قارة العجائب.. قصة ثلاثة دول باسم “غينيا” في أفريقيا
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
تعرف القارة السمراء بأنها موطن العجائب والطرائف، التي لا تنضب، ومن بين هذه الأمور هي وجود ثلاثة دول في قارة أفريقيا بإسم واحد هو "غينيا"، وهو أمر أثار استغراب وسخرية الكثير من عشاق الكرة الذي يتابعون بشغف بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في كوت ديفوار.
وتوجد دولة غينيا في غرب أفريقيا وعاصمتها كوناكري، وتعرف بـ"غينيا كوناكري" ليتميز إسمها عن جارتها غينيا بيساو، والأخيرة هي غينيا الاستوائية التي تقع وسط قارة أفريقيا.
غينيا
كانت تعرف من قبل بإسم غينيا الفرنسية، وعاصمتها هي كوناكري، وتتكون من 33 محافظة، ومساحتها 246 ألف كم مربع، وتعداد سكانها 10 ملايين نسمة، ينقسمون إلى 24 عرقية، ويتحدثون اللغة الفرنسية.
وتتشارك غينيا مع حدود تتقاسم حدودها مع ستة دول هي غينيا بيساو والسنغال ومالي والجنوبية مع سيراليون وليبيريا وكوت ديفوار.
غينيا بيساو
أطلق على هذه الدولة غينيا بيساو، حتى لا يختلط الأمر مع دولة غينيا التي تحدها من جهة الجنوب، ونالت استقلالها في عام 1974 بعد سنوات من الكفاح ضد المستعمر البرتغالي، وتتشارك في حدود مع غينيا كوناكري، والسنغال والمحيط الأطلسي.
ويصل تعداد سكان غينيا بيساو إلى 1،586،000 نسمة، يتحدث أغلبهم اللغة البرتغالية وفقا لآخر إحصاء في عام 2005، النسبة الأكبر فيها من الأفارقة، وتوجد فئات أخرى، تنحدر من أصول إفريقية وبرتغالية مزدوجة.
غينيا الاستوائية
اكتشفت غينيا الاستوائية في عام 1471 عن طريق البحار البرتغالي فرناندو بو، وتقع في وسط قارة أفريقيا، ويبلغ تعداد سكانها حوالي نصف مليون نسمة، وعاصمتها هي مالابو ويحدها من الشمال دولة الكاميرون ومن الجنوب الجابون، بينما من الغرب تطل على خليج غينيا ومن الشرق الكونغو.
ويتحدث أغلب سكان غينيا الإستوائية البالغ عددهم 1267689 نسمة باللغة الإسبانية.
غينيا الجديدة
وبعيدا عن قارة أفريقيا، توجد دولة أخرى تسمى غينيا وهي تقع في جنوب غرب المحيط الهادي، شمال أستراليا، وهي غينيا الجديدة وعاصمتها مدينة بورت مورسبي، ويتحدث سكانها اللغة الإنجليزية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القارة السمراء كأس الأمم الإفريقية غينيا كوناكري غينيا الإستوائية غينيا بيساو قارة أفریقیا غینیا بیساو
إقرأ أيضاً:
شهادات مروعة من بيت لاهيا: عائلات تُقصف وتُهجر وسط جوع وموت
أكد تقرير لصحيفة "الغارديان" أن شائعات وقف إطلاق النار لم يعد له أي معنى بالنسبة لمن فقدوا أحبتهم والذين يواجهون المجاعة بعد إحدى "أصعب الليالي" في بلدة بيت لاهيا أقصى شمال قطاع غزة، وهي المنطقة التي شهد تصاعدا واسعا في حرب الإبادة الإسرائيلية.
وقال التقرير الذي أعده الصحفيين جيسون بيرك وملاك الطنطش ، إنه "في حوالي الساعة الثانية من صباح الأحد الماضي، كان باسل البراوي ينام نوما متقطعا في منزله في بيت لاهيا، شمال غزة. لساعات، كان يستمع بخوف إلى دوي الانفجارات وإطلاق النار".
