بوابة الوفد:
2025-07-01@14:57:17 GMT

الناس مش لاقية تاكل

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

مازالت موجة الغلاء متوالية وصرخات المصريين متصاعدة إلى عنان السماء، فآلام البطون الجائعة أقوى من أشد الأمراض فتكًا، وصرخات الأطفال وعجز الآباء، ونظرات الحسرة فى عيون الأمهات أكبر من الاحتمال، فضيق ذات اليد مع غول الأسعار الذى لا يعرف سقفا أطارت النوم من أعين الجميع.

التراجيديا المصرية اليومية التى يعيشها الغالبية العظمى من كافة الطبقات أثرت سلبيا بصورة مخيفة على أصحاب جميع المهن، فتوفير النفقات اليومية للحياة وخاصة الطعام، احتل الأولوية على باقى الأمور، فانعكس الأمر على كل شيء يمكن تأجيله.

توالت الشكاوى لأن انفلات الأسواق استحوذ على مدخرات الشعب فالأكل والشرب أهم ويأتى فى المقام الأول، فاختلفت الأولويات لدى الغالبية العظمى وامتد جدول التأجيلات إلى الضروريات.

أثناء صعودى إلى مكتبى فى عمارة ضخمة مكتظة بالأطباء ومعامل التحاليل لفت نظرى أن الأسانسيرات الثلاثة متاحة على غير المعتاد واختفى الطابور اليومى لحجز الأماكن للصعود، وعندما استفسرت من حارس البناية عن السبب أجابنى بتلقائية «الناس مش لاقية تاكل».

هذا النموذج للآثار السلبية للغلاء امتد إلى باقى المهن، ولا شك فى أن انعكاساته ستكون خطيرة وسوف تزيد من طابور البطالة، وتزيد الأمور تعقيدا لأن الحاجة المتزايدة تفتح الأبواب الخلفية للحصول على الأموال، مما قد يدفع إلى المزيد من الجرائم السلبية التى تؤثر على استقرار المجتمع.

المسألة خطيرة وتستوجب الاستنفار لدى كل أجهزة الدولة لوضع حلول عاجلة، فحماية الجبهة الداخلية من أولى مسئوليات الدولة، وتأمين السلع الاستراتيجية بأسعار مناسبة أمر خطير وجلل، خاصة إذا قفزت الأسعار بهذه الصورة التى فاقت الاحتمال وقدرات الجميع، فى ظل انهيار قيمة الجنيه، وبالتالى انخفاض كبير للدخل، مما أصاب الجميع بالعجز أمام الوفاء بأبسط الاحتياجات وهى الأكل والشرب، ناهيك عن باقى متطلبات الحياة الضرورية وخصوصا العلاج والتعليم وغيرها والتى أصبحت من الرفاهيات.

العشوائيات السعرية التى تشهدها الأسواق حاليا خطر كبير يهدد أصحاب البطون الخاوية كما تهددهم قلة الحيلة بالموت جوعا فى ظل هذه الموجة غير المسبوقة والتى لم تشهدها البلاد من قبل.

إذا تخلت الحكومة عن مسئولياتها وتركت التسعيرة وبورصة الأطعمة فى يد التجار وسماسرة الأسواق وحيتان الاستيراد، فإنهم لن يرحموا المصريين وسيتحولوا إلى حكومة موازية، ولن تفلح الآليات الهزيلة فى مراقبة الأسعار، وسوف يثبت هؤلاء على أرض الواقع أنهم الأكثر قوة ونفوذا ممن ارتضوا لأنفسهم أن يجلسوا فى مقاعد المتفرجين.

باختصار.. فشلت المقاطعة الشعبية للسلع المغالى فيها فى وقف جشع التجار، وبات على جموع المستهلكين مقاطعة جميع السلع بلا استثناء نظرا لأن سقف الغلاء طالها حتى وصل لوجبات الفقراء «الفول والعدس ورغيف الخبز وقرص الطعمية»، فى ظل غياب تام لجميع أجهزة الدولة المعنية.

تبقى كلمة.. الحديث عن عدم قدرة الحكومة على ضبط الأسواق والأسعار أمر خطير وجلل، يجب الرد عليه بقوة وتشكيل وحدة عمل طوارئ فورا تملك حق الضبطية القضائية للتواجد بالأسواق والسيطرة عليها وإعادة هيبة الدولة وبث الطمأنينة فى قلوب المواطنين وتنفيذ حملات رقابية ناجحة على أرض الواقع لإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، فنحن نؤمن أن موجة الغلاء طالت العالم، ولكن ما يحدث فى مصر ترسيخ لفكرة حكومة التجار وأصحاب المصالح فى غياب حكومة الشعب.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: باختصار أشد الأمراض البطون الجائعة غول

إقرأ أيضاً:

مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس يلتقي التجار والمصنعين في اليوم المفتوح

الثورة نت/ أسماء البزاز

في إطار حرص الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة على التواصل المباشر مع التجار والمصنعين والمواطنين للإطلاع على شكاويهم ومقترحاتهم وحل الإشكاليات، التقى المدير العام التنفيذي للهيئة سام احمد البشيري، في اليوم المفتوح بعدد من التجار والمصنعين والمواطنين تبادل معهم الآراء حول مختلف القضايا التي تهمهم بما في ذلك مستوى الخدمات التي تقدمها الهيئة وأبرز التحديات التي تعيق سير العمل وإيجاد الحلول المناسبه الرامية إلى تحسين الأداء وتقديم افضل الخدمات للمواطنين.

وأكد البشيري على أن ابواب الهيئة مفتوحه دائما للاستماع إلى آراء ومقترحات الجميع ووجه الدوائر  المعنية بالهيئة بمناقشة الأراء والمقترحات وإيجاد الحلول المناسبة لها وفق الأنظمة واللوائح المتبعة في اسرع وقت مما يعزز من مستوى الشراكة والثقة مابين الهيئة والجهات ذات العلاقة ومنها التجار والمصنعين .

ودعا مدير عام هيئة المواصفات، كافة رجال المال والأعمال والتجار، مصنعين ومستوردين، بالتسجيل في البوابة الإلكترونية “تسهيل” والإطلاع على الخدمات التي تقدمها لما من شأنه توفير الوقت والجهد والحصول على افضل الخدمات بكل يسر وسهولة حيث وأن الإلمام ومعرفة كيفية الدخول إلى البوابة الالكترونية وإستخدامها من قبل التجار والمصنعين ستوفر عليهم الكثير من الجهد والوقت .

مقالات مشابهة

  • حكومة كامل إدريس.. سلطة بطعم “المشاركة المشروطة”
  • مدير عام هيئة المواصفات يلتقي التجار والمصنعين في اليوم المفتوح
  • مدير عام هيئة المواصفات والمقاييس يلتقي التجار والمصنعين في اليوم المفتوح
  • جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
  • الحرية المصري: 30 يونيو ملحمة شعبية أنقذت الدولة وحددت ملامح بناء الجمهورية الجديدة
  • العاملين بالمترو: خروج الملايين في 30 يونيو كان دفاعا عن الهوية الوطنية
  • احمد موسى: لا أحد يدافع عن أخطاء ونريد تطبيق القانون على الجميع |فيديو
  • أحمد موسى عن كامل الوزير: الناس اللي معاه مش بيروحوا بيوتهم من كتر الشغل
  • إيرادات الأفلام.. كريم عبد العزيز يتفوق على الجميع وصدمة مينا مسعود
  • يامال يحتفل بالقميص التاريخي بصورة فاجأت الجميع