طرحها لبيد.. هل تمهد شبكة أمان لإسقاط حكومة نتنياهو؟
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
القدس المحتلة- حمل إعلان رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، منح حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، "شبكة أمان" لأي صفقة تبادل قد تفضي إلى إعادة المختطفين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، في طياته معاني ودلالات كثيرة فيما يتعلق بمستقبل حكومة الطوارئ وسير القتال واليوم التالي للحرب.
وتنص "شبكة الأمان" التي عرضها لبيد على نتنياهو، على أن يدعم حزب "هناك مستقبل" -الذي يترأسه لبيد- صفقة تبادل الأسرى في حال عارضت أحزاب اليمين المتطرف، وهددت بإسقاط الحكومة.
وحسب عرض لبيد، فإن "شبكة الأمان" تقضي -أيضا- أن يدعم لبيد وحزبه حكومة نتنياهو لفترة معينة، دون الانضمام إلى الائتلاف ومن خلال مقاعد المعارضة خلال فترة الحرب، على أن يتم لاحقا التشاور بين مختلف الأحزاب بشأن موعد توافقي لإجراء انتخابات مبكرة.
ورجحت تحليلات أن الائتلاف الحكومي الحالي الذي يعتمد على أحزاب اليمين المتطرف، ليس بمقدوره إنجاز أي صفقة تبادل أسرى في ظل موقف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير بإسقاط الحكومة في حال التوصل إلى "صفقة سيئة" لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وأجمعت تقديرات على أن نتنياهو بات رهينة ابتزازات اليمين المتطرف المتمثل في حزب "عظمة يهودية" برئاسة بن غفير، وتحالف "الصهيونية الدينية"، برئاسة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، وتيار المستوطنين في حزب الليكود.
و أتى عرض "شبكة أمان" ليعزز التقديرات بأن الائتلاف الحكومي الحالي الذي يصر على استمرار الحرب على غزة، لن يصمد طويلا في صورة إنجاز أي صفقة.
تتفق قراءات محللين أن إعلان لبيد جاء لإعادة جميع المختطفين الإسرائيليين ولا يشكل طوق نجاة لإنقاذ حكومة نتنياهو التي ستتفكك أو ستشهد تغييرات وتحالفات جديدة تسبق سيناريو انتخابات مبكرة للكنيست.
ويرى المحلل السياسي، عكيفا إلدار، أن طرح رئيس المعارضة منح "شبكة أمان" لأي صفقة تبادل، يعكس حالة الإجماع الذي يتشكل في إسرائيل الداعي إلى إعادة المختطفين، وهو يتناغم مع تعالي الأصوات الداعية إلى تحريرهم، ومن أجل تفويت الفرصة على أحزاب اليمين المتطرف الرافضة لأي صفقة وتهدد بإسقاط الحكومة.
وأوضح إلدار، للجزيرة نت، أن لبيد يعارض وبشدة بقاء نتنياهو على كرسي رئاسة الوزراء، ويحمله مسؤولية الفشل والإخفاق في منع أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفي إعادة المختطفين ضمن العلميات العسكرية.
ويعتقد المحلل السياسي أن لبيد يعي جيدا أن ملف المختطفين ورقة مساومة مهمة بالشارع الإسرائيلي في الانتخابات المقبلة، لذلك يريد أن يكون شريكا في أي صفقة وتوظيفها في حملته الانتخابية.
وأوضح أن كافة أحزاب المعارضة ومن ضمنها حزب "هناك مستقبل" برئاسة لبيد، على قناعة أن أي صفقة تبادل شاملة، وبمعزل عن التنازلات والثمن الذي ستدفعه الحكومة، ستكون بداية تصدع الائتلاف الحالي، وتعمق الشرخ بالمجتمع الإسرائيلي، وتعزز حالة الاستقطاب الداخلي، وستؤسس لمرحلة جديدة بالمشهد السياسي الإسرائيلي.
ولا يستبعد إلدار أن يكون عرض "شبكة أمان" قد طُرح بإيعاز من جهات في الإدارة الأميركية وإن لم تظهر مؤشرات حيال ذلك، ويؤكد أن طرح لبيد ومواقفه من صفقة التبادل والحرب، تنسجم مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الذي ألمح إلى أنه على نتنياهو إحداث تغييرات في ائتلاف حكومته.
قبول ورفض
بدوره، يعتقد محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن نتنياهو يقترب من النقطة التي سيتعين عليه فيها أن يقرر ما إذا كان سيمضي قدما في الصفقة أو يرفضها، ولذلك أتى طرح لبيد بمنح "شبكة أمان" لأي صفقة.
وأوضح أن أي صفقة تبادل محتملة ستأتي مع تقديم تنازلات كبيرة من قبل حكومة نتنياهو وستنظر إليها قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي على أنها انتصار لحماس، وأن رفضها من قبل نتنياهو يعني استمرار الحرب كما يطلب شركاؤه بالائتلاف بن غفير وسموتريتش.
ومن الواضح الآن أن اليمين المتطرف في الحكومة، يقول هرئيل "سيخلق صعوبات وعراقيل أمام أي صفقة، حيث سارع بن غفير للتصريح علنا ضد صفقة تتضمن تنازلات وهدد بحل الحكومة، وسموتريتش ليس بعيدا عنه بالموقف من الصفقة والحرب".