وأضاف "ثم بعد ذلك دوى انفجار هائل. ركض البراوي إلى الشارع فرأى منزل ابن عمه قد قُصف، وكان بداخله 10 أشخاص. جاءت الغارات على بيت لاهيا بعد أيام من شن إسرائيل هجوما جديدا وكبيرا، أُطلق عليه اسم "عملية عربات جدعون".
قال البراوي، المحاضر الجامعي البالغ من العمر 46 عاما: "استشهدوا جميعا. لم تنجُ سوى فتاة في السادسة من عمرها، وهي الآن في المستشفى. بدأنا بإخراجهم من تحت الأنقاض - كانت ملامحهم مشوهة، وأجسادهم مغطاة بالتراب، وملابسهم ممزقة. تحولت بشرتهم إلى اللون الرمادي من الرماد والغبار. شعرتُ بقلبي يتمزق وأنا أحملهم وأسلمهم للآخرين".
بعد ساعات، حمل البراوي عائلته في سيارة مستأجرة متهالكة مع أكبر قدر ممكن من الأمتعة. توجهوا جنوبا نحو مدينة غزة بحثا عن الأمان النسبي.
وقال البراوي: "ذهبتُ إلى هناك دون أن أعرف أين سنستقر، ولا أعرف أحدا حولي.. لم تعد أجسادنا ووجوهنا كما كانت قبل الحرب. لا نتعرف على أنفسنا، فكيف يمكن للآخرين التعرف علينا؟".
كان عبد الخالق العطار قد فرّ أيضا إلى مدينة غزة بعد أن شهد قصف أبناء عمومة البراوي. وهي الذي يعيش مع عائلته في خيمة، بعد نزوحهم ثماني مرات خلال الحرب المستمرة منذ أكثر من 19 شهرا.
قال الشاب البالغ من العمر 23 عاما: "كانت من أصعب الليالي التي مرت بها بيت لاهيا على الإطلاق. عندما تم إخلاؤنا، لم نحمل معنا سوى أمتعتنا الشخصية وبطانيتين. كان الطريق خطيرا ومرهقا. كان هناك مئات الأشخاص يسيرون حاملين أمتعتهم، بينما جلس آخرون على جانب الطريق منهكين تماما. الآن ننام في خيمتنا في الشارع".
واستشهد المئات في موجات من الغارات الجوية في الهجوم الإسرائيلي الجديد، معظمهم من المدنيين وفقا لمسؤولين طبيين ودفاع مدني في غزة.
وأوضح التقرير أنه "الآن في مدينة غزة، يواجه العطار تهديدا آخر. تخضع غزة لحصار مشدد فرضته "إسرائيل" قبل 11 أسبوعا، ومخزونات الغذاء والدواء والوقود على وشك النفاد، بينما يزعم اتلاحتلال إن هذا الإجراء ضروري لمنع حركة حماس من استغلال المساعدات لتمويل عملياتها العسكرية وغيرها.
ومع ذلك، فإن العواقب على السكان المحطمين والمصدومين واضحة. إن الإمدادات القليلة من الضروريات لا يستطيع الكثيرون تحمل تكلفتها، وقد وصف خبراء الأمن الغذائي خطر المجاعة بأنه حرج في ظل ارتفاع حاد في سوء التغذية الحاد.
لا يثق الكثيرون في غزة بإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مساء الأحد، السماح بدخول "المساعدات الأساسية" إلى غزة.
قال العطار، وهو عامل: "نواجه مجاعة حقيقية. لدي ثلاثة أطفال لأطعمهم".
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم مفاجئ شنته حماس على إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيليا، كما عملت على أسر 251 شخصا، لا يزال 57 منهم في غزة، على الرغم من الاعتقاد بأن أكثر من نصفهم قد لقوا حتفهم.
