سياسيون واعلاميون عرب: اليمن غير المعادلات وأربك حسابات الكيان وامريكا
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
أجمع سياسيون وإعلاميون وناشطون فلسطينيون وعرب، أن اليمن بدخولِه القوي في الحرب ضد الكيان الصهيوني والداعمون له؛ نصرة لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية، غيّر المعادلات وأربك حسابات كيان الاحتلال والولايات الأمريكية،الأمر الذي استدعى الأخيرة إلى تشكيل تحالف دولي للعدوان على اليمن،
واكدوا في استطلاع : أن اليمن بقيادة السيد عبدالملك الحوثي والرئيس المشير مهدي المشاط، أصبح قوة يُعمل لها ألف حساب، ولن يتراجع عن موقفه المساند لفلسطين مهما كانت التحديات.
الباحث الفلسطيني المتخصص في الشؤون السياسية والتاريخية، محمد جرادات، تحدث من مدينة جنين الفلسطينية، موجهاً التحية لليمن على وقفته "اللافتة والشامخة وغير المسبوقة في تاريخ الصراع العربي الإسلامي مع إسرائيل وأمريكا والغرب".
وقال جرادات: "اليمن الذي ما زال يعاني من عدوان سعوديّ إماراتي لتسع سنوات بدعم أمريكي وبريطاني وصهيوني ودولًا عربية ناصبت اليمن الجديد الذي يسمونه بـ (اليمن الحوثي) العداء؛ فإذا بهذا اليمن الكبير، يخرج من تحت أطلال هذه الحرب الغاشمة ويفاجئ العالم".
وأضاف: "شخصيًّا لستُ متفاجئًا من هذه الوقفة الجذرية الكاملة لليمن لمناصرة غزة والدفاع عنها في مواجهة الإبادة الجماعية"، لافتاً إلى أن "اليمنَ اليوم من خلال هذا الفعل الكبير وهو يقصف أهدافاً صهيونية في أُمِّ الرشراش المحتلّة، ويقصف السفن الحربية والتجارية الأمريكية والسفن الصهيونية والمتجهة إلى كيان الاحتلال، ومن خلال تصديه للعدوان الأمريكي البريطاني وقدرته على مواصلة خطواته الاستراتيجية رغم تواجد القوة الكبيرة في البحر الأحمر، كُـلّ ذلك يؤكّـد أن اليمن هو صاحب قول وفعل، بل إنه يفعل أكثر مما يقول". الباحثُ جرادات وهو قيادي سابق في حركة الجهاد الإسلامي، وقضى نحو 16 عاماً في سجون الاحتلال، بعضها في سجون السلطة الفلسطينية؛ باعتباره معارضاً لاتّفاق "أوسلو" أوضح أن "الوقفة اليمنية الاستراتيجية دعماً وإسناداً للشعب والمقاومة الفلسطينية، استطاعت أن تلقي بظِلالها المباشرة على ميدان الفعل على الأرض وليس فقط خلق جواً تفاؤلياً وحالة من التضامن العربي والإسلامي والجهادي، بل إن الأمرَ يتجاوز القضايا الشعبيّة لما هو الأثر الميداني المباشر"،
واكد أن العدوَّ الصهيوني "يعاني من هذه الخطوات الاستراتيجية اليمنية على مستوى التجاري والاقتصادي والغذائي، والأهم على مستوى العجز الأمني والعسكري، حَيثُ توعد وزير الحرب الإسرائيلي ورئيس حكومته، اليمن عدة مرات، ولكنهم جبنوا في مواجهة القوة والثبات اليمني".
وقال جرادات أن "اليمن الذي أنشأ قدراتِه العسكريةَ في ظروف استثنائية تحت القصف والغارات الجوية خلال العدوان السعوديّ الأمريكي، بالتأكيد هو في حالةٍ من السعة والقدرة على احتواء كُـلّ الضربات الأمريكية وغيرها، وبالتالي القدرة على الاستمرار في هذه الاستراتيجية التي تخنق الكيان الإسرائيلي من منفذ استراتيجي أَسَاسي".
