اراد الامام عبدالرحمن ان يتنازل عن سيف ابيه الذى حارب به الإمبراطورية البريطانية الى مليكها جورج الخامس ، الى نفس العائلة التي حاربها بنفس السيف .
واصل القصة: كمكافأة له ، وافقت الحكومة للسيد عبدالرحمن المهدى ليكون من ضمن الوفد الذاهب لتهنئة الملك جورج الخامس بانتصار الحلفاء في الحرب العالمية ، كان ذلك عام وكان الوفد بقيادة السيد على الميرغنى 1919، وعلى الرغم من ان الوفد قد نحى جانبا فكرة ان يحمل هدية للملك لضيق الوقت ، الا انه يبدو ان السيد عبدالرحمن المهدى اضمر في نفسه سرا ان يحمل بنفسه هدية للملك جورح ، ولم يبلغ الوفد الذاهب معه ولا رئيسه الا انه ابلغ السيد ويليس المرافق للوفد ،
قال السيد ويليس :-
Halfway across the Mediterranean Sayyed Abdulrahman approached me and said he wished to offer to H.
علم السيد على الميرغنى قبل يومين من مقابلة جورج الخامس بأمر هدية عبدالرحمن المهدى واستشاط غضبا لأن ذلك تم دون موافقته ودون علمه واراد ان يرجع دون ان يقابل الملك الا ان السيد عطية ضابط الاستخبارات اقنعه بالبقاء ، عند المقابلة وبعد ان قدم الجميع التهنئة وفروض الطاعة والولاء تقدم السيد عبدالرحمن المهدى وبطريقة وصفت بأنها مسرحية ودرامية قدم للملك سيفا وصفه بأنه سيف والده محمد احمد المهدى الذى حارب به ، قدمه عنوان للطاعة والولاء ، ولكن الملك في لحظتها ارجع له السيف وقال له :-
to hold it ( 0n his ) behalf in defence of ( his ) throne and the empire
وفى قول آخر قال له
To hold in defence of his Majesty and Majesty's Empire
السيف الأسيف *
شعر د.أحمد جمعة صديق
سيّدي جورج يا مليك الانجليز
ملكت كل مكان
وسارت باسمك الرهبان و الركبان
في البر سارت قوافل الفرسان
وفي البحر اسطول يغطي معظم الاركان
ملك شرق عليه الشمس في اليابان
وتغرب عنه في أبعد البلدان
فاسمحوا لي ايها المليك عظيم الشان
ان ازجي اليكم تحية من السودان
فأنا ابن المهدي،
عبد الرحمن ...
أعلن من قصركم ومن هذ المكان
سعادتي بانتصاركم علي الأتراك والألمان
نهنئكم ونظهر لكم الولاء التام
وبكامل وعي - سيدي - وبعينين بصيرتين
أقدم لكم سيف أبي - سيدي الامام
عربوناً لمحبة تدوم بيننا وبينكم على مدي الايام
أداة في يديك وترسي به السلام
لكن الملك المبجل رد بدهاء الملوك وقوة السطان
يا عبد الرحمن، شكرا لكم لهذا الامتنان
لكن احتفظ بسيفك (ترفد)* به العرش في السودان
وليحفظكم الرحمن ذخراً لنا على مدي الزمان والمكان!!
-----------------------------------------------------------------------------
* الاسيف معناه الحزين
*الرَّافِدُ: هُوَ الَّذِي يَلِي الْمَلِكَ وَيَقُومُ مَقَامَهُ إِذَا غَابَ. وَالرِّفَادَةُ: شَيْءٌ ڪَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَرَافَدُ بِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَيُخْرِجُ ڪُلُّ إِنْسَانٍ مَالًا بِقَدْرِ طَاقَتِهِ فَيَجْمَعُونَ مِنْ ذَلِكَ مَالًا عَظِيمًا أَيَّامَ الْمَوْسِمِ، فَيَشْتَرُونَ بِهِ لِلْحَاجِّ الْجُزُرَ وَالطَّعَامَ وَالزَّبِيبَ لِلنَّبِيذِ، فَلَا يَزَالُونَ يُطْعِمُونَ النَّاسَ حَتَّى تَنْقَضِيَ أَيَّامَ مَوْسِمِ الْحَجِّ، وَكَانَتِ الرِّفَادَةُ وَالسِّقَايَةُ لِبَنِي هَاشِمٍ.
aahmedgumaa@yahoo.com
///////////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
عمسيب: الدم يتكلم.. سقوط الوجدان المصنوع
من المثير للاستغراب ذلك الضيق الشديد الذي تُقابل به نتائج الفحص الجيني وسلاسل النسب العربي حين تُطرح في المجال العام. كيف يمكن أن يستفز نشر نتيجة علمية محضة أشخاصاً ليست لهم أدنى دراية بهذا الحقل؟ بل الأعجب أن يستنفر الأمر عشرات “النشطاء” من النخبة المزيفة، فيُهاجموا ما نكتب بحدة، في الوقت ذاته الذي يصرّون فيه على أن ما نطرحه غير مؤثر، غير مهم، وغير قائم على أساس معرفي متين!
هذه الازدواجية في الموقف تكشف عن شيء أعمق: خوف دفين وحقيقي . هؤلاء لا يُزعجهم ما يُقال بقدر ما يُرعبهم ما قد يُعاد إحياؤه. إنهم يدركون، ولو على مستوى اللاوعي، أن ما نحمله من سردية هو تهديد مباشر للهوية المصطنعة التي كافحوا لتثبيتها، وللهوية الزائفة التي حاولوا فرضها على هذا البلد بالقوة الناعمة حيناً وبالعنف الرمزي حيناً آخر.
ما نفعله اليوم هو استعادةٌ للثقافة القديمة التي عملوا على دفنها تحت ركام “الوطنية الشكلية” و”الوجدان الجمعي الملفق”. نحن نُعيد كتابة الرواية من جديد، نفضح الأكاذيب التي صاغوها حول الوطن الواحد، والحدود الوطنية المصطنعة، والدولة الوطنية التي لا تمتُّ لمجتمعاتنا بصلة.
وهنا تأتي الحرب الحالية كحدث مفصلي. إنها ليست مجرد نزاع مسلح، بل زلزال وجودي قلب كل شيء رأساً على عقب. هذه الحرب، بكل مآسيها، جاءت لتكسر القوالب الذهنية القديمة، لتُجبر الجميع على إعادة النظر في الخرائط والهويات والمسلمات.
هذه الحرب لم تولد لتُطفأ سريعاً، بل لتبقى. إنها نارٌ كاشفة، تُحرق السودان القديم وتُمهّد الأرض لسودان جديد، أكثر وعياً بجذوره، أكثر تحرراً من الخداع، وأكثر استعداداً لقول الحقيقة مهما كانت قاسية.
وكلما طال أمد الحرب، كلما تعمّق أثرها، وازدادت استحالة العودة إلى الوراء.
عبدالرحمن عمسيب
9 مايو 2025
#عبدالرحمن_عمسيب