بوابة الوفد:
2025-05-11@08:59:52 GMT

الناس مش لاقية تاكل

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

مازالت موجة الغلاء متوالية وصرخات المصريين متصاعدة إلى عنان السماء، فآلام البطون الجائعة أقوى من أشد الأمراض فتكًا، وصرخات الأطفال وعجز الآباء، ونظرات الحسرة فى عيون الأمهات أكبر من الاحتمال، فضيق ذات اليد مع غول الأسعار الذى لا يعرف سقفا أطارت النوم من أعين الجميع.

التراجيديا المصرية اليومية التى يعيشها الغالبية العظمى من كافة الطبقات أثرت سلبيا بصورة مخيفة على أصحاب جميع المهن، فتوفير النفقات اليومية للحياة وخاصة الطعام، احتل الأولوية على باقى الأمور، فانعكس الأمر على كل شيء يمكن تأجيله.

توالت الشكاوى لأن انفلات الأسواق استحوذ على مدخرات الشعب فالأكل والشرب أهم ويأتى فى المقام الأول، فاختلفت الأولويات لدى الغالبية العظمى وامتد جدول التأجيلات إلى الضروريات.

أثناء صعودى إلى مكتبى فى عمارة ضخمة مكتظة بالأطباء ومعامل التحاليل لفت نظرى أن الأسانسيرات الثلاثة متاحة على غير المعتاد واختفى الطابور اليومى لحجز الأماكن للصعود، وعندما استفسرت من حارس البناية عن السبب أجابنى بتلقائية «الناس مش لاقية تاكل».

هذا النموذج للآثار السلبية للغلاء امتد إلى باقى المهن، ولا شك فى أن انعكاساته ستكون خطيرة وسوف تزيد من طابور البطالة، وتزيد الأمور تعقيدا لأن الحاجة المتزايدة تفتح الأبواب الخلفية للحصول على الأموال، مما قد يدفع إلى المزيد من الجرائم السلبية التى تؤثر على استقرار المجتمع.

المسألة خطيرة وتستوجب الاستنفار لدى كل أجهزة الدولة لوضع حلول عاجلة، فحماية الجبهة الداخلية من أولى مسئوليات الدولة، وتأمين السلع الاستراتيجية بأسعار مناسبة أمر خطير وجلل، خاصة إذا قفزت الأسعار بهذه الصورة التى فاقت الاحتمال وقدرات الجميع، فى ظل انهيار قيمة الجنيه، وبالتالى انخفاض كبير للدخل، مما أصاب الجميع بالعجز أمام الوفاء بأبسط الاحتياجات وهى الأكل والشرب، ناهيك عن باقى متطلبات الحياة الضرورية وخصوصا العلاج والتعليم وغيرها والتى أصبحت من الرفاهيات.

العشوائيات السعرية التى تشهدها الأسواق حاليا خطر كبير يهدد أصحاب البطون الخاوية كما تهددهم قلة الحيلة بالموت جوعا فى ظل هذه الموجة غير المسبوقة والتى لم تشهدها البلاد من قبل.

إذا تخلت الحكومة عن مسئولياتها وتركت التسعيرة وبورصة الأطعمة فى يد التجار وسماسرة الأسواق وحيتان الاستيراد، فإنهم لن يرحموا المصريين وسيتحولوا إلى حكومة موازية، ولن تفلح الآليات الهزيلة فى مراقبة الأسعار، وسوف يثبت هؤلاء على أرض الواقع أنهم الأكثر قوة ونفوذا ممن ارتضوا لأنفسهم أن يجلسوا فى مقاعد المتفرجين.

باختصار.. فشلت المقاطعة الشعبية للسلع المغالى فيها فى وقف جشع التجار، وبات على جموع المستهلكين مقاطعة جميع السلع بلا استثناء نظرا لأن سقف الغلاء طالها حتى وصل لوجبات الفقراء «الفول والعدس ورغيف الخبز وقرص الطعمية»، فى ظل غياب تام لجميع أجهزة الدولة المعنية.

