مقال بفورين بوليسي: هل الاتحاد الأوروبي جاد بشأن منح أوكرانيا عضويته؟
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
تنتظر أوكرانيا على أبواب كل من حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي للانضمام إليهما، لكن قادة الناتو خيبوا آمال كييف في قمتهم الأخيرة التي انعقدت في ليتوانيا الأسبوع الماضي، حين اكتفوا بإصدار بيان مبهم يَعِدُ بدعوتها مستقبلا للانضمام إلى الحلف عندما "يتم استيفاء الشروط" اللازمة لذلك.
ويبرز مقال تحليلي نشرته مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy) أن الناتو تحلى بالصدق على الأقل عندما أفصح عن وجود عقبات يتعين على الحلفاء التغلب عليها قبل ضم أوكرانيا.
ويقول كاتبا المقال ماكس بيرغمان المستشار السابق بوزارة الخارجية الأميركية، وإلك تويغور، وهو زميل أول في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية؛ إذا كنت تعتقد أن مسار أوكرانيا للانضمام إلى الناتو شائك، فانتظر حتى ترى ما سيحدث عندما يطرح موضوع انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي بشكل جاد.
ويرى الكاتبان أن ما يعرب عنه المسؤولون الأوروبيون من استعداد لضم أوكرانيا للاتحاد والترحيب بذلك ليس مقرونا بأي إجراءات عملية لتحقيقه.
ومنذ الموافقة على ترشحها لعضوية الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران 2022، يضغط المسؤولون الأوكرانيون من أجل انطلاق مفاوضات الانضمام للاتحاد بحلول نهاية هذا العام، وربما في اجتماع المجلس الأوروبي المقرر عقده في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وفي ما تعمل أوكرانيا بوتيرة سريعة للانضمام للاتحاد الأوروبي، فإن بروكسل والدول الأعضاء في الاتحاد لا تبذل جهدا يذكر للاستعداد لاستيعاب أوكرانيا. وبالتالي يقول الكاتبان إن خطاب قادة الاتحاد الأوروبي المُحلِّق بشأن عضوية أوكرانيا لا يتطابق مع أفعالهم.
معوقات
ويرى المقال أن استيعاب دولة بحجم أوكرانيا مزقتها الحرب، وسكانها من ذوي الدخل المنخفض، يتطلب تمويلا هائلا لإعادة الإعمار، وهو ما سيتطلب بدوره تغييرا في مؤسسات الاتحاد الأوروبي وسياساته وميزانيته المالية.
ويرجح الكاتبان أن يؤدي ذلك إلى نشوب صراعات شرسة على الأقل بين أعضاء الاتحاد الأوروبي الحاليين حول توزيع أموال اتحادهم. لذلك، يقولان إنه لو كان قادة الاتحاد الأوروبي جادين حقا بشأن منح أوكرانيا العضوية، لكانت جهود إصلاح الاتحاد تجري الآن على قدم وساق.
وعدد المقال جملة من المعوقات التي تحول دون انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي، وأهمها المعوقات المالية المتمثلة في التأثير الهائل لعضوية أوكرانيا على ميزانية الاتحاد الأوروبي، حيث سيكون على الدول الأعضاء الأكثر ثراء -مثل ألمانيا وفرنسا- زيادة مساهماتها المالية بالحلف بشكل كبير.
كما أن توسع الاتحاد من شأنها أن تحد من قدرة الاتحاد الأوروبي على اتخاذ القرارات وتبني قوانين وسياسات جديدة.
وخلص المقال إلى أن الأوكرانيين يقاتلون من أجل مستقبلهم الأوروبي، وعلى قادة الاتحاد الأوروبي الآن القيام بما يلزم لضم أوكرانيا للاتحاد، ويقتضي ذلك العمل على الإصلاحات التي طال انتظارها لمؤسسات الاتحاد وعملياته الضرورية لمنح أوكرانيا العضوية، وهذا ما سيجعل الحلف أوسع وأقوى في آن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية يلتقي الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي
التقى دكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج مع السيدة «كايا كالاس» الممثلة العليا للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي يوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 على هامش مشاركته في المنتدى الإقليمي العاشر لوزراء خارجية الاتحاد من أجل المتوسط في برشلونة، لبحث العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، والتطورات الإقليمية.
وصرح السفير تميم خلاف المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن الوزير عبد العاطي رحب خلال اللقاء بنتائج القمة الأولى بين مصر والاتحاد الأوروبي في بروكسل التي عكست الإرادة المشتركة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين.
واعرب الوزير عبد العاطي عن التقدير لحزمة الدعم المالي المقدمة من الاتحاد الأوروبي، والتطلع لجذب المزيد من الاستثمارات الأوروبية إلى مصر وتيسير نفاذ الصادرات المصرية إلى الأسواق الأوروبية، وتعزيز شراكات القطاع الخاص.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول التطورات الإقليمية وفى مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة، حيث أطلع وزير الخارجية المسئولة الأوروبية على الجهود التي تبذلها مصر لضمان تثبيت اتفاق شرم الشيخ للسلام، مشدداً على أهمية نشر قوة الاستقرار الدولية في قطاع غزة في إطار حفظ السلام.
وشدد على وحدة الأراضي الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة ورفض مصر لأية إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين الضفة الغربية وغزة أو تقويض فرص حل الدولتين على الأرض.
وجدد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الثابت والداعم لأمن واستقرار ووحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مستعرضاً جهود مصر لتسوية الأزمة في إطار الآلية الرباعية لوقف إطلاق النار وتهيئة الظروف لإطلاق عملية سياسية شاملة تحفظ وحدة السودان وسيادته واستقراره، داعياً إلى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لخلق ممرات أمنة لنفاذ المساعدات الإنسانية لدعم الشعب السوداني ولمساندة مؤسساته الوطنية.
كما تناول اللقاء تطورات الملف النووي الإيراني، حيث أكد وزير الخارجية على أهمية بحث سبل خفض التوتر في المنطقة ودعم الحلول الدبلوماسية، مشدداً على أهمية استمرار التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبناء الثقة المتبادلة بين الأطراف المعنية، بما يتيح الفرصة للتوصل إلى تسوية شاملة للملف النووي الإيراني.
اقرأ أيضاًوزير الخارجية ونظيره الأردني يؤكدان مواصلة الجهود لتثبيت وقف إطلاق النار في غزة
وزير الخارجية يشيد بالزخم المتصاعد للعلاقات المصرية الأوروبية
الصين: نتبع نهجًا يتسم بالضبط الشديد في تطوير الأسلحة النووية.. ولن نشارك في أي سباق تسلح نووي