وجَّه النائب عمرو عزت حجاج، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، عددا من التساؤلات الموجهة للحكومة بشأن استخدام التكنولوجيا الزراعية، خاصة في ظل التحديات التي تواجه الدولة المصرية في الإنتاج الزراعي بسبب المناخ والأزمات الاقتصادية التي تمر بها دول العالم نتيجة الأزمة الروسية الأوكرانية والأحداث السياسية الأخيرة.

تعزيز استخدام التكنولوجيا في مجال الإنتاج الزراعي

جاء ذلك خلال الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، لمناقشة الطلب المقدم من النائب إيهاب وهبة، بشأن استيضاح سياسة الحكومة بشأن سبل تعزيز استخدام التكنولوجيا في مجال الإنتاج الزراعي.

وقال «حجاج» في الاستيضاحات الموجهة للحكومة؛ كيف يمكن استخدام التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في جمع البيانات عن الموارد الزراعية مثل (المياه، التربة، المناخ) وتحليلها لتحديد كمية المياه والمغذيات التي يحتاجها كل نوع من المحاصيل، والتحكم في ري المحاصيل بطريقة فعالة.

التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي

واستكمل «عزت»: كيف يمكن استخدام التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطقس والتنبؤات المناخية، ما يساعد على تخطيط العمليات الزراعية وتحسين الإنتاجية، أيضًا كيف يمكن استخدام التحول الرقمي لتطوير الزراعة الرقمية، حيث يتم استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الاستشعار عن بُعد لتحسين إنتاجية المحاصيل وجعل العمليات الزراعية أكثر دقة وكفاءة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي التحول الرقمي التنسيقية استخدام التکنولوجیا الإنتاج الزراعی التحول الرقمی

إقرأ أيضاً:

معلمو عُمان والذكاء الاصطناعي.. قيادة تحويلية نحو المستقبل

 

 

أمل بنت سيف الحميدية **

 

مع التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجالات التكنولوجيا والتعليم، تتقدّم سلطنة عُمان بخطى واثقة نحو بناء منظومة تعليمية ذكية، تتكامل فيها الرؤية الوطنية مع الإمكانات الرقمية، ويقف في طليعتها المعلم العُماني، بوصفه قائدًا تحويليًا يستشرف المستقبل ويقود التغيير داخل الفصول الدراسية.

وفي هذا السياق، يبرز الذكاء الاصطناعي (AI) باعتباره نقلة نوعية تتجاوز أدوات التكنولوجيا التعليمية التقليدية؛ فهو لا يقتصر على تقديم المحتوى أو إدارة الصف إلكترونيًا، بل يشمل قدرات تحليل البيانات، وتخصيص التعليم وفق احتياجات المتعلمين، والتفاعل الذكي مع أساليب التعلم الفردية بوصفه أداة استراتيجية لإعادة تشكيل أساليب التعليم، مما يستدعي نمطًا قياديًا فاعلًا ومؤثرًا، يتجاوز الأدوار التقليدية إلى القيادة التحويلية. وقد أشار البروفيسور يوانغ كاي-فو (Kai-Fu Lee,2018)، أحد أبرز رواد الذّكاء الاصطناعيّ، إلى أنّ "الذكاء الاصطناعي لن يحلّ محل المعلمين، لكنه سيصبح أفضل مساعد لهم، يمنحهم الوقت للتركيز على ما يهم: الإبداع، التوجيه، والقيادة الإنسانية".

وتتوافق هذه الرؤية مع توجه سلطنة عُمان الطموح نحو تعليم مستقبلي قائم على تمكين الإنسان لا استبداله. كما تسعى رؤية عُمان 2040 إلى تعزيز الاقتصاد المعرفي وتمكين القدرات الوطنية، ويُعد قطاع التعليم أحد أهم روافد هذا التوجه. من هذا المنطلق، لم يعد دور المعلم محصورًا في التلقين أو التوجيه، بل أصبح محورًا رئيسًا في قيادة عملية التحول الرقمي، عبر توظيف أدوات الذّكاء الاصطناعيّ في التعليم. وقد بدأت وزارة التربية والتعليم خطوات جادة لدمج هذه التقنيات في المناهج والممارسات الصفية، مع التركيز على رفع جاهزية المعلمين رقميًا ومهنيًا. تقوم القيادة التحويلية، كما حددها Bass (1985)، على أربعة أبعاد رئيسة: التأثير المثالي والتحفيز الإلهامي والاستثارة الفكرية والاعتبارات الفردية. وتنعكس هذه الأبعاد بوضوح في شخصية المعلم العُماني، الذي يتبنّى الابتكار ويشجع طلابه على التفكير النقدي ويهيئ بيئة تعليمية مرنة تستوعب التغيير. فالمعلم التحويلي لا يكتفي بتطبيق أدوات الذّكاء الاصطناعيّ، بل يوظفها لإلهام طلابه وتحفيزهم على التعلم الذاتي والتفاعل الإبداعي.

