رسالة إلى السيد الرئيس "4"
تاريخ النشر: 1st, February 2024 GMT
وجهت تلك السلسلة من المقالات المهمة كصرخة ضمير وطن إلي السيد الرئيس شخصيًا وليس إلى أي مسئول آخر، والسبب أن المسئول أيًا كان منصبه أو صلاحياته أصبح عاجزا عن التحرك داخل دائرته الوظيفية الكامنة في الجهاز الإداري المتهالك للدولة لمواجهة المشكلة أو تنفيد الاقتراح، ولذا لم أجد إلا السيد الرئيس الذي يمتلك الصلاحيات الكاملة والقوة علي مواجهة المشكلة وتنفيذ أي اقتراحات تخدم مصلحة الوطن، وقد كتبت عشرات المقالات المتنوعة خلال السنوات الماضية تضمن بعضها دراسة متكاملة لتنمية مصر من واقع معايشتي الحية مع المشكلة وكيفية التعامل معها، لكن لا أعلم إن كانت تلك المقالات تصل إلى أصحاب القرار أم تظل حبيسة الجريدة التي كتبت فيها.
في المقال السابق طرحنا اقتراحات لتوفير عملة الدولار بأسرع وقت وذلك لسداد ديون مصر المستحقة وفوائده خلال عام 2024 والبالغة 32.8 مليار دولار، وفي هذا المقال سنطرح بعض الأفكار للتقشف الذي أصبح ضرورة ملحة لمواجهة ما تتعرض له مصر من ضغوطات اقتصادية عنيفة وتتمحور أطروحاتي في هذا الشأن حول عدد من النقاط كالتالي:
1 - أن يتم إدراج موازنة أي وحدات اقتصادية في الموازنة العامة للدولة، مع طرح هذه الوحدات في البورصة المصرية لكي يتم ملكية وإدارة هذه الأصول من قبل القطاع الخاص الوطني "شركات مصرية".
2- تقليص إنفاق الحكومة والبرلمان وكل المؤسسات والهيئات الحكومية التي توصف بالكماليات، مع تخفيض أجور ومزايا وساعات عمل موظفي الحكومة، وأيضًا خصخصة الشركات المملوكة للحكومة، والتي تشمل المرافق والنقل والاتصالات.
مع بيع المشاريع "الريعية" غير المنتجة، وبيع حصص منها إلى "شركة المصريين بالخارج" التي اقترحنا إنشاءها في العديد من المقالات كشركة مساهمة مصرية علي أن يتم الإعلان عنها من رئاسة الجمهورية وتكون تابعة مباشرة لرئيس الجمهورية، لأن تبني أي جهة أخري إدارة هذه الشركة لن يكون ناجحًا لعدم ثقة المصريين في الخارج في الأجهزة الحكومية.
4 – يتم توجيه كافة موارد الدولة للتعليم والصحة ودعم الصناعات الصغيرة والزراعة والبحث العلمي ودعم الصادرات والتنمية السياحية، مع تشكيل هيئة محترفة من أبناء المصريين بالخارج لإدارة السياحة في الوقت الحالي مع وضع استراتيجية عملية تدير هذا القطاع المهم (مصر تمتلك مقومات سياحية غير موجودة في معظم دول العالم وبها أكثر من ثلث آثار العالم).
5 – حصر جميع الوظائف التي يشغلها مستشارون، مع تقليص العدد والإبقاء على من هم فعلًا في حاجة إلى تواجدهم مع الاستغناء عن جميع الوظائف التي جاءت بدوافع المحسوبية للمجاملة أو التكريم والتشريف، وهؤلاء يمثلون معظم تلك الوظائف.
6 – حصر جميع أملاك الدولة التي تم السطو عليها خلال آخر 20 عامًا، وتم تقنين أوضاعها لأصحاب النفوذ القبلي أو أصحاب السلطة بعدد من الجنيهات، وهي طرح النيل بكل تمدده والترع والمجاري التي تم ردمها في القري والنجوع، وسن قرار من مجلس النواب يرمي إلى منح الدولة 50% من القيمة الفعلية الحالية لتلك الأراضي للدولة على أن يتم استغلال بعضها في إقامة الصناعات الصغيرة والمدارس والمستشفيات والنوادي، والبعض الآخر يتم عرضه للبيع علي أن تكون الأولوية الشراء لواضعي اليد الحاليين وإن لم يتم الشراء يتم عرضها للآخرين.
*كاتب معنى بالشأن العام
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السيد الرئيس
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس: منطقة أبو مينا الأثرية هي بقعة مقدسة يفتخر بها كل المصريين
تفقد، أمس، قداسة البابا تواضروس الثاني منطقة "أبو مينا" الأثرية بالإسكندرية التي يقع في داخلها دير الشهيد مار مينا العجائبي بمريوط، بمشاركة وزير السياحة والآثار السيد شريف فتحي، والفريق أحمد خالد حسن محافظ الإسكندرية، والسيدة نوريا سانز مديرة المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، والدكتور محمد إسماعيل الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية.
ويأتي هذا في سياق الاهتمام الذي توليه الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي، بترميم وتطوير الآثار المصرية، ومن بينها الآثار القبطية حيث توجه اهتمامها إلى مناطق الفسطاط بالقاهرة وأبوفانا بالمنيا، وأبو مينا بالإسكندرية.
ومن جهة منطقة "أبو مينا" تركزت جهود الدولة في الآونة الأخيرة بالاشتراك مع الدير على خفض منسوب المياه الجوفية حفاظُا عليها من خطر الاندثار، الأمر الذي أثمر دعم هيئة اليونسكو لخطط ترميم المنطقة، التي تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمية عام ١٩٧٩، بغية تجهيزها لتصبح أحد نقاط الحج المسيحي الهامة عالميًّا، بينما أدرجتها هيئة اليونسكو كأثر عالمي عام ٢٠٠١.
ويوجد بمنطقة "أبو مينا" مذبح الكنيسة الأثري وقبر الشهيد مار مينا، والمعمودية، بالإضافة إلى بقايا معالم المدينة القديمة.
ومن المقرر البدء في ترميمها بعد عام من الآن، عقب الانتهاء من أعمال خفض منسوب المياه الجوفية، العملية التي تشارك في إنجازها، إلى جانب وزارة السياحة والآثار، ودير "مار مينا"، وزارة الزارعة التي غيرت نظام الري في المنطقة من الري بالغمر إلى الري بالتنقيط، وكذلك تم التخلص من الحشائش المنتشرة في المنطقة التي كانت تعيق الأعمال فيها، وتم أيضًا تزويد المنطقة بمصارف للمياه في كل الاتجاهات لصرف المياه وتجنب تراكمها في المنطقة.
وأثنى قداسة البابا على الجهود المبذولة من الدولة بكافة قطاعاتها، للحفاظ على هذا الأثر المصري الهام، لافتًا إلى أن هذه المنطقة هي بقعة مقدسة على أرض مصر يفتخر بها كل المصريين، وشهدت آلاف المعجزات، وفي القرن السادس سميت بالمنطقة المرمرية نظرًا لأنها كانت مكسوة بالرخام، وهي تعد مقصدًا سياحيًّا عالميًّا ووطنيًّا، حيث يأتيها سائحون من كل العالم، وأيضًا زوار من المصريين، مسلمين ومسيحيين، يأتون ليتباركوا من القديس مينا، لذا فهي منطقة تمثل صفحة مضيئة في التاريخ المصري، وتقدم لنا رسالة روحية ووطنية وثقافية.
ونوه قداسته إلى أن من بين رهبان منطقة أبو مينا خرج سبعة رهبان في القرن الرابع إلى أيرلندا حيث بشروا فيها، وحاليًّا توجد كنيسة تحمل اسمهم هناك.
وأوضح قداسة البابا أن الأديرة القبطية تعد طاقة مضافة للمجتمع والوطن، فالراهب بمعيشته في الدير لا ينعزل عن المجتمع، بل في نظام الرهبنة يجب على الراهب أن يوزع وقته بين العبادة والدراسة والعمل، ونتاج عمله وفكره ينتفع به المجتمع.