لجريدة عمان:
2025-05-22@06:10:18 GMT

عُمان والكويت.. علاقات نموذجية راسخة

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

العلاقات العمانية الكويتية هي علاقات تاريخية راسخة ممتدة منذ عقود، حيث اتّسمت هذه العلاقات بالتعاون والمحبة على الصعيدين الرسمي والشعبي.. ومن هنا فإن تتويج هذه العلاقات العمانية الكويتية يأتي من خلال زيارة الدولة التي يقوم بها سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى بلادنا سلطنة عمان ولقائه المثمر مع أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث بدأ أمس الثلاثاء زيارة «دولة» وسط حفاوة استقبال كبيرة من جلالته -حفظه الله ورعاه- والشعب العماني لضيف عمان الكبير، حيث تم عقد محادثات مثمرة بين زعيمي البلدين والوفدين الرسميين لكلا البلدين الشقيقين.

إن العلاقات العمانية الكويتية شهدت زخما كبيرا وتنسيقا سياسيا واقتصاديا وفي مجالات متعددة منذ سنوات طويلة، ولا شك أن المغفور لهما بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيّب الله ثراهما- كان لهما دور محوري في إرساء المزيد من أواصر التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والعلاقات الثقافية والاجتماعية والإعلامية من خلال دور اللجنة العمانية الكويتية المشتركة. ومن هنا فإن تلك العلاقات المتميزة ترسخت بشكل أكبر خلال سنوات النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث شهدت أرقام التعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك قفزات نوعية، ولعل الحدث الأبرز الذي سوف تشهده اليوم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم هو افتتاح مصفاة الدقم العملاقة ومجمع البتروكيماويات تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان المعظم وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وسط حضور رسمي رفيع، حيث تقدّر الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين في هذا المشروع الحيوي بتسعة مليارات دولار، ويعد مشروع مصفاة الدقم من أكبر المشاريع الاستراتيجية المشتركة بين دولتين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهذا المكسب الحقيقي للعلاقات العمانية الكويتية المميزة والتي تعد نموذجا يحتذى على صعيد العلاقات العربية العربية.

إن هذا الحدث الاقتصادي المهم الذي يدشن اليوم من قبل جلالة السلطان المعظم وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظهما الله ورعاهما- في الدقم هو خطوة كبيرة في سبيل الشراكة الاقتصادية والاستثمار والتعاون البناء لما فيه خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين وسوف ينعكس على مجمل العلاقات النموذجية بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة. ومن هنا تسجل تلك العلاقات المميزة لبنة جديدة ومرحلة من التعاون الأخوي لمشاريع استثمارية كبرى خاصة أن منطقة مركز لتخزين النفط في الدقم بدأت بالعمل وهناك شحنات من النفط الكويتي بدأت بالتدفق إلى محطة التخزين حيث يتم شحنها بواسطة أنابيب إلى ميناء الدقم.

وعلى ضوء ذلك فإن منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة تدشن مرحلة مهمة من خلال تدشين المشاريع الاستراتيجية الكبرى على بحر العرب حيث الموقع الاستراتيجي الفريد لهذه المنطقة والتي تبتعد عن مناطق التوتر في المنطقة. ومن هنا فإن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سوف تستفيد من تخزين النفط ومن إقامة المشاريع الاستراتيجية في هذه المنطقة وكذلك الحال ينطبق على ميناء صلالة للحاويات الذي سجل أرقاما مميزة على صعيد الموانئ العالمية، كما أن هناك ميناء صحار بموقعه المميز على بحر عُمان وكذلك بقية الموانئ على امتداد السواحل العمانية والتي يتخطى أطوالها أكثر من ٣٠٠٠ كيلومتر.

إن تدشين مصفاة الدقم اليوم تحت الرعاية السلطانية وأمير دولة الكويت هو تدشين لمزيد من التعاون الوثيق في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية وعلى صعيد المجتمع المدني وفي مجال الإعلام والثقافة والفن وتبادل الخبرات، وهناك آفاق واسعة للتعاون والشراكة العمانية الكويتية في ظل المحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين وقيادتهما، وهناك تبادل سياحي واجتماعي متواصل بين الشعبين الشقيقين.

