البنتاجون يمتنع عن التعليق على تحطم طائرة "إيل-76" التي كانت تقل أسرى أوكرانيين
تاريخ النشر: 24th, January 2024 GMT
قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أنه لا يستطيع حتى الآن التعليق على تحطم الطائرة "إيل-76" في مقاطعة بيلغورود، كما نفى أن يكون على علم بالتبادل المرتقب لأسرى الحرب.
وقال متحدث باسم البنتاغون عندما طلب منه التعليق على تحطم الطائرة: "للأسف، ليس لدي ما أقدمه في هذا الشأن".
وعندما طُلب منه التعليق على تبادل الأسرى الذي كان من المقرر إجراؤه اليوم الأربعاء بين روسيا وأوكرانيا، أجاب متحدث باسم البنتاغون بأن الوزارة "ليس لديها إمكانية الوصول إلى هذا النوع من المعلومات".
تجدر الإشارة إلى أن قوات كييف اسقطت اليوم الأربعاء، طائرة نقل عسكرية من طراز "إيل-76" فوق منطقة بيلغورود، كانت تقل 65 أسيرا أوكرانيا لمبادلتهم بأسرى روس، وقد لقي جميع الأسرى الذين كانوا على متن الطائرة حتفهم في الحادث، بالإضافة إلى 6 من أفراد الطاقم و3 أشخاص مرافقين، أي ما مجموعه 74 شخصا.
ووفقًا لوزارة الدفاع الروسية، فإن كييف كانت على علم تام بنقل الأسرى من أجل إنفاذ التبادل، والذي كان من المفترض أن يتم في وقت لاحق من يوم الأربعاء.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن تحطم الطائرة إيل-76 "يثير تساؤلا كبيرا حول احتمالات التوصل إلى اتفاق من أي نوع" مع كييف.
وأصدر رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين تعليماته بمخاطبة الكونغرس الأمريكي والبوندستاغ (البرلمان الألماني)، قائلا إن الولايات المتحدة وألمانيا هما اللتان تزودان أوكرانيا بأنظمة الصواريخ المضادة للطائرات (باتريوت وإيريس-تي).
ورفضت وزارة الدفاع الأوكرانية بشكل أساسي الاعتراف بمسؤولية القوات المسلحة الأوكرانية عن تحطم الطائرة "إيل-76" التابعة للقوات الجوية الروسية في مقاطعة بيلغورود.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الولايات المتحدة البنتاجون وزارة الخارجية صواريخ الأربعاء الخارج وزارة الدفاع الامريكية الدفاع الروسية الخارجية الروسية تحطم الطائرة التعلیق على
إقرأ أيضاً:
الفأرة التي في أيدينا.. كيف كانت وكيف أصبحت؟
#سواليف
يصعب اليوم تخيل عالم #الحواسيب دون ذلك الرفيق الصامت الذي يلازم أيدينا، ينقل نوايانا إلى الشاشة بنقرة أو سحبة بسيطة في دقة متناهية.
إنها #الفأرة، ذلك الجهاز المتواضع الذي حول التفاعل مع الآلة من مهمة معقدة محصورة بالمختصين إلى حركة بسيطة في متناول الجميع. لم تكن رحلتها من فكرة ثورية في رأس مخترع إلى قطعة أساسية على ملايين المكاتب مضمونة أو مباشرة، بل هي قصة إبداع ورؤية مستقبلية وصبر طويل.
في أوائل ستينيات القرن الماضي، كان الحاسوب عملاقا غامضا يتواصل معه المستخدمون عبر لغة غريبة من الأوامر النصية. كان على الشخص أن يكون مبرمجا ليأمر الآلة بتنفيذ ما يريد.
مقالات ذات صلةفي هذا الجو، تخيل المهندس الأمريكي #دوغلاس_إنجلبارت مستقبلا مختلفا تماما، يتعاون فيه البشر والحواسيب بطريقة طبيعية، بصرية، وبديهية. سعى إلى كسر الحاجز بين الإنسان والآلة، وولدت من هذا الحلم فكرة جهاز تتبع حركة اليد.
في اليوم التاسع من ديسمبر عام 1964، تحول الحلم إلى قطعة خشب ملموسة. جنبا إلى جنب مع زميله بيل إنجلش، أنتج إنجلبارت أول نموذج عامل لما نسميه اليوم الفأرة. لم تكن أنيقة، بل كانت صندوقا خشبيا مستطيلا متواضعا، به عجلتان متعامدتان في أسفله، واحدة لتتبع الحركة الأفقية، والأخرى للرأسية.
