التراث والسياحة تبدأ الأعمال الإنشائية لإعادة بناء حصن السيب
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
باشرت وزارة التراث والسياحة الأعمال الإنشائية لإعادة بناء حصن السيب الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ سلطنة عمان وأحداثها منذ القِدم، إذ يعد رمزا تاريخيا وتراثيا شاهدا على حقب من التاريخ العماني، وبعد سنوات من اندثار الحصن يترقب أهالي ولاية السيب الانتهاء من أعمال البناء وفتح حصن السيب أبوابه للزوار باعتباره رمزا من رموز الولاية وارتبط بالعديد من الأحداث والذكريات لدى أهالي الولاية الذين عاشوا تلك الحقبة؛ فمنه يُطلق المدفع عند رؤية هلال شهر رمضان المبارك ويستقبل الوالي المهنئين في العيدَين، وتُقام بالقرب منه حلقة العيد.
وقال المهندس أمجد بن أحمد بن محمد المخلدي، مدير الترميم والصيانة بوزارة التراث والسياحة: إن الوزارة طرحت بنهاية عام 2023 مناقصة إعادة بناء حصن السيب، وتم إسناد المشروع لإحدى الشركات المتخصصة في أعمال الترميم للمواقع التاريخية، وقد باشرت الشركة العمل في موقع المشروع الذي من المتوقع الانتهاء من الأعمال الإنشائية به بنهاية عام 2024.
وأشار إلى أن وزارة التراث والسياحة استبقت بدء الأعمال الإنشائية لحصن السيب بالقيام بأعمال التنقيب عن أساسات الحصن وقد تمت إعادة تصميم جميع المرافق ورفعها هندسيًّا لإعادة بناء حصن السيب كما كان سابقا.. وقال إن الحصون والقلاع تمثل رموزا تاريخية يتحقق فيهما العدل والنظام، ويعد حصن السيب من الحصون التاريخية التي يرتبط بها الكثير من الأحداث، وإعادة بناء هذا المَعْلم سيشكّل دلالة تاريخية للولاية من حيث تعريف الأجيال القادمة برمزيته وتاريخ ولاية السيب.
وأوضح أن مشروع إعادة بناء حصن السيب تكمن تفاصيله في بناء 4 غرف في الحصن إضافة إلى المرفقات الخارجية والتي تتكوَّن من السبلة، ومرافق ملحقة، وكذلك الساحة المصاحبة للحصن، ومواقف للمركبات.
وأوضح أن حصن السيب يقع بالقرب من سوق السيب وتتميز هذا الولاية قديما بحصونها وأبراجها المتعددة إلى جانب العديد من الأسوار والمعالم الأثرية والسياحية التي سجل التاريخ مكانتها وكان لها موقعها مثل حصن "دما" الذي حمل اسم المدينة في فترات سابقة، ويعد حصن السيب أحد المعالم التاريخية المهمة في سلطنة عمان وكان له دور بارز في الأحداث السياسية والاجتماعية، كما كان مقرا لمكاتب الوالي والقاضي وكان يعج بالحركة والنشاط من قبل السكان الذين يأتون إليه لحل قضاياهم ومشكلاتهم، وفي مناسبات دخول شهر رمضان أو حلول عيد الفطر أو عيد الأضحى يتم إطلاق مدفع العيد من أمام مبنى الحصن.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الأعمال الإنشائیة التراث والسیاحة
إقرأ أيضاً:
عمران للأعمال الخشبية .. رحلة إبداع تنبض بروح التراث العُماني
بدأ رائد العمل عمران بن خلفان بن سعيد الرقادي مؤسس "عمران للأعمال الخشبية" شغفه في النجارة حينما كان يعمل أعمالا فنية بسيطة باستخدام الكرتون، بعدها نفذ نماذج مصغرة للمنازل التقليدية والمباني العمانية الشهيرة، لكن مع تزايد اهتمامه قرر أن ينتقل خطوة أكبر وأسس ورشة خاصة في مجال النجارة؛ حيث بدأ في تطوير مهاراته في صنع الصناديق الخشبية و الأبواب والنوافذ .
