الموقع بوست:
2025-05-23@08:08:50 GMT

هجمات البحر الأحمر تقسم تجارة النفط العالمية

تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT

هجمات البحر الأحمر تقسم تجارة النفط العالمية

تتحول سوق النفط إلى الوجهات والمصادر الإقليمية بصورة متزايدة مع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، وذلك ضمن اتساع نطاق حرب إسرائيل على قطاع غزة، وارتفاع أسعار الشحن، حسبما لفتت بلومبيرغ في تقرير لها اليوم.

 

بدايات انقسام

 

ويؤدي تراجع حركة ناقلات النفط عبر قناة السويس إلى ظهور بدايات انقسام إلى منطقة تجارية حول حوض المحيط الأطلسي وتشمل بحر الشمال والبحر الأبيض المتوسط، ومنطقة أخرى تشمل الخليج العربي والمحيط الهندي وشرق آسيا، وفق بلومبيرغ التي أشارت إلى أنه ما زال الخام يُنقل بين المنطقتين، عبر رحلة أطول وأكثر كلفة حول الطرف الجنوبي لأفريقيا، لكن نمط الشراء الحديث يشير إلى انقسام سوق النفط.

 

وتقول جماعة الحوثي في اليمن إنها تستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا شرعتا مؤخرا في استهداف مواقع في اليمن تحت ادعاء أنها تستخدم في الهجمات على الناقلات في البحر الأحمر، وهو ما دفع الجماعة اليمنية إلى اعتبار السفن التابعة للدولتين أهدافا مشروعة.

 

وفي أوروبا، تخلت بعض شركات التكرير عن شراء خام البصرة العراقي الشهر الماضي، حسبما نقلت الوكالة عن أحد المتعاملين، في حين يحصل مشترو القارة العجوز على الشحنات من بحر الشمال وغويانا. أما في آسيا، أدت القفزة في الطلب على خام مربان من أبو ظبي إلى ارتفاع الأسعار الفورية في منتصف يناير/كانون الثاني، وانخفضت التدفقات من كازاخستان إلى آسيا بشكل حاد.

 

وانخفضت شحنات النفط من الولايات المتحدة إلى آسيا بأكثر من الثلث الشهر الماضي مقارنة بديسمبر/كانون الأول، وفق ما نقلت الوكالة عن بيانات تتبع السفن من شركة "كبلر".

 

ولا يبدو انقسام السوق دائما، لكنه يجعل الأمر أصعب للدول المعتمدة على الاستيراد كالهند وكوريا الجنوبية لتنويع مصادر إمداداتها من النفط، وبالنسبة لمصافي التكرير، فإن ذلك يحد من مرونتها في الاستجابة لمعطيات السوق المتغيرة بسرعة، ويمكن أن يؤدي في النهاية إلى تآكل هوامش ربحها، وفق بلومبيرغ.

 

أمر منطقي

 

ونقلت الوكالة عن فيكتور كاتونا كبير محللي النفط في شركة تحليلات البيانات "كبلر"، قوله إن التحول نحو الشحنات الأسهل من الناحية اللوجستية أمر منطقي من الناحية التجارية، وتوقع أن يبقى الحال على ما هو عليه طالما أن اضطرابات البحر الأحمر أبقت أسعار الشحن مرتفعة.

 

وعدّ كاتونا الموازنة بين أمن الإمدادات وتعظيم الأرباح، أمرا صعبا.

 

وذكرت كبلر في مذكرة صدرت في 30 يناير/كانون الثاني، أن عبور ناقلات النفط عبر قناة السويس تراجع 23% الشهر الماضي مقارنة بنوفمبر/تشرين الثاني، وكان الانخفاض أكثر وضوحا بالنسبة لغاز البترول المسال والغاز الطبيعي المسال، اللذين انخفضا 65% و73% على التوالي، حسبما ذكرت الوكالة.

 

وفي أسواق المنتجات، كانت تدفقات الديزل ووقود الطائرات من الهند والشرق الأوسط إلى أوروبا، وزيت الوقود الأوروبي والنافتا المتجهة إلى آسيا هي الأكثر تأثرا، بحسب بلومبيرغ.

