المغرب مهد الإنسان.. علماء يعثرون على أقدم آثار أقدام بشرية بشمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط بهذه المدينة المغربية
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
تم اكتشاف أقدم آثار أقدام بشرية في شمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط بالعرائش، من قبل فريق بحث دولي تقوده جامعة "بروتاني سود"(UBS) في فرنسا، وذلك بشراكة مع جامعات مغربية، ألمانية وإسبانية.
وذكر بلاغ لجامعة "بروتاني سود" أن هذه الآثار لأقدام الإنسان العاقل اكتشفت على شاطئ صخري في العرائش، حيث يمتد عمرها إلى نحو 100 ألف عام، وقد تركها ما لا يقل عن 5 أفراد (أطفال، مراهقون وبالغون).
وأشار المصدر ذاته إلى أن "هذه الآثار (85 في المجموع) موجهة بشكل أساسي نحو البحر وتعكس صورة مذهلة لما يمكن أن يكون عليه البحث عن الموارد البحرية من قبل هؤلاء الأفراد المنتمين للإنسان العاقل الذين كانوا يسكنون أو يعبرون ساحل العرائش منذ حوالي 100 ألف عام".
وجاء هذا الاكتشاف، الذي توصل إليه فريق دولي من العلماء المغاربة، الفرنسيين والإسبان، تحت إشراف منصف السدراتي (الأستاذ-الباحث ومدير مختبر الجيولوجيا المحيطية بجامعة بروتاني سود)، وذلك خلال مهمة قياس ميدانية أجريت في يوليوز 2022، في إطار مشروع للبحث العلمي حول أصل وديناميكية الكتل الصخرية المنتشرة على طول الساحل الجنوبي لمدينة العرائش بشمال-غرب المغرب.
ونقل البلاغ عن السيد السدراتي قوله إلى أن "هذه البصمات ت ركت على شاطئ البحر في شريط رملي كان يشكل الجزء العلوي من الشاطئ منذ حوالي 100 ألف عام. بعد ذلك، تم الحفاظ عليها بسرعة، نتيجة تغطيتها برواسب ناعمة، خلال مرحلة من حركة الأمواج المنخفضة، إلى جانب فترة من انخفاض المد والجزر".
وبحسبه، فإن موقع آثار العرائش يعد أحد أكبر مواقع آثار العصر البليستوسيني المتأخر وأفضلها حفظا في العالم، والموقع الوحيد الموثق في شمال إفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "مكانة العقل وبناء المجتمع"، وذلك بحضور كل من؛ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تقديم الإعلامي دكتور محمد مصطفى.
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد في بداية الملتقى على أن الادعاء بجمود الإسلام وغياب الحراك الفكري والاجتهاد فيه هو جهل بحقيقته، فالعلاقة بين العقل والدين في الإسلام متجذرة، حيث يمثل القرآن الكريم إعجازًا عقليًا يدفع المؤمن نحو التفكر والتدبر، ويتجلى هذا التكامل في نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضع كل كلمة في محلها، فتحمل كلامه معاني ومغازي عميقة؛ ولذا يوصف بأنه "سيد العقلاء"، فالإسلام، الذي جاء به النبي، هو الذي علمنا منهج التفكر والتدبر، والقرآن الكريم هو أساس الفهم والتدبر لا مجرد الاستسلام السلبي للأوامر.
وأضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن علماء الأمة الإسلامية هم أول من أسسوا لمنهج الحرية الفكرية، ويتجلى ذلك في التنوع الفقهي والمنهجي بين رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وعقلية أبي حنيفة، وواقعية الإمام الشافعي، ومنطقية الغزالي، وموسوعية ابن تيمية، ورقائق الجيلاني، وفلسفة ابن رشد، ومنهجية الرازي، ووسطية الأزهر؛ لأن الاجتهاد فريضة إسلامية، وتتأكد هذه الحقيقة بالنظر إلى منهج الإمام أبي حنيفة القائم على اجتهاده واجتهاد تلاميذه أبي يوسف ومحمد الذين كان يأخذ بآرائهم رغم اختلافهم، وكذا بتعدد فتاوى الإمام الشافعي للمسألة الواحدة بين العراق ومصر، ووجود أكثر من فتوى لبعض المسائل عند الإمام أحمد بن حنبل.
وأكد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، على المنزلة المحورية للعقل في الإسلام، ولو نظرنا في القرآن الكريم نجد أن كلمة "العقل" ومشتقاتها وردت فيه ما يزيد عن 300 مرة، وتتجلى هذه الأهمية القصوى في أن التكليف الشرعي يسقط عن غير العاقل؛ فالعقل هو مناط التكليف، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بلسان أهل النار أنفسهم، حيث قالوا: "قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، مما يبرهن على أن قضية العقل بالغة الأهمية؛ إذ هو الأداة الأساسية التي تمكن الإنسان من معرفة المولى سبحانه وتعالى واستيعاب رسالته، مؤكدًا بذلك أن الإسلام دين يقوم على الاقتناع الفكري والبحث عن الحقيقة، لا على التسليم الأعمى.
من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن نعمة العقل هي من أجل النعم على الإطلاق، فهي الميزان الذي يحدد مكانة الفرد في مجتمعه، والأداة الأساسية التي يتحقق بها إعمار الإنسان للأرض، وبناءً على ذلك، وأن أي مسعى لـ "عمار" بلادنا وأوطاننا وأمتنا يقوم على ثلاثة أركان جوهرية: الإنسان، حيث يكون (الإنسان قبل البنيان)، ثم يليه ركن الوعي، والركن الثالث هو العبادة (الساجد قبل المساجد).
أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن التدبر في آيات الكون هو المنهج الإلهي الذي سلكه المولى – سبحانه وتعالى- مع سيدنا إبراهيم عليه السلام للوصول إلى اليقين، حيث قال تعالى: " وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" وهذا التوجيه الرباني بالنظر والتفكر يجب أن يلتزم به الدعاة والعلماء اليوم، لأنه هو الحديث الأكثر نفعًا وفائدة، وهو المنهج الذي سار عليه السلف من علماء هذه الأمة، فنجد قول أحد علمائها الإمام الجويني: "لولا العقل ما فهمنا حقيقة النقل"، لأن العقل هو أساس التكليف، والنقل (الشرع) هو أساس الهداية، ولا يوجد أي تعارض أو خلاف بينهما؛ فكلاهما مصدر للعلم والمعرفة، ويعملان بتناغم للوصول إلى الحقائق الإيمانية والكونية.