وقد أسفرت الهجمات الإسرائيلية المتتالية عن استشهاد أكثر من 53 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين.
ولم يُدلِ جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعليق فوري على الغارات في بيت لاهيا، لكنه كان قد صرح سابقا بأنه التزم بالقانون الدولي واتخذ "الاحتياطات الممكنة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين". كما تتهم "إسرائيل" حماس باستخدام المدنيين كدروع بشرية - وهو ما تنفيه الحركة. وتُصدر إسرائيل أوامر إخلاء قبل بعض الغارات لتحذير المدنيين من العمليات القادمة، ولكن لا يبدو أن مثل هذه الأوامر الأخيرة تشمل بيت لاهيا، بحسب ما ذكرت التقرير.
ومن بين أحدث ضحايا الحرب شقيق نسمة سالم الأكبر. قررت الطالبة البالغة من العمر 20 عاما وعائلتها الفرار من بيت لاهيا صباح يوم الجمعة بعد ليالٍ قضوها "في ظلام دامس بكل معنى الكلمة". لكن بينما كانوا يحمّلون سيارة أخيها بأمتعتهم استعدادا لرحلتهم إلى مدينة غزة، بدأت قذائف المدفعية تتساقط في الجوار.
قالت نسمة: "بدأ الناس يفرّون في كل اتجاه. حاولنا الخروج بأسرع ما يمكن، لكننا لم نكن سريعين بما يكفي".
وأضافت ثلاثة انفجارات مفاجئة. عندما التفتت نسمة حولها، رأت جثثا متناثرة في الشارع - أطفال ورجال ونساء.
وأوضحت: "التفتُّ فرأيت أخي رجب ملقى على الأرض. أخبرني أنه بخير، لكنه فقد وعيه بعد ذلك. فحصتُ نبضه - كان لا يزال موجودا. حاولتُ إيجاد من يساعد في حمله أو علاجه، لكن جميع من حولنا كانوا مصابين".
وزادت "ركضتُ عائدة إلى المنزل ووجدتُ عمي الذي ساعد في حمل أخي. ثم نقلته سيارات الإسعاف إلى المستشفى. فحصه الطبيب وأعلن وفاته على الفور. لم أصدق. توسلتُ للطبيب أن يفحصه مرة أخرى، وأن يحاول إنعاشه. قالوا إنه لا أمل. بدأتُ بالصراخ".
دُفن رجب سالم، البالغ من العمر 22 عاما، على عجل في بيت لاهيا. ثم فرت عائلته.
وتابعت نسمة: "كان والدي يقود سيارة أخي، لكن الكثير من ممتلكاتنا فُقد أو تضرر في الغارات، لذلك لم نتمكن من إحضار سوى بعض الطعام وملابس الصيف والبطانيات. كان الطريق شاقا، مكتظا بالسيارات المحملة بممتلكات العائلات النازحة، والأنقاض في كل مكان، والسماء مغطاة بدخان القصف المتواصل".
لجأت العائلة إلى منزل أحد أقاربها في مدينة غزة، المكتظ أصلا بالهاربين من أماكن أخرى. وهم أيضا يواجهون الجوع والحزن والصدمة.
قالت نسمة: "لقد نفد مخزوننا من المساعدات. نفد الدقيق. كنا نطحن المعكرونة ونخبزها كبديل للخبز - الآن حتى المعكرونة نفدت. اليوم، نطحن العدس ونعجنه حتى يصبح عجينة".
لم تعد نسمة تهتم كثيرا بالشائعات المستمرة حول وقف إطلاق نار جديد. وتقول: "أي فرق سيحدثه بالنسبة لي؟ هل سيعيد أخي إلى الحياة؟ لم أعد أهتم بوقف إطلاق النار .. لا أستطيع تخيل منزلنا بدون أخي... قلوبنا تتألم".