لجريدة عمان:
2025-12-13@02:07:03 GMT

عُمان والكويت.. علاقات نموذجية راسخة

تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT

العلاقات العمانية الكويتية هي علاقات تاريخية راسخة ممتدة منذ عقود، حيث اتّسمت هذه العلاقات بالتعاون والمحبة على الصعيدين الرسمي والشعبي.. ومن هنا فإن تتويج هذه العلاقات العمانية الكويتية يأتي من خلال زيارة الدولة التي يقوم بها سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى بلادنا سلطنة عمان ولقائه المثمر مع أخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث بدأ أمس الثلاثاء زيارة «دولة» وسط حفاوة استقبال كبيرة من جلالته -حفظه الله ورعاه- والشعب العماني لضيف عمان الكبير، حيث تم عقد محادثات مثمرة بين زعيمي البلدين والوفدين الرسميين لكلا البلدين الشقيقين.

إن العلاقات العمانية الكويتية شهدت زخما كبيرا وتنسيقا سياسيا واقتصاديا وفي مجالات متعددة منذ سنوات طويلة، ولا شك أن المغفور لهما بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح -طيّب الله ثراهما- كان لهما دور محوري في إرساء المزيد من أواصر التنسيق السياسي والتعاون الاقتصادي والعلاقات الثقافية والاجتماعية والإعلامية من خلال دور اللجنة العمانية الكويتية المشتركة. ومن هنا فإن تلك العلاقات المتميزة ترسخت بشكل أكبر خلال سنوات النهضة المتجددة التي يقودها بحكمة واقتدار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث شهدت أرقام التعاون الاقتصادي والاستثمار المشترك قفزات نوعية، ولعل الحدث الأبرز الذي سوف تشهده اليوم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم هو افتتاح مصفاة الدقم العملاقة ومجمع البتروكيماويات تحت الرعاية السامية لجلالة السلطان المعظم وصاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت وسط حضور رسمي رفيع، حيث تقدّر الاستثمارات المشتركة بين البلدين الشقيقين في هذا المشروع الحيوي بتسعة مليارات دولار، ويعد مشروع مصفاة الدقم من أكبر المشاريع الاستراتيجية المشتركة بين دولتين من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهذا المكسب الحقيقي للعلاقات العمانية الكويتية المميزة والتي تعد نموذجا يحتذى على صعيد العلاقات العربية العربية.

إن هذا الحدث الاقتصادي المهم الذي يدشن اليوم من قبل جلالة السلطان المعظم وأخيه سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح -حفظهما الله ورعاهما- في الدقم هو خطوة كبيرة في سبيل الشراكة الاقتصادية والاستثمار والتعاون البناء لما فيه خدمة مصالح البلدين والشعبين الشقيقين وسوف ينعكس على مجمل العلاقات النموذجية بين سلطنة عُمان ودولة الكويت الشقيقة. ومن هنا تسجل تلك العلاقات المميزة لبنة جديدة ومرحلة من التعاون الأخوي لمشاريع استثمارية كبرى خاصة أن منطقة مركز لتخزين النفط في الدقم بدأت بالعمل وهناك شحنات من النفط الكويتي بدأت بالتدفق إلى محطة التخزين حيث يتم شحنها بواسطة أنابيب إلى ميناء الدقم.

وعلى ضوء ذلك فإن منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة تدشن مرحلة مهمة من خلال تدشين المشاريع الاستراتيجية الكبرى على بحر العرب حيث الموقع الاستراتيجي الفريد لهذه المنطقة والتي تبتعد عن مناطق التوتر في المنطقة. ومن هنا فإن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية سوف تستفيد من تخزين النفط ومن إقامة المشاريع الاستراتيجية في هذه المنطقة وكذلك الحال ينطبق على ميناء صلالة للحاويات الذي سجل أرقاما مميزة على صعيد الموانئ العالمية، كما أن هناك ميناء صحار بموقعه المميز على بحر عُمان وكذلك بقية الموانئ على امتداد السواحل العمانية والتي يتخطى أطوالها أكثر من ٣٠٠٠ كيلومتر.

