منظمة أكشن إيد الدولية: قطع التمويل عن الأونروا حكم بالإعدام على ملايين الفلسطينيين
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
القدس المحتلة-سانا
شددت منظمة “أكشن إيد” الدولية على أن القرار الذي اتخذته بعض الدول بتعليق تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” يعد حكماً بالإعدام على ملايين اللاجئين الفلسطينيين.
ونقلت وكالة وفا عن المنظمة قولها في بيان اليوم: إن القرار سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الكارثية الحالية التي يعانيها ملايين اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وإلى عواقب إقليمية على اللاجئين في سورية والأردن ولبنان، إذ تعتبر المساعدات الإنسانية الأساسية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للاجئين والدول المضيفة.
وأدانت المنظمة معاقبة أهالي قطاع غزة بأكملهم على يد بعض الدول نفسها التي دعت سابقاً إلى زيادة المساعدة والحماية للعاملين في المجال الإنساني في غزة، مشيرة إلى أن سحب التمويل من هذه البلدان المانحة لا يقل عن حكم بالإعدام على ما يقارب المليونين، أكثر من نصفهم من الأطفال الذين يعتمدون على مساعدة الأونروا في غزة للبقاء على قيد الحياة.
وأكدت المنظمة أن القرار سيوقف المساعدة المنقذة للحياة في وقت يواجه فيه المدنيون الواقع الكئيب المتمثل في التجويع والمجاعة الوشيكة، وانتشار الأمراض التي تفاقمت بسبب قصف الاحتلال الإسرائيلي.
ولفتت أكشن إيد إلى أن الاحتلال منذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من تشرين الأول الماضي قتل أكثر من 152 موظفاً من موظفي الأونروا، واستهدف أكثر من 141 مرفقاً من مرافقها، كما أصيب بعضها بأضرار لا يمكن إصلاحها جراء القصف المستمر.
ودعت المنظمة الدول المانحة إلى التراجع عن قرارها، والتوقف عن العقاب الجماعي للفلسطينيين في قطاع غزة والمنطقة، والوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني، وزيادة مساعداتها الإنسانية على الفور.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
FT: العالم خذل الفلسطينيين وتجويع غزة وصمة عار
قالت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن العالم لم يشهد في تاريخه المعاصر مشهدا بهذا القدر من الوضوح لمعاناة بشرية جماعية كما يحدث اليوم في قطاع غزة.
وحذرت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، من أن فشل المجتمع الدولي في وقف الإبادة بغزة، سيبقى وصمة تلاحق الدول الغربية على وجه الخصوص.
وأشارت إلى أن الصور القادمة من القطاع المحاصر تفضح حجم المأساة التي تسببت بها إبادة الاحتلال المستمرة منذ نحو 22 شهرا، حيث تظهر مشاهد لأمهات يحتضن أطفالا يعانون من الهزال الشديد، ومستشفيات مدمرة تكافح لإنقاذ الجرحى، وجثثا مصفوفة داخل أكياس سوداء.
وحذرت الصحيفة من أن المجاعة الجماعية باتت تهدد القطاع، رغم استمرار القصف واستهداف مئات المدنيين أثناء محاولتهم الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات، في ظل نظام إغاثة وصفته بـ"المعيب"، تدعمه كل من الولايات المتحدة والاحتلال، وينحرف عن النماذج الإنسانية المعمول بها دوليا.
وبحسب بيانات رسمية من وزارة الصحة في غزة، فإن عدد الشهداء الفلسطينيين يقترب من 60 ألفا، فيما دمرت مدن بأكملها، ودفع معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة إلى أراض قاحلة.
وأكدت الصحيفة أن ما يجري اليوم يحمل بصمات "هجوم انتقامي" تقوده حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، في محاولة لتفكيك المجتمع الفلسطيني وتمزيق نسيجه، مشيرة إلى أن هذا النمط يتكرر أيضا في الضفة الغربية المحتلة، حيث أجبرت الاعتداءات العسكرية وهجمات المستوطنين آلاف الفلسطينيين على ترك منازلهم.
وقالت إن عددا متزايدا من خبراء الإبادة الجماعية بدأوا يرون في السلوك الإسرائيلي ما يرقى إلى "إبادة جماعية".
وأضافت أن منظمة بتسيلم الحقوقية الإسرائيلية خلصت إلى أن السياسة الإسرائيلية تؤدي إلى "تدمير منسق ومتعمد للمجتمع الفلسطيني في غزة".
وشددت الصحيفة على أن الأدلة على التطهير العرقي تتزايد، مشيرة إلى أن السكان أجبروا على النزوح مرارا تحت التهديد العسكري، وأن المساعدات باتت تستخدم كسلاح، فيما يعاقب مجتمع بأسره.
وقال إن التصريحات الغربية التي تعرب عن "القلق" لا تكفي، داعية إلى فرض عقوبات على حكومة نتنياهو، ووقف مبيعات الأسلحة إلى الاحتلال.
كما دعت الصحيفة مزيدا من الدول الغربية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، على غرار ما قامت به فرنسا، مطالبة الدول العربية مثل مصر والأردن والإمارات بأن توضح أن علاقاتها مع الاحتلال لا يمكن أن تستمر دون تغيير جذري في سياساتها.
ولفتت إلى أن إعلانات الاحتلال عن وقفات تكتيكية، وممرات إنسانية مزعومة، لا يعد كافيا، وإخفاق العالم في إنقاذ الفلسطينيين من كارثة متفاقمة سيبقى شاهدا على عجز أخلاقي لن يمحى بسهولة.