رغم تصاعد التحذير من تناولها، إلى حد الزعم بأن مخاطرها الصحية قد تسبب الوفاة المبكرة، ما تزال البطاطا المقلية "فرينش فرايز" (French Fries) تحتل موقعها كأصابع ذهبية مقرمشة يعشقها الصغار والكبار في جميع أنحاء العالم.

ويأكل الأميركيون منها أكثر من ملياري كيلوغرام سنويا، بالإضافة إلى 3 مليارات كيلوغرام من رقائقها المُصّنعة "شيبس" (Chips)" ومن المتوقع أن يُلامس سوقها في أميركا سقف 10 مليارات دولار بحلول عام 2026.

ويتنازع سكان العالم حول "براءة اختراع البطاطس المقلية، بينما يؤكد الفرنسيون أنهم من اخترعوها حيث يزعمون أن أول وصفة لها جاءت في كتاب طبخ صدر بباريس عام 1795″.

بينما يحتفل البلجيكيون، في الأول من أغسطس/آب من كل عام، بالبطاطا المقلية التي يسمونها "فريتس" (Frites) وينازعون الفرنسيين في أسبقية اختراعها، قائلين إنها "ظهرت لأول مرة في الجنوب البلجيكي عام 1680". في حين يعتقد الإسبان أنهم هم من اخترعوا البطاطا المقلية، حيث جلبتها جيوشهم الغازية إلى القارة الأوروبية من بيرو في القرن 16.

لكن يبقى أنه لا يوجد بيت أو مطعم، أو مطبخ في العالم، يخلو من تلك الوصفة المغرية التي تُقدم ساخنة مع الملح والتوابل.

أهم التساؤلات الشائعة حول البطاطا المقلية

دافع روبرت إتش. شميرلنغ، الأستاذ بكلية الطب بجامعة هارفارد، عن البطاطا المقلية، ونفى أن تكون قاتلة، وقال "لا يوجد سبب لاستبعادها من نظامك الغذائي" كما أجاب فريق من الخبراء عن مجموعة من أهم التساؤلات الشائعة حولها، من قبيل:

هل للبطاطا المقلية قيمة مهمة بالنظام الغذائي؟

بحسب  تقرير -أصدرته مؤسسة "إيه بي آر إي" (APRE) غير الربحية للأبحاث المتعلقة بالبطاطا، عام 2018- أظهر أن "البطاطا المقلية يمكن تضمينها كجزء من نظام غذائي صحي شامل ومتوازن، بشرط تناولها باعتدال" فهي تقدم كميات كبيرة من العناصر الغذائية المهمة، مثل البوتاسيوم والألياف الغذائية، والفيتامينات والمعادن الأخرى.

وتوفر حصة صغيرة -قدرها 71 غراما- حوالي 411 ملليغراما من البوتاسيوم، و3 غرامات بروتين، وحوالي 3 غرامات من الألياف.

كما تساهم البطاطا المقلية بنسبة 10% على الأقل من الألياف الغذائية، وفيتامين "سي" (C) و"بي 6″ (B6)، في الوجبات الغذائية للبالغين من سن 19 عاما فما فوق. بالإضافة إلى ما لا يقل عن 5% من 7 مغذيات أساسية إضافية مثل الثيامين، النياسين، الفوسفور، المغنيسيوم، فيتامين "كيه" (K)، الحديد، النحاس.

وتبقى العديد من الفيتامينات والمعادن الهامة موجودة في البطاطا المقلية، وفي بعض الحالات يزيد القلي من تركيز البوتاسيوم والألياف في البطاطا، وهما عنصران مغذيان لجميع الأعمار. كما توفر البطاطا المقلية بوتاسيوم أكثر من عدة أنواع أخرى من البطاطس.

البطاطا المقلية توفر البوتاسيوم بصورة أكبر من عدة أنواع أخرى من البطاطا(بيكسابي) ماذا عن احتواء البطاطا المقلية على الصوديوم؟

رغم أن الصوديوم يُعد عنصرا غذائيا أساسيا، لكن تناول الكثير منه قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لدى من يعانون من الحساسية للملح. وفي المقابل، نجد البطاطا المقلية -كباقي أنواع البطاطس- غنية جدا بالبوتاسيوم، مما قد يساعد في الحد من تأثير الصوديوم على ارتفاع ضغط الدم.

ومع أن مذاقها قد يكون مالحا، إلا أن البطاطا المقلية ليست من بين أعلى 20 مصدرا للصوديوم في النظام الغذائي، وخصوصا الخبز والدجاج والبيتزا والمعكرونة واللحوم الباردة.

