الجزيرة:
2025-05-16@06:31:57 GMT

منية مازيغ.. تونسية في مواجهة الإسلاموفوبيا بكندا

تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT

منية مازيغ.. تونسية في مواجهة الإسلاموفوبيا بكندا

أوتاوا- صدر للأكاديمية والكاتبة الكندية من أصل تونسي منية مازيغ مؤخرا كتاب "الإسلاموفوبيا بين الجنسين.. رحلتي مع الحجاب" (Gendered Islamophobia My Journey With a Scarf) باللغة الإنجليزية عن دار ماونزي الكندية للنشر.

وترصد المهاجرة التونسية في الكتاب، ومن خلال قصتها الشخصية، معاناة كثير من المسلمات المهاجرات في كندا مع مظاهر العنصرية والاضطهاد بسبب الدين واللون والعرق والطبقة الاجتماعية.

كتاب "الإسلاموفوبيا بين الجنسين.. رحلتي مع الحجاب" للدكتورة منية مازيغ (الجزيرة)

ولدت منية ونشأت في تونس، وهاجرت إلى كندا عام 1991. وصدر أول كتاب لها عام 2008 بعنوان "الأمل واليأس" (Hope and Despair) وهو يحكي قصة ترحيل زوجها "ماهر عرار" المواطن الكندي من أصول سورية إلى سوريا في إطار سياسة "الحرب على الإرهاب" عام 2002، والتي تبناها الغرب بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001، حيث تم تعذيبه واحتجازه بدون تهمة لأكثر من عام، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا، لكنها خاضت معركة وحملة إعلامية مؤثرة للإفراج عنه ومحاولة إظهار الصورة الصحيحة عنه بعد حملات تشويه السمعة التي طالته بعد هذا الحادث.

في يناير/كانون الثاني 2007، وبعد تحقيق طويل، تلقى زوجها أخيرًا اعتذارًا من الحكومة الكندية وتم تقديم تعويض عن "تجربة فظيعة" تعرضت لها عائلته.

رحلة أكاديمية

تجيد منية العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وتحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة ماكغيل. وعملت في جامعة أوتاوا وتدرس في عدد من الجامعات الكندية.

وعام 2004، شاركت بالانتخابات الفدرالية مرشحة لحزب الديمقراطيين الجدد "إن دي بي" (NDB) وحصلت على أعلى عدد من الأصوات بدائرتها الانتخابية في تاريخ الحزب.

منية مازيغ وزوجها ماهر عرار (غلوب أندميل)

عام 2014، نُشرت روايتها الأولى "المرايا والسراب" عن دار أنانسي. وتم ترشيحها لجائزة كتاب مدينة أوتاوا وجائزة تريليوم بالنسخة الأصلية الفرنسية. وعام 2017، نُشرت روايتها الثانية "الأمل لديه ابنتان" عن دار أنانسي، وتم ترشيحها لجائزة شامبلين للكتاب.

وتحارب منية -من خلال صفحات كتابها الأخير- الصورة النمطية عن المسلمات بأن سبب ارتدائهن الحجاب يؤكد اضطهادهن من قبل المجتمع والزوج الذي يجبرها على ارتدائه.

وتحكي قصة نشأتها في تونس وقرارها ارتداء الحجاب عام 1990، حيث إن المجتمع هناك ذلك الوقت لم يكن يرحب بارتداء للنساء للحجاب.

وواجهت منية رد فعل غريب من أبيها حين رآها ترتدي الحجاب لأول مرة، حيث كانت في طريقها للسوق لتشتري بعض الاحتياجات التي طلبتها منها والدتها، وسألها والدها المتدين في دهشة: لماذا ترتدي الحجاب؟ فقالت: لأني أريد ذلك.

الحجاب في تونس

تقول منية "لم يتدخل أبي أبدا في طريقة لبسي رغم تدينه، وأيضا لم ينعكس ذلك التدين على طريقة تعامله مع أمي أو أخي، ولم يحاول أبدا فرض رؤيته الدينية علينا" مشيرة إلى أنه طلب منها بعد ذلك أكثر من مرة خلعه حتى لا تبدو بالمظهر المحافظ الذي كان مرفوضا حينها.

وتواصل منية بين دفتي كتابها سرد أشكال العنصرية والتمييز الذي مورس ضدها، في الإعلام والعمل ووسائل المواصلات وأيضا السياسة.

