غواصات متطورة وقواعد استراتيجية.. ماذا نعرف عن قدرات إيران البحرية؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
إيران تمتلك أسطولاً بحرياً يحتل مراتب متقدمة ضمن ترتيب الأساطيل العالمية، وتعمل على تعزيز قدراته بغواصات متطورة ومجموعة من السفن الحربية المنتشرة في مواقع استراتيجية، ما يعزز نفوذها في منطقة الخليج والمحيط الهندي. اعلان
بينما تتجه الأنظار لما سيكون عليه احتمال الرد الإيراني على الهجمات الأمريكية ،فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو مدى قدرتها على استهداف مصالح واشنطن في مياه الخليج.
ينظر كثيرون إلى إيران باعتبارها دولة قارّية بالأساس، فإن مياه الخليج العربي وخليج عمان تمثلان لها خط الدفاع الأول والأخير. ومنذ الثورة الإسلامية عام 1979، عملت طهران على بناء قوة بحرية متعددة الطبقات، تتوزع بين الجيش والحرس الثوري، وتجمع بين السفن الكبيرة والزوارق الصغيرة، وبين الغواصات التقليدية والطائرات المسيرة.
لا تمتلك إيران أسطولاً بحرياً يمكنه منافسة القوى العالمية الكبرى، لكنها تملك قوة متخصصة، تعتمد على الحروب غير المتناظرة، والتكنولوجيا المحلية، وانتشاراً استراتيجياً عبر قواعد متقدمة، لتصبح تهديداً دائماً لأي تحرك معادٍ في مضيق هرمز أو خليج عمان.
القوة النظامية: الأسطول الإيراني.. بين الماضي والحاضرتُعتبر القوات البحرية الإيرانية (IRIN) الجهة الرسمية المسؤولة عن إدارة الأسطول النظامي، بما في ذلك الغواصات والسفن الحربية الكبيرة. وتشمل هذه القوة أكثر من 18,500 جندي ، وأكثر من 100 سفينة وغواصة ، وتتوزع عملياتها بين الخليج العربي وبحر قزوين، حيث تركز على حماية المياه الإقليمية، وتأمين خطوط الشحن، ومواجهة أي انتهاك محتمل للسيادة الإيرانية.
ووفقًا لتقرير موقع "غلوبال فاير باور" لعام 2024، تحتل البحرية الإيرانية المرتبة الـ37 بين أقوى 145 قوة بحرية في العالم، وهو تصنيف يعكس نمو قدراتها رغم العقوبات والقيود التكنولوجية. هذا التصنيف لا يجعلها منافساً مباشرًا للدول العظمى، لكنه يؤكد أنها تمتلك قوة بحرية متوسطة متقدمة، قادرة على فرض نفسها في نطاقها الإقليمي.
أبرز ما يميز هذا الأسطول هو تنوعه الكبير، الذي يضم:
مدمرات حديثة مثل "ذو الفقار" و"سهند" و"زاغروس"، التي تدخل الخدمة واحدة تلو الأخرى، وهي مصممة لإطلاق صواريخ دقيقة ولتنفيذ مهام استخبارية.فرقاطات من فئتي "ألفاند" و"موج"، بعضها بريطاني الصنع وبعضها إيراني، تلعب دوراً محورياً في العمليات البحرية المتوسطة.سفن برمائية هجومية وكورفيتات، تستخدم في نقل القوات وشن الهجمات السريعة.لكن العنصر الأكثر إثارةً في هذا الأسطول هو أسطول الغواصات، الذي يضم بين 19 و27 غواصة ، من ضمنها ثلاث غواصات ديزل-كهربائية من فئة "تارق" (كيلو)، استخدمت في مهمات استراتيجية، منها زرع الألغام وإطلاق صواريخ كروز. كما تمتلك إيران غواصتين من فئة "فاتح"، وعدد كبير من الغواصات الصغيرة من فئة "غدير"، التي تتميز بقدرتها على المناورة في المياه الضحلة.
الغواصات: السلاح الصامت تحت الماءرغم أن طهران لا تمتلك حالياً أي غواصة تعمل بالطاقة النووية، إلا أنها تسعى لتحقيق هذا الهدف منذ سنوات. وفي عام 2018، أعلن مسؤولون إيرانيون عن خطط لبناء غواصات تعمل بالطاقة النووية، لكن التكنولوجيا والعقوبات الدولية لا تزال تشكل حاجزاً أمام تحقيق هذا الطموح.
