أحكام وتحذيرات.. الذكاء الاصطناعي بين الإباحة والتحكم الشرعي
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الحاسوب الرقمي أو الروبوت على أداء مهام ترتبط عادة بالكائنات الذكية، مثل التفكير المنطقي واكتشاف المعنى والتعلم من التجارب السابقة، وتستخدم هذه التقنية في مجالات متعددة تشمل التشخيص الطبي، ومحركات البحث، والتعرف على الصوت والكتابة اليدوية، بالإضافة إلى برامج الدردشة الآلية.
ويشير العلماء إلى أن استخدام هذه التطبيقات مباح من حيث الأصل، إذ يقول الله تعالى:﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْه﴾، ويؤكد حديث النبي ﷺ: «مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ حَلَالٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَافِيَةٌ»، مما يعني جواز استخدام كل ما هو مفيد للإنسان ما لم يترتب عليه ضرر شرعي.
رغم جواز استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن الحكم الشرعي مرتبط بالغرض من استخدامها، وفق ما أوضح الفقهاء، فإذا كانت الوسيلة تُستخدم فيما هو مباح أو مندوب أو واجب، أخذت حكم هذا الغرض. أما إذا استُخدمت لأمر محرم، فإن الحكم يكون وفق المقصد الشرعي، وهو ما أكده الإمام العز بن عبد السلام: أن الوسائل تأخذ أحكام المقاصد، والحكم يدور مع علته وجودًا وعدماً.
وبالتالي، فإن أي استخدام للتقنيات الحديثة يجب أن يكون متوافقًا مع الشريعة، وألا يكون وسيلة لإلحاق الضرر أو ارتكاب المحظورات.
الشريعة الإسلامية والتطور التكنولوجي
أوضحت دار الإفتاء أن الشريعة حثت على استخدام كل ما هو جديد ومتطور لخدمة الإنسان والفائدة العامة، بما يشمل مواكبة الثورة العلمية والتقنية، واستغلالها في نشر الخير، وتوضيح سماحة الإسلام، وبيان مبادئه العادلة وأحكامه المنصفة وحضارته العظيمة.
وأكدت الدار أن استثمار التقنيات الحديثة في خدمة المجتمع والفرد يُعد من النعم التي أباحها الله للإنسان في الأرض، بما يحقق النفع والصلاح، ويعم الفائدة على المجتمع. قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾.
الذكاء الاصطناعي أداة قوية يمكن استثمارها في كل مجال نافع، من الطب والتعليم والدعوة ونشر العلم، لكن الشرط الأساسي هو توافق الاستخدام مع القيم الشرعية والمقاصد الإسلامية، لضمان أن يكون التطور التكنولوجي خدمة للبشرية لا أداة للضرر أو الانحراف عن الدين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعى الشريعة دار الإفتاء تقنيات الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
خدمة كوبرنيكوس: 2025 يحتمل أن يكون ثاني أو ثالث أعوام العالم الأعلى حرارة في التاريخ
صراحة نيوز- أعلنت خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أن عام 2025 من المرجح أن يكون ثاني أو ثالث الأعوام الأعلى حرارة على مستوى العالم على الإطلاق، متجاوزاً معظم السنوات السابقة، ويأتي خلف عام 2024 الذي سجل رقماً قياسياً في درجات الحرارة.
وجاءت هذه البيانات ضمن النشرة الشهرية للخدمة، بعد أسبوع من ختام مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ (كوب30)، الذي لم تشهد اجتماعاته توافقاً على تدابير حقيقية جديدة للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، في ظل توترات جيوسياسية وتعثر جهود بعض الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، في الالتزام بخفض الانبعاثات.
وأشارت النشرة إلى أن 2025 من المرجح أن يكون جزءاً من أول فترة ثلاث سنوات يتجاوز فيها متوسط درجة الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، مما يعكس تسارع وتيرة تغير المناخ على كوكب الأرض.
وقالت سامانثا بورجس، المسؤولة عن المناخ في الخدمة: “هذه المراحل المفصلية ليست أمراً مجرداً، وإنما تعكس الوتيرة المتسارعة لتغير المناخ”.
وذكرت الخدمة استمرار الظواهر الجوية المتطرفة حول العالم، مثل إعصار كالمايجي الذي أودى بحياة أكثر من 200 شخص في الفلبين، وحرائق الغابات في إسبانيا التي شهدت أسوأ موسم منذ ثلاثة عقود، والتي أكّد العلماء أن تغير المناخ زاد من احتمالية حدوثها.
ويشير الاتجاه العلمي المستمر إلى أن درجات الحرارة العالمية تتصاعد تدريجياً بفعل انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري، فيما قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن العقد الأخير كان الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية