اختتمت القمة الأفريقية الإيطالية أمس الاثنين، التي عقدت في العاصمة روما بدعوة من رئيسة الوزراء الإيطالية جورجينا ميلوني، وبحضور عدد من الرؤساء ورؤساء الوزراء للدول الأفريقية إلى جانب عدد من قيادات المؤسسات الدولية المختلفة.

وعرضت رئيسة الوزراء الإيطالية، "خطة ماتي" لتنمية العلاقات بين إيطاليا والقارة السمراء، وتهدف إلى مساعدة الدول الأفريقية على الازدهار مقابل الحد من الهجرة غير الشرعية، وأبدى موسى فقي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، تحفظه بشأن الخطة بالقول إنه كان لا بد من التشاور مع القادة الأفارقة بشأنها.

وفي حديثه في القمة الإيطالية الإفريقية في روما، رحب موسى فقي بمبادرات إيطاليا لتعزيز العلاقات مع القارة الإفريقية بشكل مفيد للطرفين، لكنه قال: "لا يمكننا أن نكتفي بمجرد الوعود التي لا يمكن الوفاء بها"، مؤكدا "أفريقيا لا تريد أن تمد يدها نحن لسنا متسولين".

وأضاف فقي أن هناك حاجة إلى "نقلة نوعية" للدخول في "نموذج جديد للشراكة" وتمهيد الطريق "نحو عالم أكثر عدلا وتماسكا".

وكان زعماء وممثلون من 45 دولة أفريقية، بما في ذلك رؤساء تونس والسنغال وكينيا والكونغو الديمقراطية وزيمبابوي والصومال، موجودين في العاصمة الإيطالية للاستماع إلى تفاصيل ما يسمى "خطة ماتي" التي طرحتها ميلوني، وهي سياسة رئيسية مستوحاة من إنريكو ماتي، مؤسس شركة النفط إيني الذي دفع في الخمسينيات من القرن الماضي إيطاليا لدعم البلدان الأفريقية لتطوير مواردها الطبيعية وتحسين اقتصاداتها.

وحضر القمة، التي استضافتها، مقر مجلس الشيوخ الإيطالي، رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، تشارلز ميشيل، وروبرتا ميتسولا، رئيسة برلمان الاتحاد الأوروبي.

وقالت ميلوني، في افتتاح القمة، إن المشروع سيحظى بتمويل أولي يزيد عن 5.5 مليار يورو (4.7 مليار جنيه إسترليني) للاستثمارات في مجموعة متنوعة من القطاعات، بما في ذلك الطاقة والتعليم والصحة والبنية التحتية. 

وأضافت ميلوني: "نريد أن نكتب فصلًا جديدًا في تاريخ تعاوننا، لقد كانت هناك رواية متحيزة في الماضي، تقول إن أفريقيا قارة فقيرة هذا غير صحيح، فهي تفتخر بمواردها الطبيعية وسكانها الشباب".

وأشارت رئيسة الوزراء الإيطالية إلى أن المشروع سيرتكز على "التعاون بين متساوين" و"بعيدا عن أي فرض مفترس أو موقف خيري تجاه أفريقيا".

وأكدت ميلوني أن خطة ماتي ليست عملا مغلقا، وإنما مفتوحة على كافة الدول الأفريقية، ردا على تحفظ فقي بشأن ضرورة التشاور مع دول القارة في الخطة.

وأعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية خطتها لأفريقيا بعد وقت قصير من تولي حكومتها السلطة في أكتوبر 2022، بهدف رئيسي هو تحويل إيطاليا إلى مركز للطاقة في وقت بدأت القارة العجوز الاستغناء رويدا رويدا عن الغاز الروسي بعد اندلاع الحرب الأوكرانية في فبراير من نفس العام.

ومن أولويات ميلوني في مقابل مساعدة الاقتصادات الأفريقية على الازدهار وقف تدفق المهاجرين من أفريقيا، وهو التعهد الانتخابي الذي فشلت حتى الآن في الوفاء به.

وقامت ميلوني منذ فترة طويلة بحملة من أجل "مساعدة الأشخاص المهاجرين من أفريقيا في وطنهم"، وأضافت أن مكافحة الاتجار بالبشر ستكون محورية في الخطة، مضيفة أن للناس الحق "في عدم إجبارهم على الهجرة... من أجل حياة أفضل يصعب العثور عليها في أوروبا".

وتسعى ميلوني جاهدة لوضع إيطاليا في طليعة تعزيز النفوذ الأوروبي في القارة الأفريقية، وقالت إن حضور زعماء الاتحاد الأوروبي في القمة أكد دعم أوروبا لمبادرة بلادها.

وقالت فون دير لاين: "إنها لحظة تعاون مكثف ومتجدد بين أفريقيا وأوروبا، لأن مصائرنا ليست متوافقة فحسب، بل المصالح أيضًا أكثر توافقًا من أي وقت مضى".

