رأي اليوم:
2025-06-28@05:45:32 GMT

خميس بن عبيد القطيطي: قراءة في المشهد العربي

تاريخ النشر: 19th, July 2023 GMT

خميس بن عبيد القطيطي: قراءة في المشهد العربي

 

خميس بن عبيد القطيطي

 

رغم التقدم النسبي الذي شهدته العلاقات العربية في الآونة الأخيرة إلا أن هناك حالة من الركود لازمت ملفات عربية هامة على غير ما تمناه الشعب العربي، فبعد عشرية سوداء عاشها العرب على وقع افرازات الربيع العربي وما صاحبه من أزمات وأخطار استهدفت الأمن القومي العربي كما استهدفت حياة المواطن العربي وطالت عدد من الدول العربية المحورية لتخلف حالة من المعاناة في الجسد العربي جسدت متلازمة عربية مزمنة عانى منها العرب منذ عقود، ومع التغيرات في المشهد الدولي الذي ألقى بظلاله على المنطقة بدأت إضاءآت الأمل تسقط على المشهد العربي مبشرة بتخلي العرب عن واقع التبعية المطلقة، كما أن المقاومة الفلسطينية سددت ضربات للعدوان “الاسرائيلي” في معركة سيف القدس معلنة عن فشل مخططات الاحتلال الصهيوني في تحقيق أهدافه وأكدت أن القضية الفلسطينية ما زالت تحتفظ بأوراق قوية لم تتأثر بغياب الدعم الرسمي العربي، وفي الجانب الرسمي العربي ظلت الآمال معلقة في ملفات عربية أخرى أبرزها الملف السوري الذي عاش غربة عربية طوال (١٢) عام من الازمة لتأتي كارثة الزلزال التي حولت المحنة الى منحة بعد تواصل جسور الاغاثة العربية نحو سوريا استثمرها النظام الرسمي العربي لاحداث عودة عربية سورية متبادلة أعقبها مشاركة سورية في القمة العربية في جدة وكان هذا الحراك العربي بقيادة المملكة العربية السعودية رغم بعض الصعوبات والعراقيل التي تم تجاوزها ومع ذلك الانفراج السياسي الذي شهده الملف السوري إلا أنه مازال تحت سقف التطلعات المأمولة، وهنا نقول نعم كانت هناك مبادرة عربية حركت المياه الراكدة واخترقت غربة عربية كادت أن تقصم ظهر العرب ولكن ماذا بعد؟؟

اليمن ورغم المعاناة التي عاشها منذ بداية ما سمي الربيع العربي لم يستقر حاله حتى اليوم وضاعف من حجم المأساة التدخل الخارجي في شؤونه إلا أن هناك بعض المؤشرات التي أعقبت اتفاق بكين بين الرياض وطهران ربما تسهم في تحريك حالة الجمود في الازمة اليمنية لانهاء هذا الصراع الدام والاشتباك السياسي الشائك تتقدمها مبادرة سياسية لم يكتب لها النجاح حتى الان، لكنها وبجهود عمانية تحاول الوصول الى بداية وضع جميع الاطراف على مرجعية حل سياسي يتوافق عليه مختلف الفرقاء في اليمن، ولا يختلف الحال في لبنان الحائر سياسيا في ظل فراغ دستوري وأزمة رئاسة ليست جديدة في تاريخ لبنان لكنها تتفاقم كلما زادت التدخلات الدولية في الشأن اللبناني وهكذا هو الحال عندما يجد أي وطن نفسه محطة تجارب سياسية من قبل النافذين في حياته السياسية ولكن يظل المريح نسبيا في الحالة اللبنانية أنها حالة احتدام سياسية دستورية فقط لم تلج في دماء أبناءه .

السودان الغارق حتى النخاع في أزماته التي تخبو لتظهر في ثوب جديد فمن دارفور غربا الى جوبا جنوبا ثم انقسام شطر السودان نصفين الى ثورة تربعت عليها قيادات عسكرية أرادت اقتناص ما تبقى من البلاد المثقل بأزماته ليسدل ستار مشهد آخر وليس أخيرا على مجابهة داخلية بين حلفاء الأمس أعداء اليوم في ظل مراقبة عربية وعجز جامعة عربية غير قادرة أن تضع خطوطا حمراء أو أي خطوط ممكنة تقيم اعوجاج المشهد في هذا البلد الغني بثرواته المهموم بثوراته وانقلاباته فلم تترك لأبناءه فرصة أن يتنعموا بخيراته وهكذا يظل الوطن العربي يعيش حالة اللاتوازن في عدد من أقطاره في انتظار قائدا عربيا مخلصا يستطيع أن يلملم انقساماته ويستعيد وحدته ويستقطب مختلف أطياف جماهيره، وفي انتظار تحول جيواستراتيجي يدفع جميع دوله نحو الوحدة الضمنية على أقل تقدير لتتمكن من بدء مشروع عربي يرمم حالة العلاقات العربية ويعالج مختلف جوانب العمل العربي المشترك ويعيد قراءة المشروع العربي الذي بلاشك يحمل أحلاما وآمالا كبيرة لأمة عربية واحدة بلسان عربي واحد حاملا تاريخا مشتركا واحدا ومصيرا واحدا على هذه الجغرافيا العربية، كل هذه الآمال والتطلعات لا بد لها من أبجديات عمل منظمة وروح عربية متجددة بإرادة عربية جماعية ترسم ذلك المشروع العربي المأمول.

