العطلة الصيفية في الأردن.. الداخل للفقراء والخارج للأغنياء
تاريخ النشر: 18th, July 2023 GMT
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة تضطر العديد من الأسر الفقيرة أو ذات الدخل المحدود في الأردن إلى إلغاء فكرة السفر في عطلة الصيف لإسباب مادية وإقتصادية بالأساس، أو الذهاب عند الأهل والأحباب في مدن أو بوادٍ أخرى في البلاد توفيراً للتكاليف، بينما تختار الطبقة المتوسطة إيجار شقق مفروشة في إطار السياحة الداخلية.
وفي المقابل، يفضل عدد من الأثرياء ورجال الأعمال الأردنيون قضاء عطلتهم الصيفية خارج البلاد، منهم من إختاروا السفر إلى الجزر الشهيرة باستقطابها مشاهير العالم، ومنهم من قرروا تمضية العطلة في بلدان بأوروبا وأميركا اللاتينية، فيما اختار وزراء أردنيون قضاء العطلة داخل البلاد. وتقول سيدة أردنية؛ أم لأربعة أطفال تعيش بضواحي العاصمة عمان، في تصريحات لـ”لفضائية الحرة” إنها لا تفكر في قضاء العطلة الصيفية لهذا العام سوى في بيتها، لأنها لا تملك المصاريف التي تكفي للسفر إلى مناطق سياحية في البلاد، موردة أنها تدفع أبناءها للعمل لتوفير مصاريف الدراسة العام المقبل. وبخلاف هذه السيدة، ينوي مواطن آخر، موظف وأب لثلاثة أبناء، أن يحمل معه أطفاله إلى منزل شقيقه الذي يقطن في إحدى الألوية بنواحي مدينة إربد شمال البلاد، مضيفا أنه يحاول ضرب عصفورين بحجر واحد؛ إحياء صلة الرحم مع أخيه وأبنائه وتمضية العطلة بعيدا عن جدران بيته. وإذا كانت عائلات ترفض فكرة السفر في العطلة الصيفية، أو تذهب لقضاء بضعة أيام عند معارفها في مناطق أخرى، فإن هناك عائلات “تقترض” من أجل تمضية العطلة الصيفية في مدن ساحلية أو مناطق جبلية، وهو حال مواطن آخر، موظف، يقترض من إحدى مؤسسات القروض الخاصة ليحمل الأبناء إلى مدينة العقبة لقضاء العطلة هناك. وفي المقابل يمتلك أثرياء ورجال أعمال أردنيون العديد من الخيارات أمامهم في ما يخص تقضية العطلة الصيفية هذا العام، منهم من صرح للموقع بأنه سيمضي شهر تموز/ آب في جزر الكاريبي، وآخرون يفكرون في قضاء أيام ممتعة في ماليزيا، وآخرون فضلوا شواطئ اليونان والبرازيل. ويقول رجل أعمال، صاحب وكالة أسفار، لـ”للحرة”، إن الكثير من الميسورين أخذوا تذاكر السفر إلى وجهات سياحية فخمة، بعضهم اختاروا الذهاب إلى بلدان في أميركا اللاتينية وآخرون سافروا إلى إندونيسيا والصين واليابان والهند وإسبانيا، مشيراً إلى أن الوجهة التركية ألغيت بشكل كبير هذا العام بسبب الأحداث الحاصلة هناك. وأما وزراء الحكومة الأردنية فليست لهم هذا العام فرصة كبيرة لقضاء الصيف خارج البلاد، كما دأب بعضهم على فعل ذلك في سنوات ماضية، بسبب انشغال الكثير منهم إما بمهامه الوزارية المستعجلة او مناسبات أخرى . وهكذا فإن الدكتور بشر الخصاونة، رئيس الوزراء، لن يحصل على عطلة صيفية على الأقل هذا العام، ولن يسافر إلى الخارج كما في سنوات سابقة، بسبب إنشغاله في اللقاءات الجامعية مع الهيئات التدريسية والعاملين والموظفين، وبسبب سفر الكثير من أصحاب القرار في البلاد . ويفضل وزراء ونواب السفر إلى إسبانيا وأمربكا في الصيف، لكونهم “يريدون الإنفتاح على تجارب أوروبية وثقافات امريكية جديدة وحضارات أخرى”، بينما بعض الوزراء والنواب، يؤثرون السفر إلى بعض مدن شمال المملكة لجمالها وهدوئها.
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
تركيا تحذر مواطنيها من السفر إلى السودان
حذرت وزارة الخارجية التركية مواطنيها من السفر إلى السودان إلا للضرورة داعية المتواجدين هناك إلى ضرورة توخي الحذر.
وفي وقت سابق أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن قصفاً جوياً استهدف بلدة "أولد فنجاك" بمقاطعة فنجاك في ولاية أعالي النيل شمالي جنوب السودان، أدى إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقل وإصابة عشرين آخرين، إضافة إلى تدمير المستشفى الوحيد في المنطقة، إلى جانب صيدلية كانت تقدم خدمات أساسية للسكان المحليين.
وأكدت المنظمة أن الانفجار الأول نتج عن قنبلة ألقيت على الصيدلية، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، فيما تسببت قنبلة أخرى أُلقيت عبر طائرة مسيّرة بأضرار جسيمة للمستشفى المجاور.
وأشارت "أطباء بلا حدود" إلى أن المستشفى المستهدف كان يُعدّ الملاذ الطبي الوحيد لأكثر من 110 آلاف نسمة في مقاطعة فنجاك، حيث كانت الرعاية الصحية تعاني أصلًا من نقص حاد في الإمكانيات. وتسبب تدميره في شلّ كامل للقدرة الصحية في المنطقة، مما يهدد بكارثة إنسانية حقيقية إذا لم يتم التدخل سريعًا.
وحتى لحظة نشر البيان، لم تُعرف هوية الجهة المسؤولة عن الهجوم أو دوافعها، فيما لم تصدر أي تعليقات رسمية من الحكومة أو الجيش رغم محاولات وكالة "رويترز" الوصول إليهم.
وتأتي هذه التطورات في وقت بالغ الحساسية بالنسبة لجنوب السودان، الذي يعيش على وقع هدوء نسبي منذ توقيع اتفاق السلام في عام 2018، بعد حرب أهلية دامية دامت خمس سنوات بين أنصار الرئيس سلفا كير ونائبه ريك مشار.
إلا أن الأوضاع بدأت تتدهور مؤخرًا مع تصاعد الخلافات السياسية، خصوصًا بعد توقيف مشار في مارس الماضي بتهم تتعلق بمحاولة تنفيذ تمرد، الأمر الذي أثار مخاوف واسعة النطاق من إمكانية عودة القتال إلى البلاد.
ورغم استمرار اتفاق السلام رسميًا، تشير المعطيات الميدانية إلى حالة من الهشاشة الشديدة في التوازن الأمني والسياسي، حيث حذّرت جهات دولية من خطورة الأعمال العسكرية غير المعلنة، خاصة في المناطق النائية. ويُخشى أن تمثل مثل هذه الهجمات مؤشراً على تصدع الاتفاق الهش، بما قد يعيد البلاد إلى مربع العنف، خاصة إذا ثبت تورط أي من أطراف النزاع السابق.