فطبق بطاطا مقلية صغير يوفر 149 ملليغراما من الصوديوم، وهو ما يعادل 6% من الكمية اليومية الموصى بها، ويقل عما توفره شريحة خبز أو نصف شطيرة برغر.

لذا يوصي الخبراء بشراء البطاطا المقلية المجمدة منخفضة الصوديوم وتحضيرها في المنزل، أو طلب عدم إضافة ملح إلى البطاطا المقلية عند تناولها في المطاعم.

ماذا عن احتواء البطاطا المقلية على الدهون الضارة؟

يقول التقرير: قد تتفاجأ إذا عرفت أن البطاطا المقلية تساهم بنسبة 2% فقط من الدهون المشبعة في النظام الغذائي الأميركي، وتأتي في المرتبة 18 بعيدا عن أهم 10 مصادر للدهون المشبعة، وفي مقدمتها الزبدة ومنتجات الألبان التي تُعد أكبر مصدر لتلك الدهون، ثم البيتزا والحلويات والدجاج المقلي والنقانق والبرغر والتورتيلا والتاكو واللحم البقري.

وقد شهدت السنوات الماضية اتجاها ملحوظا، سواء لدى الأشخاص أو مطاعم الوجبات السريعة، نحو إدخال تحسينات على زيوت الطهي وطرق تحضير البطاطا المقلية بشكل أساسي، بحيث تكون جميع الزيوت المستخدمة في القلي خالية من الدهون المتحولة تقريبا.

فقد وجدت دراسة أجراها خبراء أغذية من الولايات المتحدة، وتحققت من نتائجها إدارة الأغذية والأدوية الأميركية، قبل أن تنشرها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" (CDC) عام 2013، أن "الدهون غير المشبعة المستخدمة في البطاطا المقلية انخفضت بنسبة 88%، الفترة من 2007 إلى 2011". وأظهرت البيانات أن "هناك أقل من غرام من الدهون المتحولة في 6 من أصل 7 عينات من البطاطا المقلية".

هل تُسبب البطاطا المقلية السمنة؟

مثل جميع الأطعمة والمشروبات الأخرى، تساهم البطاطا المقلية بجزء من السعرات الحرارية في غذائنا، حيث توفر حصة تتراوح بين 71 إلى 117 غراما منها، من 222 إلى 365 سعرا حراريا على التوالي، أي ما يعادل 11% إلى 18% من إجمالي السعرات الحرارية التي يحتاجها شخص يتبع نظاما غذائيا يحتوي على ألفي سعر حراري.

كما تُشير الأبحاث إلى أن البطاطا المقلية تساهم بنسبة 1.5% فقط من السعرات الحرارية في النظام الغذائي الأميركي، بينما 98.5% من السعرات الحرارية مصدرها الأطعمة والمشروبات الأخرى.

فجميع أنواع البطاطا المقلية مجتمعة تأتي في المرتبة 16 بالمساهمة في السعرات الحرارية بالنظام الغذائي للأطفال، وتوفر سعرات حرارية أقل بكثير من مصادر السعرات الحرارية العشرة الأوائل في النظام الغذائي، والتي تشمل الكعك البسكويت، الدجاج المقلي، الحلوى والعصائر والمشروبات الغازية -على سبيل المثال- وتمثل 22% من السعرات الحرارية في وجبات الأطفال والمراهقين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يزيد من خطر انتشار عدوى فطرية قاتلة

حذر باحثون من أن تأثير تغيير المناخ، وتحديدا ارتفاع درجات الحرارة، سيُسهم في انتشار نوع من الفطريات القاتلة التي تصيب الملايين من البشر سنويا.

وجمع باحثون من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة المعلومات التي خلصت لها الدراسات حول تأثير التغيير المناخي على انتشار العدوى الفطرية القاتلة. ونُشر البحث في "مجلة الفطريات"، وكتب عنه موقع ديلي ميل.

تأثير التغير المناخي على العدوى الفطرية

تُشكل حرارة الجسم المرتفعة لدى الثدييات حاجزا طبيعيا ضد الفطريات، بيد أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة يسهم في تكيف بعض الفطريات مع بيئة أكثر دفئا، مما يزيد من قدرتها على النمو والتكاثر داخل جسم الإنسان.

