رحلة عبر الزمان والمكان.. ما هي المشاهد التي شاهدها النبي في الإسراء والمعراج؟
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
ذكر الشيخ محمد بخيت المطيعي، مفتي الجمهورية الأسبق، عددًا من المشاهد والوقائع التي قال إن النبي شاهدها في معجزة رحلة الإسراء والمعراج، وسرد المفتي الأسبق عددًا من هذه المشاهد في كتابه الذي حمل عنوان «في المأثور عن الإسراء والمعراج من الروايات وفيما وقع ليلتئذ من الآيات الباهرات»، وقد قدم هذا الكتاب مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، ويستعرض التقرير عددًا من تلك المشاهد المذكورة.
وقد ذكر المفتي السابق، في كتابه اختلاف العلماء في تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج، وأنه لم يستند واحد منهم إلى حديث صحيح يقتضي القطع في شيء مما قالوا، وأن الواجب الإمساك عن تعيين وقتها، وتراوح اختلاف العلماء في تحديد موعد ليلة الإسراء والمعراج ما بين 5 أشهر هي «ربيع الأول وربيع الآخر ورجب ورمضان وشوال»، موضحًا أن عددًا من العلماء ذهب إلى أن ليلة الإسراء والمعراج هي أفضل الليالي مطلقاً، رغم أنه لم يشرع التعبد فيها والتعبد في ليلة القدر مشروع إلى يوم القيامة.
وتابع: هكذا اختلفوا ولم يستند واحد منهم إلى حديث صحيح يقتضي القطع في شيء مما قالوا، فالواجب الإمساك عن تعيين وقتها واعتقاد ما جاء به القرآن والأحاديث الصحيحة، من أنه صلى الله عليه وسلم أسري به ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
عفريت في مشاهد الإسراء والمعراجوبخصوص المشاهد التي ذكرها «المطيعي»، في كتابه عن معجزة الإسراء والمعراج، فقد أشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم رأى بينما هو يسير على البراق من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى عفريتًا من الجن، أي: جنيًا متمردًا يطلبه بشعلة من نار كلما التفت رآه، فقال له جبريل: ألا أعلمك كلمات تقولهن إذا قلتهن طفئت شعلته وخر لفيه، أي: وقع على وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى، أي: علمني، فقال جبريل: «قل أعوذ بوجه الله الكريم وبكلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن فتن الليل والنهار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير يارحمن»، فانكب على فيه وطفئت شعلته.
وتابع المفتي الأسبق: والحكمة في ذلك أن تعلم أمته هذه الكلمات فتقولها عند وجود ما يخيفها.
المجاهدون في سبيل اللهوأردف: «ثم سار حتى أتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال ياجبريل: ما هذا؟ فقال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاع لهم الحسنة بسبع مئة ضعف، والحكمة في هذا أن يشخص الله له المجاهدين من أمته الذين يقاتلون لإعلاء كلمته تعالى وما لهم من الأجر على ذلك، وأنه أجر مضاعف غير ممنون، ترغيبًا لأمته في الجهاد وحضا لها عليه».
وواصل المفتي الأسبق في كتابه يسرد مشاهد من الإسراء والمعراج: ووجد في طريقه أيضا ريحا طيبة، فقال: ياجبريل، ما هذه الرائحة؟ قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها، بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط، فقالت: بسم الله تعس فرون، قالت بنت فرعون: أو لك رب غير أبي؟ لأن فرعون كان يقول لقومه كما قصه القرآن عليه «مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي» القصص 38، فقالت: نعم، فقالت: أفأخبر أبي بذلك، قالت: نعم ربي وربك الله، وكان للمرأة ابنان وزوج، فأرسل إليهم فراود المرأة وزوجها أن يرجعا عن دينهما فأبيا، فقال: إني قالتكما، قالت: إحسانا منك إن قتلتنا أن تجعلنا في بيت واحد فتدقنا فيه جميعا، قال: ذاك بما لك علينا من الحق، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت، ثم أمر بها وبأولادها ليلقوا فيها فألقوا واحدا بعد واحد، وأخروا المرأة لتتعذب بالتحسر على زوجها وأولادها، حتى إذا بلغوا إلى صغير رضيع فيهم، فقال لأمه: يا أمه قعي ولا تتقاعسي فإنك على الحق، فألقيت هي وزوجها وأولادها.
