الثورة نت:
2025-05-20@05:09:24 GMT

مزايا المنهجية القرآنية

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

 

معتمداً على أساليب القرآن الحكيمة في تبليغ رسالات الله هدايةً وتذكيراً ترغيباً وترهيباً وعداً ووعيداً.. مقتدياً ومتأسياً بحركة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، الذي قال الله عنه:
“وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ، لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ”.

،”قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ..”
قدّم الشهيدُ القائدُ، حسين بدر الدين الحوثي -رضوانُ الله عليه- مشروعَه الثقافي القرآني بطريقة فريدة ركّزت على محورية النص القرآني.
فهو ليس كغيرِه من الأُطروحات الفكرية التي تناولت علومَ القرآن الكريم، بل تميز بكونه مشروعاً تصحيحياً، قيَّمَ واقع الأُمَّــة وشخَّص الأخطاءَ التي أوصلتها إلى واقعِها المرير.
وقدَّم الحلولَ التصحيحية التي نسفت الثقافات المغلوطة التي ترسخت في ثقافتها على مدى قرون من الزمن وانعكست آثارها السيئة في واقعها الضعيف في صراعها مع أعدائها في كُـلّ المجالات.
وكان مشروعاً تنويرياً يضيءُ طريقَ الجهاد والخلاص بنور القرآن، منطلقاً من أخلاق الإسلام وقيمه الراقية لبناء نهضة حقيقية تنقذ الأُمَّــة من مصيرها المحتوم..
ومن واقع المعاصرة للأحداث والمعايشة لها والملامسة لهموم أبناء الأُمَّــة قدم الرؤى القرآنية المرحلية لبناء حضارة إسلامية تحقّق الأمن والرخاء لكل البشر وتنقذهم من ظلمات الاستعباد والظلم الذي تطحن رحاه شعوب أمتنا المظلومة.
محافظاً على أصالة الهُــوِيَّة الإيمانية الجامعة لكل المسلمين، باعثاً للروح الجهادية، مصححاً للدوافع العملية للنهوض بالمسؤولية ورابطا لها بالدين الحق وفق المفاهيم الصحيحة الواعية..
ومن وحي الثقافة القرآنية الفريدة، واقتباساً من نورها الساطع وهداها القويم وبيانها الواضح..
فقد تميزت هذه الرؤية القرآنية عن سائر الأُطروحات والمشاريع الثقافية في عصرنا الحاضر، بكثير من المزايا التي أكسبتها القدرة على الفاعلية والتأثير، والسرعة في إحداث التغيير.
ومنها ما تميزت به في منهجية العرض والتقديم من التركيز على الأشياء المهمة والرئيسية في كُـلّ موضوع تناولته، وحُسن تقديم كُـلّ موضوع من مختلف الجوانب لضمان حسن التلقي من المستمع لها بعيدًا عن تشتيت الذهنية.
وكذلك القدرة على التبسيط دون الغرق في التفاصيل، بما يدع مجالا للفهم الطبيعي للإنسان؛ انطلاقاً من أُسلُـوب القرآن الكريم في تقديم التشريع، مقارنة بما وصلت إليه الكثير من المطولات المخلة من تخريجات الفقهاء وتفريعاتهم وعباراتهم في الكثير من القضايا الدينية.
وكذلك منهجيتها في عرض قضايا الصراع مع الأعداء أخلاقيًّا ومجتمعيًّا وتاريخيًّا، مقيمة لواقع الحياة الحاضر، ومستشرفةً للمستقبل، وُصُـولاً إلى الحياة الآخرة، وفق مبدأ القرآن الكريم في تقديم المواضيع المختلفة في سياق واحد وكتاب واحد وثقافة واحدة ومنهجية تعليمية واحدة متوازنة في الجمع بين التلاوة والقراءة.. وبين التطبيق والعمل.
وبما يحقّق عرضَ الجوانب العبادية في الدين كالصلاة والطهارة، دون عزل القضايا الجهادية كالصراع مع أهل الكتاب وأهميّة الجهاد في مواجهة مشاريعهم الاستكبارية التي فتكت بالأمة في كُـلِّ المجالات، على خلاف الكثير من المشاريع الفكرية المعاصرة التي أخلت في ذلك إفراطاً أَو تفريطاً.
وتميزت أَيْـضاً بالتمثيل بالمحسوس، وقدّمت الشواهدَ، وحشدت الأمثلةَ الواقعية في مختلف القضايا المطروحة في مضامين الدروس والمحاضرات، تجسيدا لتوجيهات الله الحكيمة،”وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا القرآن لِلنَّاسِ مِن كُـلّ مَثَلٍ” “وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَو يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا..”
وقد تفرّد الشهيدُ القائدُ -رضوان الله عليه- في استخدام الأساليب القرآنية الفاعلة في عرضِه وتقديمِه لمشروعه الفكري القرآني، مؤكّـداً على بعضِها بمزيد من الشرح والتفصيل والتوضيح في سياق محاضراته القرآنية المتفرقة..
كأُسلُـوب التقييم للوضعيات بما له من أثرٍ عظيم في تحديد مستوى الخطاب ونوعيته والتدرج في تقدميه للارتقاء بوعي الناس، وأُسلُـوب التذكير المُستمرّ.. بمختلف جوانبه وعواقب نسيانه وتركه والغفلة عنه..
كما أوضح أساليبَ التخويف والترهيب والترغيب، وأساليبَ تنويع الخطاب وتقليبه بين الشدة واللين وأهميتها في التأثير النفسي وصناعة القناعات..
كما أشار إلى أهميّة أُسلُـوب المقارنات وخُصُوصاً مقارنة مخاطر النهوض بالمسؤولية ومخاطر التفريط والتقصير فيها..
كما أنه استخدم أُسلُـوبَ ضرب الأمثال الذي تكرّر في القرآن الكريم، وقدم الأمثلة العملية على أساليب الحوار القرآنية التي تنوعت في كشف واقع الأطراف المعاندة والمعادية لتعرية باطلها ودفعها إلى الإيمان عمليًّا بشهادة واقعها على بُطلان نظرياتها..
وفي أُسلُـوب الرد على التساؤلات والجرجرة أمام المرتابين والمشككين والساخرين، لاستدراجهم لتدبر القرآن وما يوجهنا إليه، وللجعل من عجزهم دافعا قويا لإيمانهم بعيدًا عن الجدل العقيم والحوار غير المجدي المتسم بطابع العناد والكبر اللذين يحولان دون الاقتناع.
وتميَّزت أَيْـضاً في عظمة التبيين والتوضيح لمختلف المواضيع والقضايا الهامة؛ لتثبيت القناعات الإيمانية وترسيخها لدى المنتمين للإسلام، والحيلولة دون قدرة الأنشطة الظلامية والمعادية في الساحة على التأثير عليهم.
وقد كان لهذه المنهجية العظيمة أثرها الكبير وأهميتها البالغة في رفع مستوى وعي وقدرات القائمين بالمسؤوليات العملية في مختلف الجوانب، وخُصُوصاً المجالات التعبوية والثقافية والتبليغية.. وتطوير أساليبهم وقدراتهم ومهاراتهم، وارتفاع مستوى أدائهم وتنامي مؤهلاتهم الفكرية والعملية، التي مكنتهم من تحمل أعباء ومسؤوليات الصراع الذي مرت به المسيرة القرآنية خلال أكثرَ من عشرين عاماً مضت.
فالحمد لله على نعمة الهداية، ولله الفضلُ أولاً وأخيرًا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

