بوابة الوفد:
2025-05-23@22:06:02 GMT

اكتشف النرويج من جديد ( 2 )

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

من أجمل الكتابات التى تجد متعة كبيرة وأنت تقرأها هو ما رصدته عيون ومخيلة سفراء مصر فى الخارج عن البلاد التى زاروها وعاشوا فيها لعدة سنوات بحكم عملهم الدبلوماسى وتفاعلوا مع عادات وتقاليد شعوبها، والجمال هنا ليس فقط فى نهر المعلومات المتدفق عن البلد الذى يتحدثون عنه، ويقدمونها لك بأسلوب أدبى راق، ولكن أيضًا لأن كتابات سفرائنا فى الخارج عن تلك البلاد التى زاروها تصبح مع الوقت وثيقة تاريخية هامة عن هذه البلاد فى تلك الحقبة الزمنية التى عاشوا فيها، كما تمثل كتابات السفراء المصريين أيضًا التنقيب الواعى عن المشترك الإنسانى بيننا كمصريين وبين شعوب العالم الحالمة مثلنا بالتقدم والرفاهية ومساعدة دول الجوار.

ومن هؤلاء السفراء المصريين المبدعين السفيرة الدكتورة عبير بسيونى التى أهدت منذ أيام قليلة كتابها «التجربة النرويجية» لمارجيت والسو، مديرة هيئة ترويج الأدب النرويجى بالخارج «نورلا» التى يحل بلدها ضيف شرف معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام 2024.

وأعربت مارجيت والسو عن سعادتها البالغة بهذه اللفتة الرقيقة، وقالت إنها سعيدة وممتنة جداً لكم الترحاب والدفء الذى وجدته فى مصر وكذا تفاعل الجمهور مع الكتاب والفعاليات النرويجية.

ولكن وقبل الحديث عن كتاب «التجربة النرويجية» كأول مؤلف يلقى الضوء عن ذلك البلد البعيد النرويج بعيون مصرية، علينا أن نقترب من صاحبته أولًا السفيرة المصرية عبير بسيونى، وهى كاتبة وأديبة بدرجة سفيرة، قبل أن تصبح سفيرة مصر السابقة لدى بوروندى، تخرجت د. عبير بسيونى فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وحصلت على درجة الماجيستير فى إدارة الأعمال من جامعة ماسترخيت بهولندا، وعلى الدكتوراة فى موضوعات التدخل الإنسانى ومنظمة التجارة العالمية من جامعة القاهرة.

 لها مؤلفات عديدة منها: «أزمة الهوية»، و«ثورات الأمم»، «مصر ما بين الجغرافيا السياسية وقامة مصر الدولية»، وقد تأثرت السفيرة عبير بسيونى بوالدها الدكتور بسيونى رضوان أستاذ البلاغة والنقد بجامعة الأزهر، حيث كان شاعرًا وله اهتمامات أدبية إلى جانب أبحاثه العلمية، ومن أبرز مؤلفاته كتاب «الجمال بين الفلاسفة والبلغاء» الذى يعد مرجعًا للكثير من المتخصصين، كما تأثرت أيضاً بجدها السفير سعد الفطاطرى الذى شكل تكوينها على هذا النحو، فقد كان هو الآخر شغوفاً بالكتابة الأكاديمية وهو صاحب كتاب «أفريقيا تلك السمراء التى أحببتها».

وكتاب «التجربة النرويجية» أصدرته الدكتورة عبير بسيونى رضوان، عن دار غراب للنشر والتوزيع منذ عام 2016، لكن قررت الاشتراك به فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 2024.

تقول السفيرة عبير البسيونى عن كتابها «التجربة النرويجية» إنه دراسة وافية جداً عن النرويج بثقافتها وتاريخها وبيئتها ومنظماتها ونظامها السياسى.

كما تأتى مقدمة الكتاب بقلم الأستاذ الدكتور محمد رأفت الجويلى، المعين من قبل ملك النرويج «أولاف» أستاذاً غير متفرغ للتكنولوجيا الحيوية فى ١٩٨٨ بمعهد البيولوجيا الطبية بجامعة ترومسو بالنرويج كاشفة عن كيفية نجاح النرويج والنرويجون كبلد وكشعب فى أن تصبح من أغنى الدول الأوروبية وهى التى كانت أرضاً طاردة لأبنائها ومصدر قلق لجيرانها خوفًا من قبائل الفايكنج «غزاة الشمال»، لكنها لم ترض عن واقعها وكافحت لتغييره حتى تمكنت من أن تصبح خيرًا لأهلها ونعمة على جيرانها من الدول الإسكندنافية (السويد والدنمارك وفنلندا وأيسلندا) وسببًا لرفاهيتهم أيضًا، بل وتعمل على تقديم منح وعطايا لدول العالم الفقيرة وتسعى لنشر التعليم كسبيل للتنمية وهو بالفعل سبيل تقدم الأمم.

