رأي اليوم:
2025-05-11@07:52:27 GMT

خميس بن عبيد القطيطي: قراءة في المشهد العربي

تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT

خميس بن عبيد القطيطي: قراءة في المشهد العربي

 

خميس بن عبيد القطيطي

 

رغم التقدم النسبي الذي شهدته العلاقات العربية في الآونة الأخيرة إلا أن هناك حالة من الركود لازمت ملفات عربية هامة على غير ما تمناه الشعب العربي، فبعد عشرية سوداء عاشها العرب على وقع افرازات الربيع العربي وما صاحبه من أزمات وأخطار استهدفت الأمن القومي العربي كما استهدفت حياة المواطن العربي وطالت عدد من الدول العربية المحورية لتخلف حالة من المعاناة في الجسد العربي جسدت متلازمة عربية مزمنة عانى منها العرب منذ عقود، ومع التغيرات في المشهد الدولي الذي ألقى بظلاله على المنطقة بدأت إضاءآت الأمل تسقط على المشهد العربي مبشرة بتخلي العرب عن واقع التبعية المطلقة، كما أن المقاومة الفلسطينية سددت ضربات للعدوان “الاسرائيلي” في معركة سيف القدس معلنة عن فشل مخططات الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه وأكدت أن القضية الفلسطينية ما زالت تحتفظ بأوراق قوية لم تتأثر بغياب الدعم الرسمي العربي، وفي الجانب الرسمي العربي ظلت الآمال معلقة في ملفات عربية أخرى أبرزها الملف السوري الذي عاش غربة عربية طوال (١٢) عام من الازمة لتأتي كارثة الزلزال التي حولت المحنة الى منحة بعد تواصل جسور الاغاثة العربية نحو سوريا استثمرها النظام الرسمي العربي لاحداث عودة عربية سورية متبادلة أعقبها مشاركة سورية في القمة العربية في جدة وكان هذا الحراك العربي بقيادة المملكة العربية السعودية رغم بعض الصعوبات والعراقيل التي تم تجاوزها ومع ذلك الانفراج السياسي الذي شهده الملف السوري إلا أنه مازال تحت سقف التطلعات المأمولة، وهنا نقول نعم كانت هناك مبادرة عربية حركت المياه الراكدة واخترقت غربة عربية كادت أن تقصم ظهر العرب ولكن ماذا بعد؟؟

اليمن ورغم المعاناة التي عاشها منذ بداية ما سمي الربيع العربي لم يستقر حاله حتى اليوم وضاعف من حجم المأساة التدخل الخارجي في شؤونه إلا أن هناك بعض المؤشرات التي أعقبت اتفاق بكين بين الرياض وطهران ربما تسهم في تحريك حالة الجمود في الازمة اليمنية لانهاء هذا الصراع الدام والاشتباك السياسي الشائك تتقدمها مبادرة سياسية لم يكتب لها النجاح حتى الان، لكنها وبجهود عمانية تحاول الوصول الى بداية وضع جميع الاطراف على مرجعية حل سياسي يتوافق عليه مختلف الفرقاء في اليمن، ولا يختلف الحال في لبنان الحائر سياسيا في ظل فراغ دستوري وأزمة رئاسة ليست جديدة في تاريخ لبنان لكنها تتفاقم كلما زادت التدخلات الدولية في الشأن اللبناني وهكذا هو الحال عندما يجد أي وطن نفسه محطة تجارب سياسية من قبل النافذين في حياته السياسية ولكن يظل المريح نسبيا في الحالة اللبنانية أنها حالة احتدام سياسية دستورية فقط لم تلج في دماء أبناءه .