رؤيةٌ فكرية سياسية:
وتطرق الباحث الفلسطيني في سياق حديثه مع صحيفة "المسيرة"، إلى خطابات السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، والرئيس المشير مهدي المشاط، وما تتضمنه من تأكيدات على ثبات الموقف اليمني المساند لفلسطين والإصرار على الاستمرار في ذلك حتى يتوقفَ العدوانُ على غزة والضفة والغربية ويرتفع الحصار،
قائلاً: "متابعة لخطابات السيد عبدالملك والرئيس المشاط ومن قبلهما الشهيد الرئيس صالح الصماد، ولكل مفكري ورواد وقادة وزعماء اليمن الحديث، يمن الفجر القرآني، يتأكّـد بما لا يدعُ مجالاً للفهم المغلوط بأن اليمن يحمل رؤية فكرية سياسية تقوم بالفعل على اعتبار فلسطين قضية الأُمَّــة المركزية، وباعتبار ذلك فريضة قرآنية ومشروع عمل يستطيع من خلاله اليمن كما الفلسطيني كما ابن جنوب إفريقيا كما كُـلّ الإنسانية أن تتطلع لحل مشاكلها في مواجهة الرذيلة الإسرائيلية ومواجهة الاستكبار الأمريكي والمثلية التي تجتاح أُورُوبا وأمريكا والعالم، يستطيع الإنسان من خلال هذا المشروع الفكري أن يتعامل؛ باعتبار إسرائيل رأس الشر وأمريكا إخطبوط الشر في العالم، وبالتالي فلسطين هي ذروة التضحية وذروة المشروع الفكري السياسي الكبير الذي اسمُه مركَزيةُ قضية فلسطين التي بلورها وأطلقها المفكر الشهيد فتحي الشقاقي، نجدها اليوم تتجسدُ في ما يقدمه اليمن من خلال قادته الكبار ومفكِّريه وزعمائه الذين يشرحون ويوضحون تلك الارتباطات بين الأبعاد الفكرية والسياسية والميدانية، وبالتالي القدرة على مواجهة الأولويات والتحديات الكبرى والابتعاد عن هوامش الخلاف فيما يتعلق بالقضايا المذهبية أَو المسائل السياسية أَو القومية أَو العرقية".
الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني حسين مرتضى، أكّـد أن "دخول اليمن المعركة إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني، وبقية جبهات محور المقاومة في لبنان والعراق وسورية، كان له الأثر الكبير"، واصفاً الخطوات التي اتخذتها "صنعاء" بـ"الاستراتيجية".
وقال مرتضى": "ما قام به الجيش والشعب اليمني من فرض معادلة استراتيجية إقليمية دولية في البحر الأحمر، كان لها التأثير الكبير والدلالات الكثيرة، وخففت الكثير من الضغوطات على الشعب الفلسطيني وأعادت ترتيب المنطقة من الناحية الإقليمية، إضافة إلى أنها أوجدت معادلةً إقليمية دوليةـ، ولكن هذه المرة لم يكن التوقيت بيد الولايات المتحدة الأمريكية، وللمرة الأولى تكون أمريكا في موضع الدفاع أمام المعادلات التي فرضها اليمن ومحور المقاومة".
وأشَارَ الإعلامي مرتضى إلى أن "جبهاتِ محور المقاومة "استطاعت من خلال ما قامت به من خطوات عملية استراتيجية، أن توقف الأمريكي عند حده وتجعله هو من يبحث عن الحلول وأن يسعى إلى تعديل الكثير من المعادلات التي فرضها محور المقاومة".
وفي السياق، أكّـد حسين مرتضى، أن "العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن "ليس بالشيء الجديد"، لافتاً إلى أن "العدوان على الشعب اليمني يشرف عليه وينفذُه الأمريكي والبريطاني وبعض الدول الأُخرى منذ أكثر من تسع سنوات وما زال مُستمرّاً، ويستعر الآن؛ لأَنَّهم أدركوا الدورَ الكبير لليمن في هذه المعركة المقدسة، وأن المخطّطات والمشاريع التي تحاك ضد الشعب اليمني منذ زمن لتحييده من القضية الفلسطينية وقضايا الأُمَّــة المركزية، وجعله هامشياً لا أثر أَو ذكر له في المنطقة، قد فشلت بامتيَاز".
كما يدُلُّ هذا العدوان -والكلام للإعلامي مرتضى- على حالة الضياع واللاعقل التي تعيشها أمريكا وبريطانيا ودليل ضعف أن الإدارة الأمريكية لم تستطع فرض هيمنتها على هذا الشعب المقاوم. وأوضح أن "أمريكا وبريطانيا وكلّ وقف إلى جانبهما، سيتحملون تبعات هذا العدوان، وأن الزمن الذي كانت تقوم فيه الولايات المتحدة باستهداف اليمن دون أن يكون هناك رد قد ولىّ، واليوم الجيش والشعب اليمني هم الذين يتحكمون في المنطقة وهم الذين سيفرضون المعادلات".
الإعلامي اللبناني حسين مرتضى أشار في ختام حديثه مع صحيفة "المسيرة" إلى أن التكامل في مواقف وخطابات القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي، والقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط، يؤكّـد أن "هناك رؤيةً واضحة وخطة استراتيجية مبنية على المفاهيم القرآنية التي تحث على الوقوف إلى جانب المظلوم، وهذه الرؤية من قبل القيادية اليمنية لها علاقة بالواقع الميداني والسياسي وبالمتغيرات الإقليمية والدولية".