وقد أدركت سلطنة عُمان أن بناء قيادة تعليمية مستقبلية يبدأ من تمكين المعلم؛ وهو ما تؤكده دراسة اليونسكو (2022)، التي تشير إلى أن الاستثمار في تدريب المعلمين على الذكاء الاصطناعي يعزز جودة التعليم ويُمكّن المعلم من أداء أدواره التربوية الجديدة بفعالية. وفي هذا الإطار، أُطلقت وزارة التربية والتعليم العديد من المبادرات الوطنية الهادفة إلى رفع كفاءة المعلمين في التعامل مع الذّكاء الاصطناعيّ وتوفير منصات تعليمية ذكية وإنشاء بيئات رقمية تفاعلية. وتُظهر نتائج هذه الجهود أن المعلمين القادرين على دمج التقنية مع القيادة التحويلية يحققون نتائج إيجابية في تحفيز الطلبة وتعزيز تفاعلهم. إن بناء جيل رقمي واعٍ لا يمكن أن يتحقق دون معلمين يمتلكون رؤية مستقبلية وقدرات قيادية عالية. ولذلك، يُوصى بتعزيز فلسفة القيادة التحويلية في السياسات التعليمية وتضمينها في برامج إعداد وتدريب المعلمين. كما ينبغي توفير الدعم المؤسسي والمعنوي، من خلال برامج تدريب مستمرة، وتقديم حوافز مهنية وتوفير منصات تعليمية رقمية متقدمة للمعلمين القادرين على الابتكار والقيادة، ليكونوا في طليعة قادة التغيير نحو تعليم رقمي متجدد ومتين.

وانسجامًا مع توجهات رؤية "عُمان 2040" التي تؤكد على الابتكار والتمكين والتحول الرقمي، يمكن النظر إلى المعلم العُماني بوصفه قائدًا تحويليًا يجسّد هذه المبادئ داخل البيئة التعليمية ويسهم في إعادة تشكيل التعليم بما يتوافق مع متطلبات المستقبل. وبقيادته التحويلية وروحه المبادِرة ووعيه بمتطلبات العصر الرقمي، يستطيع أن يقود الجيل القادم نحو المستقبل، حيث يتكامل الإنسان والتقنية في خدمة التعليم والجودة والابتكار.

** باحثة دكتوراة في القيادة التحويلية وتربوية

مقالات مشابهة

  • ورشة تدريبية بجامعة صنعاء تستعرض أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي
  • سلام في الجلسة الختامية في مؤتمر الحكومة الذكية: التحول الرقمي هو مدخل لإصلاح ادارات الدولة
  • محافظ المنيا يفتتح مجمع الذكاء المكاني لدعم التحول الرقمي وتعزيز الخدمات الذكية
  • الأول من نوعه على مستوى الجمهورية.. افتتاح مجمع الذكاء المكاني لدعم التحول الرقمي بالمنيا
  • نائب وزير الصحة: إلغاء السجلات الورقية في مكاتب الصحة بعد التحول الرقمي
  • ماجستير يؤكد: استخدام الذكاء الاصطناعي يحسن من قدرة تذكر المراهقين للمعلومات
  • جولة ميدانية بقفط.. نائب محافظ قنا يتابع ملف التقنين ويؤكد: التحول الرقمي ركيزة لتطوير الأداء
  • معلمو عُمان والذكاء الاصطناعي.. قيادة تحويلية نحو المستقبل
  • نائب محافظ قنا يُتابع ملف التقنين بقفط ويؤكد: التحول الرقمي ركيزة لتطوير الأداء
  • ضمن مشروع التحول الرقمي.. وزارة العمل تواصل تسليم «حسابات المنصة» متعددة التطبيقات