وقال المحلل العسكري ذاته إن اليمين المتطرف يشعر بالقلق من احتمال أن يعني وقف إطلاق النار الطويل نهاية الحرب وبالتالي الإبقاء على حماس في السلطة، على الأقل في جنوب القطاع، كما أن نتنياهو يعي أن العودة الجزئية للمختطفين، مقابل آلاف الأسرى الفلسطينيين، ستُفسرها قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي على أنها اعتراف بالفشل.
ويرى الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت، أن رئيس المعارضة يائير لبيد داعم ومؤيد للحرب لكنه يختلف عن نتنياهو فيما يتعلق بترتيب الأهداف، فمن أولوياته إعادة جميع المختطفين لدى حماس حتى مقابل تقديم تل أبيب تنازلات كثيرة.
وقال شلحت للجزيرة نت إن لبيد، الذي ينسجم مع مواقف الإدارة الأميركية من صفقة التبادل وأسلوب القتال والحرب، يعارض وبشدة بقاء نتنياهو في الحكم، ويحمله مسؤولية الفشل بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول وفي تحقيق أهداف الحرب.
انهيار وتفكك
وأوضح الباحث نفسه أن لبيد -مثل الكثير من الإسرائيليين- بات على قناعة تامة بأن استمرار الحرب وتحرير المختطفين هدفان غير متوافقين، وعليه أتى طرحه منح "شبكة أمان" لصفقة تبادل ردا على موقف اليمين المتطرف الرافض للصفقة والذي يهدد بتفكيك الحكومة.
وعن مدى واقعية هذه الشبكة، يقول شلحت إن عرضها لا يحمي الحكومة من الانهيار والتفكك، وهو يقتصر فقط على دعم صفقة التبادل والتصويت عليها في الكنيست ليتسنى تنفيذها بظل تهديد بن غفير واليمين المتطرف بتفكيك الحكومة في حال أُنجزت أي صفقة.
وأضاف الباحث أن خلفية تهديدات بن غفير يُفسرها أيضا سلوك نتنياهو الذي بات أكثر رهينة بيد اليمين المتطرف، حيث يعارض الانسحاب من غزة وتحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين، ويماطل بصفقة التبادل، ويكرر هدف إسقاط حكم حماس، مما يعكس شروط هذا اليمين للبقاء بالحكومة والاستمرار بالحرب حتى تحقيق أهدافها.
وعلى خلفية حالة الارتهان التي يعيشها نتنياهو، يقول شلحت "أتت مواقف سياسيين إسرائيليين ومن ضمنهم لبيد التي تتناغم مع مواقف أميركا، قبالة التيار الذي يقوده نتنياهو الذي يضع مصلحته الشخصية فوق مصلحة إسرائيل العليا والمصالح الأميركية بالشرق الأوسط".
ويعتقد الباحث أن نتنياهو يتحدى بهذه المرحلة الموقف الأميركي، لكنه لم يصل حتى الآن إلى مرحلة كسر أدوات اللعب مع واشنطن التي لديها أوراق ضغط كثيرة لممارستها بحال كسر نتنياهو هذه الأدوات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الیمین المتطرف حکومة نتنیاهو أی صفقة تبادل صفقة التبادل أن نتنیاهو شبکة أمان بن غفیر على أن
إقرأ أيضاً:
ليبرمان يكشف تسليح حكومة نتنياهو لـميليشيات إجرامية في غزة تنهب المساعدات
كشف وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق أفيغدور ليبرمان، أن تل أبيب زودت "ميليشيات إجرامية" في قطاع غزة بأسلحة، وسط حديث تقارير إعلامية إسرائيلية عن ظهور "مجموعات إجرامية مسلحة" بغزة تعمل بحماية جيش الاحتلال وتهاجم الفلسطينيين.
وقال ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المعارض، لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن "إسرائيل نقلت بنادق هجومية وأسلحة خفيفة إلى مليشيات إجرامية في غزة"، مضيفا أن أن هذه الخطوة تمت "بأوامر من نتنياهو".
وتابع: "في رأيي، لم يُوافق مجلس الوزراء على نقل الأسلحة، لكن رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) كان يعلم.. لكنني لست متأكدًا من أن رئيس أركان الجيش كان يعلم، نحن نتحدث عن ما يُعادل (تنظيم) داعش (الإرهابي) في غزة"، على حد قوله.
وحذر ليبرمان حذر من أنه "لا أحد يضمن عدم توجيه هذه الأسلحة إلى إسرائيل. ليس لدينا أي وسيلة للمراقبة أو التتبع".
ورفض "الشاباك" التعقيب على تصريحات ليبرمان، وفق هيئة البث، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "عصابات مسلحة" مدعومة من "إسرائيل" تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، في ظل حصار إسرائيلي خانق.
ومنذ 22 أيار/ مايو، سمحت "إسرائيل" فقط بإدخال عشرات من شاحنات محملة بمساعدات، بينما تحتاج عزة يوميا لـ500 شاحنة مساعدات إغاثية وطبية وغذائية عاجلة، و50 شاحنة وقود كحد أدنى منقذ للحياة، وفق المكتب الإعلامي.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت "إسرائيل" في 27 أيار/ مايو تنفيذ مخطط لتوزيع "مساعدات إنسانية" عبر "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، ويقول فلسطينيون إن المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.
والثلاثاء، أعلن المكتب الإعلامي بغزة ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين الذين استهدفهم الجيش الإسرائيلي قرب مراكز توزيع ما تُسمى "مساعدات" بالجنوب إلى 102 شهيد و490 مصابا خلال 8 أيام.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ترتكب "إسرائيل" إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.
ومنذ 18 عاما تحاصر "إسرائيل" غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.