السودان الغارق حتى النخاع في أزماته التي تخبو لتظهر في ثوب جديد فمن دارفور غربا الى جوبا جنوبا ثم انقسام شطر السودان نصفين الى ثورة تربعت عليها قيادات عسكرية أرادت اقتناص ما تبقى من البلاد المثقل بأزماته ليسدل ستار مشهد آخر وليس أخيرا على مجابهة داخلية بين حلفاء الأمس أعداء اليوم في ظل مراقبة عربية وعجز جامعة عربية غير قادرة أن تضع خطوطا حمراء أو أي خطوط ممكنة تقيم اعوجاج المشهد في هذا البلد الغني بثرواته المهموم بثوراته وانقلاباته فلم تترك لأبناءه فرصة أن يتنعموا بخيراته وهكذا يظل الوطن العربي يعيش حالة اللاتوازن في عدد من أقطاره في انتظار قائدا عربيا مخلصا يستطيع أن يلملم انقساماته ويستعيد وحدته ويستقطب مختلف أطياف جماهيره، وفي انتظار تحول جيواستراتيجي يدفع جميع دوله نحو الوحدة الضمنية على أقل تقدير لتتمكن من بدء مشروع عربي يرمم حالة العلاقات العربية ويعالج مختلف جوانب العمل العربي المشترك ويعيد قراءة المشروع العربي الذي بلاشك يحمل أحلاما وآمالا كبيرة لأمة عربية واحدة بلسان عربي واحد حاملا تاريخا مشتركا واحدا ومصيرا واحدا على هذه الجغرافيا العربية، كل هذه الآمال والتطلعات لا بد لها من أبجديات عمل منظمة وروح عربية متجددة بإرادة عربية جماعية ترسم ذلك المشروع العربي المأمول.

كاتب عُماني khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

«الداخلية العرب» تنظم ورشة عمل للكوادر الشرطية العربية حول التجارب المتميزة في مجال حقوق الإنسان

نظمت الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب ممثلة في المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام وحقوق الإنسان بالتنسيق والتعاون مع وزارة الداخلية بجمهورية مصر العربية ورشة عمل للكوادر الشرطية العربية، حضورية / افتراضية حول التجارب المتميزة لوزارات الداخلية العربية في مجال حقوق الإنسان " نماذج مبتكرة.. رؤى مستقبلية " على مدار يومي 6-7 مايو 2025 بالقاهرة.

حيث شارك في الورشة عدد من ممثلي وزارات الداخلية في ١٣ دوله عربية وهم المملكة الأردنية الهاشمية - دولة الإمارات العربية المتحدة - الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية - جمهورية جيبوتي - المملكة العربية السعودية - جمهورية العراق - سلطنة عُمان - دولة فلسطين - دولة قطر - جمهورية القمر المتحدة -- جمهورية مصر العربية- المملكة المغربية - الجمهورية اليمنية بالإضافة إلى الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، وذلك حضورياً وعبر تقنية "الفيديو كونفرانس".

وقد تناولت ورشة العمل العديد من المحاور الهامة شملت استعراض التجارب المتميزة لوزارات الداخلية العربية في تعزيز حقوق الإنسان داخل الأجهزة الأمنية وبمراكز الإصلاح والتأهيل، وتطوير آليات التعامل الأمني مع شكاوى وإلتماسات المواطنين، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على الدور الإنساني والمجتمعي لوزارات الداخلية العربية تجاه الفئات الأولى بالرعاية " المرأة، الطفل، ذوى الإعاقة، كبار السن " وكذا نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل.

وخلال فعاليات الورشة ألقى اللواء هشام طاهر مدير المكتب العربي للتوعية الأمنية والإعلام وحقوق الإنسان كلمة رحب خلالها بالمشاركين، ونقل لهم تحيات معالى الدكتور محمد بن على كومان الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب وتمنياته بنجاح فعاليات ورشة العمل، كما توجه بالشكر إلى وزارة الداخلية المصرية على استضافة تلك الورشة والتي تؤكد مدى حرص الوزارة على تعزيز سبل التعاون المشترك لدعم تبادل الخبرات بين الكوادر الأمنية العربية في مجال حقوق الإنسان