من جانبها الإعلامية والكاتبة السياسية ريم عبيد، أوضحت بدورها أن "العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن هو عدوان سافر ومدان، وينتصر لأمن الكيان الصهيوني، على حساب عشرات آلاف من الشهداء والجرحى الفلسطينيين، ومئات الآلاف مشردين ويواجهون الموتَ عطشى وجوعى"، مشيرة إلى أنه "ولأن اليمن وقف إلى جانب المظلوم، تلقى هذه الضربات من واشنطن التي لا ترى في هذا العالم إلا مصالحها، ولو على حساب الإنسانية جمعاء".
وقالت عبيد": "أمريكا التي زرعت الكيان الصهيوني في قلب الشرق الأوسط ليكون لها موطئ قدم، وقدمت له الدعم والإسناد ودعمته في المحافل الدولية وغضت النظر عن جرائمه، هَـا هي تقف اليوم عاجزة أمام رؤية هذا الكيان وهو ينهار بفعل ضربات محور المقاومة وعمليات الاستنزاف التي يتلقاها يوميًّا منذ السابع من أُكتوبر الماضي".
اليمنُ استطاع قلبَ الموازين:
وتقييماً للخطوات اليمنية المساندة لشعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية منذ التحام صنعاء بملحمة "طُـوفان الأقصى"، قالت المذيعةُ في فضائية "اللؤلؤة" البحرينية المستقلة: "اليمنُ استطاع أن يستنفرَ دولَ العالم، وأن يسجل موقفاً كَبيراً أكّـد فيه أننا كعرب نملك أوراقَ قوة نستطيع من خلالها أن نفرض أنفسنا كقوة مواجهة لقوى الاستكبار العالمي، ولكن ينقصنا فقط الإرادَة والعزيمة والثقة بالنفس وبالخالق -عز وجل-؛ لهذا أصبحت اليمنُ قوةً إقليمية ضاغطة لا يمكن تجاهلها، خُصُوصاً وأنها تتحَرّك بدافع الإيمان والعقيدة، وهو ما ليس موجوداً لدى الغرب الذي تحَرّكه المصالح فحسب".
وأضافت: "استطاع اليمنُ أن يقلبَ الموازينَ وفاجأ الولايات المتحدة بخطوات كبيرة جِـدًّا، قصمت ظهرَ الكيان الصهيوني باقتصاده المختل؛ نتيجة الحرب الغاشمة على غزة"، لافتة إلى أنه: "لم يعد أمام كيان الاحتلال خياراً إلا إيقاف عدوانه على غزة، خُصُوصاً أنه وبعد مئة يوم فشل في تحقيق أي انتصار وسط انهيار خطير داخل المجتمع الصهيوني، إلى جانب الخلافات الحادة في الكابينت الإسرائيلي".
وأكّـدت المذيعةُ عبيد أن "اليمن -إلى جانب إيمانه بالقضية الفلسطينية واعتبارها القضية المركزية الأولى، وثقته بالله ناصر المظلومين ومهلك الجبابرة- يعود جانباً كبيراً من قوته وشموخه في الترابط الشديد بين الشعب وقيادته، وهذا الأمر نادراً ما نجدُه في دول العالم أجمع وليس دول المنطقة فقط"، مضيفة: "يظهر السيد عبدالملك الحوثي، في خطاباته مستنداً على عقيدته الإيمانية ومستنداً إلى الملايين من الشعب اليمني الذين يخرجون إلى الساحات سيولاً بشريةً لم يشهد العالَمُ لها مثيلاً، ويظهر الرئيس مهدي المشاط، أَيْـضاً، في خطابات وتصريحات فيها من القوة والثبات على المبدأ المساند والمناصر للشعب الفلسطيني ما يكشف مدى التقارب بين القيادة الثورية والسياسية وبين عامة الشعب".
وقالت: "منذ اليوم الأول لمشاركة اليمن على خَطِّ المساندة والدعم لأهلنا في غزة، بدا التماسك الشعبي والالتفاف حول القيادة، وبدا الانسجام الواضح في تصريحات القيادات اليمنية المجتمعة على وقف العدوان كحل لإنهاء الصراع القائم حَـاليًّا؛ ووقف الضربات والاستهدافات في البحر الأحمر وبحر العرب"، مؤكّـدةً أن "هذا التماسك يدُلُّ على الثوابت التي يمتلكها اليمن، وعلى وحدة الموقف والمبدأ المستمد من العقيدة الإيمانية الراسخة والعمق اليقيني بأن النصر هو حليف المؤمنين، مهما كانت التضحيات، وما يملكه اليمن بعيدًا عن القدرات العسكرية والقتالية لا تملكه أميركا ولا إسرائيل.. وهنا نتحدَّثُ عن روحية القتال واليقين بالنصر".
الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني ثائر منصور،: "إن العدوان السافر الهمجي من قوى الشر والاستكبار على يمننا الحبيب، دليلٌ على حجم الألم الذي تسببت به القوات المسلحة اليمنية للكيان واقتصاده المتهالك، فهبت قوى الشر لتحاول عبثاً ردع اليماني الشريف الحر عن نصرة أهله وشعبه في غزة الجريحة".
وأضاف أن "توريط الأمريكي والبريطاني صهيونياً في معركة خاسرة في البحر الأحمر ما هو إلا دلالة على هشاشة هذا الكيان الذي كشفت معركة "طُـوفان الأقصى" عيوبه الكبيرة وكان للقوات المسلحة اليمنية دور فاعل في فضح زيف قوته وهشاشة بنيانه الاقتصادي والأمني".
وأوضح منصور أن ما وصفها بـ"المغامرة" الأمريكية والبريطانية، بقصف "اليمن العزيز والتهديدات التي أطلقتها قوى تحالف الشر وتورطه في جريمة نكراء بالاعتداء على أرض وشعب اليمن، هي دلالة على عِظم الدور اليمني في ردع الاحتلال الصهيوني وإلحاق الضرر الجسيم في اقتصاده وشل حركة موانئ الكيان البائد، ورغم الآلاف الكيلومترات التي شاءت الأقدار أن تكون بُعداً جغرافياً بين اليمن المجاهد وفلسطين الحبيبة إلا أن اليمن ورجالَه رفضوا أن تكون الجغرافيا ذريعةً للتنصل من واجبهم في نصرة قضية الأُمَّــة الأولى وسخروا كُـلّ إمْكَانياتهم وأوراق قوتهم في مقارعة هذا الكيان والتنكيل به عسكريًّا واقتصاديًّا مما أجبر قوى الشر العالمية المتصهينة للهرولة بأساطيلها وطائراتها لنجدة الكيان البائد في معركة خاسرة بإذن الله".
وأشَارَ الناشط الفلسطيني إلى أنه "منذ بداية المعركة والموقف اليمني يزداد قوة وصلابة وحكمة بدءاً من خطابات السيد عبد الملك الحوثي -حفظه الله- التي رسمت خطاً استراتيجياً في كيفية الوقوف في وجه هذا الكيان المجرم والتنكيل به نصرة لغزة وشعبها وأصلت لشرعية التحَرّكات اليمنية العسكرية ضد الاحتلال وسفنه في بحر العرب والبحر الأحمر، ومُرورًا بمواقف رئيس الجمهورية المشير مهدي المشَّاط، التي أطلق فيها وعداً هاماً بأن فلسطينَ وأهلها لن يكونوا بعد اليوم وحدَهم في مقارعة هذا الكيان الغاصب".
واختتم الناشطُ ثائر منصور حديثه بالقول: "إن المواقفَ المهمةَ والشريفة للقيادة اليمنية والتي أظهرت معدناً أصيلاً لشعب مقاوِمٍ ومجاهدٍ بالفطرة انعكست أَيْـضاً في مواقف النخب والأحزاب والقوى اليمنية التي شاركت القيادة اليمنية مواقفها وأكّـدت عليها وتضمنت تفويضاً شعبيًّا في المضي قدمًا في معركة نصرة المظلوم ورفع العدوان عن غزة وأهلها، وهو موقفٌ يجمعُ حكمةَ وشجاعةَ القيادة اليمنية وأصالة وعنفوان شعبها، الذي يؤكّـدُ حقيقةَ أنه شعبٌ يولدُ فيه الإنسانُ مجاهداً رافِضاً للظلم والدَّنِيَّة
صحيفة المسيرة
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی البحر الأحمر السید عبدالملک محور المقاومة الشعب الیمنی مهدی المشاط هذا الکیان أن الیمن إلى جانب إلى أنه من خلال فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يحذر دول العدوان والميليشيات التابعة لها من أي محاولة للمساس بالوحدة اليمنية
وأكد الرئيس المشاط في خطابه مساء اليوم بمناسبة الذكرى الـ 35 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية، على مواصلة الجهاد والنضال حتى تحرير آخر شبر من أراضي الجمهورية اليمنية وطرد المحتلين الغزاة والاستعداد التام لمواجهة أي تجددٍ للعدوان الأمريكي وأدواته أو العدوان الأمريكي الصهيوني.
وتوجه بخالص التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني العزيز، وإلى قائد ثورته الخالدة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، والعلماء الأجلاء وكافة النخب اليمنية، وأبطال القوات المسلحة والأمن، وكافة قبائل اليمن الوفية، وكل رفاق السلاح وشركاء الموقف من مشايخ وأعيان ومناضلين.