في أعلى الصندوق، زر واحد فقط. كان كابلها المتدلي هو ما أوحى فيما بعد بتسميتها “فأرة” بشكل غير رسمي، إذ ذكر العاملون في المختبر بأنها تشبه هذا القارض بجسمه وذيله الطويل.
لم يكن الصندوق الخشبي مجرد جهاز غريب، بل كان نافذة على فلسفة جديدة. أراد إنجلبارت واجهة رسومية، وطريقة للإشارة والنقر بدل الكتابة. وجاءت لحظة الانطلاق الكبرى في عرضه الشهير عام 1968، الذي أطلق عليه لاحقا “أم كل العروض التوضيحية”.
أمام جمهور مذهول، استخدم إنجلبارت فأرته لتقديم مفاهيم ستبدو مستقبلية لعقود، نافذة رسومية، تحرير نصوص بالنقر والسحب، روابط تشعبية تنقل المستخدم بين النصوص، وحتى مكالمة فيديو مشاركة مع زميل بعيد.
كان هذا العرض أول ظهور علني لوعد الحوسبة الشخصية الحديثة، وكانت الفأرة هي العصا السحرية التي قادت هذه العملية الثورية. مع ذلك، وبعد كل هذا البريق، سقط الاختراع في صمت طويل.
العالم لم يكن جاهزا بعد. ظلت الحواسيب كبيرة وباهظة، وافتقرت إلى الواجهات الرسومية التي تجعل للفأرة معنى. لقد سبق إنجلبارت عصره بعقدين كاملين. بقي اختراعه حبيس مراكز الأبحاث والمختبرات المتطورة، حتى جاءت الثمانينيات ومعهما ثورة الحواسيب الشخصية.
عندما أطلقت شركة أبل جهازها الشهير “ماكنتوش” في عام 1984، مزودا بواجهة مستخدم رسومية بديهية، كانت الفأرة هي مفتاح الدخول إلى هذا العالم الجديد. عندها فقط، انتقلت الفأرة من كونها اختراعا عبقريا إلى ظاهرة ثقافية وتجارية. أصبحت فجأة في كل مكان، وبدأت رحلة تطورها السريع، تحولت العجلتان الميكانيكيتان إلى كرة، ثم اختفت الكرة تماما لتحل محلها أدوات بصرية قادرة على العمل على أي سطح. تقلص الحجم، تعددت الأزرار، ظهرت العجلة الوسيطة التي سهّلت التصفح، ثم قطعت الأسلاك لتتحرر لاسلكيا. تحسنت الدقة والراحة والشكل، لكن المبدأ الرئيس الذي وضعه ذلك الصندوق الخشبي، تحويل حركة اليد في الفضاء ثنائي الأبعاد إلى حركة للمؤشر على الشاشة، بقي على حاله.
الآن، بينما نمسك بأيدينا فأرات ملساء مصنوعة من البلاستيك أو المعدن، تكمن مفارقة عظيمة. الفأرة التي نشأت من رغبة في استكشاف الفضاء، حيث مولت وكالة ناسا أبحاثها المبكرة، وجدت نفسها غير مناسبة لانعدام الجاذبية في المركبات الفضائية. بدلا من أن تسافر إلى الفضاء البعيد، تمسكت بالأرض وربطت البشر بعضهم ببعض عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.
مخترعها الرائد، دوغلاس إنجلبارت، لم يجنِ ثروة منها، إذ أن حقوق براءة الاختراع كانت ملكا لمعهد ستانفورد البحثي الذي عمل فيه. لكن إرثه لا يقدر بثمن. الفأرة لم تكن مجرد أداة، بل كانت حجر الزاوية في فلسفة جعلت التكنولوجيا في متناول الجميع، وساهمت في تقريب الحوسبة من أي شخص بغض النظر عن خبرته التقنية.
إنها قصة ذلك الصندوق الخشبي البسيط الذي لم ينعزل في متحف التاريخ فحسب، بل تحول إلى امتداد حيوي لأيدينا وعقولنا، يترجم أفكارنا إلى فعل على الشاشة، ويذكرنا بأن أعظم الابتكارات هي تلك التي تختفي في بساطتها لتصبح جزءا لا يتجزأ من تفاصيل حياتنا اليومية.