأمريكي يخفض سعر الفائدة في 2025
قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس، ليبلغ النطاق الجديد ما بين 3.50% و3.75%، وذلك في ثالث عملية خفض تُسجَّل خلال عام 2025.
وجاء القرار عقب اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، الذي انطلق أمس الثلاثاء، واختُتم مساء الأربعاء 10 ديسمبر 2025.
ويُذكر أنّ الفيدرالي أبقى الفائدة ثابتة خمس مرات منذ مطلع العام قبل أن يبدأ دورة الخفض الأولى في سبتمبر، ثم الثانية في أكتوبر من العام ذاته.
ويعكس هذا الاتجاه التيسيري تقديرات كثير من المحللين والاقتصاديين، الذين اعتبروا أن خفض الفائدة بات ضروريًا لتعزيز وتيرة النمو الاقتصادي واحتواء بعض الضغوط التضخمية وسط المشهد الاقتصادي العالمي المعقد.
وتشير توقعات عدد من الخبراء والمسؤولين إلى أن سلسلة التخفيضات الحالية قد تكون الأخيرة قبل اجتماعات عام 2026.
ورغم التحركات الأخيرة، فإن المخاوف المتعلقة باستمرار الضغوط التضخمية أوجدت انقسامًا ملحوظًا داخل أروقة البنك المركزي الأمريكي، ما قد يدفع رئيسه جيروم باول إلى تجنّب توجيه أي إشارات واضحة بشأن خطوات إضافية في مطلع العام المقبل.
التضخم الأمريكي يرتفع إلى 3% في سبتمبرأظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 3.0% خلال سبتمبر على أساس سنوي، مقارنة بـ 2.9% في أغسطس، وهي قراءة جاءت أقل قليلًا من توقعات المحللين البالغة 3.1%.
ويُعد هذا المستوى الأعلى منذ مايو، ولا يزال المؤشر فوق متوسطه خلال الاثني عشر شهرًا الماضية البالغ 2.7%.
وعلى أساس شهري، سجل المؤشر ارتفاعًا قدره 0.3%، وهو أقل من زيادة أغسطس التي بلغت 0.4%، وأدنى من توقعات الاقتصاديين الذين رجّحوا استمرار الوتيرة نفسها. ويُرجَّح أن يكون استقرار أسعار البنزين قد لعب دورًا في هذا التباطؤ الطفيف.
أسعار الغذاء والطاقةأما التضخم الأساسي – الذي يستبعد أسعار الغذاء والطاقة – فقد ارتفع سنويًا بنسبة 3.0% في سبتمبر مقابل 3.1% في أغسطس، وجاء كذلك أدنى من توقعات السوق. وعلى المستوى الشهري، زاد التضخم الأساسي بنسبة 0.2%، مقارنة بـ 0.3% في أغسطس، وهو أقوى أداء شهري خلال نصف عام.