وجدد الاعتزاز بهذا الإنجاز الوطني التاريخي، الذي لم يكن حكراً على منطقة أو فئة، بل مثل امتداداً طبيعياً لتاريخ طويل من الكفاح الوطني، من ثورة 14 أكتوبر المجيدة، إلى التجربة الوحدوية التي انطلقت من عدن بتوحيد أكثر من عشرين سلطنة وإمارة في كيان وطني مستقل.
ولفت فخامة الرئيس إلى أن الوحدة اليمنية لم تكن مجرد وحدة جغرافيا، بل وحدة قلوب ومصير وموقف، وهي اليوم تمثل عزة وفخر اليمن وضمان سيادته، والملاذ الآمن الذي يجمع أبناء اليمن على كلمة سواء، إذ لا يمكن مواجهة التحديات أو إصلاح الاختلالات والأخطاء إلا في ظل الوحدة وجمع الكلمة.
وأكد أن "الوحدة اليمنية لم تكن إنجازًا وطنيًا فحسب، بل كانت نواة حقيقية للوحدة العربية، فلا ننسى ما سطّره أبناء الأمة العربية والإسلامية من ترحيب واسع بها؛ من الساسة والمفكرين، إلى النخب الثقافية والإعلامية، وما خطته أقلام الأدباء والشعراء من تسجيل مواقف مشرفة تجاهها، فقد مثلت الوحدة اليمنية اللبنة الأولى نحو الوحدة العربية الشاملة".
وأشار إلى أن التمسك بالوحدة اليمنية ليس من باب العاطفة، بل من منطلق إيماني ووطني وعقلاني وعروبي، يدرك أن التفتيت ليس حلاً، وأن أخطاء الماضي لا تُعالج بالتقسيم والانفصال، بل بالإنصاف والعدل والإصلاح وبما يضمن الحقوق والمشاركة العادلة لكل اليمنيين.
وأفاد الرئيس المشاط بأن الشعب اليمني ظل موحداً عبر التاريخ وإن اختلفت عليه الدول وتعاقبت عليه الحضارات؛ بل وحتى في زمن الغزو والاحتلال ظل موحداً في مواجهة التحديات التي هددت وحدته ونسيجه الاجتماعي، وكما تجاوز محاولات التقسيم قديماً، والأقلمة حديثاً، فإنه قادر على كسر كل المحاولات لتقسيمه وتفكيك بنيته التاريخية.
كما أكد أن الأحداث أثبتت أن الرهان على الخارج طريق للدمار والخذلان، بينما التمسك بخيار الشعب هو الطريق إلى المستقبل الأمثل؛ وها هم من خانوا الوحدة اليمنية اليوم يعيشون في فنادق وعواصم الخارج، ويتمحورون حول ذواتهم وعوائلهم ومصالحهم الضيقة، فيما يتحمل المواطنون في المناطق المحتلة البأساء والضراء، وويلات الانهيار وانعدام الخدمات.
وقال " إن مما يحز في أنفسنا أن نشاهد ما آل إليه حال جزء عزيز من بلدنا قابعٌ تحت نير الاحتلال، ونحزن على إخواننا في تلك المناطق الذين يعانون الأمرّين من ممارسات عصابة التبعية الخانعة للمحتل، التي لم تحافظ لا على مال عام ولا على كرامة شعب ولا استقلال وطن، وإذا كان في بقائها ما ينفع فلا شيء باستثناء إظهار مدى خطورة النموذج المراد تطبيقه، ليبقى الخيار الوحيد بعدها أن نحفظ كرامتنا وعزتنا واستقلالنا، ونبني دولتنا تحت سقف وحدةٍ جامعة".
وأوضح أنه وفي الوقت الذي تتجه فيه دول العالم لتشكيل التكتلات والتحالفات رغم اختلافها وتنوعها العرقي والديني والثقافي، فإننا في الجمهورية اليمنية كشعب مسلم بروابطنا الجغرافية والتاريخية والثقافية أولى بالوحدة وأحق بالحفاظ عليها.
وأكد فخامة الرئيس أن الشعب اليمني جسد بموقفه المساند للشعب الفلسطيني في غزة أسمى صور الوحدة العربية والإسلامية باتخاذه موقفاً شجاعاً نصرة لجزء عزيز من أمته، ودفع في سبيل ذلك أغلى التضحيات، وخلال معركة طوفان الأقصى أظهر اليمن مجدداً إجماعاً وطنياً من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه نصرة لفلسطين، وتوحد اليمنيون كافة ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي على البلد، وها هو اليوم اسم اليمن الواحد الموحد يتردد في كل أنحاء العالم، ويُنظر إلى موقف اليمن بإجلال وإكبار.
وبين أن ترديد اسم اليمن اليوم في المحافل الدولية وعلى لسان الصديق والعدو ليس إلا برهانًا قاطعًا على أن الوحدة اليمنية باقية وستظل باقية، وأن مشاريع التقسيم والانفصال قد فشلت أمام إرادة شعبٍ موحّد.
