هازارد يروي محنته مع ريال مدريد: ناد متبجح لم تعجبني الطريقة التي لعبنا بها
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
كشف النجم البلجيكي المعتزل إيدن هازارد، لاعب وسط تشلسي الإنجليزي وريال مدريد الإسباني سابقا عن محنته وفشل تجربته مع النادي الملكي، معتبرا أن عدم تأقلمه هناك يعود إلى أسلوب الفريق وثقافته التي لا تتطابق مع شخصيته.
وفي مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية، وصف هازارد الريال بالقول "إنه ناد متفاخر قليلا وأنا لست من هذا القبيل".
كما تقدم الدولي البلجيكي باعتذار للنادي ومشجعيه لعدم تلبية التوقعات العالية التي تم تحديدها عند وصوله.
حلم تحققكانت رحلة هازارد إلى ريال مدريد بمثابة تحقيق حلم طفولته، مدفوعا بإعجابه بنجمه السابق زين الدين زيدان الذي كان يدرب الفريق وجاذبية القميص الأبيض الشهير وملعب سانتياغو برنابيو.
هازارد : أحببت ريال مدريد بسبب زيدان، الآن أصبح من السهل القول، منذ أن كنت صغيراً كنت من محبي زيدان، كان هناك زيدان، لذلك أحببت ريال مدريد والبرنابيو ىالقميص الأبيض له سحر لا يتمتع به الآخرون، ريال مدريد مميز. pic.twitter.com/dPccKihqLg
— Insider Real (@RMCFarab) February 3, 2024
ورغم هذه التطلعات، يعترف هازارد بوجود عدم تطابق بين شخصيته وثقافة النادي، مما يشير إلى وجود صراع ليس فقط في الأسلوب ولكن في الجوهر.
وقال هازارد الذي وصل إلى ريال مدريد في 2019 بعد عام من رحيل رونالدو صوب يوفنتوس "لقد كنت من مشجعي زين الدين زيدان منذ أن كنت طفلا. البرنابيو، الزي الأبيض. له سحر لا يتمتع به الآخرون. ريال مدريد مميز".
وأضاف "أبعد من ذلك، لا أعتقد أنني مناسب لهذا النادي. إنه ليس مثلي. إنه ناد متبجح إلى حد ما وأنا لست كذلك. لم تعجبني أيضا الطريقة التي لعبنا بها إذا قارنتها بالأندية الأخرى. لكن هذا كان حلمي. لم أستطع إنهاء مسيرتي دون المجيء إلى هنا".
ضغوطإن سعي ريال مدريد الدؤوب لتحقيق التميز والألقاب ترجم في الضغط الذي شعر به هازارد بشدة. حيث شابت الفترة التي قضاها في النادي الإصابات والنضال من أجل التكيف مع متطلبات اللعب على هذا المستوى العالي.
إن رواية هازارد لمحنته صريحة، حيث تسلط الضوء على الأضرار الجسدية والنفسية التي لحقت به.
وقال هازارد "يقولون إنني كنت متهربا. لكنني لم أقض 16 عاما (كمحترف) من دون تدريب".
وأضاف "صحيح أنه في بعض الصباحات كنت أصل دون أن أنام جيدا، ولا أشعر بذلك، ولا رغبة لدي، وعندما يكون الأمر كذلك، فإني لا أخفيه. وهذا ما سمح لي بإعادة ضبط نفسي للبدء من جديد. ثم حدث خطأ وانتهى الأمر".
???????? ايدين هازارد: "يقولون بأنني كنت شخصًا كسولًا، ولكني لم أقضي 16 عام يدون أن أتدرب. نعم، في بعض الأوقات كنت آتي في الصباح بدون أي رغبة، لم أنم بشكل كافي، وعندما كنت أظهر بهذا الشكل أخبرهم بأنني لا أرغب بأن يمرر لي أحد الكرة، لأنني لن أتحرك من مكاني." pic.twitter.com/Y2oBihLvdy
— أخبار الكرة الإنجليزية (@Silvr_EPL) February 3, 2024
هازارد يعتذركان اعتذار هازارد للجماهير مؤثرا، حيث اعترف بالفجوة بين الأمل الذي يمثله توقيعه وواقع مساهماته.