تبقى كلمة.. الحديث عن عدم قدرة الحكومة على ضبط الأسواق والأسعار أمر خطير وجلل، يجب الرد عليه بقوة وتشكيل وحدة عمل طوارئ فورا تملك حق الضبطية القضائية للتواجد بالأسواق والسيطرة عليها وإعادة هيبة الدولة وبث الطمأنينة فى قلوب المواطنين وتنفيذ حملات رقابية ناجحة على أرض الواقع لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، فنحن نؤمن أن موجة الغلاء طالت العالم، ولكن ما يحدث فى مصر ترسيخ لفكرة حكومة التجار وأصحاب المصالح فى غياب حكومة الشعب.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار أشد الأمراض البطون الجائعة غول

إقرأ أيضاً:

فى بريد الفريق ل إبراهيم جابر ومحافظ البنك المركزي .. ووزير الطاقة والنفط ????

*فى بريد الفريق ل إبراهيم جابر ومحافظ البنك المركزي .. ووزير الطاقة والنفط ????
*لماذا لاتكون “الطاقة البديلة” ضمن السلع الاستراتيجية…؟!*
المطلوب اتاحة تمويل مشروعات “الطاقة البديلة” بتسهيلات كبيرة..
نأمل فى سياسات تشجيعية للبنوك الممولة لمشروعات الطاقة الشمسية..
لابد من شراء فائض الطاقة الشمسية المنتجة وادخاله الشبكة القومية…

من المهم تخفيض نسبة الاحتياطي النقدي للبنوك الممولة للطاقة البديلة..
يجب اقرار حوافز لمنتجي الطاقة الشمسية ” اعفاءات، شراء الفائض”..

توجيه “هيئة المقاييس” بتحديد المواصفة الجيدة لتفادي تلوث البيئة
المالية اعفت مدخلات الطاقة البديلة من الرسوم والجمارك.. ولكن؟!!!
(1)
تدمير ممنهج حاق بقطاع الكهرباء في السودان جراء الحرب المستمرة منذ عامين خلف واقعا كارثيا على حياة الناس، فقدنا معظم المحطات التى تعتمد عليها الدولة فى توليد الكهرباء، استهدفت المليشيا المتمردة المحولات الرئيسية والفرعية، وشبكات نقل التيار كذلك بحثا عن النحاس ، وفق عملية سرقة ممنهجة لم ترحم حتى الكيبولات الموصلة داخل البيوت..
دمر الجنجويد الشبكات الناقلة واعملوا قصفا مستمرا للمحطات والمحولات الرئيسية بالمسيرات ادى الى انقطاع الكهرباء عن اجزاء واسعة فى السودان لفترات طويلة احدثت معاناة اضافية للمواطن الذى يواجه واقع وتبعات الحرب بصبر شديد..
فى محلية الخرطوم وحدها تؤكد التقارير احتراق 7 محطات كهرباء ونهب الكوابل، وفي الجزيرة وصلت خسائر المسح الاولي فى قطاع الكهرباء الى 180 تريليون من الجنيهات، بخلاف الخسائر فى بقية الولايات مع استمرار قصف المحطات والمحولات الرئيسية بالمسيرات يوميا للمحطات التى نجت من نيران المعارك..
(2)
بالامكانات الشحيحة للدولة الخارجة من جحيم حرب ضروس مازال اوارها يشتعل فى مناطق اخرى لا اعتقد ان الطرائق التقليدية فى محاولات توفير الكهرباء ستسفر عن حلول لازمة انقطاعها، مع حرص المواطنين على العودة، واستئناف حياتهم الطبيعية، وهي غاية لن تكتمل فى ظل غياب الكهرباء التى لا تنطتح عنزتان فى اهميتها للمواطن المغلوب علي امره، فقد باتت عصب الحياة، اذ ان غيابها يؤدى الى شلل كامل فى نشاط الناس .
وباختصار فان عودة الكهرباء وتوفيرها على النحو المطلوب امر مهم وملح لتأمين عودة المواطنين، وبدونها لن تعود الحياة الى السودانيين الذين يعتمدون عليها فى تشغيل محطاة المياه كذلك فضلا عن اهميتها فى المناطق الصناعية والزراعية، وفي تطبيع الحياة المدنية فى المنازل والمنشات .
(3)
اخيرا وتحت وطأة الحرب والحاجة الى التيار الكهرباء ادرك السودانيون اهمية البحث عن الطاقة البديلة ونشطت ثقافة اقتناء منظومات الطاقة الشمسية ، وبات الاقبال عليها امرا ضروريا، وملحا، ولكن مازالت همة الدولة قاصرة فى اعتقادي عن اللحاق بتطلعات المواطن ، وهي تتعامل بذات النمط فى التفكير القائم على جعل المواطن يخوض تحدياته منفردا دون توفير ميزات لتشجيع المواطن والقطاع الخاص على الاستغناء عن “كهربة الميري” والاتجاه للطاقة البديلة .
هذا الامر، سيوفر على الدولة عبء التشغيل والضغط على الدولار فى توفير الوقود، وسينهض بالقطاعات الصناعية والزراعية ، وفائض الطاقة الشمسية نفسه يمكن ان يغذى الشبكة القومية، وسيطبع الحياة بعودة الكهرباء للقطاعات السكنية المظلمة.
(4)
*المطلوب من الدولة:*
اولا اعتماد مدخلات توفير الطاقة الشمسية ضمن السلع الاستراتيجية، والاساسية ، على ان توفر لها التمويل والحوافز المشجعة للاستثمار فيها وتوفيرها ، مع اقرار خطة من شقين “تمويلية وتشغيلية” تعنى فى المقام الاول السيد برعي الصديق محافظ بنك السودان المركزي ودكتور محي الدين نعيم وزارة الطاقة والنفط..
على الدولة ادراج “الكهرباء” الان ضمن السلع الاستراتيجية، والاساسية فهي لاتقل اهمية من الوقود والدواء والقمح وبقية الاولويات التى انشأت من اجلها المحفظة المعنية بتمويل السلع ، ورسمت عبرها السياسات الرامية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
الكهرباء التى دمرتها المليشيا تعني الحياة، وتضمن عودة المواطنين ، وبدونها لن يعود السودان كما كان، لن يتوفر الوقود، ولا الدواء، ولا المحاصيل ولا الميه، ولن تتاح سبل كسب العيش امام المواطن الذى يبحث عنها الان فى الطاقة البديلة وينتظر ان تساعده الدولة باعتبارها سلعة استراتيجية واساسية لضمان استمرار الحياة..
(5)