أوضح الرقادي أنه في رحلة أي رائد أعمال لا تخلو البداية من التحديات، وفي رحلته في ريادة الأعمال كانت الصعوبات تتمثل في الدقة العالية التي يحتاج إليها فن النجارة، ومع كل محاولة كان يواجه صعوبة في الوصول إلى المستوى المطلوب من التفاصيل والتقنيات. ومع مرور الوقت أصبحت الأعمال أكثر احترافية ونجح في زيادة الإنتاج دون فقدان الجودة أو دقة التفاصيل.
وأشار عمران إلى أنه بدأ مشروع "عمران للأعمال الخشبية" بتقديم مجموعة من الهدايا التذكارية المميزة التي تحمل بصمة عمانية أصيلة كالأبواب والنوافذ العمانية والأبراج التراثية والواجهات المميزة للقلاع والحصون، والتي تجسد التراث العماني الأصيل بأسلوب عصري؛ حيث تنفذ كل قطعة بدقة ما يجعل كل منتج فريدًا من نوعه. لم يقتصر المشروع على ذلك فحسب، بل شمل أيضًا تصميم الدروع التذكارية والأعمال الفنية التي توثق تاريخ وحضارة سلطنة عمان.
لم يكن عمران الرقادي ليصل إلى ما هو عليه اليوم لولا الدعم الكبير الذي تلقاه من عائلته التي كانت دائمًا إلى جانبه في كل خطوة تُشجعه وتسانده، كما أن الدعم الذي جاء من الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة كان له دورٌ محوري في تنمية مهاراته؛ حيث حصل على تدريب خاص في صناعة الأعمال الخشبية إلى جانب تدريبات أخرى في إدارة المشاريع والتغليف والترويج، ساعدته على تنظيم عمله وتوسيع نطاق مشروعه.
وأكد الرقادي أن المشاركة في المعارض المحلية كانت فرصة لعرض أعماله والتفاعل مع الحرفيين وأصحاب المشاريع الأخرى، منها المعارض السنوية التي تُقام على مستوى سلطنة عمان، إضافة إلى مهرجانات التراث التي كانت منصة مميزة لعرض الإبداع العماني. وشاركه في هذه الرحلات الحافلة يوم الحرفي العماني بالتعاون مع بنك مسقط وغرفة تجارة وصناعة عمان، الذي كان نقطة التقاء رائعة بين أصحاب المشاريع .
ويقول عمران: مع النجاح الذي حققته على الصعيد المحلي؛ أخطط لتوسيع أعمالي، متطلعًا إلى الأسواق العالمية لتصدير المنتجات الحرفية العمانية، ليكون "عمران للأعمال الخشبية" علامة تجارية تُعبر عن الفخر العماني على مستوى العالم.
أشار الرقادي إلى أن ما يميز "عمران" هو استخدامه للأخشاب المحلية والطبيعية، ما يضفي على المنتجات طابعًا أصيلا يعكس الهوية العمانية، ففي كل قطعة تبرز التفاصيل الدقيقة ما يجعلها قطعة فنية فريدة ، ومع أن التكنولوجيا قد دخلت عالمه، إلا أن عمران يؤكد أن التقنية لن تكون بديلا عن اليد الحرفية التي تعطي لكل عمل قيمته الخاصة، حيث يبقى الفن اليدوي والمهارة أساسًا في العمل الحرفي.
تعلم عمران أن الإشراف والمتابعة الشخصية لكل تفاصيل المشروع هو مفتاح النجاح الحقيقي؛ فقد حاول في البداية إدارة المشروع عن بعد أثناء سفره، لكن اكتشف أن الجودة لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الرقابة الدقيقة على كل مرحلة من مراحل العمل.
ويطمح عمران إلى رؤية أجيال جديدة تكتسب مهارات النجارة وصناعة الأعمال الخشبية؛ حيث يرى أنه من الضروري تأسيس مراكز وورش تعليمية تخصصية لتعليم الجيل القادم هذا الفن العريق، ما يسهم في الحفاظ على التراث العماني وتنميته.