اعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي دان بيري، أنه يجب على الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو القبول بالمقترح الأمريكي بتولي السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية بين حماس وجيش الاحتلال. 

وذكر المحلل في مقال بصحيفة جيروزاليم بوست العبرية أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قدم هذا المقترح لنتنياهو الشهر الماضي، مشيرا إلى أن هذا المقترح ينطوي على فوائد كبيرة لإسرائيل وجميع الأطراف باستثناء حماس.

  

وعقب أنه في حال وجود حكومة في تل أبيب أكثر حكمة وغير خاضعة لاحتياجات نتنياهو السياسية والقانونية سوف تقتنص هذا المقترح الأمريكي على الفور. 

وأوضح بيري أنه على نحو متزايد، يلقي كثيرون في إسرائيل ظلالاً من الشك على فكرة التوافق بين الهدفين المزدوجين المعلنين لحرب غزة من قبل حكومة نتنياهو وهما القضاء على حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين أول المنصرم. 

وتابع "صحيح أن الجيش حذر طوال الوقت من أن المعركة في غزة ستكون طويلة، لكن هذا لا يعني أنها هي الطريق الوحيد". 

وعقب "يخشى الكثيرون أن تؤدي حرب طويلة الأمد، ربما تستمر طوال عام 2024 بأكمله، إلى سلسلة من التكاليف المؤلمة، بما في ذلك التضحية بالأسري الإسرائيليين، ومقتل مئات الجنود الآخرين، وضربة قاضية للاقتصاد، وتدمير مكانة إسرائيل حول العالم" 

إذا استمرت الحكومة في رفضها، فإن هذه العواقب سيضاف إليها الدخول في صراع مع إدارة بايدن، وهو الأمر الذي سيكون كارثيا من الناحية الاستراتيجية على إسرائيل. 

وعدد بيري أن المكاسب التي يقدمها المقترح الأمريكي بتولي السلطة الفلسطينية المعاد تنشيطها مسؤولية إدارة غزة. 

وأكد أن المقترح سوف ينهي حرب غزة المتواصلة منذ 109 يوما بما يترتب على ذلك من تكاليف على الأرواح والاقتصاد على الجانبين، إضافة إلى أنه سيضمن إعادة الأسري المحتجزين في غزة. 

كما أن المقترح من شأنه حشد السعودية والدول المعتدلة في الخليج والمنطقة والغرب كله خلف هدف إسرائيل المتمثل في تخليص غزة من حكم حماس. 

وذكر أن المقترح يأتي ضمن خطة أمريكية شاملة للسلام، تطمح إلى إشراك السعودية وغيرها من الدول العربية في عملية تهدئة وإعادة إعمار غزة، من خلال مواءمة مصالحها مع مصالح إسرائيل وبعيداً عن حماس ـ وهو ما يشكل اختراقاً استراتيجياً كبيراً. 

من شأن هذا التطور المحتمل إضفاء طابع رسمي على الطريق نحو التطبيع بين الرياض وتل أبيب، والذي سيكون له فوائد استراتيجية واقتصادية وسياسية كبيرة بالنسبة لإسرائيل والسعوديين والمنطقة، وبالتالي تعزيز التحالف ضد إيران ووكلائها. 

من المرجح أن يؤدي ذلك إلى إنهاء الصراع النشط مع حزب الله وتمكين إسرائيل من التركيز على الجهد الدبلوماسي لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 وإبعاد قواتها عن الحدود. 

اقرأ أيضاً

حماس والسلطة الفلسطينية تنددان بخطط تهجير أهل غزة وتصفها بـ" أحلام اليقظة"

ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى إنهاء غضب الحوثيين في البحر الأحمر، وهو الأمر الذي سيكون محل تقدير كبير من قبل مصر، التي تعتمد على قناة السويس في الحصول على العملة الأجنبية، والعالم الذي يعتمد على القناة في ثمن احتياجاته التجارة العالمية. 

وأكد أن ما يتعين على إسرائيل فعله في المقابل هو الموافقة على الانخراط في وعد من شأنه أن يعيد السلطة الفلسطينية المعادة تنشيطها إلى غزة، والموافقة على مبدأ حل الدولتين، وأن يقدم نتنياهو ذلك باعتباره تكلفة غير مقبولة، ولكن في الواقع، هذا هو الكثير من الفوائد. 

وفيما يتعلق بالتواجد العسكري الإسرائيلي بالضفة الغربية، فإنه ليس المطلوب من إسرائيل أن تسحب قواتها من الضفة الغربية بشكل كامل بحلول الغد، بل أن تدخل في عملية تؤدي إلى التقسيم وحصول الضفة على نسخة ما الاستقلال الفلسطيني. 