 

وذكرت الوكالة أن أسعار النافتا -وهي مادة خام للبتروكيميائيات- سجلت أعلى مستوياتها في نحو عامين الأسبوع الماضي وسط مخاوف من أن يصبح من الصعب الحصول عليها من أوروبا.

 

وفي تأثير آخر على أسعار النفط، أدت الهجمات في البحر الأحمر إلى رفع تكاليف النقل، وهو ما يشجع مصافي التكرير على التوجه إقليميا كلما أمكن ذلك، وقالت كبلر إن أسعار ناقلات النفط من طراز "سويز ماكس" من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا قفزت بنحو النصف منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول، وارتفع خام برنت القياسي العالمي بنحو 8% خلال نفس الفترة، وفق الوكالة.

 

وزادت كُلفة تسليم النفط إلى آسيا من الولايات المتحدة -حيث يتزايد الإنتاج- بأكثر من دولارين للبرميل على مدى 3 أسابيع في يناير/كانون الثاني، وفقا للمتداولين المشاركين في السوق.

 

تنوع ممكن.. ولكن

 

وقال جيوفاني ستونوفو محلل السلع في مجموعة يو بي إس غروب: "لا يزال التنويع ممكنا، لكنها بكلفة أكبر..وإذا لم يكن ممكنا تمريرها إلى المستهلك النهائي، فإنها ستقتطع من هوامش مصافي التكرير"، حسبما نقلت عنه بلومبيرغ.

 

ومن المستبعد، بحسب الوكالة، أن يؤدي الوضع في البحر الأحمر إلى إعادة ترتيب تدفقات النفط على المدى الطويل، لكن من الصعب، كذلك، رؤية حل للصراع على المدى القريب، وبدلا من ذلك، ثمة خطر كبير بحدوث المزيد من الاضطرابات، خاصة بعد هجوم الحوثيين على ناقلة تحمل الوقود الروسي أواخر الشهر الماضي.

 

ونقلت بلومبيرغ عن مدير شركة ساري للطاقة النظيفة الاستشارية، أدي إيمسيروفيتش، قوله: "العوامل الجيوسياسية ليست جيدة للتجارة.. إذا كنت مشتريا، سأكون حذرا. إنه وقت صعب لمصافي التكرير، وخاصة المصافي الآسيوية، التي تحتاج إلى مزيد من المرونة".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اقتصاد النفط البحر الأحمر توترات فی البحر الأحمر الشهر الماضی إلى آسیا

إقرأ أيضاً:

واشنطن تهدد الحوثيين برد حاسم حال مهاجمة الملاحة

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة «التحالف الدولي» لتنفيذ حل الدولتين يبحث الدفع بعملية السلام تضارب الروايات بشأن دخول المساعدات إلى غزة