ويذكر الدكتور محمد رأفت الجويلى أيضًا فى تقديمه لكتاب الدكتورة عبير بسيونى «التجربة الدنماركية» أنه لا بد من الأخذ فى الاعتبار أن النرويج على الرغم من مواردها والجمال الطبيعى الذى تتمتع به كانت ولفترة ليست ببعيدة، واحدة من أفقر الدول فى أوروبا.

ترى الدكتورة عبير بسيونى أن النرويج تمكنت من الصمود فى عصر العولمة وحافظت على هويتها بالرغم مما تعرضت له من هزات داخلية وخارجية، وما زالت مستمرة بقياداتها الشابة المتجددة وبتقديرها لدور المرأة بشكل لا يتوافر فى دول العالم الأخرى.

وأشارت «بسيونى» إلى أن دراسة التجربة النرويجية هامة لنا كعرب ومصريين بشكل خاص، فالتواجد المصرى فى النرويج حديث ومرتبط ببدء اكتشافات البترول والغاز فى الستينيات، التى حولتها منذ السبعينيات لأكبر دولة أوروبية لإنتاج البترول، ومكنتها لاحقًا- بعد ارتفاع مستويات المعيشة بها- لأن تكون محط جذب للمهاجرين بعدما كانت منطقة طرد فى القرن الماضى، كأفقر دول أوروبا. وكانت الأفواج الأولى من المصريين من الفئات المتعلمة كالأطباء والمهندسين، حيث يسهل التعامل باللغة الإنجليزية فى الوسط النرويجى، ثم ازداد المهاجرون وتنوعت فئاتهم.

وتطرقت «بسيونى» إلى وجود علاقات وتقاليد تربط مصر والنرويج، حيث قالت: هناك تقاليد مشتركة بين البلدين خاصة فى الطعام، فالنرويجيون هم الشعب الثانى فى العالم - بعد مصر- الذى يعشق أكل السمك المملح (الفسيخ) ويصنعونه بطريقة مشابهة لمصر، وكذلك الرنجة النرويجية هى أكلة المصريين المفضلة. ويشير التاريخ إلى أن بعض العائلات النرويجية وصلت واستقرت فى مصر منذ القدم، كما تجلى فى أن أصول عائلة غالى (وهى من العائلات المشهورة فى مصر) من ناحية الأم (جدة بطرس غالى) هى نرويجية الأصل.

وبلغة الحكى قدمت الدكتورة عبير بسيونى، بعضاً من غرائب العالم التى حدثت بالنرويج، ومنها وصول أشعة الشمس لأول مرة فى التاريخ خلال فصل الشتاء فى أكتوبر ٢٠١٣، لقرية نرويجية نائية تسمى بلدة «روجوكان النرويجية».

وتوصى الدكتورة عبير بسيونى بضرورة الانفتاح على تجارب العالم لاستسقاء المفيد منها لحياتنا ومجتمعنا، فالإنسان فى كل مكان هو صانع الحضارة، والمقومات الطبيعية من حوله هى مجرد مثيرات وتحديات، وتفاعله معها هو ما يحدد مقدار قيمته وقيمة ما يملكه، فالنرويج كان من الممكن أن تستمر كأفقر دول أوروبا كما كانت لقرون لولا قدرة النرويجى- معتمداً على العلم والتكنولوجيا والإدارة والرؤية الواعية- على تطوير نفسه ووطنه وجعله نقطة جذب للعلماء والأيدى العاملة الماهرة.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكتابات الخارج البلاد سفراء مصر

إقرأ أيضاً:

لوكلير يسجل أسرع زمن في «التجربتين الحرتين» لـ «جائزة موناكو»

 
موناكو (د ب أ)

أخبار ذات صلة لوكلير «الأسرع» في «جائزة موناكو» رغم «التصادم»! فيرستابن بطل «جائزة إيميليا»