ما يملكه أسطول الغوص الإيراني اليوم هو مجموعة من الوحدات ذات القدرة المتقدمة نسبياً:
فئة "طارق": غواصات روسية الصنع، طول كل منها 74 متراً، ويمكنها إطلاق صواريخ كروز أو زرع الألغام. رغم تقدم عمرها، إلا أنها لا تزال تُستخدم في مهمات استراتيجية.فئة "فاتح": غواصة محلية الصنع، دخلت الخدمة عام 2019، ومزودة بأنابيب لإطلاق الطوربيدات والصواريخ، وتستخدم بشكل أساسي في المياه الساحلية.فئة "غدير": غواصات صغيرة جداً، يصل عددها إلى 23 وحدة، وتُستخدم في العمليات الخاصة والهجمات المفاجئة.فئة "نهنگ": غواصة واحدة فقط، تُعتقد أنها مخصصة لنقل القوات الخاصة.وتسعى إيران إلى تحسين قدرات هذه الغواصات، من خلال تركيب أنظمة دفع مستقل من الهواء (AIP)، وهو ما سيزيد من قدرتها على البقاء تحت الماء لفترات أطول، ويمنحها قدرة تشغيلية أكبر.
تنتشر القواعد البحرية الإيرانية عبر منطقتين جغرافيتين: الشمال (بحر قزوين)، والجنوب (الخليج العربي وخليج عمان). وكل قاعدة تلعب دوراً مختلفاً، من التصنيع إلى الدعم اللوجستي للعمليات القتالية.
قاعدة بندر عباس: أكبر مركز انتشار بحري، ومقر القيادة العامة للقوات البحرية، ومركز تصنيع السفن والغواصات.قاعدة جاسك: نقطة دفاع أولى في خليج عمان، مع مواقع رسو متقدمة، وتعمل على حماية المصالح الاقتصادية.قاعدة تشابهار: الوحيدة المطلة على المحيط الهندي، وهي بوابة إيران إلى آسيا الوسطى.قاعدة بندر أنزلي: مركز تصنيع الغواصات وحماية المنشآت النفطية شمال إيران.قاعدة خرج: حامية منشآت النفط الكبرى في الخليج العربي.قاعدة الإمام علي: في تشابهار، تُنفذ منها دوريات استطلاعية وهجومية في خليج عمان والخليج العربي.إلى جانب هذه القواعد، هناك قواعد خاصة بالحرس الثوري، مثل قاعدة سيريك قرب مضيق هرمز، وقاعدة أبو موسى في وهي إحدى الجزر المتنازع عليها مع الإمارات مع طمب الصغرى وطمب الكبرى. حيث تضم أبو موسى منظومات دفاع صاروخية وتحصينات تحت الأرض.
Relatedالبحرية الإيرانية تهدد برد قاس وسريع للدفاع عن حدودها المائية حال تعرضها لهجوم من "الأعداء" البحرية الإيرانية تصدّ "هجوما" على سفينة في البحر الأحمرشاهد: رشقات نارية من البحرية الإيرانية في محاولة لاحتجاز ناقلتي نفط قبالة عُمانأسطول الحرس الثوري: الحرب غير المتناظرةعلى عكس الأسطول النظامي، تعتمد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإسلامي (IRGCN) على نوع مختلف من العمليات، تُعرف باسم الحرب غير المتناظرة ، والتي تشمل استخدام الزوارق الصاروخية السريعة، وزرع الألغام، وشن هجمات كر وفر.
وتضم هذه القوة:
10 زوارق Houdong25 زورق Peykaap II10 زوارق MK13وحدات خاصة لتنفيذ عمليات استخبارية وهجوميةوهذه القوات لا تملك سفنًا كبيرة أو غواصات، لكنها تتميز بالسرعة والقدرة على المناورة، مما يجعلها تهديدًا دائمًا لأي تواجد بحري معادٍ.
معدات حديثة وتطور في القدراتفي أغسطس 2024، استلمت البحرية الإيرانية 2640 نظامًا من الصواريخ والطائرات المسيرة ، بما في ذلك صواريخ كروز خفية على الرادارات. كما أجرت اختبارات ناجحة لإطلاق صاروخ كروزي من غواصة صغيرة، وهو مؤشر على تطور في القدرة الهجومية.
وفي عام 2023، أنهت مجموعة بحرية إيرانية رحلة استمرت أكثر من ثمانية أشهر، قطعت خلالها 63 ألف كيلومتر ، ووصلت إلى مضيق ماجلان، في سابقة هي الأولى من نوعها. ضم الأسطول مدمرة "دنا"، وسفينة الدعم "ماكران"، في رسالة واضحة بأن إيران تريد توسيع نطاق انتشارها إلى المياه الدولية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي هجمات عسكرية إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي هجمات عسكرية الحرس الثوري الإيراني قانون العقوبات سلاح البحرية إيران إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إسرائيل دونالد ترامب البرنامج الايراني النووي هجمات عسكرية بنيامين نتنياهو إيطاليا الحرب في أوكرانيا علي خامنئي الحوثيون رجب طيب إردوغان البحریة الإیرانیة الخلیج العربی
إقرأ أيضاً:
سلاح إيراني برسائل عقائدية وتكتيكية.. ماذا نعرف عن صاروخ خيبر شكن؟
نفّذت القوات المسلحة الإيرانية، وفق ما أعلنت، الموجة العشرين من العملية الصاروخية-المسيّرة الواسعة ضد أهداف عسكرية إسرائيلية، مستهدفة مطار بن غوريون ومراكز أبحاث بيولوجية، وذلك ضمن تصعيد متواصل في إطار ما تسميه طهران "الرد الاستراتيجي على الاعتداءات الإسرائيلية". اعلان
وفي خطوة لافتة، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صاروخ "خيبر شكن"، وهو أحدث صواريخ الوقود الصلب الباليستية بعيدة المدى، مشيراً إلى أن الهجوم لم يشمل "كافة القدرات المسلحة بعد"، في إشارة إلى إمكانية التصعيد مستقبلاً.