جلسة لتقييم المنهجية الاقتصادية بقنا.. الهلباوي: 32 مليار جنيه استثمارات و3 تكتلات جديدة بكل محافظة

نظمت محافظة قنا، بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، ورشة عمل موسعة لعرض ومناقشة نتائج دراسة تقييم منهجية التكتلات الاقتصادية المطبقة ضمن برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر، وذلك بحضور محافظي سوهاج، أسيوط، المنيا، إلى جانب قيادات البرنامج، وممثلي البنك الدولي، وعدد من الخبراء والمتخصصين.

شهدت الورشة حضور الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، واللواء هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، واللواء عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج،  و هشام الهلباوي، مساعد وزير التنمية المحلية ومدير البرنامج، والدكتور محمد محمود إبراهيم، نائب محافظ المنيا، والدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا،  وعدد من القيادات التنفيذية بمحافظات الصعيد، وممثلي البنك الدولي.

في مستهل الورشة، ألقى الدكتور خالد عبد الحليم كلمة ترحيبية أعرب فيها عن تقديره لفريق البنك الدولي، مؤكدًا أهمية هذه الفعاليات في تبادل الخبرات وتعزيز قدرات وحدات التنفيذ المحلية على تبني وتنفيذ منهجية تطوير التكتلات الاقتصادية بشكل مستقل ومستدام.

ومن جانبه، أكد محافظ سوهاج أهمية المتابعة الجادة وتحديد الأولويات بما يضمن تعظيم الاستفادة من البرنامج، مشيرًا إلى أن المحافظة نجحت في تغطية 100% من احتياجات مياه الشرب، إلى جانب إحراز تقدم كبير في تكتلات الأثاث والنسيج وزراعة البصل، حيث بات لتكتل البصل علامة تجارية دولية ويتم تصديره للأسواق الخارجية، كما أصبحت السيدات المشاركات في البرنامج عناصر فاعلة في التسويق الإلكتروني والمشاركة في المعارض الدولية.