سجل تشارلز لوكلير، سائق فريق فيراري، أسرع زمن في التجربتين الحرتين الأولى والثانية لسباق جائزة موناكو الكبرى، المقرر إقامته الأحد ضمن منافسات بطولة العالم لسباقات سيارات «الفورمولا-1».
وبعد أن سجل سائق فيراري أسرع زمن في التجربة الحرة الأولى، رغم تعرضه لحادث تصادم، كان سائق فيراري الأسرع في التجربة الحرة الثانية بفارق 0.609 ثانية، حيث سجل زمناً بلغ دقيقة و11.355 ثانية.
وجاء أوسكار بياستري، سائق مكلارين، متصدر ترتيب فئة السائقين، في المركز الثاني بفارق 0.038 ثانية خلف لوكلير، بينما جاء لويس هاميلتون، سائق فيراري الثاني، في المركز الثالث.
وعانى فيراري في السباقات التي أقيمت هذا الموسم، رغم التعاقد مع هاميلتون، بطل العالم سبع مرات. وكانت المرة الوحيدة التي ظهر فيها الفريق على منصة التتويج كانت بفضل حصول لوكلير على المركز الثالث في سباق السعودية الذي أقيم في أبريل الماضي.
ولكن يتمنى الفريق الإيطالي أن يكرر لوكلير أداء الموسم الماضي، عندما فاز بالسباق للمرة الأولى. وجاء لاندو نوريس، سائق مكلارين الثاني، في المركز الرابع، بينما احتل بطل العالم أربع مرات الهولندي ماكس فيرستابن، سائق ريد بول، المركز العاشر.
وتوقفت التجربة مرتين، حيث تم رفع العلم الأحمر للمرة الأولى بعد أن اصطدم إسحاق حجار، سائق ريسينج بولز الجديد، بالحاجز الداخلي، مما تسبب في انفصال الإطار عن العجلة المعدنية.
وتسبب بياستري مرة أخرى في رفع العلم الأحمر، عندما ارتكب خطأ غير معتاد، حيث فقد السيطرة وانحرف إلى الخارج واصطدم، مما أدى إلى تحطيم جناحه الأمامي. وتلقى لانس سترول، سائق أستون مارتن، عقوبة التراجع لستة مراكز في السباق الذي يقام الأحد، بعدما تسبب في حادث تصادم مع لوكلير في التجربة الحرة الأولى.
وكان تم رفع العلم الأحمر بعد 10 دقائق من بداية التجربة بسبب الحطام الموجود على المضمار نتيجة التصادم.
وتوقف سترول ليسمح لسائق آخر بالمرور، ثم عاد إلى السباق، واصطدم به لوكلير من الخلف عند المنعطف الحاد.
وبسبب الأضرار التي حدثت في السيارتين، ظل السائقان في مرآبيهما لبعض الوقت بعد استئناف الجلسة.
وبينما لم يعد سترول للمضمار، سجل لوكلير أسرع زمن للفة. وبعد مراجعة الحادث، أعلن مراقبو السباق أن سترول مسؤول بالكامل عن الحادث. بالنسبة لسباق جائزة موناكو الكبرى هذا العام، يتعين على السائقين استخدام ثلاث مجموعات مختلفة على الأقل من الإطارات، مما يعني زيارتين على الأقل لمنطقة الصيانة، في محاولة من «الفورمولا-1» لإضفاء بعض الإثارة على سباق موناكو.
والفشل في الامتثال لهذه المتطلبات سينتج عنه إلغاء نتيجة السباق. وبسبب كون المضمار ضيقاً ومتعرجاً تصبح فرص التجاوز قليلة، وعادة ما يكون السباق بتوقف واحد فقط. وفي موناكو، الحصول على المركز الأول في التجربة الرسمية غالباً ما يعني الفوز بالمركز الأول في السباق أيضاً.
ويتصدر بياستري ترتيب فئة السائقين برصيد 146 نقطة، بفارق 13 نقطة أمام نوريس.

مقالات مشابهة

  • من مصر إلى النرويج وأستراليا.. أحداث مأساوية وانفجارات وانهيارات
  • لوكلير يسجل أسرع زمن في «التجربتين الحرتين» لـ «جائزة موناكو»
  • كشف أسباب جنوح سفينة شحن قرب منزل في النرويج
  • لوكلير «الأسرع» في «جائزة موناكو» رغم «التصادم»!
  • ما هي أسباب حبوب آخر اللسان.. اكتشف من هنا
  • هل أصبحت سفن الرحلات البحرية الضخمة التجربة المفضلة للجميع؟
  • متى تُنظر دعوى الحجر على الدكتورة نوال الدجوى من أحفادها؟
  • النرويج تصف إسرائيل بـكيان غير متجانس وتطالب بفرض عقوبات عليها
  • اكتشف الأناقة والابتكار مع "شانجان إيدو بلس" بأقساط شهرية مميزة
  • وزير خارجية النرويج: يجب منح حكومة الرئيس الشرع والشعب السوري الفرصة لإعادة بناء سوريا