قدرات تقنية متقدمةبحسب وكالة "إرنا"، ينتمي صاروخ "خيبر شكن" إلى الجيل الرابع من عائلة صواريخ "خرمشهر" الباليستية، ويبلغ مداه 1450 كيلومتراً. ويُعتبر من أبرز التطورات التقنية في منظومة الصواريخ الإيرانية، إذ يتمتع بدقة إصابة عالية بفضل نظام توجيه بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى رؤوس حربية قابلة للمناورة.
ويزن الرأس الحربي شديد الانفجار نحو 1500 كيلوغرام، ويصل طوله إلى 4 أمتار، في حين تبلغ سرعة الصاروخ خارج الغلاف الجوي أكثر من 19,500 كلم/ساعة، وقرابة 9800 كلم/ساعة داخله، ما يجعل اعتراضه صعباً للغاية حتى على أنظمة دفاعية متطورة كـ"باتريوت" و"مقلاع داوود".
Relatedالحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ "خيبر شكن" طويل المدى ويصل إسرائيلمنطقةٌ فوق بركان: غارات إسرائيلية وصواريخ إيرانية نوعية وأنظار العالم تتجه نحو أمريكاشركة استخبارات إسرائيلية تنشر صورا تظهر خسائر كبيرة في منشأة صواريخ إيرانية بسبب انفجار تطوير متسلسلتعود أولى نسخ الصاروخ إلى عام 2017، عندما كشفت طهران عن "خرمشهر-1" في عرض عسكري بمناسبة "أسبوع الدفاع المقدس"، وكان بطول 13 متراً وقطر 1.5 متر. لاحقاً، ظهر الجيل الثاني "خرمشهر-2" عام 2019، برؤوس موجهة ووزن إجمالي بلغ 20 طناً، ثم تبعه الجيل الرابع "خرمشهر-4" في مايو 2023، دون أن تكشف إيران عن تفاصيل الجيل الثالث "خرمشهر-3"، رغم تأكيد مصادر عسكرية أنه موجود ويتمتع بقدرات متقدمة لم يُفصح عنها لأسباب أمنية.
يتميز "خيبر شكن" بخصائص تصميمية تقلل من قابلية رصده أو اعتراضه، أبرزها عدم احتوائه على جنيحات، مما يقلل من مساحة الاحتكاك ويزيد من سرعته ودقته. ويعتمد الصاروخ على محرك محلي يدعى "أروند"، جرى دمجه داخل خزان الوقود لتقليل الطول وزيادة التمويه، كما يُطلق من منصة متحركة ويُعد للإطلاق خلال أقل من 15 دقيقة.
ويعمل الصاروخ عبر ثلاث مراحل تشغيلية: تبدأ بالإقلاع والارتفاع، ثم توجيه الرأس الحربي بواسطة محركات خلفية بعد انفصاله، وتنتهي بدخول الغلاف الجوي حيث تُفعّل محركات التوجيه النهائية مع الحفاظ على سرعة تفوق 8 ماخ.
دلالات رمزية وعقائديةيحمل صاروخ "خيبر شكن" دلالة رمزية قوية في الخطاب الإيراني، ويعني اسمه في اللغة العربية "كاسر خيبر" في إشارة إلى معركة خيبر التاريخية التي وقعت بين المسلمين واليهود في الجزيرة العربية. وقد لعب الإمام علي بن أبي طالب دوراً بارزاً فيها، ما يمنح الاسم أبعاداً دينية خاصة لدى الأوساط الشيعية، ويعزز الخطاب الإيراني الذي يربط الصراع مع إسرائيل بسياق "تاريخي وعقائدي".
وتأتي هذه التطورات بعد استخدام "خيبر شكن" سابقاً في هجومي "الوعد الصادق 1" في أبريل 2024، و"الوعد الصادق 2" في أكتوبر من العام ذاته، بحسب تقارير إعلامية غربية، ما يعكس اعتماد إيران المتزايد على هذا الطراز في عملياتها البعيدة المدى.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة