خبراء لـ«الاتحاد»: «الفراغ الأمني» زاد من وتيرة الإرهاب بالساحل الأفريقي
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
أحمد مراد (القاهرة)
أخبار ذات صلةتشهد دول منطقة الساحل الأفريقي تنامياً ملحوظاً في أنشطة الجماعات الإرهابية في ظل ما تعانيه من فراغ أمني بعد خروج القوات الأممية والغربية من المنطقة، وخاصة القوات الفرنسية وإغلاق مهمة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ما أسهم في خلق بيئة مناسبة لتعظيم نفوذ التنظيمات المتطرفة وإعادة انتشارها.
وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبعض دول الاتحاد الأوروبي قد قلصت حجم دعمها لدول منطقة الساحل الأفريقي «النيجر ومالي وبوركينا فاسو» على خليفة الانقلابات التي شهدتها هذه البلدان، وهو ما تسبب في فراغ أمني كبير جاء في مصلحة الجماعات الإرهابية.
وأوضحت المساعد الأسبق لوزير الخارجية المصري للشؤون الأفريقية، السفيرة سعاد شلبي، أن الدول الثلاث التي تقع في منطقة الساحل الأفريقي، شهدت خلال الفترة الماضية سلسلة من الانقلابات العسكرية، آخرها انقلاب النيجر، ما تسبب في توتر العلاقات بين فرنسا ومستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا.
وذكرت الخبيرة في الشؤون الأفريقية في تصريح لـ«الاتحاد» أن منطقة الساحل والصحراء أصبحت مسرحاً لمزيد من المواجهات المسلحة وأحداث العنف بسبب تدهور الأوضاع والفراغ الأمني الذي نشأ نتيجة انسحاب القوات الفرنسية والقوات الغربية وقوات الأمم المتحدة لحفظ السلام من مالي، لافتة إلى أن تنظيم داعش استغل الظروف السياسية المتدهورة والهشاشة الاقتصادية لفرض سيطرته على منطقة الساحل والصحراء الكبرى، خاصة بعد سقوطه في شمال سوريا والعراق في العام 2019.
وأوضحت الدبلوماسية المصرية أن هناك عاملاً آخر أسهم في تمدد الأنشطة الإرهابية في غرب أفريقيا يتمثل في استهداف المدنيين باعتباره تكتيكاً متعمداً لترهيب المجتمعات المحلية وإجبارها على التعاون، ما أعطى هذه التنظيمات قدرة أكبر على الاستيلاء على الأراضي وتعظيم نفوذها في مساحات كبيرة.
وبحسب مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2023، فإن نشاط الجماعات الإرهابية اتجه نحو البلدان التي تواجه فراغاً أمنياً وعدم الاستقرار السياسي، وخاصة في منطقة الساحل الأفريقي، حيث ارتفعت نسبة ضحايا الإرهاب في هذه المنطقة 7% لتكون أعلى من دول جنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجتمعة.
وبدوره، أوضح الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، منير أديب، أن الفراغ الأمني يشكل أحد أبرز عوامل تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، ما يُنذر بخطر شديد على مستقبل القارة، بعدما أصبح بها العديد من البؤر الساخنة للعديد من جماعات العنف والتطرف التي تنمو بشكل مقلق في ظل تعدد الانقلابات وعدم الاستقرار الأمني والسياسي.
وذكر أديب في تصريح لـ«الاتحاد» أن خروج القوات الأممية والغربية، وتحديداً القوات الفرنسية، من الساحل الأفريقي جعل عناصر الجماعات الإرهابية تتنقل بسهولة من منطقة إلى أخرى من دون أي مواجهة أمنية أو عسكرية، ما أسهم في تنامي نفوذ تنظيمي «داعش» و«القاعدة» بوتيرة سريعة، لا سيما في بوركينا فاسو، ومالي، والنيجر، ومن المتوقع أن يكون هناك انتشار أكبر وأوسع للتنظيمات الإرهابية في تلك المنطقة خلال المرحلة القادمة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: منطقة الساحل الأفريقي دول الساحل مكافحة الإرهاب الجماعات الإرهابية الأمم المتحدة منطقة الساحل الأفریقی الجماعات الإرهابیة الإرهابیة فی
إقرأ أيضاً:
خبراء في الشؤون الأفريقية لـ«الاتحاد»: تدهور خطير للأوضاع الإنسانية في السودان
أحمد شعبان (الخرطوم، القاهرة
أوضح خبراء في الشؤون الأفريقية أن الحرب الدائرة في السودان أوجدت كارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة، مؤكدين أن نقص التمويل وصعوبة وصول المساعدات أدّيا إلى تفاقم خطر المجاعة، لا سيما مع تأزم الوضع الغذائي واتساع موجات النزوح.
وقالت الدكتورة نورهان شرارة، الباحثة في الشؤون الأفريقية: إن النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 تسبب في نزوح داخلي واسع النطاق، وتدمير كبير للبنية التحتية الزراعية، مما أدى إلى انقطاع شبه كامل في سبل حصول السكان على الغذاء.
وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن حجم المساعدات التي تصل السودان لا يقترب من حجم الاحتياجات الفعلية للسكان، مشيرة إلى فجوة كبيرة بين المطلوب وما تم توفيره، فضلاً عن عراقيل أمنية وإجرائية تؤخر وصول المواد الإغاثية إلى المناطق المتضررة.
وأشارت إلى أن الأوضاع الإنسانية تشهد تدهوراً خطيراً، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل، وتوفير تمويل طارئ، خصوصاً للمساعدات الغذائية الموجهة للأطفال، مشددة على ضرورة ضمان وصول المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة من دون أي عوائق.
ودعت شرارة إلى وقف فوري لإطلاق النار بضمان دولي، أو على الأقل إقرار هدنة إنسانية حقيقية تسمح بوصول المساعدات، وإنعاش الأسواق وعودة الأنشطة الزراعية، مؤكدة أن استقرار الوضع الغذائي لن يتحقق من دون استقرار أمني، مطالبة بتفعيل آليات المراقبة والمساءلة الدولية، ومنع استخدام الجوع كسلاح ضد المدنيين.
في السياق، قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية: إن الوضع الإنساني بالسودان يزداد سوءاً بالتزامن مع استمرار القتال، وارتكاب جرائم حرب وانتهاكات واسعة، إضافة إلى تزايد عمليات اللجوء والنزوح، مما ضاعف معاناة المدنيين، خاصة النساء والأطفال، في ظل غياب ممرات آمنة لوصول المساعدات.
وأضاف حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن دور «الرباعية الدولية»، سيكون محورياً في دعم المسار السياسي لضمان إنهاء الحرب في أسرع وقت، وإدخال المساعدات الإنسانية من دون قيود، إضافة إلى إطلاق حوار سوداني سوداني شامل يُفضي إلى تشكيل حكومة مدنية مستقلة.
وأشار إلى أن معالجة الوضع الإنساني في السودان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي والأمني، مؤكداً أنه في حال نجاح مبادرة «الرباعية الدولية» في وقف الحرب وتثبيت السلام، فستبرز الحاجة إلى مسار موازٍ لإعادة البناء والإعمار في المناطق المتضررة.