وعقب أن هذا أمر تم قبوله بالفعل من جانب كل واحد من أسلاف نتنياهو منذ عام 1993، وقد قبله بالفعل نتنياهو نفسه في خطابه أمام نقابة المحامين في عام 2009 

ولفت إلى الانسحاب أمر تحتاجه إسرائيل نفسها لأنها إذا سيطرت على الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الأبد، فإنها ستكون بالفعل دولة ذات أقلية يهودية؛ وإذا رفضت حقوق التصويت للأغلبية، فإنها ستكون منبوذة. 

وذكر المحلل أنه بدون الموافقة على المقترح الأمريكي، فلا يوجد مسار آخر لاقتصاد يميل إلى التصدير ومحاط بجيران يحتمل أن يكونوا معاديين ويعتمد بشكل كبير على المظلة العسكرية والدبلوماسية الأمريكية. 

واعتبر أن تجاهل المقترح الأمريكي باسم الأيديولوجيا أو مبدأ الاعتماد على الذات هو "حماقة". 

اقرأ أيضاً

فورين أفيرز: هل تستطيع السلطة الفلسطينية حكم غزة؟

 

 

 

المصدر |  جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: إدارة السلطة الفلسطينية لغزة قطاع غزة حرب غزة مقترح أمريكي بنيامين نتنياهو التطبيع السعودي السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

«أبوظبي العالمي» يصدر إطار عمل لإدارة مخاطر الأمن السيبراني

أبوظبي (الاتحاد)

أعلنت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)، اعتماد تعديلات جديدة على إطارها التنظيمي الخاص بالأشخاص المرخص لهم والهيئات المعترف بها؛ بهدف تعزيز إدارة مخاطر الأمن السيبراني، وضمان دمجها بشكل فعّال ضمن أنظمة إدارة المخاطر المؤسسية.
 ومن المقرر دخول هذه التعديلات حيّز التنفيذ اعتباراً من 31 يناير 2026، عقب عملية تشاور موسعة مع القطاع وتلقي السلطة لملاحظات على ورقة التشاور رقم 3 لعام 2025. وجاءت الآراء الواردة خلال فترة التشاور مؤيدة للتعديلات الجديدة، لتشكل تطوراً منطقياً للإطار التنظيمي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في هذا القطاع، حيث تستند التعديلات إلى الإرشادات السابقة الصادرة عن السلطة بشأن إدارة مخاطر تكنولوجيا المعلومات، بالإضافة إلى المبادئ والممارسات الإرشادية لحوكمة التهديدات والجرائم السيبرانية.
وفي ضوء الملاحظات الواردة خلال فترة التشاور، قامت السلطة بتعزيز التعديلات المطروحة، من خلال إقرار فترة انتقالية مدتها ستة أشهر لتسهيل التزام الشركات بالتعديلات الجديدة، وتوضيح مبدأ التناسب وآلية دمج أطر إدارة مخاطر الأمن السيبراني، إلى جانب تكييف المتطلبات الخاصة بالترتيبات مع مزوّدي خدمات تكنولوجيا المعلومات، وتعديل الإرشادات لمساعدة الشركات في تقييم أهمية الحوادث السيبرانية، وأعلنت نيتها تحديث نموذج الإخطار بالحوادث السيبرانية قبل نهاية العام الجاري.
وقال إيمانويل جيفاناكيس، الرئيس التنفيذي لسلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM): «تعكس هذه التعديلات التزام السلطة المستمر بالمرونة التشغيلية والأمن السيبراني. ومن خلال مواصلة دمج أفضل الممارسات العالمية في إطارنا التنظيمي، نواصل حماية نزاهة قطاع الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)».

أخبار ذات صلة «بي جي أي إم»: تطورات التكنولوجيا العميقة تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار في الإمارات «الشارقة للأمن السيبراني» يطلع على أنظمة «المدينة الآمنة»

مقالات مشابهة

  • زيد الأيوبي: حماس أداة لقوى إقليمية وحكمها في غزة انتهى فعليًا
  • نتنياهو مرشد الجماعة الأعلى.. حسام الغمري: الإخوان رفضوا التظاهر ضد إسرائيل
  • خطوة غير مسبوقة.. دول عربية تدعو حماس لنزع سلاحها والتخلي عن السلطة
  • نتنياهو يعلق على إعلان بريطانيا عن اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • «أبوظبي العالمي» يصدر إطار عمل لإدارة مخاطر الأمن السيبراني
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو سيحدد مهلة لاتفاق قبل البدء في ضم مناطق بغزة
  • إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وغزة؟ محررون بواشنطن بوست يجيبون
  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • محلل سياسي: موقف المملكة من القضية الفلسطينية ثابت لا يتأثر بالمتغيرات
  • محلل إسرائيلي: فشل هائل في غزة.. شعارات النصر و”أبواب جهنم” جوفاء لا تقنع أحدا