تجار سودانيون يهاجمون وزير المالية ويطالبون بإلغاء زيادة الدولار الجمركي
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
كانت وزارة المالية قد طبقت زيادة غير معلنة بتحريك سعر الدولار الجمركي، فيما دعا الأمين العام السابق لإتحاد الغرف التجارية، مجلس السيادة بالتدخل العاجل وإلغاء القرار ورفع يد وزير المالية عن “إيذاء الشعب السوداني” على حد تعبيره.
بورتسودان: التغيير
طالب الأمين العام السابق لإتحاد الغرف التجارية بالسودان الصادق جلال الأمين، بإلغاء قرار زيادة الدولار الجمركي الذي طبقته وزارة المالية مؤخرا بزيادة وصفها بأ “الكبيرة” من 650 إلى 950 جنيه سوداني مايقارب (ألف دولار أمريكي).
وكانت وزارة المالية قد طبقت زيادة غير معلنة بتحريك سعر الدولار الجمركي، فيما دعا الأمين العام السابق لإتحاد الغرف التجارية، مجلس السيادة بالتدخل العاجل وإلغاء القرار ورفع يد وزير المالية عن “إيذاء الشعب السوداني” على حد تعبيره.
ووصف الأمين، القرار بالـ “الحرب الاقتصادية المدمرة على الشعب السوداني، خاصة في ظل الكساد الذي يشهده السوق السوداني، بسبب ضعف القوة الشرائية للمواطن”.
وقال في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إن زيادة الدولار الجمركي إلى 950٠ جنيهاً، ستكون “كارثية على المواطن المغلوب على أمره”، والذي قال إنه يعأني من ويلات الحرب، موضحا أن الزيادة تعمل على تضيق معيشة المواطن وافقاره.
قرار دون رؤيةوأوضح الأمين العام السابق أن “القرار جاء دون رؤية ولن يحقق فائدة منه غير الخراب والدليل التجارب السابقة”، واضاف: “في يونيو 2021 قام وزير المالية الحالي بتحريك الدولار الجمركي من 28 جنيها إلى 370 جنيه.
وأنه تعلل حينها بأنه أحد مطلوبات الإصلاح الاقتصادي وسيعمل على استقرار سعر الصرف و زيادة الإيرادات، وأنهم أوضحوا له بالأرقام أن تلك الخطوة لن يحصد منها الأ السراب، وتابع: “للأسف حدث ما توقعناه والآن تكرار للخطأ”.
يذكر أن وزارة المالية قامت بتعديل الدولار الجمركي خلال الفترة الماضية 5 مرات من 370 إلى 445 جنيه ثم إلى 564 إلى 650 والتعديل الأخير إلى 950 جنيهاً.
إدارة اقتصادية “فاشلة”وشدد الأمين، على أن ما اسماها “سياسة التمادي في الفشل والضياع”، كأنما عمل ممنهج يتم لتدمير الاقتصاد السوداني، وهو اقتصاد متأثر جدا بالحرب، مبينا أن ما لحق به من سوء الإدارة الاقتصادية أثناء الحرب أكبر تأثيرا وأنه أضر به كثيرا.
فيما وصف الإدارة الإقتصادية بـ “الفاشلة”، وأنها تعتمد على المزاجية والفساد والمحسوبية وتصدر قرارات لا تصب أبدا في المصلحة العامة.
ويعاني السودان من ضعف الإيرادات المالية بسبب الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل من العام الماضي.
وأشار الأمين العام السابق الى أن القرار الأخير مقصود به زيادة الإيرادات، ولكن كل التجارب المماثلة السابقة أتت بعكس ذلك، وأن القرار توقيته خاطئ في ظل توقف الإنتاج المحلي.
وأوضح أن ذلك يؤدي حتما لتوقف الاستيراد المتأثر اصلا بالكساد، كما أن السلع المستوردة تباع الآن بأقل من كلفتها، مما ينعكس سلبا على عرض السلع وخلق حالة ندرة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار لارقام غير مسبوقة بالبلاد.
الوسومآثار الحرب في السودان الجمارك السودانية الدولار الجمركي وزارة المالية السودانية وزير المالية جبريل إبراهيمالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الجمارك السودانية الدولار الجمركي وزارة المالية السودانية وزير المالية جبريل إبراهيم الأمین العام السابق الدولار الجمرکی وزارة المالیة وزیر المالیة
إقرأ أيضاً:
عاجل للسيد وزير المالية
حتى الآن معدلات الأمطار فوق المعدل وكل الدلائل تشير إلى أن القادم أجمل لأن شهر أغسطس هو قمة الخريف وهذا يشي بأن المساحات المزروعة ستكون واسعة جدا خاصة في وسط السودان .. وربما يكون الأمر مختلفا في كردفان و دارفور حيث لهيب النار مازال حده السماء … على العموم سوف نسمع قريباً أن المساحة المزروعة في هذا الموسم فاقت الأربعين مليون فدان… وفي هذا خير وبركة..
في المشاريع المروية عامة والجزيرة خاصة أن هناك جهدا كبيراً قد بذل من جانب الإدارات والمزارعين لإصلاح الأعطاب التي طالت القنوات من جراء الحرب… إدارة مشروع الجزيرة ممثلة في قسم الري أصلحت القنوات الرئيسية بينما المزارعون دفعوا من دم قلبهم لإصلاح القنوات الفرعية ومع ذلك هناك أجزاء مقدرة خرجت من هذة العروة نتيجة الخراب الشديد الذي طال قنوات الري فيها .. وأنه لمن المحزن أن يتفرج المزارع على أرضه وهي بور بلقع لن تعطية ولا قبضة ذرة… ولكن ما لا يدرك كله لايترك جله كما يقول علماء الأصول.