وتشير في كتابها إلى القانون الذي سنته مقاطعة "كيبيك" مؤخرا لمنع جميع أشكال المظاهر الدينية ب المؤسسات والخدمات العامة والذي كانت المسلمات أكثر المتضررات منه، وتم عزل عدد من المدرسات بمدارس كيبيك وعدد من الموظفات في الأماكن العامة بسبب هذا القانون "العنصري" من قبل المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان في كندا.

يُذكر أن الحكومة الكندية عينت، في يناير/كانون الثاني 2023، أول ممثلة خاصة معنية بمكافحة الإسلاموفوبيا (كراهية الإسلام) وهو منصب استُحدث بعد سلسلة هجمات استهدفت المسلمين مؤخرا في البلاد.

وتشغل هذا المنصب الصحفية والناشطة أميرة الجوابي "لتكون مناصرة ومستشارة وخبيرة وممثلة" لدعم وتعزيز جهود الحكومة الفدرالية في مكافحة الإسلاموفوبيا والعنصرية المنهجية والتمييز العنصري وعدم التسامح الديني.

ويبلغ عدد مسلمي كندا أكثر من مليون، وهو ما يشكل 3.2% من عدد السكان الكلي الذي يبلغ حوالي 38 مليون نسمة.

وقد أدت الحوادث المروعة -التي تعرض لها المسلمون في كندا خلال السنوات الأخيرة- إلى ظهور كثير من القصص والسرديات والأنشطة المجتمعية التي تستهدف المزيد من إلقاء الضوء على ظاهرة الإسلاموفوبيا بالغرب وخاصة الموجهة ضد النساء كمسلمات بسبب ارتدائهن الحجاب أو النقاب.

وتواجه المسلمات في الغرب تحديات مرتبطة بمظهرهن الخارجي وخاصة ارتدائهن الحجاب. تلك التحديات تؤثر بالسلب على اندماجهن في المجتمع وخاصة في الفضاء العام: العمل، المدرسة أو الجامعة، الأسواق وغيرها.

منية مازيغ (موقع مهرجان وينينبغ الدولي للكتاب) عائلة أفضال

كانت الحادثة الأكثر قسوة التي اهتز لها المجتمع الكندي بشكل عام والمجتمعات المسلمة هي قيام شاب كندي أبيض -صيف 2021- بدهس أسرة أفضال الكندية المسلمة ومن أصول باكستانية والمكونة من 5 أفراد ، وذلك أثناء ممارستهم للمشي اليومي، كما كان حال الكثير من الأسر الكندية خلال كوفيد-19. وأدى الحدث لمقتل 4 من أفراد الأسرة وإصابة أصغر أفراد الأسرة بجروح بالغة.

ووصفت تقارير الشرطة الكندية هذا الحادث بأنه يقع ضمن جرائم الكراهية التي تمارس ضد الأقليات العرقية والدينية بكندا، وأن هذا الحادث يقع ضمن ما يسمى جرائم "كراهية الإسلام" أو الإسلاموفوبيا، خاصة أن اثنتين من أفراد الأسرة كانتا ترتديان الحجاب وهو ما سهل استهدافها.

كما أظهرت تقارير قضائية بعد ذلك أن الشاب القاتل متورط في أنشطة مرتبطة بمجموعات "التفوق الأبيض" المتطرفة المنتشرة في الغرب.

وقبل 4 سنوات، قتل 6 مسلمين وأصيب 5 بجروح في اعتداء على مسجد بمدينة كيبيك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عدد من

إقرأ أيضاً:

رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين

بعد عام كامل على بدء العملية العسكرية الإسرائيلية على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، لم تعد تُسمع فيها أصوات الحياة، بل حلّ محلها دويّ الانفجارات وهدير الجرافات وهي تلتهم ما تبقّى من المنازل والذكريات، مغيرة بذلك ملامح المدينة بالكامل.

تُظهر مقاطع فيديو نشرها جنود الاحتلال ووسائل إعلام عبرية حجم الدمار الكارثي الذي حلّ بأحياء سكنية كاملة؛ مبانٍ سُوِّيت بالأرض، شوارع دُمّرت بالكامل، ومعالم اندثرت كما لو أنها لم تكن يوما موجودة.

كل شيء مدمر بشكل كامل.. مشاهد تظهر حجم الدمار الذي خلفه الاحتلال في #رفح جنوب قطاع #غزة pic.twitter.com/8MzYnOuU4o

— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) May 12, 2025

أثار العديد من مقاطع الفيديو المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي صدمة وغضبا واسعين بين مغردين فلسطينيين وعرب، بعدما أظهرت حجم الدمار الواسع والكبير الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بالأحياء السكنية في مدينة رفح.