مؤكداً على أهمية تعزيز التعاون بين وزارات الداخلية العربية وتبادل الخبرات والتجارب المتميزة في مجال حقوق الإنسان وانعكاس ذلك إيجابياً على جودة العمل الأمني، وصياغة رؤية مستقبلية مشتركة تعزز التوازن بين حماية الأمن وضمان حقوق الإنسان، كما أكد على أهمية الورشة في دعم العمل العمل المؤسسي المشترك والتطوير المستمر للاستراتيجيات المتبعة في مجال حقوق الإنسان في العمل الأمني، واختتم كلمته بالإشارة إلى ما حققته الدول العربية من تطورات ملموسة في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان ضمن السياسات الأمنية.

وقد شهدت ورشة العمل تفاعل وتناقل الخبرات بين المشاركين وذلك من خلال إستعراض جانب من التجارب الناجحة لوزارات الداخلية العربية فى مجال دمج حقوق الإنسان ضمن العمل الأمنى، كما تم مناقشة أهمية التدريب وبناء قدرات الكوادر الأمنية فى مجال حقوق الإنسان.. إلى جانب تطوير آليات التعامل الأمني مع شكاوى وإلتماسات المواطنين.. بالإضافة إلى الدور الإنساني والمجتمعي لوزارات الداخلية العربية تجاه الفئات الأولى بالرعاية " المرأة، الطفل، ذوى الإعاقة، كبار السن " وكذا نزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل.

كما تضمنت فعاليات الورشة تنظيم زياره لاحد مراكز الإصلاح والتأهيل حيث اطلع المشاركين في الورشة علي جانب من التجربة المصري في تقديم كافه أوجه الدعم والرعاية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل وفقاً لمبادئ وقواعد حقوق الإنسان.

وفى نهاية ورشة العمل تم الاتفاق على عدد من التوصيات الهادف الي تعزيز روح التعاون والعمل العربي المشترك في مجال حقوق الانسان ومن بينها التأكيد على أهمية استمرار وزارات الداخلية العربية في استكمال نهج تطوير وتحديث الاستراتيجيات ذات الصلة.. وتطوير التعاون مع الجهات الوطنية والمجالس القومية المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني.. والعمل علي اعتماد المزيد من الإجراءات التي من شأنها تسهيل وتيسير حصول المواطنين على مختلف الخدمات الشرطية.. مع توظيف البيئة الرقمية العالمية فى نطاق العمل الأمني. إلى جانب الاستمراري فى بناء قدرات العاملين بالمؤسسات الأمنية لرفع مستوى كفاءتهم في التعامل مع المواطنين.. والتأكيد على استمرار عقد ورش العمل بصفة دورية لتبادل الخبرات والتجارب والوقوف على آخر المستجدات.

اقرأ أيضاًالداخلية تكشف تفاصيل فيديو خطف طفل من والدته في توك توك

«الداخلية» تكشف حقيقة اختطاف طفل على يد قائد توك توك حال سيره مع والدته

مقالات مشابهة

  • اليوم.. بغداد تستقبل أول وفود القمة العربية
  • كتاب مقومات النظرية اللغوية العربية.. قراءة تحليلية دقيقة للتراث النحوي
  • ‎جامعة نزوى تحقق المركز الأول في "التدريب الطلابي العربي"
  • برنامج تدريبي في "إعلام الأزمات وإدارة السمعة" بالجامعة العربية المفتوحة
  • الجامعة العربية المفتوحة تنظم برنامج إعلام الأزمات
  • الأمراض التي قد يشير إليها الطفح الذي يصيب أكبر عضو في الجسم
  • ربيع شهاب حالة مستفزة في المشهد الثقافي
  • جامعة الدول العربية: أمن السودان جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي
  • «الداخلية العرب» تنظم ورشة عمل للكوادر الشرطية العربية حول التجارب المتميزة في مجال حقوق الإنسان
  • السيد القائد الأمة في حالة خطيرة جدا حينما تتجاهل العدو الإسرائيلي