وقال هازارد الذي أعلن اعتزاله في أكتوبر/تشرين الأول الماضي "شعرت بالحزن من أجل جماهير الريال وخيبة الأمل من أجلهم"، معربا عن أسفه لعدم تمكنه من "تحقيق الأحلام التي شاركها هو والمشجعون".
???? هل شعرت بالندم بعد الانتقال الى ريال مدريد؟
هازارد: لا، كنت حزين ومحبط بعض الشيء من أجل المعجبين
عندما وصلت، كان الناس مليئين بالأمل أشعر وكأنني خذلتهم نوعا ما pic.twitter.com/ZlJS0fiViL
— EPL World (@EPLworld) February 3, 2024
ومع استمراره في الإقامة في مدريد، تقدم أفكار هازارد منظورا دقيقا عن الفترة التي قضاها مع الريال، التي تميزت بالأحلام والتحديات، وفي النهاية، الاعتراف الصريح بالصعوبات التي واجهها.
ولم يلعب هازارد سوى 76 مباراة مع الريال بسبب الإصابات المتكررة، وأخرجه المدرب كارلو أنشيلوتي من حساباته قبل إعلان اعتزاله اللعب رسميا.
وانضم هازارد إلى ريال قادما من تشلسي في صفقة قياسية تقدر بحوالي 88.5 مليون جنيه إسترليني (110 ملايين دولار) إلى جانب بعض الإضافات، وكان يحصل على راتب أسبوعي يبلغ 400 ألف جنيه إسترليني (نحو نصف مليون دولار) ليصبح من أعلى اللاعبين أجرا في النادي
ورغم مشاركته المحدودة مع ريال مدريد، فقد توج هازارد بعديد من الألقاب مع النادي الإسباني، بينها دوري أبطال أوروبا ولقبان للدوري المحلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ریال مدرید
إقرأ أيضاً:
فلورنتينو بيريز يمهد لتغيير ملكية ريال مدريد!
معتز الشامي (أبوظبي)
أخبار ذات صلة
في خطوة تُعدّ الأجرأ في تاريخ ريال مدريد الحديث، كشفت صحيفة «ذا أتليتك» البريطانية، أن إدارة النادي بقيادة فلورنتينو بيريز تستعد لطرح خطة غير مسبوقة، تهدف إلى تغيير نموذج ملكية «النادي الملكي»، بما يسمح وللمرة الأولى في تاريخه بدخول مستثمرين خارجيين يملكون حصصاً مالية في «العملاق الأبيض».
ومنذ تأسيسه عام 1902، ظل ريال مدريد مملوكاً لأعضائه المعروفين باسم «السوسيوس»، وهو نظام ديمقراطي يمنحهم حق انتخاب الرئيس والموافقة على القرارات المالية والإدارية، ولا يشارك في هذا النموذج سوى ثلاثة أندية إسبانية أخرى هي برشلونة وأتلتيك بلباو وأوساسونا.
لكن بيريز يرى أن هذا النظام لم يعد كافياً لمجاراة المنافسين من أندية أوروبا، ورغم أن ريال مدريد سجّل إيرادات قياسية بلغت 1.045 مليار يورو في موسم 2023-2024، ليصبح النادي الوحيد عالمياً الذي يتجاوز حاجز المليار، إلا أن الرئيس المخضرم بيريز «78 عاماً» يعتقد أن القيود القانونية والتمويلية المفروضة على النادي المملوك للأعضاء تعيق قدرته على التطور والاستثمار بحرية.
وتتمحور خطة بيريز الجديدة على الفصل بين «كرة القدم» و«الاستثمار»، وبحسب مصادر الصحيفة، فإن بيريز سيعرض على الجمعية العمومية المقبلة للنادي «المتوقع عقدها قبل نهاية نوفمبر المقبل» مقترحاً بإعادة هيكلة شاملة تتضمن فصل النشاط الكروي عن الأنشطة التجارية.