وجدد التأكيد على أن شعبنا الذي استطاع أن ينهي الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن، وينتزع استقلاله بعد عقود من الهيمنة، التي اعتمدت سياسة "فرق تسد"، يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى- عواقب الفرقة والتقسيم التي يسعى إليها أعداء أمتنا.. معبرا عن الثقة في أن الشعب اليمني الذي خبر قسوة الاستعمار البريطاني البغيض وصمد في وجه العدوان الأمريكي السعودي خلال العقد الأخير، لن يقبل بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، وسيمضي في الحفاظ على سيادة البلد واستقلاله، تحت عنوان الوحدة اليمنية التي تكفل حقوق جميع أبنائه دون انتقاص.
وأكد الرئيس المشاط الاستمرار على نهج الآباء والأجداد في التمسك بالوحدة والدفاع عنها، مراهنين على وعي الشعب اليمني بقدسيتها، وأنها ستكون بأمان مادام هذا الوعي ومهما كانت التحديات.
كما جدد التأكيد على موقف اليمن الديني والمبدئي الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وأهلنا في غزة، وكذا استمرار عمليات الاسناد مهما كانت التبعات.
وقال مخاطبا الأشقاء في غزة "لا يضيركم خذلان الخاذلين فالله معكم، ونحن معكم، دمكم دمنا وألمكم ألمنا، ولا زال قرارنا في الجمهورية اليمنية المتمثل في وضع كل مقدرات قواتنا المسلحة تحت تصرفكم حتى وقف العدوان ورفع الحصار عنكم والعاقبة للمتقين".
وأضاف "إننا لنأسف أن نرى ثروات أمتنا ومقدراتها تذهب إلى أعداء هذه الأمة، في وقت امتلأت فيه القاعات بكلمات المديح الفارغ والثناء الممجوج، إذ لم تكن وعود المجرم ترامب إلا سراباً تغلفها المصالح وتخفي وراءها الحقد والخداع".
وتابع الرئيس المشاط "لن أعلق اليوم على ما جرى مؤخراً مما له علاقة بالعدوان الأمريكي السافر على بلدنا خدمة للكيان الصهيوني، كون ما جرى كشف تلقائياً الأمر لكل العالم أن لا خطر على ملاحة أحد لم يعتدي أو يدعم إجرام الصهاينة، فقط باختصار شديد: أقول طرف بدأ واعتدى وآخر دافع وتصدى، ولما توقف من بدأ انتهى الأمر، ولم يتبقى سوى بعض القرارات والعقوبات من الجانبين والقرار هنا لمن بدأ والمعاملة بالمثل مبدأ فطري وكوني قبل أن يكون دولي وقانوني".
ومضى قائلا "كنا نأمل من القمة العربية في بغداد أن تخرج بمواقف عملية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني وتكسر قيود الحصار، بفرض إدخال المساعدات الغذائية والدوائية، والخروج من حالة المواقف الإنشائية والكلامية التي أثبت الواقع عدم جدوائيتها خاصة في ظل الوضع المتردي والبائس الذي يعيشه إخوتنا في قطاع غزة خاصة في ظل الموقف العربي العاجز والمتخاذل".
وأشار فخامة الرئيس إلى أن الصراع القائم اليوم هو صراع عربي وإسلامي في جوهره، مع الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل الذي يعتبر العدو المشترك لجميع شعوب الأمة، فـ"إسرائيل" ومن يقف خلفها لا تستهدف أهل فلسطين أو غزة وحدهم، ولا لبنان أو إيران أو اليمن فحسب، بل تستهدف الأمة كلها، أرضاً وشعباً وكرامة، ومن هذا المنطلق، فإن مسؤولية جهاده ومواجهته والتصدي له لا تقع على طرف دون آخر، بل هو واجب جماعي تفرضه وحدة المصير والعدو المشترك العدو الصهيوني.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، والقائل: (إنما المؤمنون إخوة)، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وارضَ اللهم عن أصحابه المنتجبين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
باسمي، ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى، أتقدّم بخالص التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني العزيز، وإلى قائد ثورته الخالدة، السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، حفظه الله، وهي موصولة لكل العلماء الأجلاء، وكافة النخب اليمنية في جميع المجالات والتخصصات.
كما لا يفوتني أن أهنّئ أبطال قواتنا المسلحة والأمن، وكافة قبائل اليمن الوفية، وكل رفاق السلاح وشركاء الموقف من مشايخ وأعيان ومناضلين، وهي أيضاً لكل الشرفاء والأحرار من أبناء وبنات اليمن في الداخل والخارج.
