رأي اليوم:
2025-12-09@00:35:47 GMT

قوافل الهجرة الافريقية نحو الشمال

تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT

قوافل الهجرة الافريقية نحو الشمال

عبد الرازق أحمد الشاعر ليست هناك هجرة شرعية أبدا، فكل الهجرات تحمل في ثناياها ظلما وقهرا وجورا. ولا يضطر مهاجر إلى فراق وطن إلا حين يفتقر إلى بقعة يبني فيها عشا يواري جسده وذريته وأحلامه. يفر المرء من أبيه وأمه وأخيه وفصيلته التي لا تؤويه بحثا عن هواء يطاق في أي بلاد قد تكون أقل اضطهادا للفقراء وأكثر تسامحا مع العقائد والأفكار والرؤى.

لكن المهاجر لا يستطيع أن يمنع عينيه من البكاء حين يحمله الحنين في عكس اتجاه الدابة، فيدير رأسه وقلبه نحو بلاد هي أحب البلاد إليه، وفي الوقت ذاته، يلوي عنق راحلته في الاتجاه البعيد. “لا هجرة بعد الفتح،” يقول من لا ينطق عن الهوى، فلماذا تستمر مواسم الهجرة من جنوب الكرة المضطرب إلى شمالها السعيد؟ يقول المفسرون أن الهجرة هنا مقصورة على الدين سببا وعلى مكة مكانا. أي أن قوافل الملهوفين الفارين إلى الشمال بحثا عن لقمة عيش غير مغموسة بالذل ليست مشمولة بهذا الوعد الصادق. يؤكد ما ذهبوا إليه قول المصطفى عليه الصلاة والسلام في حديث آخر: “لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة.” كتب علينا – أبناء القارة السوداء – أن نكون بدو هذا العالم الرحل، وأن نسدد فواتير الهوان الذي لحق بخير أمة أخرجت للناس، وأن نتوزع على أطراف الخارطة الملونة بإتقان دون أمل في إياب وشيك أو وعد بعودة قريبة. لكننا نعلم يقينا ونحن نحزم أمتعة السفر أننا لا نفر بدين، وإنما نفر لدنيا حال بيننا وبينها أقوام من بني جلدتنا يتحدثون لغتنا ويدينون بديننا. لا يمكننا الادعاء ونحن نضع أجسادنا المنهكة فوق أخشاب السفن المتهالكة أننا نفر بديننا إلى بقعة مباركة بحثا عن ملاذ آمن نعبد الله فيه. لسنا كأصحاب الكهف الذين فروا بدينهم خوفا من الرجم والفتنة. ولسنا كموسى الذي خرج بقومه غضبان أسفا خوفا من فرعون وملئه. ولسنا كمحمد وأصحابه الذين تركوا خلفهم أرضهم وضياعهم وذراريهم بحثا عن ملك عادل أو عن أنصار تقوى بهم شوكة الدين. لكننا نهاجر كعبيد إفريقيا الذين حملهم الاستعمار إلى أرضه من أجل الحرث والغرس، حتى هؤلاء كانوا أسعد حظا، على الأقل كانوا يسافرون على متن سفن أكثر أمانا. ليست الهجرة من دار كفر إلى دار إيمان كما أوصى علماء الدين، بل هجرة من بلاد استحوذت أقليتها على أغلب خيراتها، فلم يجد المنكوبون من ذوي الفاقة فيها بدا من رحيل عاجل فوق سفن ذات ألواح متهالكة ودسر صدئة إلى بلاد لا يحكمها نجاشي ولا يسكنها أنصار في مغامرة غير محسوبة. فإذا وقعت الطامة، وغرقت السفينة بمن فيها وسط بحر لجي من التجاهل العالمي والصمت الفاضح، فهو قضاء وقدر، وأقدارنا كلها خير. في موسم الهجرة النبوية، يحتفل المسلمون بهجرة محمودة إلى بلاد مباركة لنشر دين حق، ويتجاهلون تماما قوافل المهاجرين الذين يغرقون بالآلاف على سواحل أوروبا في انتظار ملك عادل رغم أن العدالة ليست نجاشية بالضرورة، فليس هناك ما يمنع أن يكون النصير واليا على قطر إسلامي عصم الله أبناءه من فتنة السفر إلى بلاد الغرب (الكافر). لا ينبغي أن نتجاهل المهاجرين في ذكرى الهجرة، ولا يجوز أن ينفض حكام العالم الإسلامي لاسيما الأغنياء منهم أياديهم من الشباب الذين لا يجدون في عالمهم (الإسلامي) وليا ولا نصيرا. على علماء الدين أن يذكروا هؤلاء أن أجر لاعب أجنبي واحد في فريق مغمور كفيل بإنقاذ سفينة ركاب كاملة من شبح الجوع في بلادهم أو شبح الغرق على الشواطئ البعيدة. في ذكرى الهجرة النبوية، يجب أن يتصدى المسلمون لمهزلة الهجرة نحو الشمال، وأن يكونوا أنصارا بحق لمن فقدوا الأمل في حياة كريمة في بلاد المسلمين، وإلا فبأي هجرة يحتفلون؟ [email protected]

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: بحثا عن

إقرأ أيضاً:

ليلى علوي تشيد بـ فيلم هجرة ضمن مهرجان البحر الأحمر

أشادت الفنانة ليلى علوي بفيلم “هجرة” الذي عرض ضمن مهرجان البحر الأحمر.

وكتبت ليلى علوي عبر حسابها الشخصي بموقع إنستجرام: "فيلم "هجرة" ضمن مهرجان البحر الأحمر عمل بسعودي رائع، شدّني من أول مشهد لآخر لحظة".

وتابعت: “شهد أمين قدّمت سيناريو وإخراج على درجة عالية من الوعي والجمال، أداء تمثيلي متقن، تصوير يخطف الأنفاس، ولوكيشنز تخدم القصة بشكل جميل”.

واختتمت: “ألف مبروك لكل صُنّاع هذا العمل العظيم”.

ومن ناحية أخرى اختتم فريق "ابن مين فيهم؟" تصوير الفيلم الكوميدي المنتظر للنجمين ليلى علوي وبيومي فؤاد، اللذين يتعاونان مجددًا على الشاشة في عمل جديد مثير للضحك وأيضًا مليء بالمشاعر.

الفيلم من تأليف لؤي السيد وإخراج هشام فتحي، ويشارك في بطولته النجم الواعد أحمد عصام السيد، ومن المقرر أن يتم الإعلان عن أسماء أخرى من طاقم التمثيل قريبًا. 
 

فيلم ابن مين فيهم؟

تدور أحداث ابن مين فيهم؟ حول "رشدي" (بيومي فؤاد)، وهو رجل أعمال مستهتر، يعيش حياته بلا التزامات، حتى يصطدم بالمحامية الصارمة التي لا تعرف المساومة "ماجدة" (ليلى علوي)، التي تدخل حياته بشكل مفاجئ، ويؤدي هذا الصدام إلى سلسلة من المواقف المعقدة والكوميدية في رحلتهم للبحث عن ابن رشدي، ليستعرض الفيلم موضوعات مثل المسؤولية والعلاقات والروابط غير المتوقعة.

طباعة شارك الفنانة ليلى علوي فيلم “هجرة” مهرجان البحر الأحمر إنستجرام ابن مين فيهم

مقالات مشابهة

  • سعد الدين الهلالي: الفتوى ليست أحادية وعلى أهل العلم ذكر جميع الآراء
  • الاتحاد الأوروبي يقر حزمة هجرة متشددة ويخطط لإرسال المهاجرين خارج التكتل
  • بحثا عددًا من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.. أمير منطقة الجوف يستقبل سفير الفلبين لدى المملكة
  • بحثا تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.. سمو ولي العهد يتلقى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسي
  • ليلى علوي تشيد بـ فيلم هجرة ضمن مهرجان البحر الأحمر
  • بحثا عن بطاقة التأهل.. قطر تواجه تونس تحت شعار لا بديل عن الفوز
  • #منخفض_جوي جديد وعالي الفعالية يبدأ مساء الأربعاء
  • وقفة مسلحة في بلاد الروس تأكيدًا للجهوزية والاستنفار
  • كير يندد بدعوة سيناتور أمريكي حظر هجرة المسلمين: خطاب منفلت يعاقب الأبرياء
  • خالد الدرندلي: منتخب مصر سيركز على كأس الأمم الافريقية.. وقرعة المونديال مش سهلة