حذرت الولايات المتحدة من استئناف عملياتها العسكرية ضد مليشيا الحوثي في اليمن، إذا استأنفت هجماتها على السفن الأميركية، أو تلك المارة في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي كلمة ألقتها خلال جلسة مجلس الأمن حول الأمن البحري، أمس، قالت دوروثي شيا، القائمة بأعمال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة: «إن الولايات المتحدة نفذت عمليات ردع لحماية حرية الملاحة ضد تهديدات الحوثيين، الذين تراجعوا عن مهاجمة السفن الأميركية تحت الضغط العسكري، لكن أي عودة لهجماتهم ستُقابل برد عسكري حاسم».
وأشارت شيا إلى أن الحوثيين شكلوا تهديداً متواصلاً للملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن على مدار سنوات، من خلال استهداف سفن تجارية، وقتل بحارة، واختطاف سفينة «غالاكسي ليدر»، مما أثر سلباً على نحو 30% من حركة التجارة العالمية.
كما دعت شيا إلى تقديم الدعم المالي لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، التي أثبتت فعاليتها مؤخراً بضبط أربع حاويات تحمل مواد غير قانونية متجهة إلى موانئ تسيطر عليها مليشيا الحوثي؛ مشيرة إلى أن هذا الدعم سيعوق وصول الأسلحة إلى الحوثيين عبر البحر، مما يعزز الأمن البحري.
إلى ذلك، شدد محللون يمنيون على خطورة تحالف قائم بين جماعة الحوثي وتنظيم «القاعدة»، مما يهدد استقرار منطقة الشرق الأوسط وأمن الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدين أن هناك تعاوناً ميدانياً وتنسيقاً استخباراتياً يجمع بين التنظيم الإرهابي والمليشيات الحوثية.
وكان مركز تعقب الجرائم المنظمة وغسل الأموال باليمن، كشف في تقرير حديث، عن وجود تحالف سري طويل الأمد بين «الحوثي» و«القاعدة».
وكشف المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، عن أن مليشيا الحوثي أنشأت غرفة عمليات مشتركة مع تنظيم القاعدة بهدف زعزعة الأمن في البحر الأحمر والمناطق الخاضعة للحكومة اليمنية الشرعية، موضحاً أن التحذيرات من خطورة هذا التحالف المشبوه بدأت منذ عام 2018.
وأوضح الطاهر، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن مليشيات الحوثي قدمت دعماً لتنظيم القاعدة في اليمن، لتنفيذ عمليات إرهابية، كما أقامت علاقات تعاون مع تنظيمات تابعة للقاعدة بالمنطقة، أبرزها حركة الشباب في الصومال.
وأكد الطاهر أن تداعيات التحالف تتجاوز اليمن، حيث تهدد استقرار المنطقة بأكملها أمن الملاحة في البحر الأحمر، وربما تؤدي إلى تنفيذ عمليات إرهابية عابرة للحدود بمشاركة الطرفين.
من جانبه، أوضح رئيس مركز نشوان الحميري للدراسات والإعلام، عادل الأحمدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن هناك تقارباً كبيراً في الأفكار المتطرفة بين الحوثيين والقاعدة، فضلاً عن مصالح مشتركة لتنفيذ أجنداتهم الخاصة، عبر تنفيذ عمليات إرهابية، والقيام بأعمال قتل واختطاف وتعذيب بحق المدنيين، إلى جانب نشر خطاب الكراهية والعنف.
وأشار إلى أن جماعة الحوثي، منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، سهلت دخول عناصر تنظيم القاعدة، ومنحتهم هويات رسمية تتيح لهم التنقل بحرية داخل اليمن وخارجه.
ولفت الأحمدي إلى أن الحوثيين، عقب سيطرتهم على المدن الرئيسية عام 2014، أطلقوا سراح عدد كبير من السجناء المتهمين في قضايا إرهابية من سجون الأمن القومي والسجن المركزي، حيث أُفرج عن نحو 252 من عناصر القاعدة، محذراً من احتمال تنفيذ عمليات تكتيكية مشتركة بين الطرفين في مناطق تابعة للحكومة الشرعية.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: تهجير 160 ألف شخص مرة أخرى في غزة خلال الأسبوع الماضي
  • فتح باب التقديم لـ سوق المشاريع وعروض الأفلام قيد الإنجاز بالبحر الأحمر
  • الوزير بيرقدار: منذ كانون الأول الماضي تعمل سوريا على إعادة البناء في كل المجالات وتركز الجهود على قطاع الطاقة
  • السمدوني: 80% من تجارة العالم تتم عن طريق البحر وصناعة السفن تمثل عصب الحياة
  • تداول 64 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر
  • هزة أرضية تُثير القلق دون تسجيل أي أضرار بمحافظة البحر الأحمر
  • واشنطن تهدد الحوثيين برد حاسم حال مهاجمة الملاحة
  • تجارة الشاي العالمية تتجاوز 50 مليار دولار.. ومزارعون يطالبون بدعم أكبر
  • أنصار الله.. معادلة الهيمنة الاستراتيجية في البحر الأحمر
  • الجمعية العامة للمنظمة العالمية للصحة..مشاركة الوكالة الوطنية للأمن الصحي برئاسة البروفيسور صنهاجي