قال صحفي بريطاني إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاول إخفاء نواياه عندما صرح بأنه سيقرر لاحقا ما إذا كان سينضم إلى جانب إسرائيل في حملتها العسكرية ضد إيران، مؤكدا في الوقت نفسه أن الدبلوماسية والمفاوضات لا تزال خيارا مطروحا إذا أرادت طهران السير في هذا الطريق.

وفي تحليله بموقع "آي بيبر" الإخباري البريطاني، اعتبر الكاتب أندرو بونكومب أن ترامب كان محقا في شيء واحد عندما وصف قصف قواته 3 مواقع نووية داخل إيران بأنه لحظة تاريخية للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبان أميركيان: ترامب يوشك أن يكرر أخطاء بوش بالشرق الأوسطlist 2 of 2بلومبيرغ: 5 أسئلة عما سيحدث لو أغلقت إيران مضيق هرمزend of list

لكن الشيء غير الواضح، وما لا يمكن لترامب أن يعرفه -برأي الصحفي البريطاني- هو ما إذا كانت تلك اللحظة سيذكرها التاريخ بشكل إيجابي، أم أنها ستكون اللحظة التي أشعلت صراعا إقليميا أوسع نطاقا، وأدخلت بلاده في حرب خارجية من النوع الذي تعهد بتجنبه.

وأضاف أن الضربة الأميركية على إيران حدثت بالفعل بعد أن أفادت الأنباء بأن عدة قاذفات من طراز "بي-2" الوحيدة القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات غادرت صباح السبت قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري.

فقد كشف ترامب أن القوات الأميركية ضربت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية الثلاث في نطنز وأصفهان وفوردو. وقال لشبكة فوكس نيوز إن طائرات أميركية قصفت فوردو بقنابل مضادة للتحصينات، في حين تم إطلاق ما يصل إلى 30 صاروخ توماهوك على المواقع النووية الأخرى.

وأفادت تقارير بأن الولايات المتحدة اتصلت بإيران لإبلاغها بأن الضربات كانت العملية الوحيدة التي خططت لها، وأنها لا تسعى إلى تغيير النظام. ثم عاد ترامب وهدد باستهداف مواقع أخرى "بدقة وسرعة ومهارة" إذا لم يتحقق السلام بسرعة.

فإذا كان التاريخ شاهدا ومرشدا -حسب مقال (آي بيبر)- فإن بدء الحرب أسهل بكثير من إنهائها، وإن ترامب يستحيل عليه أن يعرف كيف سيكون رد فعل إيران، ولا يمكن أن يكون متأكدا من عواقب الضربة على منشأة فوردو.

إعلان

ويشير بونكومب، المقيم في مدينة سياتل بالولايات المتحدة، إلى أن هناك مخاوف من أن انبعاث إشعاعات من المنشآت، التي استهدفتها الضربات، قد تعرض جميع أنحاء الشرق الأوسط للخطر وتلحق الضرر بالشعب الإيراني الذي يدعي الرئيس الأميركي أنه يريد مساعدته.

ولكن ماذا لو لم تتجاوب إيران؟ ماذا لو قررت مهاجمة القواعد الأميركية في المنطقة، أو الانتقام من مواطني الدول الغربية الأخرى، ومن بينها بريطانيا؟ يتساءل الكاتب في تحليله.

ويجيب -من غير أن يستفيض في ذكرها أو توضيحها- بأن هناك أسبابا أخرى تدعو الولايات المتحدة إلى القلق، منها ما ظل يعاني منه المسلمون ومواطنو دول جنوب آسيا من تمييز وسوء معاملة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 على مدينتي نيويورك وواشنطن.