إن تدشين مصفاة الدقم اليوم تحت الرعاية السلطانية وأمير دولة الكويت هو تدشين لمزيد من التعاون الوثيق في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتجارية وعلى صعيد المجتمع المدني وفي مجال الإعلام والثقافة والفن وتبادل الخبرات، وهناك آفاق واسعة للتعاون والشراكة العمانية الكويتية في ظل المحبة بين البلدين والشعبين الشقيقين وقيادتهما، وهناك تبادل سياحي واجتماعي متواصل بين الشعبين الشقيقين.

إن الانسجام والتنسيق في العلاقات العمانية الكويتية سوف يكون له مردود إيجابي ويعزز الشراكة في ظل وجود فرص واعدة في مجال الاستثمار المشترك خاصة في مجال الطاقة المتجددة والتي توليها بلادنا سلطنة عمان أهمية كبيرة في ظل رؤية عمان ٢٠٤٠ وفي ظل الاهتمام السامي لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بتنويع مجالات الاقتصاد وعدم الركون إلى مصدر وحيد كالنفط مثلا بل إن سلطنة عمان لديها من المقومات الاقتصادية والتجارية والموقع الاستراتيجي والممكنات ما يجعلها قاعدة اقتصادية متنوعة خاصة على الصعيد اللوجستي والسياحة والتعدين والخدمات وفي مجال الزراعة والأسماك. وقد حققت سلطنة عمان خلال السنوات الأربع الماضية من عهد النهضة المتجددة مؤشرات يشار لها بالبنان من منظمات التصنيف الدولية، كما أن الناتج المحلي الإجمالي يسجل تصاعدا واضحا. ومن هنا فإن تدشين مصفاة الدقم خطوة مهمة وحيوية في مجال التعاون المثمر بين البلدين والشعبين الشقيقين سلطنة عمان ودولة الكويت في ظل حرص قيادتي البلدين على تنمية تلك العلاقات المميزة والدفع بها إلى مزيد من تحقيق طموحات البلدين والشعبين الشقيقين، خاصة أن سلطنة عمان ودولة الكويت الشقيقة يربطهما تاريخ طويل من العلاقات الطيبة النموذجية في كل مراحلها التاريخية، فأهلا وسهلا بضيف سلطنة عمان الكبير وضيف جلالة السلطان المعظم -حفظه الله- سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في وطنه الثاني، وطن المحبة والسلام، وإلى مزيد من التعاون البنّاء الذي يخدم البلدين والشعبين الشقيقين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الشیخ مشعل الأحمد الجابر الصباح البلدین والشعبین الشقیقین حفظه الله ورعاه جلالة السلطان مصفاة الدقم سلطنة عمان فی مجال

إقرأ أيضاً:

سفير تايلاند: تعاون متنامٍ مع مصر وزيارة الأميرة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين

أكد سفير تايلاند بالقاهرة ثيناوات سيريكول في حديث خاص للإذاعة المصرية ضمن برنامج "عالم المعرفة" بالبرنامج الأوروبي، أن العلاقات بين مصر وتايلاند تشهد تطورًا ملحوظًا وقائمة على التاريخ والاحترام المتبادل، مشيرًا إلى أن بلاده تثمّن الجهود الكبيرة التي تبذلها القيادة المصرية لتعزيز البنية التحتية ودعم الاستثمار والسياحة.

وأوضح السفير أن الأميرة ابنة الملك التايلاندي زارت مصر ممثلة لبلادها في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير، حيث التقت بالرئيس عبد الفتاح السيسي ونقلت له تحيات والدها الملك، مؤكدًا أنها استمتعت بالمشاركة في هذا الحدث العالمي. وأضاف أن الأميرة تمتلك شغفًا خاصًا بالحضارة المصرية، وهذه هي زيارتها الرابعة للقاهرة.