المطلوب من الحكومة اقرار سياسات تمويلية عاجلة لدعم قطاع الطاقة يتولاها بنك السودان المركزي، واخرى تشغيلية تقوم عليها وزارة الطاقة والنفط ، وان يكون هذا الامر توجه دولة خلال الفترة القادمة لاعتماد :
1/ سياسات تمويلية للطاقة البديلة والكهرباء وادراجها ضمن السلع الاستراتيجية مثلها مثل البترول والقمح والدواء..
2/ اتاحة عمليات التمويل لمشروعات الطاقة البديلة بتسهيلات كبيرة ، واقرار نسب تحفيزية لتمويل الجهات الراغبة..
3/توجيه التمويل الاصغر للطاقة البديلة ، والتحفيز على انعاش الاستثمارات ذات الصلة بالطاقة الانتاجية المرتبطة بالكهرباء..
4/ توجيه وزارة الطاقة لشراء الفائض من الطاقة الشمسية المنتجة وادخالها فى الشبكة القومية…
5/وضع سياسات تشجيعية للبنوك لتمويل مشروعات الطاقة الشمسية البديلة للمؤسسات والأفراد.
6/ تخفيض نسبة الاحتياطي النقدي القانوني للبنوك التى تتولي تمويل الطاقة الشمسية..
7/ وضع سياسات تشجيعية لشركات التمويل الاصغر للعمل فى مجال الطاقة البديلة..
كل ما تقدم مع الاشارة الى اهمية المبادرة التى نفذتها وزارة المالية وهي تعلن اعفاء مدخلات الطاقة الشمسية من الرسوم والجمارك..
(6)
*ونقترح كذلك على وزارة الطاقة والنفط وقد بادرت مشكورة باقرار حق المواطن فى مشاركتها توليد وتوفير الكهرباء ????
1/ اقرار حوافز للمواطنين المنتجين للطاقة الشمسية ” اعفاءات، شراء الفائض”..
2/ اعتماد الطاقة البديلة كسياسة بضوابط محددة لتسهيل امتلاكها وتقليل الضغط على استهلاك الوقود الذى يكلف الدولة فاتورة مالية وتشغيلية باهظة تؤثر على استقرار الصرق وتنعكس على الأداء الاقتصادي..
3/ مخاطبة المواصفات والمقاييس لتحديد المواصفات الجيدة ومنع استيراد الألواح المسرطنة لتفادي تلوث البيئة، وتفادى المخاطر الأمنية المرتبطة بوجود اصناف تحمل الشرائح وتحدد الاحداثيات..
4/ احكام التنسيق مع الصين باعتبارها دولة ذات تجارب وموثوقية فى مجال الطاقة البديلة..
(7)
دعونا وبدلا عن البكاء على لبن الكهرباء المسكوب بتدمير المليشيا لمحطاتها ومحولاتها وسرقة “كيبولاتها” بحثا عن النحاس واستهدافها يوميا- دعونا نفكر فى التماس المخارج لحلول جذرية تنهي معاناة المواطن مع انعدام الكهرباء الى الابد،.
بالطاقة البديلة، وتمليكها للمؤسسات والافراد سنشجع الانتاج وعودة المواطنين، وسننعش العمل فى مجالات الصناعة والزراعة ، وكلا المجالين يحتاج للكهرباء حتى يودع حالة الدمار الماثلة بعد عامين من الحرب، الطاقة البديلة ستشجع سنشجع كذلك الانتاج ونقلل الصرف على الوقود، ونغذي الشبكة القومية، وستحملنا لمغادرة محطة التهديد بضرب البنى التحتية للكهرباء، وقطع المياه، وستخرج المواطن من دوامة الشقاء فى سبيل البحث عن الحياة الكريمة.
الامر يحتاج فقط الى خطوات عملية من قبل بنك السودان ووزارة الطاقة والنفط لجعل الكهرباء سلعة استراتيجية تتقدم الاولويات مثلها مثل الوقود والقمح والدواء، فهل يفعلها محافظ البنك المركزي؟!! ويوليها سعادة الفريق ابراهيم جابر عبر حراكه الاقتصادي الاهتمام المطلوب؟!! ….
محمد عبدالقادر
محمد عبدالقادر

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • انفلات أسعار الليمون في الأسواق وارتفاعه إلى أسعار غير مسبوقة
  • فى بريد الفريق ل إبراهيم جابر ومحافظ البنك المركزي .. ووزير الطاقة والنفط ????
  • ضبط 4050 لتر زيت طعام مجهول المصدر في سوهاج
  • هلعٌ في الهند وباكستان: السكان يهرعون لتخزين الأدوية والطعام وارتفاع جنوني في الأسعار
  • تهافت حكومة الأمارات
  • أسعار الدواجن والبيض في أسواق الوادي الجديد اليوم الجمعة
  • عضو شعبة المواد الغذائية: الأسواق تشهد حاليًا توافرًا كبيرًا في السلع
  • أعداده قلت فى مصر .. علامات تكشف لحم الحمير من البقري | تفاصيل
  • حماية المستهلك ومحافظ كفر الشيخ يبحثان ضبط الأسواق وأسعار السلع
  • رئيس جهاز حماية المستهلك ومحافظ كفر الشيخ يبحثان آليات ضبط الأسواق وتوافر السلع الاستراتيجية بأسعار مخفضة