وقالت روبرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبي إن 12 من أسرع 20 اقتصادا نموا في العالم تقع في أفريقيا مضيفة: "عندما تزدهر أفريقيا، تزدهر أوروبا، وسيزدهر العالم أيضا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: القمة الأفريقية الإيطالية خطة ماتي رئيسة الوزراء الإيطالية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي رئیسة الوزراء الإیطالیة خطة ماتی

إقرأ أيضاً:

وزير قطاع الأعمال يشارك ممثلا عن مصر في افتتاح قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية في دورتها ال17 بأنجولا

 

 

المهندس محمد شيمي يؤكد حرص مصر على تعزيز التعاون الاقتصادي مع إفريقيا والولايات المتحدة ودعم التنمية الإقليمية المستدامة

القمة منصة هامة لبحث فرص الاستثمار المباشر والشراكات الاقتصادية بما يخدم مصالح الشعوب الأفريقية والأمريكية


شارك المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام، في افتتاح أعمال الدورة السابعة عشر من قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية، والتي انطلقت في العاصمة الأنجولية لواندا، وتم افتتاحها رسميا من قبل السيد جواو لورينسو رئيس جمهورية أنجولا، بمشاركة عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء، وأكثر من 2000 من المستثمرين والمصرفيين ورواد الأعمال والمبتكرين من مختلف القطاعات.

وتُعقد القمة هذا العام تحت شعار: "مسارات إلى الرخاء.. رؤية مشتركة للشراكة الأمريكية الأفريقية"، وتهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الولايات المتحدة والدول الأفريقية، ودعم جهود تحقيق التنمية المستدامة والتكامل الاقتصادي الإقليمي، إلى
جانب تسليط الضوء على الفرص الاستثمارية المتاحة في الدول الأفريقية، وتحفيز التجارة والاستثمار والنمو الاقتصادي المستدام، وتركز على عدد من القطاعات منها الطاقة والتعدين والبنية التحتية والزراعة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتمويل.

في تصريح له على هامش الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة، أكد المهندس محمد شيمي، أن المشاركة المصرية في قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية تأتي انطلاقًا من حرص الدولة على تعزيز حضورها في المحافل الاقتصادية الدولية، وبناء شراكات اقتصادية مع مختلف دول العالم، ولا سيما تعزيز التعاون الاقتصادي مع الولايات المتحدة والدول الأفريقية، بما يواكب توجهات الدولة نحو دعم جهود التنمية الشاملة والمستدامة في القارة الأفريقية.

أوضح الوزير، أن هذه القمم تمثل منصات هامة لتعزيز الحوار البنّاء بين الدول، وترسيخ رؤية مشتركة تقوم على أسس التنمية المتوازنة والازدهار المشترك، مؤكدًا أن مصر تعمل على دفع التعاون مع دول القارة والولايات المتحدة إلى آفاق أرحب، عبر تعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتبادل الخبرات، واستثمار الإمكانات الهائلة والفرص الواعدة التي تتيحها الأسواق الأفريقية.

في سياق متصل، ثمّن وزير قطاع الأعمال العام العلاقات التاريخية الوطيدة والروابط الأخوية التي تجمع بين مصر وأنجولا، وما تشهده من تطور ملموس على مختلف الأصعدة، مؤكدًا الحرص على تعزيز أطر الشراكة وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيدا بالدور المحوري الذي تضطلع به أنجولا في استضافة هذه القمة البارزة، والتي تأتي في عام تحتفل فيه بالذكرى الخمسين لاستقلالها، وتتولى فيه رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2025.

وتستمر فعاليات القمة حتى 25 يونيو، وتتضمن موائد مستديرة وجلسات حوارية ولقاءات ثنائية بين الشركات، إلى جانب منتديات استثمارية ومعارض. وتعد القمة من أهم منصات الأعمال التي تُعقد سنويًا على مستوى القارة الأفريقية، ويتم تنظيمها من قبل مجلس الشركات في إفريقيا، بالتناوب بين إحدى الدول الأفريقية والولايات المتحدة.

كما يجري المهندس محمد شيمي على هامش أعمال القمة، عدة لقاءات ثنائية مع عدد من الوزراء، رؤساء الوفود، وممثلي الشركات الكبرى والمنظمات الدولية.

وتُعد القمة منصة هامة لبناء شراكات اقتصادية ذات منفعة متبادلة، وتستهدف تشجيع الاستثمار المباشر من الشركات الأمريكية في الأسواق الأفريقية، ودعم التكامل الإقليمي، وتبادل الخبرات، وتعزيز مجالات التعاون والروابط الاقتصادية وتوسيع فرص الاستثمار.

مقالات مشابهة

  • لمكافحة الهجرة غير الشرعية ميلوني تقترح خطة لدعم دول أفريقية
  • أنغولا والولايات المتحدة يرفضان حضور ممثل البوليساريو في القمة الأميركية الأفريقية
  • قارة غنية مستغلة.. أفريقيا بين فرص الشراكة وتحديات المكانة
  • انطلاق فعاليات القمة الـ17 الأميركية الأفريقية للأعمال في أنغولا
  • مسئول أفريقي: القارة السمراء تصنع 1% من الأدوية المستخدمة بها
  • وزير قطاع الأعمال يشارك ممثلا عن مصر في افتتاح قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية في دورتها ال17 بأنجولا
  • ميلوني: استقرار ليبيا عامل حاسم في احتواء تدفقات الهجرة غير النظامية
  • وزير قطاع الأعمال يمثل مصر في افتتاح قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية بأنجولا
  • وزير قطاع الأعمال العام يشارك ممثلا عن مصر في افتتاح قمة الأعمال الأمريكية الأفريقية في دورتها ال17 بأنجولا
  • واشنطن تستبعد البوليساريو من القمة الأمريكية الأفريقية