يعاني أطفال غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 من عدوان إسرائيلي بغيض سعى لإبادة كل معالم الحياة داخل القطاع، حيث قامت قوات الاحتلال بالتركيز على الإبادة الجماعية للأطفال والنساء في شمال ووسط قطاع غزة، إلى جانب استهداف المنشآت المدنية والمشافي العلاجية، مما أثر على الحياة الطبيعية للسكان والبالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، منهم مليون طفل يعيشون أسوأ ظروف الحياة، تحت مسمع ومرأى من العالم أجمع.
ولا شك أن استمرار قوات الاحتلال في ارتكاب كافة تلك الجرائم ضد الإنسانية وفي القلب منها قتل أطفال القطاع، حيث أصدرت وزارة التربية الفلسطينية تقريرا أن عدد التلاميذ الذين استشهدوا خلال الأشهر الأربعة من العدوان الإسرائيلي تجاوز الخمسة آلاف تلميذ، إلى جانب عشرات الآلاف من التلاميذ الذين عانوا من إصابات مختلفة بين عاهات وإصابات بالغة، وهو ما يمثل وصمة عار تجاه الاحتلال الصهيوني.
ومن خلال المشاهد المؤلمة التي تصدر للعالم كله من أرض الصمود، نجد أن هناك جرائم عدة ضد أطفال غزة، تراوحت بين قتل متعمد لأطفال ليس لهم أي ذنب سوى أنهم من دولة فلسطين، إلى جانب قصف عشوائي للمنازل والبنى التحتية والمدارس، مما أثر على مواصلة الحياة وتلقي التعليم، كما أن الصعوبات التي تواجه دخول المساعدات الإنسانية من مياه وأغذية ومستلزمات طبية قد زادت من معاناة الأطفال بالقطاع، وهو الأمر الذي يلقي بتداعيات خطيرة على الأمن الإنساني للأطفال، خاصة مع استمرار البرودة في فصل الشتاء مما يقتضي مساءلة هامة للمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والطفولة، والتي لم نجد لها أية اهتمامات قوية تجاه ما يحدث من تداعيات على الجانب الغذائي والصحي والمعيشي للأطفال.
ولقد سعت الدول العربية إلى القيام بدور فاعل في دعم أطفال غزة، من خلال استقبال العديد من الحالات الصحية في الدول العربية المجاورة، مثل مصر والأردن، وكذلك بعض الدول العربية بالخليج العربي مثل الإمارات، والتي دشنت مبادرة «الفارس الشهم»، وكذلك الجسر الجوي السعودي الذي سعى لتقديم المزيد من المساعدات الإغاثية والإنسانية والغذائية لأطفال وسكان قطاع غزة، في ظل تقاعس دولي عن القيام بدور أكثر انسانية تجاه ما يجري من عمليات قتل وإبادة جماعية لسكان وأهالي قطاع غزة.
جملة القول، إن ما يجري من جرائم وحشية ضد أطفال قطاع غزة يمثل جرائم ضد الإنسانية تم حظرها من قبل القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وكذلك العهد الدولي لحقوق الإنسان، ومن هنا تظل تلك الجرائم شاهدة على عدم عدالة النظام الدولي وتباين المواقف تجاه ما يجري من إبادة لسكان القطاع، إلى جانب تسييس المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والتي طالما كانت تنادي بحقوق الإنسان والطفل والمرأة، إلا أن الواقع في قطاع غزة قد كشف الوجه الآخر لتلك المنظمات والتي تسعى لإصدار تصريحات فقط على الجانب النظري دون البحث عن معالجة حقيقية لأزمة قرابة المليون طفل داخل القطاع لا يجدون الحد الادنى من الحياة.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أطفال غزة إسرائيل حماس غزة فلسطين أطفال غزة قطاع غزة إلى جانب
إقرأ أيضاً:
الأونروا: الجوع في غزة ليس سوى جزء من الأهوال
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قالت متحدثة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لويز ووتريدج، إن الجوع في غزة “ليس سوى جزء من الأهوال” في القطاع الفلسطيني.
جاء ذلك خلال مشاركتها عبر الانترنت في المؤتمر الصحافي الأسبوعي لمكتب الأمم المتحدة في جنيف، الثلاثاء.
وأفادت ووتريدج أن هناك ما يكفي من الغذاء في مستودعات الأونروا في العاصمة الأردنية عمان لإطعام 200 ألف شخص لمدة شهر.
وأشارت إلى توفر الإمدادات الطبية والمستلزمات التعليمية أيضا، مستدركة بالقول إن المساعدات تعذر إيصالها إلى غزة بسبب العراقيل الإسرائيلية.
وأضافت: “المساعدات على بُعد ثلاث ساعات من قطاع غزة، ومع ذلك، ما زلنا نرى صور أطفال يعانون من سوء التغذية، ونسمع قصصا عن أسوأ الظروف المعيشية. كان يجب أن تكون هذه الإمدادات في غزة الآن، فلا داعي لإضاعة الوقت”.
وأكدت ووتريدج أن الجوع في غزة “ليس سوى جزء من الأهوال” التي يشهدها القطاع.
وقالت إنه بعد أن رفعت إسرائيل الحصار عن غزة “مؤقتا” و”بشكل محدود” بعد 11 أسبوعا، دخلت خمس شاحنات مساعدات فقط، لكن هذا لم يكن كافيا.
وتواصل إسرائيل سياسة تجويع ممنهج لنحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة، عبر إغلاق المعابر بوجه المساعدات المتكدسة على الحدود منذ 2 مارس/ آذار الماضي، ما أدخل القطاع مرحلة المجاعة وأودى بحياة كثيرين.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 175 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.
(الأناضول)