أيها الإخوة والأخوات:
بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة، نُجدد اعتزازنا بهذا الإنجاز الوطني التاريخي، الذي لم يكن حكراً على منطقة أو فئة، بل مثل امتداداً طبيعياً لتاريخ طويل من الكفاح الوطني، من ثورة 14 أكتوبر المجيدة، إلى التجربة الوحدوية التي انطلقت من عدن بتوحيد أكثر من عشرين سلطنة وإمارة في كيان وطني مستقل، فلم تكن الوحدة اليمنية مجرد وحدة جغرافيا، بل وحدة قلوب ومصير وموقف، وهي اليوم تمثل عزتكم، وفخركم، وضمان سيادتكم، والملاذ الآمن الذي يجمع أبناء اليمن على كلمة سواء، إذ لا يمكن مواجهة التحديات أو إصلاح الاختلالات والأخطاء إلا في ظل الوحدة وجمع الكلمة.
كما أن الوحدة اليمنية لم تكن إنجازًا وطنيًا فحسب، بل كانت نواة حقيقية للوحدة العربية، فلا ننسى ما سطّره أبناء أمتنا العربية والإسلامية من ترحيب واسع بها؛ من الساسة والمفكرين، إلى النّخب الثقافية والإعلامية، وما خطته أقلام الأدباء والشعراء من تسجيل مواقف مشرِّفة تجاهها.
لقد مثَّلت الوحدة اليمنية اللبنة الأولى نحو الوحدة العربية الشاملة.
إننا نتمسك بالوحدة اليمنية لا من باب العاطفة، بل من منطلق إيماني ووطني وعقلاني وعروبي، يدرك أن التفتيت ليس حلاً، وأن أخطاء الماضي لا تُعالج بالتقسيم والانفصال، بل بالإنصاف والعدل والإصلاح، وبما يضمن الحقوق والمشاركة العادلة لكل اليمنيين.
أيها الإخوة والأخوات:
لقد ظل الشعب اليمني موحّداً عبر التاريخ، وإن اختلفت عليه الدول، وتعاقبت عليه الحضارات؛ بل وحتى في زمن الغزو والاحتلال ظل موحّداً في مواجهة التحدّيات التي هددت وحدته ونسيجه الاجتماعي.
وكما تجاوز محاولات التقسيم قديماً، والأقلمة حديثاً، فإنه قادر على كسر كل المحاولات لتقسيمه وتفكيك بنيته التاريخية.
لقد أثبتت الأحداث أن الرهان على الخارج طريق للدّمار والخذلان، بينما التمسك بخيار الشعب هو الطريق إلى المستقبل الأمثل؛ وها هم من خانوا الوحدة اليمنية اليوم يعيشون في فنادق وعواصم الخارج، ويتمحورون حول ذواتهم وعوائلهم ومصالحهم الضيِّقة، فيما يتحمّل المواطنون في المناطق المحتلة البأساء والضراء، وويلات الانهيار وانعدام الخدمات.
وإن مما يحز في أنفسنا أن نشاهد ما آل إليه حال جزء عزيز من بلدنا قابعٌ تحت نير الاحتلال، ونحزن على إخواننا في تلك المناطق الذين يعانون الأمرّين من ممارسات عصابة التبعيَّة الخانعة للمحتل، التي لم تحافظ لا على مال عام ولا على كرامة شعب ولا استقلال وطن، وإذا كان في بقائها ما ينفع: فلا شيء باستثناء إظهار مدى خطورة النموذج المراد تطبيقه، ليبقى الخيار الوحيد بعدها أن نحفظ كرامتنا وعزَّتنا واستقلالنا، ونبني دولتنا تحت سقف وحدةٍ جامعة
ففي الوقت الذي تتجه فيه دول العالم لتشكيل التكتلات والتحالفات، رغم اختلافها وتنوعها العِرقي والديني والثقافي، فإننا في الجمهورية اليمنية -كشعب مسلم- بروابطنا الجغرافية والتاريخية والثقافية أولى بالوحدة وأحق بالحفاظ عليها.
لقد جسّد الشعب اليمني بموقفه المساند للشعب الفلسطيني في غزة أسمى صور الوحدة العربية والإسلامية باتخاذه موقفاً شجاعاً؛ نصرة لجزء عزيز من أمته، ودفع في سبيل ذلك أغلى التضحيات.
وخلال معركة "طوفان الأقصى" أظهر اليمن مجدداً إجماعاً وطنياً من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه؛ نصرة لفلسطين، وتوحّد اليمنيون كافة ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي على اليمن، وها هو اليوم اسم اليمن الواحد الموحّد يتردد في كل أنحاء العالم، وينظر إلى موقف اليمن بإجلال وإكبار.
إن ترديد اسم اليمن اليوم في المحافل الدولية، وعلى لسان الصديق والعدو، ليس إلا برهان قاطع على أن الوحدة اليمنية باقية وستظل باقية، وأن مشاريع التقسيم والانفصال قد فشلت أمام إرادة شعبٍ موحّد.