وتنص الفكرة على تأسيس كيانين منفصلين وهما، كيان رياضي يظل ملكاً للأعضاء أو «السوسيوس»، وكيان تجاري يُسمح للمستثمرين بشراء حصص فيه، تتعلق بالإيرادات من الاستاد، البث التلفزيوني، والأنشطة التجارية.
وهذا النموذج يتيح للنادي ضخ استثمارات جديدة دون المساس بالملكية التاريخية، مع الإبقاء على التحكم الكامل بيد الأعضاء، في ما يشبه نظام «50+1» الألماني المعمول به في الدوري الألماني، حيث يحتفظ الأعضاء بأغلبية التصويت.
وتعود جذور الفكرة إلى التحديات التي واجهها النادي خلال إعادة بناء ملعب سانتياغو برنابيو بتكلفة بلغت 1.8 مليار يورو، إضافة إلى تداعيات جائحة كورونا التي قلّصت الإيرادات، وخلال السنوات الأخيرة، لجأ ريال مدريد بالفعل إلى شراكات مالية أميركية لتمويل مشاريعه، منها اتفاق مع Providence في 2017 بقيمة 200 مليون يورو، وتعاون مع Sixth Street في 2022 لتأمين 360 مليون يورو مقابل إدارة عوائد الاستاد التجارية عبر شركة «برنابيو» الجديدة.
ويؤكد مراقبون أن هذه الشراكات كانت مقدمة تمهيدية لتغيير أعمق في فلسفة النادي الاقتصادية، ولكن التحدي الأكبر يبقى في الإطار القانوني والضريبي الإسباني، الذي يصعّب على الأندية المملوكة للأعضاء إدخال مساهمين جدد دون فقدان الوضع القانوني الخاص بها، كما أن الفكرة قد تُقابل بمعارضة قوية من شريحة من الأعضاء التقليديين الذين يعتبرون نموذج «السوسيوس» جزءاً من هوية ريال مدريد التاريخية.
فيما تقدر مصادر مقربة من بيريز قيمة ريال مدريد السوقية بنحو 10 مليارات يورو، ما يجعله على قدم المساواة مع أغلى الأندية في العالم مثل دالاس كاوبويز من الدوري الأميركي، ووفقاً للتقرير، فإن أي استثمار خارجي سيكون موجّهاً لدعم الفريق الأول وتسديد التكاليف الاستثمارية، وليس لتحقيق أرباح شخصية لأي طرف، بما في ذلك بيريز نفسه.
ورغم أن فكرة بيع الأعضاء لحصصهم مقابل مكاسب تصل إلى 100 ألف يورو للفرد نوقشت داخلياً، فإنها سقطت من المقترح النهائي تجنباً لإثارة الجدل.
ويؤكد بيريز في كل خطاباته أن هدفه الأساسي هو «حماية هوية ريال مدريد ملكية للأعضاء»، لكنه في الوقت ذاته يدرك أن المنافسة مع الأندية الأخرى تتطلب مرونة مالية أكبر.
حيث سبق وقال في كلمته خلال الجمعية العمومية لعام 2024: «سنقدم مشروعاً يضمن مستقبل نادينا ويحميه من التهديدات، ويؤكد أننا الملاك الحقيقيون لأصولنا، وسنقرر مصيرنا جميعاً عبر استفتاء يشارك فيه كل الأعضاء».
لكن المثير في الأمر، أن الشركتين اللتين تتوليان الإشراف القانوني على مشروع بيريز الجديد، هما نفس الشركتين اللتين شاركتا في التخطيط لمشروع «دوري السوبر الأوروبي» الذي حاربه «اليويفا» سابقاً.
لكن حتى الآن، لم يُعرف الشكل النهائي للخطة، لكن المؤكد أن الأسابيع المقبلة قد تحمل نقطة تحوّل تاريخية في بنية ريال مدريد، فما بين حلم الحفاظ على الهوية وطموح الولوج إلى عالم رؤوس الأموال الضخمة، يقف النادي الملكي أمام قرار قد يعيد تعريف معنى «ملكية النادي» في كرة القدم الحديثة.