ووصف المغردون ما يحدث بأنه جريمة موثقة بكاميرات الجنود، لا تُخفى، بل تُعرض على العالم بوقاحة على أنها "إنجازات عسكرية"، في مشهد يُقلب فيه الحق باطلا، وتُروَّج فيه الإبادة كنوع من الانتصار.

وتعليقا على هذه المقاطع، قال الناشط خالد صافي إن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يوثق جريمته في مدينة رفح ويعرضها على العالم كأنها مجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، ويوثّقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوه تتشح بالزهو لا بالخزي.

ما زال المجرم يوثق جريمته..
ويعرضها على العالم كأنها مَجدٌ يُتفاخر به لا مجزرة تُدان.
جنود الاحتلال لا يخفون أفعالهم، بل يصوّرونها بكاميراتهم، يوثقون الإبادة التي ارتكبوها بحق مدينة كاملة، ويجوبون أنقاضها بوجوهٍ تتشح بالزهو لا بالخزي.
فيديو نشره أحد الجنود يكشف ما لا يحتاج إلى… pic.twitter.com/sfF0ZgMRn5

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 12, 2025

إعلان

ورأى مغردون أن ما يحدث في رفح ليس مجرد احتلال أو اجتياح، بل "إزالة جغرافية كاملة" لإحدى محافظات القطاع الخمس، التي كانت تُشكّل بوابته الوحيدة نحو العالم، ونقطة اتصاله بالجغرافيا العربية.

كما أشاروا إلى أن هذا المسح لا يعني دمارا آنيا فقط، بل يُمثّل تعقيدا هائلا لأي محاولة مستقبلية لإعادة إعمارها، إن انتهت الحرب وسُمح بذلك أصلا.

وأكد آخرون أن رفح لم تُهدم فقط، بل أُعدِمت هويتها بالكامل، في ظل مواصلة الآليات الإسرائيلية تدمير أحيائها بشكل ممنهج وسريع، بعيدا عن الأضواء، وخارج نطاق التغطية الإعلامية.

شركات مدنية اسرائيلية تهدم ما تبقى في رفح pic.twitter.com/gJJ6Y73gQ9

— alam_mohaier83 (@alam_mohaier83) April 23, 2025

وأوضح عدد من المغردين أن رفح قد انتهت، ولم يبقَ من اسمها إلا "جنوب محور موراغ"، كما تسميها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وكأن رفح بتاريخها وأحيائها ومآذنها وأسواقها ومساجدها وذكريات أهلها لم تكن أبدا.

وعلّق أحد النشطاء قائلا: "مدينة كاملة مُسحت، بيوت سُوِّيت بالأرض، شوارع دُكّت، أرواح صعدت بلا وداع، ومعالم اندثرت في صمت عالمي مخزٍ".

أما آخرون، فقد وصفوا رفح بـ"المدينة المنسية على هامش الخريطة"، حيث صمت الشوارع أبلغ من كل صراخ، وحيث يُدفن الحلم قبل أن يولد. بين أنقاضها تنكسر الأرواح كما تنكسر الحجارة تحت أقدام العابرين.

واعتبر مدونون أن رفح اليوم ليست مجرد مدينة أُزيلت عن الخارطة، بل شاهد على جريمة إبادة، جريمة محو جغرافي وتطهير عرقي كامل.

وتساءل مدونون آخرون: "هل نسينا أن مدينة تُباد أمام أعيننا؟ هل فقد الإعلام العالمي حسّه الإنساني إلى هذا الحد؟".

مقالات مشابهة

  • خلاص مفيش فرحة.. حنان ترك تتحدث عن ارتداء الحجاب
  • لبنانية وزيرة للهجرة الكندية في الحكومة الجديدة.. والمطران تابت يهنّئ
  • ميغيل أنخيل موراتينوس دبلوماسي إسباني يحارب الإسلاموفوبيا باسم الأمم المتحدة
  • قضايا بـ 17 مليون.. ضربات منية مكثفة ضد تجار العملات الأجنبية
  • الحرب التي أجهزت على السلام كله
  • حلا شيحة تشارك فيديو بالحجاب وتعلق: أجمل حاجة في الكون الصلاة
  • جامعة تورنتو الكندية توافق على سحب استثماراتها من إسرائيل
  • برنامج دكتوراه في إدارة الأعمال بالجامعة الكندية بدبي
  • هُويَّتنا التي نحنو عليها
  • رفح.. المدينة التي تحولت إلى أثرٍ بعد عين