أيها الإخوة والأخوات:
إن شعبنا، الذي استطاع أن ينهي الاحتلال البريطاني في جنوب الوطن وينتزع استقلاله بعد عقود من الهيمنة التي اعتمدت سياسة "فرِّق تسد"، يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى عواقب الفِرقة والتقسيم التي يسعى إليها أعداء أمتنا، وإننا على ثقة بأن الشعب اليمني الذي خبر قسوة الاستعمار البريطاني البغيض وصمد في وجه العدوان الأمريكي - السعودي، خلال العقد الأخير، لن يقبل بعودة عقارب الساعة إلى الوراء، وسيمضي في الحفاظ على سيادة البلد واستقلاله، تحت عنوان الوحدة اليمنية التي تكفل حقوق جميع أبنائه دون انتقاص.
وفي الختام، أشيرُ إلى ما يلي:
1) نجدد التهنئة والتبريك لعموم أبناء شعبنا اليمني العزيز بحلول هذه الذكرى المباركة، ونؤكد على الاستمرار على نهج الآباء والأجداد في التمسك بالوحدة والدفاع عنها، مراهنين على وعي الشعب اليمني بقدسيَّتها، وستكون بأمان ما دام هذا الوعي، ومهما كانت التحديات.
2) نحذّر دول العدوان والمليشيات التابعة لها من أي محاولة بالمساس بالوحدة اليمنية، والتأكيد على مواصلة الجهاد والنضال حتى تحرير آخر شبر من أراضي الجمهورية اليمنية، وطرد المحتلين الغزاة، والاستعداد التام لمواجهة أي تجددٍ للعدوان الأمريكي وأدواته، أو العدوان الأمريكي - الصهيوني.
3) نجدد التأكيد على موقفنا الديني والمبدئي الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وأهلنا في غزة، كما نؤكد استمرار عمليات الإسناد مهما كانت التبعات.
فيا أهلنا في غزة لا يضيركم خذلان الخاذلين فالله معكم، ونحن معكم، دمكم دمنا وألمكم ألمنا، ولا زال قرارنا في الجمهورية اليمنية المتمثل في وضع كل مقدرات قواتنا المسلحة تحت تصرفكم حتى وقف العدوان، ورفع الحصار عنكم والعاقبة للمتقين.
4) إننا لنأسف أن نرى ثروات أمتنا ومقدراتها تذهب إلى أعداء هذه الأمة، في وقت امتلأت فيه القاعات بكلمات المديح الفارغ والثناء الممجوج، إذ لم تكن وعود المجرم ترامب إلا سراباً تغلفها المصالح، وتخفي وراءها الحقد والخداع، وعدهم ومناهم، (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا).
ولن أعلق اليوم على ما جرى مؤخراً مما له علاقة بالعدوان الأمريكي السافر على بلدنا خدمة للكيان الصهيوني؛ كون ما جرى كشف تلقائياً الأمر لكل العالم أن لا خطر على ملاحة أحد لم يعتدِ أو يدعم إجرام الصهاينة.
فقط باختصار شديد، أقول: طرف بدأ واعتدى، وآخر دافع وتصدّى، ولما توقف من بدأ انتهى الأمر، ولم يتبقَّ سوى بعض القرارات والعقوبات من الجانبين، والقرار هنا لمن بدأ والمعاملة بالمثل مبدأ فطري وكوني قبل أن يكون دوليا وقانونيا.
5) كنا نأمل من القمة العربية في بغداد أن تخرج بمواقف عملية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني، وتكسر قيود الحصار، بفرض إدخال المساعدات الغذائية والدوائية، والخروج من حالة المواقف الإنشائية والكلامية التي أثبت الواقع عدم جدوائيتها خاصة في ظل الوضع المتردي والبائس الذي يعيشه إخوتنا في قطاع غزة، خاصة في ظل الموقف العربي العاجز والمتخاذل.
6) إن الصراع القائم اليوم هو صراع عربي وإسلامي في جوهره، مع الكيان الصهيوني الغاصب والمحتل الذي يُعتبر العدو المشترك لجميع شعوب الأمة، ف"إسرائيل"، ومن يقف خلفها، لا تستهدف أهل فلسطين أو غزة وحدهم، ولا لبنان أو إيران أو اليمن فحسب، بل تستهدف الأمة كلها، أرضاً وشعباً وكرامة. ومن هذا المنطلق، فإن مسؤولية جهاده ومواجهته والتصدي له لا تقع على طرف دون آخر، بل هو واجب جماعي تفرضه وحدة المصير والعدو المشترك (العدو الصهيوني).
الرحمة والخلود للشهداء..
والشفاء العاجل للجرحى..
والفرج القريب للأسرى..
والنصر لليمن وللأمة العربية والإسلامية..
والتحية لأهلنا في غزة..
تحيا الجمهورية اليمنية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.