وتُظهر الأبحاث الحديثة أن فطر "الرشاشيات الدخناء"، الموجود بالفعل في المملكة المتحدة، قد ينتشر إلى أجزاء واسعة من شمال أوروبا وآسيا والأميركيتين، بل وقد يصل إلى القطب الشمالي خلال 75 عاما، مما قد يعرّض نحو 9 ملايين شخص إضافي لخطر العدوى.

وتُشير الدراسات الحديثة إلى أن فطر "الرشاشيات الدخناء" قد يطور مقاومة للأدوية، نتيجة الإفراط في استخدام مضادات الفطريات -خاصة "الأزولات"- في الطب والزراعة. وبما أن الفطريات تتكاثر بسرعة، فإن تكرار تعرضها لهذه الأدوية يعزز ظهور سلالات أكثر سمّية تُعرف بـ"الفطريات الخارقة".

إعلان

كيف تبدأ العدوى الفطرية؟

توجد الفطريات في البيئة من حولنا، في الهواء، والتربة، والماء، وعلى الأسطح. في العادة، لا تسبب ضررا للأشخاص الأصحاء، لكن في بعض الظروف قد تُحدث عدوى. تُنتج بعض أنواع الفطريات جسيمات صغيرة تسمى "الأبواغ" تطلقها في الهواء لتتكاثر، تشبه إلى حد كبير بذور النباتات.

تطفو الأبواغ في الهواء لمسافات بعيدة، وتنمو لتصبح فطرا جديدا عندما تجد بيئة مناسبة. تستطيع بعض أنواع الأبواغ تحمل ظروف قاسية (كالحرارة الشديدة أو الجفاف) حتى تجد مكانا مناسبا للنمو. عندما تطلق الفطريات هذه الأبواغ في الجو، يمكن أن يستنشقها الإنسان دون أن يشعر، خاصة في الأماكن المغلقة أو الرطبة.

وحين تصل هذه الأبواغ إلى الرئتين، قد تبدأ بالنمو داخل الجسم، مما يؤدي إلى التهابات تنفسية خطيرة، خاصة إذا كانت المناعة ضعيفة.

وداء الرشاشيات عدوى تنتج عن استنشاق أبواغ فطر الرشاشيات. لا يُصاب معظم الناس بالرشاشيات، غير أنها قد تُسبب أعراضًا خفيفة إلى شديدة لدى فئات سكانية معينة، مثل الأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة أو أمراض الرئة.

يُسبب داء الرشاشيات أنواعًا مختلفة من العدوى، بما في ذلك أمراض الرئة المزمنة والالتهابات واسعة الانتشار. تتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة. يعتمد العلاج على نوع العدوى، وعادةً ما يشمل دواءً مضادًا للفطريات، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.

خطر صحي يتصاعد مع تغير المناخ

في ظل التغير المناخي، لم تعد الفطريات تهديدا بيئيا هامشيا، بل أضحت خطرا صحيا متصاعدا. فقد أسهم ارتفاع درجات الحرارة في توسيع انتشار الفطريات جغرافيا، وزاد من عدد الأشخاص المعرضين للإصابة، وساهم في ظهور سلالات أكثر فتكا ومقاومة للعلاجات، نتيجة التكيف مع البيئة الجديدة.

تُنذر هذه التحولات بواقع صحي مقلق، يتطلب استجابة علمية وصحية عاجلة: من خلال تعزيز أنظمة المراقبة، وتحسين أدوات التشخيص، وزيادة الاستثمار في البحث حول العلاقة بين المناخ وصحة الإنسان.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تناول الشوكولاتة الداكنة.. مذاق غني وفوائد مذهلة لصحة الجسم والعقل
  • إنفانتينو: تنتظرنا 10 سنوات “سعودية أمريكية” مثيرة
  • في موسمه.. اعرف فوائد تناول المشمش الصحية
  • ترامب يوجه انتقادات لاذعة لسناتور طلب إجابات حول الطائرة القطرية الفاخرة
  • مناخيًا: متى تستقر الاجواء وتنتهي التقلبات الحرارية والجوية؟
  • النمر: العشاء المتأخر قد يرهق قلبك حتى لو كانت السعرات محسوبة
  • تغير المناخ يزيد من خطر انتشار عدوى فطرية قاتلة
  • حجز قنطار من البطاطا المقشرة ودجاج غير صالح للإستهلاك بأم البواقي
  • لو بتذاكري مع أولادك... جهزي أكلة الحلة الواحدة كاملة في 20 دقيقة
  • هل عين الجمل يحسن الذاكرة؟.. دراسة تكشف مفاجأة