كاتب عُماني khamisalqutaiti@gmail.com

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

الترجمان: المشهد في طرابلس معقّد.. والبعثة الأممية فقدت فاعليتها

ليبيا – أكد خالد الترجمان، أمين سر المجلس الانتقالي السابق، أن المشهد الحالي في العاصمة طرابلس لا يمكن فصله عن السياسات التي أوصلت البلاد إلى هذا الوضع، مشيراً إلى دور البعثة الأممية والدول المتدخلة في ليبيا، إلى جانب الأجهزة الداعمة للمجموعات المسلحة.

الدمج وتصفية الأجنحة الضعيفة
الترجمان قال في تصريحات عبر برنامج “هنا الحدث” على قناة “ليبيا الحدث”، إن هناك قناعة بضرورة دمج التشكيلات المسلحة تحت قيادة موحدة، ما يفتح المجال لتفاهمات مستقبلية، شرط تصفية الأجنحة الهشة داخل تلك التشكيلات، مؤكدًا أن كارة أدرك درس إقالة غنيوة، وهو ما يجعله أكثر حذرًا تجاه نوايا الدبيبة.

قرارات الدبيبة تعكس إدارة صراع دقيقة
وأشار إلى أن قرار تعيين بوزريبة بدلاً من كارة يُظهر قدرة الدبيبة على إدارة صراعات معقدة، كما حصل سابقاً مع فتحي باشاغا، حينما راهن على دعم من مصراتة وتخلى عنه الجميع لصالح الدبيبة.

لا اكتراث بالمظاهرات وتصعيد محسوب
الترجمان اعتبر أن الدبيبة لم يعد يولي أهمية للاحتجاجات، مستشهداً بمقتل متظاهرين دون أي رد دولي يُذكر، بل تلقى إشادة من بعض أعضاء مجلس الأمن بزعم محاربته للإرهاب، رغم أنه كان جزءًا من تلك المجموعات المسلحة في السابق.

الدعم الدولي وتمكين الدبيبة
ورأى أن هناك جهات تحاول فرض الدبيبة كلاعب أساسي في الغرب الليبي، ليكون رقمًا صعبًا في أي تسوية سياسية مقبلة، مدعوماً بأجهزة استخباراتية ومجموعات مسلحة تعمل على إزاحة منافسيه وفرض واقع جديد، بينما تتزايد القناعة الدولية بأن الجيش الليبي هو الضامن الحقيقي للاستقرار.

انتقادات للبعثة الأممية ومخرجات برلين
وانتقد الترجمان دور البعثة الأممية، واصفًا مخرجات مؤتمر برلين بـ”الضبابية”، داعياً إلى الاستثمار في المناطق المحررة لبناء الدولة، بعيداً عن الاعتماد على طرابلس التي لا تملك القرار إلا لاحتوائها المصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.

الانتخابات في المناطق المستقرة
واقترح إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في المناطق المحررة، مؤكداً أن هذه الخطوة ليست انفصالاً بل استثمار للاستقرار والبنية الأمنية، مشيراً إلى إمكانية إصدار قرار من مجلس النواب بدعم دولي لنقل مقري النفط والمصرف المركزي.

توقع لمسارين سياسيين
واختتم الترجمان حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة ستشهد مسارين: الأول حوار بين داعمي الدبيبة وكارة، والثاني سعي الدبيبة لترسيخ نفسه كصاحب القرار في غرب ليبيا، تمهيداً لجمع كافة الأطراف حول تفاهم سياسي يحدد مستقبل البلاد.

مقالات مشابهة

  • الهوية العربية في مرمى التفكيك... واللغة سلاحها الأخير.. قراءة في كتاب
  • أبرز الدول العربية التي تعتمد على النفط في توليد الكهرباء
  • مسؤولة: 80 ألف طالب وطالبة من دول عربية خضعوا لمراحل تقييم علمية دقيقة في مسابقة الفضاء مداك
  • الروقي : الهلال النادي العربي والآسيوي والأفريقي الذي يتأهل لدور الـ 16 من المونديال
  • عن هول الإبادة في غزة وهول التطبيع العربي….! / نواف الزرو
  • منظمة دولية تفتح سجل التعذيب في اليمن ومليشيا الحوثي تتصدر المشهد بتوحش وتدعو الأمم المتحدة الى زيارة سجون الحوثيين
  • الاتحاد العربي للفنادق والسياحة يُكلف محمد العجلان سفيرًا للاتحاد.. ويُشكل الهيئة العليا للمكتب بالمملكة العربية السعودية
  • “الكوليرا 407 حالة وفاة”.. مركز عمليات الطوارئ يوجه بمواصلة الجهود لتدارك مخاطر الخريف
  • الجامعة العربية تؤكد ضرورة تعزيز التضامن العربي والدولي مع الإعلام الفلسطيني
  • الترجمان: المشهد في طرابلس معقّد.. والبعثة الأممية فقدت فاعليتها