إن الانسجام والتنسيق في العلاقات العمانية الكويتية سوف يكون له مردود إيجابي ويعزز الشراكة في ظل وجود فرص واعدة في مجال الاستثمار المشترك خاصة في مجال الطاقة المتجددة والتي توليها بلادنا سلطنة عمان أهمية كبيرة في ظل رؤية عمان ٢٠٤٠ وفي ظل الاهتمام السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتنويع مجالات الاقتصاد وعدم الركون إلى مصدر وحيد كالنفط مثلا بل إن سلطنة عمان لديها من المقومات الاقتصادية والتجارية والموقع الاستراتيجي والممكنات ما يجعلها قاعدة اقتصادية متنوعة خاصة على الصعيد اللوجستي والسياحة والتعدين والخدمات وفي مجال الزراعة والأسماك. وقد حققت سلطنة عمان خلال السنوات الأربع الماضية من عهد النهضة المتجددة مؤشرات يشار لها بالبنان من منظمات التصنيف الدولية، كما أن الناتج المحلي الإجمالي يسجل تصاعدا واضحا. ومن هنا فإن تدشين مصفاة الدقم خطوة مهمة وحيوية في مجال التعاون المثمر بين البلدين والشعبين الشقيقين سلطنة عمان ودولة الكويت في ظل حرص قيادتي البلدين على تنمية تلك العلاقات المميزة والدفع بها إلى مزيد من تحقيق طموحات البلدين والشعبين الشقيقين، خاصة أن سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الطيبة النموذجية في كل مراحلها التاريخية، فأهلا وسهلا بضيف سلطنة عمان الكبير وضيف جلالة السلطان المعظم -حفظه الله- سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في وطنه الثاني، وطن المحبة والسلام، وإلى مزيد من التعاون البنّاء الذي يخدم البلدين والشعبين الشقيقين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشیخ مشعل الأحمد الجابر الصباح البلدین والشعبین الشقیقین حفظه الله ورعاه جلالة السلطان مصفاة الدقم سلطنة عمان فی مجال

إقرأ أيضاً:

بعثة الحج العمانية تستعرض استعدادات موسم الحج

مسقط-العمانية

بلغ عدد حجاج سلطنة عُمان لعام 1446هـ، 13944 حاجًّا ممن استكملوا متطلبات أداء مناسك الحج بنسبة 99.6%، في مقابل 56 حاجًّا قيد إكمال الإجراءات.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته بعثة الحج العُمانية بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية حول المؤشرات والإحصاءات والتحسينات لموسم الحج هذا العام.

وقال سعادة أحمد بن صالح الراشدي وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية -رئيس بعثة الحج العُمانية إن حصة الحج لسلطنة عُمان لهذا العام بلغت 14 ألف حاج منهم: 13530 حاجًّا عُمانيًّا، و470 حاجًّا مقيمًا، وقد تم توزيع الحصة الإجمالية للمحافظات باحتساب الكثافة السكانية (عدد السكان) لكل محافظة ابتداءً من عمر 18عامًا فصاعدًا.

وأضاف سعادته أن محافظة مسقط تصدرت حصص المحافظات بنسبة 24% من إجمالي الحصة تليها محافظة شمال الباطنة بنسبة 19%؛ بينما حصلت محافظة مسندم على أقل نسبة بما لا يصل إلى 1% من إجمالي الحصة المعتمدة.

وأشار سعادته إلى أن الاستحقاق يُمنح إلكترونيًّا عبر نظام التسجيل الإلكتروني لحجاج سلطنة عُمان بمعادلات رياضية بُنيت على الأسس الشرعية والاعتبارات الفقهية المراعية لمختلف الجوانب والمقاصد بما فيها الجانب الاجتماعي.

وأوضح سعادته أن المؤشرات في توزيع الحجاج بحسب نوع الحج أن حجاج الفريضة حازوا النسبة الأكبر بإجمالي 11 ألفًا و780 حاجًًا تقريبًا، بنسبة وصلت إلى 84% من إجمالي الحصة يليهم حجاج التطوع، ثم الإنابة عن عاجز، ثم تنفيذ الوصية، ثم الإنابة عن متوف، وأخيرًا أصحاب الأمراض المستعصية.

وحول مؤشرات حسب الفئات العمرية، أفاد سعادته أن الفئة من 30-45 عامًا جاءت في الصدارة بنسبة 39%، تليها الفئة العمرية 45-60 عامًا، ثم فئة الأكبر من 60 عامًا بنسبة 16% تقريبًا، وأخيرًا الفئة الأصغر من 18-30 عامًا بنسبة 5%.

وأردف قائلاً إن مسارات الحج لمعظم ضيوف الرحمن من سلطنة عُمان اختار الحج جوًّا بنسبة تجاوزت 63%، بينما بلغت نسبة حجاج البر 37%، وبلغ متوسط تكلفة الحج برًّا 1417 ريالاً عُمانيًّا، في مقابل 2063 ريالاً عُمانيًّا جوًّا.

وقال إن بعثة الحج العُمانية أطلقت لهذا العام مجموعة من المبادرات النوعية لهذا الموسم كمبادرة أوقاف بيت الرباط لدعم المستحقين لحج موسم 1446هـ من فئات الضمان الاجتماعي ويستفيد منها أكثر من 150 حاجًّا بإجمالي يزيد على 150 ألف ريال عُماني، بالإضافة إلى مبادرة معرض الحج والعمرة الأول التي شارك فيها أكثر من 30 جهة من القطاعين الحكومي والخاص.

وأضاف أن مبادرة العربات المتنقلة لخدمة كبار السن تهدف إلى توفير عربات لأداء مناسك الطواف والسعي ويتوقع أن يستفيد منها حوالي 450 حاجًّا من فئة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لهذه الموسم، فيما توفر مبادرة الأساور الإلكترونية عددًا من الأساور الإلكترونية لكبار السن والحالات المرضية الخاصة لتعزيز الأمان والمتابعة والتقليل من حالات الفقدان.

وذكر سعادته أن مبادرة قياس جاهزية شركات الحج، تهدف إلى ضمان أعلى معايير الكفاءة والجودة وتحسين أداء شركات الحج بما يتناسب مع المرحلة القادمة لإدارة حجاج سلطنة عُمان وفق مؤشرات أداء محددة، فيما تسعى مبادرة توسيع خطة تفويج حجاج سلطنة عُمان عبر المنافذ البرية إلى خفض مدة متوسط انتظار الحافلات في المنفذ البري من 4 ساعات إلى ما يقارب 45 دقيقة.

وبيّن سعادته أن البعثة عملت على تنفيذ جملة من التحسينات الجديدة لموسم حج هذا العام 1446هـ للمخيمات العُمانية بالديار المقدسة في عدة جوانب وقطاعات خدمية مهمة؛ ففي مخيم منى تمّ إضافة 75 دورة مياه جديدة ليكون الإجمالي 267، كما أُضيفت 250 مغسلة وضوء جديدة ليكون الإجمالي 356، وفي جانب التكييف تمّ إضافة وحدات تكييف منفصلة جديدة (سبيلت يونت) بإجمالي 150 مكيفًا جديدًا ليكون الإجمالي 900 سبيلت يونت، بالإضافة إلى أنظمة التكييف الأخرى.

وأما في مخيم عرفات؛ فقد تمّ إضافة 100 دورة مياه جديدة ليكون الإجمالي 320 دورة مياه، وكذلك إضافة 250 مغسلة وضوء جديدة ليكون الإجمالي 312 مغسلة، وقد تم تحسين وتعزيز التكييف بمخيم عرفات بإجمالي 60000 وحدة مكيف لكل 32 مترًا مربعًا مقارنة بـ 40 مترًا مربعًا خلال الموسم الماضي.

مقالات مشابهة

  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية إسبانيا يبحثان هاتفيا علاقات التعاون بين البلدين
  • عبدالله بن زايد ووزير خارجية إسبانيا يبحثان هاتفياً علاقات التعاون بين البلدين
  • سفير الكاميرون: علاقات التعاون مع مصر تتعاظم بفضل قيادي البلدين
  • زعيم الأغلبية البرلمانية: مصر والسعودية بينهما علاقات راسخة لا تهزّها أصوات الفتنة
  • بعثة الحج العمانية تستعرض استعدادات موسم الحج
  • الفن .. والشخصية العمانية
  • الحزن يخيم على البلاط السلطاني في عُمان.. إيه القصة؟
  • استعراض التجربة العمرانية في مصر وسلطنة عمان وزيادة التعاون بين البلدين
  • باستثمار ضخم.. ميناء الدقم يشهد توسعة تاريخية بدعم" إنفستكورب"
  • باستثمار 550 مليون دولار.. "إنفستكورب" تستثمر في ميناء الدقم