وفي السياق ذاته، أشار محافظ أسيوط إلى أن تكتل الرمان يمثل نموذجًا واعدًا للتنمية، حيث حظي بدعم كبير من البرنامج على مستوى البنية التحتية والتدريب ورفع كفاءة سلاسل القيمة، مضيفا أن المحافظة تعمل حاليًا على التوسع في هذا التكتل من خلال تطوير عمليات التعبئة والتغليف والتسويق، ودعم الجمعيات التعاونية للمزارعين، ما يُسهم في تحسين جودة المنتج وزيادة فرص التصدير وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة.

من جهته، أكد نائب محافظ المنيا أن البرنامج أتاح فرصة فريدة لإعادة اكتشاف القدرات التنافسية للمحافظة، لا سيما في تكتلات العسل الأسود والنباتات العطرية، التي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية.

وخلال كلمته، كشف هشام الهلباوي مساعد وزير التنمية المحلية، أن 80% من تمويل برنامج تنمية صعيد مصر تركز في محافظتي قنا وسوهاج، بإجمالي استثمارات تجاوز 32 مليار جنيه خلال ست سنوات، موضحًا أن البرنامج ساهم في تحسين مستوى معيشة نحو 5000 أسرة، معلنا عن بدء العمل على ثلاث تكتلات جديدة بكل محافظة اعتبارًا من يوليو المقبل، مع الاستمرار في دعم مراكز التكنولوجيا والخدمات في المحافظات الأربع.

بدوره، أشاد السيد فينسان بالميد، كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك الدولي، بالتقدم المحرز في تنفيذ البرنامج، معربًا عن فخر البنك بالمشاركة في هذا المشروع التنموي، ومؤكدًا أهمية تنسيق الجهود لتحقيق أقصى أثر.

وقدّمت السيدة إيلين أولفسان، كبيرة أخصائيي القطاع الخاص بالبنك الدولي، عرضًا شاملًا حول أداء التكتلات الاقتصادية بمحافظات الصعيد، موضحة أنه تم تنفيذ 12 تكتلًا حتى الآن، يستفيد منها أكثر من 400 مستفيد، مع التركيز على بناء القدرات وتعزيز الربط بين الموردين والمصنعين.

وفي ختام الورشة، استعرض الدكتور خالد عبد الحليم، نسب تنفيذ التكتلات بمحافظة قنا، حيث بلغ تنفيذ تكتل الفركة 100%، والفخار 95%، والشمر والنباتات الطبية 92%، والعسل الأسود 89%، موضحا أن الزيادة في حجم المبيعات وعدد المنتجين تعكس نجاح المنهجية المتبعة، مشيرًا إلى تأسيس شركة "نوبس" المتخصصة في منتجات الفركة، وتشكيل جمعية منتجي العسل الأسود، بما يدل على قدرة المجتمعات الإنتاجية على تنظيم نفسها بصورة فعالة.

واختتم عبد الحليم كلمته بالتأكيد على أن وزارة التنمية المحلية شريكًا استراتيجيًا في دعم منظومة التكتلات الاقتصادية، مشيرًا إلى أنه تم حصر 22 تكتلًا بمحافظة قنا وحدها، مما يعكس كفاءة وحدات التنفيذ المحلية وقدرتها الفنية على قيادة التنمية الاقتصادية الشاملة في صعيد مصر.

مقالات مشابهة

  • أفضل ما يقال بعد صلاة الفجر.. هل الذكر أم قراءة القرآن؟
  • التصفيات الختامية لمسابقة القرآن الكريم لطالبات المدارس الصيفية بالأمانة
  • الابتلاء سنة الأنبياء.. والتمكين وعد الله لا يخلفه
  • «تعليم القليوبية» تحصد المركز الأول والثاني على الجمهورية بمسابقة العروض المنهجية
  • جلسة لتقييم المنهجية الاقتصادية بقنا.. الهلباوي: 32 مليار جنيه استثمارات و3 تكتلات جديدة بكل محافظة
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يوضح دلالات حديث القرآن عن الجبال
  • الكائنات الغريبة التي لم نعهدها
  • تكريم 300 دارسة للقرآن وعلومه بالعوابي
  • تكريم 300 دراسة للقرآن وعلومه بالعوابي
  • آيات الشفاء في القرآن الكريم من كل داء والأمراض المستعصية