وخلص بونكومب إلى أن تصرفات ترامب تنطوي على مقامرة كبيرة، مضيفا أن العالم يترقب ويصلي من أجل ألا تؤدي إلى ما هو أسوأ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

أسعار الغذاء العالمية تقفز لأعلى مستوى منذ عامين.. والرسوم الأميركية تضاعف الأزمة

تصاعدت المخاوف العالمية من تداعيات السياسات التجارية الجديدة التي تتبعها الولايات المتحدة على قطاع الغذاء، في ظل بيئة اقتصادية مليئة بالتقلبات وتحديات متزايدة لسلاسل الإمداد العالمية.

الرسوم الجمركية التي فرضتها واشنطن على مجموعة واسعة من المنتجات والمواد الخام الزراعية تهدد بزيادة تكاليف الإنتاج داخل السوق الأميركية، مما سينعكس سريعاً على أسعار الغذاء للمستهلكين، ويزيد من الضغوط التضخمية التي تعاني منها الأسواق المحلية والعالمية.

وبحسب تقرير صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن تكاليف الإنتاج الزراعي في الولايات المتحدة ارتفعت بشكل ملحوظ نتيجة الرسوم على مدخلات الإنتاج مثل الأسمدة والآلات الزراعية والمواد الخام.

إذ تعتمد الولايات المتحدة بشكل كبير على استيراد الأسمدة، حيث تفرض الرسوم الجمركية الجديدة، التي تصل إلى 30% على الأسمدة القادمة من دول مثل ترينيداد وتوباغو ودول الشرق الأوسط، إضافة إلى رسوم 10% على مدخلات أخرى.

كما تؤدي الرسوم على الصلب والألمنيوم إلى زيادة تكلفة المعدات الزراعية مثل الجرارات وصناديق الحبوب، الأمر الذي يقلص أرباح المزارعين ويزيد من صعوبة استدامة الإنتاج.

ورغم أن المكسيك وكندا تستفيدان من اتفاقيات تجارية تعفي العديد من المنتجات الغذائية من هذه الرسوم، إلا أن هناك منتجات زراعية بقيمة مليارات الدولارات من دول أخرى ستتأثر سلباً، خصوصاً الفواكه الاستوائية كالمانجو والأناناس، إضافة إلى القهوة والشوكولاتة التي لا يمكن زراعتها في المناخ الأميركي بسهولة.

انعكاسات دولية وتحديات الأمن الغذائي

الأزمة لا تقتصر على الداخل الأميركي، بل تمتد لتشكل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي العالمي. تعتمد حوالي 80% من سكان العالم على واردات الغذاء، وأي اضطراب في سلاسل التوريد العالمية – مثل فرض رسوم جمركية أو تصاعد النزاعات التجارية- يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء وتقلبات حادة، خصوصاً في الدول الفقيرة والنامية التي تعاني أصلاً من ضعف القدرة الشرائية وأزمات تضخمية.

وتذكر مجلة “الإيكونوميست” أن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بين 2018 و2020، التي ترافقت مع فرض رسوم جمركية انتقامية على الصادرات الأميركية مثل فول الصويا، أدت إلى خسائر بمليارات الدولارات ورفع أسعار الغذاء في الأسواق المستوردة، مما تسبب في أزمات اجتماعية في بعض البلدان الأفريقية والآسيوية.

ارتفاع الأسعار وتأثيرها على المستهلكين

خبراء الأسواق يشيرون إلى أن الرسوم الجمركية تمثل بمثابة “ضريبة إضافية” ترفع تكلفة المنتجات المستوردة، وتنتقل في نهاية المطاف إلى المستهلك النهائي. محمد سعيد، خبير أسواق المال، يؤكد أن هذه الزيادات لا تقتصر على السوق الأميركية فقط، بل تؤثر بشكل واسع عبر سلاسل التوريد العالمية، ما يفاقم التضخم الغذائي عالمياً.

وبالإضافة إلى زيادة أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الحبوب واللحوم والفواكه، فإن ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج الزراعي مثل الأسمدة والعلف يفاقم الأزمة، حيث يُرفع من تكاليف الإنتاج الزراعي المحلي والعالمي على حد سواء.

تغييرات هيكلية محتملة في تجارة الغذاء العالمية

تشير التحليلات إلى أن استمرار فرض الرسوم الجمركية الأمريكية قد يؤدي إلى تحولات هيكلية في أسواق الغذاء العالمية، حيث قد تستغل دول أخرى مثل البرازيل والاتحاد الأوروبي الفرصة لتعزيز حصتها السوقية على حساب الولايات المتحدة، وهذا من شأنه أن يعيد تشكيل خرائط التجارة العالمية للمنتجات الزراعية ويزيد من تعقيد الأوضاع أمام الدول النامية.

مواجهة التحديات المستقبلية

تضاف إلى هذه الضغوط الاقتصادية مخاطر التغير المناخي التي تؤثر سلباً على إنتاج الغذاء واستقرار سلاسل التوريد، مما يرفع من حدة الأزمات الغذائية في العديد من المناطق.

ويؤكد خبراء أن الأمن الغذائي العالمي أصبح في حاجة إلى تعاون دولي موسع، وتنسيق للسياسات التجارية لتفادي تصاعد الأزمات التضخمية وضمان استقرار الأسواق الغذائية.

أسعار الغذاء العالمية ترتفع لأعلى مستوى منذ عامين

 ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية على المستوى العالمي في يوليو 2025 إلى أعلى مستوياتها خلال أكثر من عامين، حسبما أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) الجمعة. جاء هذا الارتفاع مدفوعاً بشكل رئيسي بزيادة أسعار اللحوم والزيوت النباتية، وسط استمرار تقلبات الأسواق العالمية وتأثير عوامل متعددة على سلاسل الإمداد الغذائي.

سجل مؤشر أسعار الغذاء الذي تصدره الفاو، والذي يتابع التغيرات الشهرية في أسعار سلة من السلع الغذائية الأساسية المتداولة عالمياً، 130.1 نقطة في يوليو، مسجلاً بذلك ارتفاعاً بنسبة 1.6% مقارنة بشهر يونيو.

وتعتبر هذه القراءة الأعلى منذ فبراير 2023، رغم أن المؤشر لا يزال أقل بنحو 18.8% من ذروته التي بلغها في مارس 2022 عقب تفاقم الأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على الأسواق الغذائية العالمية.

وأوضحت الفاو أن ارتفاع أسعار اللحوم والزيوت النباتية فاق تأثير التراجع المسجل في أسعار الحبوب ومنتجات الألبان والسكر خلال الشهر نفسه، مما يشير إلى تغيرات متباينة في مكونات سلة الغذاء العالمية.

هذا الارتفاع في أسعار اللحوم والزيوت النباتية يعكس ضغوطات مستمرة على العرض، إضافة إلى تأثيرات التكاليف المرتفعة للمدخلات الزراعية والتقلبات المناخية.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني: لاعتداءات التي تعرضت لها إيران لم تكن هجمات صهيونية
  • أسعار الغذاء العالمية تقفز لأعلى مستوى منذ عامين.. والرسوم الأميركية تضاعف الأزمة
  • الصين تعلّق على الجهود الأميركية-الروسية لتحسين علاقاتهما
  • 200 كاتب بريطاني يطالبون بمقاطعة إسرائيل
  • حكم قضائي رابع يوقف أمر ترامب بمنع منح الجنسية الأميركية بالولادة
  • ما أبرز ملامح الخطة التي تناقشها حكومة نتنياهو لـإعادة السيطرة على غزة؟
  • اعترفت بقتل 11 زوجا لها خلال مسيرتها الزوجية وعقدت على 18 زوجا بالمتعة.. الإيرانية كلثوم أكبري الزوجة الحنونة التي هزت إيران
  • سويسرا تبحث عن سبل مواجهة الرسوم الجمركية الأميركية
  • ترامب: «إذا حاولت إيران استعادة قدرتها النووية فأمريكا ستعود»
  • عاجل. التعريفات الأميركية الجديدة تدخل حيّز التنفيذ.. وترامب يحتفي بـتدفّق الملايين