وأشار السفير إلى أن تايلاند تقدر حجم العمل الذي قامت به الدولة المصرية في بناء هذا الصرح الحضاري الكبير، إلى جانب مشروعات تطوير البنية التحتية التي من شأنها جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وتنشيط القطاع السياحي.

وكشف عن أن شركة فندقية تايلاندية ستبدأ قريبًا في إنشاء وافتتاح فنادق جديدة في مصر، فضلًا عن وجود شركة تايلاندية أخرى تعمل في مجال المنسوجات داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

كما أوضح أن حجم التجارة بين البلدين يبلغ نحو 700 مليون دولار سنويًا، معربًا عن أمله في زيادة حجم التبادل التجاري خلال السنوات المقبلة، مؤكدًا أن السوق المصري يمتلك فرصًا واسعة وجاذبة لرجال الأعمال التايلانديين، خاصة في مجالات الطاقة النظيفة والخضراء.

وفي سياق التعاون الثقافي والديني، أكد السفير أن ما يقرب من 3 آلاف طالب تايلاندي يدرسون في جامعة الأزهر، وينقلون مبادئ الإسلام الوسطي إلى بلادهم، لاسيما أن 10% من سكان تايلاند من المسلمين.

وأشار إلى أن زيارة شيخ الأزهر لتايلاند العام الماضي، وزيارة مفتي الجمهورية هذا العام، تعكس متانة العلاقات الروحية والفكرية بين البلدين. وأضاف أن هؤلاء الطلاب يعودون إلى بلادهم كسفراء لمصر وثقافتها.

وتناول السفير ملامح بلاده، موضحًا أن تايلاند التي يسكنها نحو 70 مليون نسمة تمثل بوابة اقتصادية مهمة بين الشرق والغرب، وتعد محطة محورية للتجارة الدولية، كما تتمتع بقطاع طبي متقدم، وتحقق معدلات نمو مرتفعة في التصدير بمجالات التكنولوجيا وصناعة السيارات والزراعة. ويعد القطاع السياحي ركيزة أساسية في اقتصادها، حيث يمثل 16% من الدخل القومي، وتستقبل البلاد أكثر من 30 مليون سائح سنويًا بفضل طبيعتها وجوها وشعبها المعروف بالسماحة.

واختتم السفير حديثه بالتأكيد على أنه في عامه الأول بالقاهرة يسعى إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، معربًا عن تفاؤله بمستقبل مشرق للتعاون المصري–التايلاندي.

كما أعرب عن أمله في تبادل زيارات رسمية رفيعة المستوى قريبًا، مستذكرًا بفخر زيارة ملك تايلاند إلى مصر عام 1897 وإقامته بقصر عابدين، وكذلك زيارة الملك الحالي لمصر قبل 33 عامًا عندما كان وليًا للعهد.

مقالات مشابهة

  • السفيرة المصرية بزيمبابوي تؤكد: العلاقات بين البلدين في تطور مستمر
  • سفير تايلاند: تعاون متنامٍ مع مصر وزيارة الأميرة تؤكد عمق العلاقات بين البلدين
  • وكيل «الخارجية» يستعرض مع مسؤول أمريكي سبل تطوير العلاقات بين البلدين
  • سلطنة عمان والبحرين يناقشان تسويق منتجات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بين البلدين
  • بوتين: علاقات روسيا وإندونيسيا تتطور بشكل جيد
  • الرئيس عون اختتم زيارته الى سلطنة عمان وعاد الى بيروت
  • سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع
  • جوزاف عون: زيارتي لسلطنة عُمان تعزز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين
  • عمان ولبنان.. علاقات متينة وتطلع نحو مستقبل مشرق
  • عون في سلطنة عُمان لتحصين المناخ التفاوضي وبن طارق يؤكِّد الاهتمام بلبنان