المتكاسلون عن الصلاةوتابع المطيعي متحدثا في كتابه عن مشاهد شاهدها النبي صلى الله عليه وسلم في معجزة رحلة الإسراء والمعراج: ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء، أي: لا ينقطع عنهم من ذلك شيء، فقال: ياجبريل ما هذا؟، فقال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة، أي: يتركونها كسلا أو يؤخرونها عن وقتها.
وواصل المفتي الأسبق: وهذا أيضا تشخيص وتمثيل لما سيكون من أمته صلى الله عليه وسلم من ترك الصلاة كسلا أو تأخيرها عن أوقاتها وبيان ما يترتب على ذلك من العذاب الشديد المستمر إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
مانعي الزكاةوتابع المفتي الأسبق: ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع، يسرحون كما تسرح الإبل والغنم ويأكلون الضريع والزقوم ورضف جنم وحجارتها، أي: إن عوراتهم مكشوفة فلا يسترون إلا المغلظة منها، القبل والدبر، والضريع: شجر شائك لا تطيق الدواب أكله لخبثه، وقيل: هو الشوك اليابس، والزقوم: نبت شديد المرارة يوجد بتهامة.
فقال ياجبريل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله شيئا.
وواصل: والغرض من هذا أيضا تشخيص مانعي الزكاة من أمته صلى الله عليه وسلم وتمثيلهم له، عليه الصلاة والسلام، بحالتهم التي يكونون عليها يوم القيامة، وأنهم وإن تمتعوا في الدنيا بالملابس الفخمة الناضرة والأطعمة اللذيذة لكن يكون حالهم في الآخرة على ما وصفه الله في هذا التمثيل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإسراء والمعراج معجزة الإسراء والمعراج مشاهد من الإسراء والمعراج دار الإفتاء الأزهر الشريف لیلة الإسراء والمعراج صلى الله علیه وسلم فی کتابه من شر ما عدد ا من
إقرأ أيضاً:
قصر النهار.. أسباب سهولة العبادات في الشتاء
كثير من الناس يشعرون بأن أداء العبادات تكون أسهل والخشوع فى الصلاة يزداد عندهم فى فصل الشتاء أكثر من الصيف، هكذا قال الشيخ عويضة عثمان مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء المصرية.
وأضاف «عثمان»، أنه قد وردت كثير من الأحاديث عن صحابة سيدنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- تبين أن العبادة فى الشتاء تكون أيسر على المسلم من فصل الصيف، مستشهدا بالحديث المرفوع: «الشِّتَاءُ رَبِيعُ الْمُؤْمِنِ طَالَ لَيْلُهُ فَقَامَهُ، وَقَصُرَ نَهَارُهُ فَصَامَهُ»، مؤكدا أن الصالحين كانوا يفرحون بمجئ فصل الشتاء.
وأشار عثمان، الى أن هذا الأمر يرجع إلى أن نهار الشتاء يكون قصيرا فيستطيع المسلم صيامه، وليله طويل فيستطيع أداء قيام الليل.
الصيام فى الشتاءكما نصحت دار الإفتاء، بالإكثار من الصيام في الشتاء، منوهة بأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة.
واستشهدت الإفتاء عبر صفحتها بـ«فيسبوك»، بما روى الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول: «ألا أدلكم على الغنيمة الباردة، قالوا: بلى، فيقول: الصيام في الشتاء».
وأوضحت أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شبه الصيام في الشتاء بالغنيمة الباردة، لأن فيه ثوابًا بلا مشقة، ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه.
خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»
ثانيًا: إن للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ».
ثالثًا: إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».
رابعًا: إن الله أعد لأهل الصيام بابا في الجنة لا يدخل منه سواهم، كما ثبت في البخاري (1896)، ومسلم (1152) من حديث سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ فِي الجَنَّة بَابًا يُقَالُ لَهُ: الرَّيَّانُ، يدْخُلُ مِنْهُ الصَّائمونَ يومَ القِيامةِ، لاَ يدخلُ مِنْه أَحدٌ غَيرهُم، يقالُ: أَينَ الصَّائمُونَ؟ فَيقومونَ لاَ يدخلُ مِنهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ، فإِذا دَخَلوا أُغلِقَ فَلَم يدخلْ مِنْهُ أَحَدٌ».
خامسًا: إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»
سادسًا: إن الصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال».
سابعًا: إن الصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
ثامنًا: إن الصوم يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».