ومع كل الذي تقدم فهذا الموسم تنقصه الكثير من المعينات الإنتاجية وعلى رأسها التقاوي المحسنة ومع أن منظمة الفاو قد وعدت بتوفيرها إلا أن معظم المزارعين لم تصلهم هذة التقاوي ومن وصلتهم لم تكن كافية لدرجة أن أحدهم قال ساخراً (الناس ديل عاوزننا نزرع الشلابي بس؟) .. والشلابي لمن هم من غير أهل الزراعة المروية هي سرابات تكون في مقدمة الحواشة تحرث متعارضة مع بقية سراب الحواشة لتسهيل عمليات الري..
إذن على الجهات المسؤلة أن تبحث أين ذهبت هذة التقاوي، هذا إذا أوفت الفاو بوعدها.. مشكلة التقاوي تغلب عليها المزارعون باللجؤ إلى ما عندهم من ذرة من الموسم الماضي وهي مش ولابد من حيث الإنتاجية (ما متل أبوك لكن بربيك).
أها الآن نحن أمام مشكلة أكبر وهي مشكلة السماد (اليوريا) فالمعلوم أن الدعامة قد بددوا كل كميات السماد التي كانت مخزنة… منها ما هو لدي بعض المزارعين كبقايا من المواسم السابقة وهي كميات قليلة لدى الواحد منهم… ولكن إذا جمعتها سيكون لها وزن ولكن الأكبر كان في مخازن التجار في العاصمة في صافولا وبحري وفي الحصاحيصا وفي مخازن مشروع الجزيرة، وقد رأيت بأم عيني كميات مهولة منها تحملها الجرارات ولا أدري إلى أين ذهبت… أغلب الظن أنها قد تعرضت للتلف والتبديد.. قال لي أحدهم إنه شاهد بعض الدعامة يرصفون أحد الطرق بالأسمدة والمحاصيل لكي تمر به منهوباتهم من عربات صغيرة غالية الثمن وعربات كبيرة وجرارات !!
خلاصة الأمر أنه وفي هذة اللحظة من عمر الموسم الزراعي الحالي فإن المزارعين قد ووجهوا بانعدام السماد والمعروض منه قد وصل سعر الجوال سعة خمسين كيلو جرام قرابة المائة ألف جنيه.. علما بأنه في الموسم الماضي وفي مثل هذة الايام كان بخمسة عشر ألف جنيه فقط وفي مواسم ما قبل الدعامة كان يصل إلى خمسة وعشرين في أعلى حالاته.. وحتى هذا مقارنة بالأسعار العالمية مرتفع جداً، فتجار السماد عندنا جبلوا على الاحتكار والتخزين والانزال في الأسواق بالقطارة… فهم من طينة الفساد الذي كان ومازال سائدا فالوجع عندنا قديم يا جماعة الخير…
ويبدو أن هذة الحرب بدل أن تعطينا درساً في الحياة سوف تغطس حجرنا زيادة طالما إن التماسيح مازلت تتضرع بيننا وبتحد أكبر من ذي قبل.
عودة إلى موضوعنا إن لم نخرج عنه، فالنداء موجه للسيد وزير المالية بأن يتلافى الموسم الزراعي ويغرق السوق بالسماد… فمن المعلوم بالضرورة أن الفدان الواحد من الذرة إذا وجد خمسين كيلوجرام فقط من اليوريا سوف تتضاعف انتاجيته فما بالك إذا وجد مائة كيلو… طبعا معظم المساحات المطرية التي تزرع تقليديا لا يستخدم فيها السماد لذلك انتاجيتها متدنية إن لم نقل مضحكة ولكن برضها بتسد فرقة فأحيانا ( الكترة بتغلب الشجاعة)، ولكن كل الأراضي المروية تستخدم السماد لأن الأرض فيها منهكة نسبيا كما أن المشاريع المطرية الحديثة في القضارف والنيل الأزرق وجبل موية (وهذة مطمورة السودان) الحقيقية تستخدم السماد ولو بكميات قليلة مقارنة مع المعايير العالمية…
فيا سيادة وزير المالية.. الأمن الغذائي جزء لا بتجزأ من الأمن العام… استيراد السماد لا يقل أهمية عن استيراد المعينات القتالية… فمن فضلك من تصدير الذهب أو من قروض ميسرة أو حتى بقرار بالسماح لأي كميات بسيطة من دخول البلاد بدون أي رسوم أو غرامات (النل فاليو) المهم أن التدابير لن تعوزك وحرامية الدولة وحرامية السوق معلومين لديك.. فانقذ هذا الموسم الزراعي وإن لم يكن من أجل دموع المزارعين الذين أدمنوا البكاء… فمن أجل عيون البلاد حتى لانسمع غداً المنظمات الدولية المتربصة بالبلاد تتكلم عن شبح المجاعة وانتشار المجاعة.. فحفنة سماد تعطيك كيلة عيش وخمسين كيلو سماد تعطيك مائتي وخمسين كيلو ذرة..
إن صدق الذي أخبرني، وأنا أميل إلى تصديقه لمعرفتي بمعرفته في هذا الشأن، فقد قال لي أنه في الأيام القليلة الماضية رست سفينة في ميناء بورتسودان محملة بالسماد ونتيجة للمضاربة التي حدثت حولها ارتفع سعر جوال السماد فيها إلى ثلاثة أضعاف قبل أن تبدأ التفريغ
واتفرج… يا سلام…
دكتور عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتساب