????مباشر: إسرائيل تقصف جنوب قطاع غزة آخر ملاذ للنازحين الفلسطينيين رغم مؤشرات أولى إلى إمكان التوصل لهدنة جديدة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
أهم الأحداث:
وزارة الصحة في غزة: مقتل 27131 فلسطينيا وإصابة 66287 في الهجمات الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية لديها بعد غارات إسرائيلية على وكالة بلجيكية في غزة الوسطاء المصريون والقطريون ينتظرون رد حماس على مقترح الهدنة فلسطينيون أمريكيون يرفضون لقاء بلينكن بسبب موقف واشنطن من الحرب في غزةيونيسف: تقديراتنا تفيد بأن 17 ألف طفل فلسطيني في غزة بدون ذويهم أو انفصلوا عن عائلاتهم
الحرب في غزة 3 فبراير
فرانس24/ أ ف ب/رويترز.المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل أزمة المزارعين ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني غزة حماس إسرائيل الأمم المتحدة فلسطينيون للمزيد كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 منتخب المغرب رياضة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يتعامل أهالي جنوب لبنان مع التهديدات الإسرائيلية المستمرة؟
جنوب لبنان- في الأشهر الأخيرة، تحوّل جنوب لبنان وشرقه إلى مسرح شبه دائم لغارات جوية إسرائيلية من تلال الخردلي مرورا بمرتفعات إقليم التفاح وصولا إلى أطراف البقاع الغربي، تتكرر الضربات وتتطابق رواية الاحتلال، في مشهد يوحي بتصعيد محسوب أكثر منه ردا على تطورات ميدانية طارئة.
تقول زهراء راضي، من بلدة حولا، للجزيرة نت إن الخوف لا ينبع من احتمال اندلاع حرب جديدة بل من هاجس فقدان المكان، "بالنسبة للأهالي، الأرض ليست مجرد مساحة جغرافية، بل ذاكرة وهوية جماعية تتوارثها الأجيال وعنوان صمود على مر العقود".
وتضيف "رغم الضغوط والخسائر، نبقى على استعداد للوقوف يدا واحدة دفاعا عن أرضنا، ومنع أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة".
ولا يختلف المشهد كثيرا في بلدة مركبا الحدودية، حيث ترى فاطمة شعيب أن القلق الأكبر يتعلق بإمكانية فقدان ذكريات عاش عليها الآباء والأجداد. وتؤكد للجزيرة نت أن "الأرض بالنسبة لأهالي مركبا ليست فقط مصدر رزق بل امتداد لهويتهم وانتمائهم، ورغم الغارات والضغوط المتواصلة نفضل البقاء فيها وعدم النزوح مرة أخرى، حتى لو اقتضى الأمر أن نقضي آخر يوم في حياتنا عليها".
في الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي تبرير غاراته ويبررها باستهداف "مجمعات تدريب وتأهيل" تابعة لوحدة قوة الرضوان في حزب الله، وهي رواية لم تشهد تغيرا يُذكر وتترافق مع تصاعد ملحوظ في نبرة تهديداته التي تتهم الحزب بمحاولة إعادة ترميم قدراته العسكرية.
يأتي ذلك قبيل الاجتماع المرتقب للجنة وقف الأعمال العدائية "الميكانيزم"، المقرر عقده الأسبوع المقبل، وسط شكوك متزايدة بشأن قدرتها على كبح التصعيد أو منع انزلاقه نحو مواجهة أوسع.
ويتقاطع هذا التصعيد مع تسريبات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية تفيد بأن جيش الاحتلال أنهى خلال الأسابيع الماضية إعداد خطة لهجوم واسع يستهدف مواقع تابعة لحزب الله. ويبقى تنفيذها مشروطا بفشل الحكومة والجيش اللبنانيين في تفكيك سلاح الحزب قبل نهاية العام الجاري، في ما يبدو كأنه وضع للبنان أمام مهلة زمنية وضغط أمني مفتوح.
إعلانفي المقابل، يواصل الجيش اللبناني تنفيذ المرحلة الأولى من "خطة حصر السلاح بيد الدولة" في منطقة جنوب نهر الليطاني، على أن تُستكمل مع نهاية الشهر الحالي تمهيدا للانتقال لاحقا إلى شمال الليطاني. وتقول الحكومة إن هذه الخطوة تأتي التزاما بالقرارات الدولية، وفي مسعى لتجنيب البلاد مواجهة عسكرية شاملة.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن حصر السلاح جنوب الليطاني سيتم قبل نهاية العام الجاري، على أن يُستكمل في بقية المناطق اللبنانية بحلول نهاية السنة المقبلة. غير أن هذا المسار يواجه تحديات سياسية وأمنية معقدة في ظل رفض حزب الله للخطة، وربطه أي نقاش بشأن سلاحه بانسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية المحتلة.
وكشف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي عن تلقي بيروت تحذيرات من جهات عربية ودولية بشأن استعداد إسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة ضد البلاد. وأوضح أن الدولة تكثف اتصالاتها الدبلوماسية لتحييد لبنان ومرافقه الحيوية عن أي ضربة محتملة، مشددا على أن اجتماعات لجنة "الميكانيزم" لا تعني الدخول في مفاوضات مباشرة مع تل أبيب، بل تهدف إلى إعادة تفعيل اتفاقية الهدنة.
واعتبر رجي أن سلاح حزب الله "لم يثبت فعاليته في إسناد غزة أو في حماية لبنان"، مشيرا إلى أن الدولة تحاوره لإقناعه بتسليمه، لكنه لا يزال يرفض ذلك.
وبين خطط عسكرية إسرائيلية جاهزة وضغوط دولية متصاعدة ومسار داخلي شائك لحصر السلاح، يبقى السؤال الأكثر إلحاحا بعيدا عن الحسابات السياسية، كيف يعيش أهالي جنوب لبنان يومياتهم تحت وقع تهديدات الاحتلال المستمرة، وبين انتشار الجيش اللبناني واحتمالات التصعيد المفتوحة؟
لا يمكن القول إن عودة الأهالي إلى قراهم الحدودية في المنطقة تحققت بمجرد إعلان وقف إطلاق النار، فالعائدون منهم يواجهون عقبات يومية متعددة في مقدمتها الخطر الدائم الذي يهدد حياتهم نتيجة احتمال استهداف جيش الاحتلال، إلى جانب الدمار المستمر في عشرات القرى، حيث تظل المياه والكهرباء والطرق مقطوعة.
في بلدة ميس الجبل، يرى زهر الدين أن تل أبيب قد تفعل ما تشاء وقد تنجح أو تفشل، لكن المعادلة تتغير تماما عندما يكون الاشتباك على الأرض، حيث تصبح الأمور أكثر تعقيدا وصعوبة. ويضيف للجزيرة نت أن "خيار التفاوض حاضر دائما، فإسرائيل لا يوجد ما يبعدها عن طاولة الحوار"، أما الحديث عن حرب شاملة تطال كل ما أُعيد ترميمه، فيستبعده تماما، مؤكدا أن "لبنان ممنوع أن يُهزم".
ويستند في موقفه إلى الرمزية الدينية والسياسية للبنان، واصفا إياه بـ"عاصمة مسيحيي الشرق"، ومشيرا إلى زيارة البابا ليو الـ14 له فور انتخابه "كدليل على خصوصيته ومكانته". لكنه في الوقت نفسه يقر بتأثير الأحداث الراهنة على الناس حيث تدفع كثيرين إلى مغادرة منازلهم تحت وطأة الخوف والقلق، في مشهد يعكس "استنزافا نفسيا واجتماعيا مستمرا".
بدورها، تعيش عناية خليل، من ميس الجبل أيضا، حالة من القلق الدائم، لكنها لا تسمح لهذه الحالة بدفعها لترك منزلها أو أرضها، وتقول للجزيرة نت "الخوف حاضر في تفاصيل حياتنا اليومية، والقلوب لم تعد تحتمل مزيدا من الترقب".
إعلانوتشرح آليات التعامل مع أي تصعيد أمني، مشيرة إلى أن العائلة تلتزم البيوت طالما بقي الخطر بعيدا، لكنها تلجأ مؤقتا إلى منطقة "دبي" القريبة من مواقع قوات الطوارئ الدولية عند اقتراب التهديدات.
لكنّ هاجس عناية لا يقتصر على لحظات الخطر الآني، بل يمتد إلى احتمال عودة الحرب مجددا، فهي تؤكد أن الأسرة عادت إلى منزلها بعد سنوات طويلة من التعب دون أي تعويض عما لحق بها سابقا، معربة عن خشيتها من أن تتكرر الخسارة ويضيع ما تبقى من "شقاء العمر".