لندن- فتحت الموافقة التركية على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) النقاش من جديد بشأن إمكانية فتح ملف المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي لانضمام أنقرة إلى هذا التكتل، وهي المفاوضات التي وصلت في أكثر من مرة لطريق مسدود.

التصريحات التي جاءت على لسان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الداعمة لهذه العضوية وكذلك من بعض الساسة في الغرب، جعلت سؤال "هل تصبح تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي؟" سؤال مشروعا من جديد.

الجزيرة نت طرح هذا السؤال على اثنين من كبار الخبراء في تاريخ العلاقات التركية الأوروبية، حول مدى جدية الاتحاد الأوروبي في إطلاق مفاوضات جديدة مع تركيا للانضمام إلى الاتحاد، وهل قربت موافقة تركيا على انضمام السويد لحلف الناتو، المسافة بين أنقرة وبروكسل للموافقة على عضوية تركيا؟

الخطوة الأولى

يعود دافيد فينيمور أستاذ السياسات الأوروبية في الجامعة الملكية في بالفاست، إلى تاريخ المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ليقول إنه في الوقت الحالي لا يوجد نقاش حقيقي أو توجه واضح لدى الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان سيقبل بعضوية تركيا.

وأرجع فينيمور استنتاجه لعدة أسباب، لعل من أهمها هو القناعة الموجودة لدى الاتحاد أن هناك مؤشرات قليلة جدا تفيد بقيام تركيا بخطوات جدية للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنه في سنة 1999 قال المجلس الأوروبي في هلسنكي، إن تركيا مقدر لها الانضمام للاتحاد الأوروبي متى استوفت الشروط وبالفعل بدأت المفاوضات سنة 2005 ما يعني أن الاتحاد الأوروبي كان على استعداد للتعامل بجدية مع تطلعات تركيا للانضمام.

وألقى فينيمور بالكرة في ملعب تركيا وليس الاتحاد الأوروبي، عندما قال إنه سيكون على تركيا إقناع الاتحاد الأوروبي بأنها جادة في تنفيذ "الإصلاحات السياسية والاقتصادية"، وحينها سيكون الاتحاد الأوروبي تحت ضغط للوفاء بالتزاماته السابقة لقبول انضمام تركيا لكن حاليا لا وجود لمثل هذه الضغوطات.

ويتوقع فينيمور أن يكون لموافقة تركيا على انضمام السويد لحلف الناتو "تأثير طفيف"، ومن غير المرجح أن يفعل الاتحاد الأوروبي الشيء الكثير لإرضاء المطالب التركية.

ورجح الخبير في العلاقات التركية الأوروبية، أن يفكر الاتحاد الأوروبي في تحسين العلاقات مع تركيا بعد أن تضررت مؤخرا.

طريق مسدود

ويجزم الأستاذ في جامعة أوكفسورد ديميتار بيشيف، في تصريحه مع الجزيرة نت بأن المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا "وصلت إلى طريق مسدود ولن تتم إعادة إحياؤها من جديد"، مضيفا أن ما سيجري هو مفاوضات جديدة من أجل تجديد اتفاق اللاجئين الذي تم توقيعه بين الطرفين سنة 2016.

ويرى البروفيسور الخبير في ملفات تركيا وروسيا ومنطقة البلقان، أن الموقف التركي من انضمام السويد، الذي انتقل من الرفض إلى القبول لن يكون مكلفا للرئيس التركي أردوغان على أكثر من صعيد، مشددا على أن تركيا لن تحصل في مقابل هذا الموقف على أي خطوة إيجابية من الاتحاد الأوروبي حتى وأن تعلق الأمر بالسوق الموحدة أو دخول المواطنين الأتراك بدون تأشيرة لدول الاتحاد الأوروبي.

أما من ناحية الاتحاد الأوروبي فيؤكد دافيد فينيمور أن هناك اختلافات واضحة في الرأي بين الدول الأعضاء حول رغبتها في رؤية تركيا كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن كل دولة في الاتحاد لديها حق النقض على إحياء المفاوضات أو فتح ملف العضوية من جديد.

وأردف قائلا "هناك دول لديها معارضة لا تخفيها حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ،وهذا ما سيجعل من حصول إجماع أوروبي أمرا صعب التحقيق".

وخلص المتحدث إلى أن هناك تباعدا في وجهات النظر السياسية، وكذلك حالة من الحذر والتوجس بين عدد من الدول الأوروبية وبين تركيا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی انضمام السوید الأوروبی فی من جدید

إقرأ أيضاً:

“الأوروبي لإعادة الإعمار” يمنح قرضًا بقيمة 25 مليون يورو لدعم مشروع فندقي في تركيا

أعلن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن تقديم قرض بقيمة 25 مليون يورو لشركة بارتو توريزم ياتيريملاري، وهو مشروع مشترك في قطاع الضيافة يجمع بين شركة ألمانية رائدة في السفر والسياحة ومجموعة فنادق أكرا التركية.


 

ويشمل القرض تمديد أجل قرض قائم، إلى جانب تمويل جديد مخصص لشراء قطعة أرض بمدينة أنطاليا، بهدف تطوير مساكن للموظفين، بالإضافة إلى تمويل أعمال الصيانة الرأسمالية للفنادق.


 

ويأتي هذا الدعم ضمن جهود البنك لتعزيز رأس المال البشري وتوفير فرص عمل، خاصةً للأشخاص النازحين نتيجة الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، حيث استقبلت أنطاليا وحدها أكثر من 150 ألف نازح، ما يجعلها ثاني أكبر مدينة مستضيفة بعد أنقرة.


 

وأكدت شركة بارتو توريزم التزامها بتصميم برامج تدريبية تستجيب لاحتياجات هؤلاء النازحين، بما يعزز من دمجهم في سوق العمل.


 

وتدير الشركة أربعة فنادق سياحية على سواحل بحر إيجة والمتوسط، بإجمالي طاقة استيعابية تصل إلى 1272 غرفة، جميعها تحت علامة “أكرا” التجارية.


 

يُذكر أن الشراكة بين البنك الأوروبي وبارتو توريزم تعود إلى فترة جائحة كوفيد-19، حين وقع الجانبان أول اتفاقية قرض بهدف دعم قطاع السياحة في ظل ظروف اقتصادية صعبة.


 

وفي هذا السياق، صرّح فلاهو كوجاكوفيتش، مدير العقارات بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، قائلًا:

“نفخر بدعم قطاع السياحة التركي، الذي يُعد من ركائز الاقتصاد الوطني، ويمثل أولوية ضمن استراتيجيتنا الجديدة لقطاع العقارات. شراكتنا مع بارتو توريزم تؤكد التزامنا بالاستثمار في مشاريع مستدامة وشاملة تُسهم في تعزيز الفرص داخل المجتمعات المحلية.”

مقالات مشابهة

  • “الأوروبي لإعادة الإعمار” يمنح قرضًا بقيمة 25 مليون يورو لدعم مشروع فندقي في تركيا
  • خبراء يكشفون عن نظام غذائي يحمي من أمراض القلب
  • تركيا في قلب الدفاع الأوروبي: الاتحاد الأوروبي يفتح الباب رسميًا أمام أنقرة
  • أمريكا: عدم اليقين القانوني بشأن الرسوم الجمركية لن يؤثر على المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي
  • ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي
  • البيت الأبيض: على إيران قبول العرض الأمريكي في المفاوضات النووية
  • الاتحاد الأوروبي يعلّق على الرسوم الأميركية على الصلب
  • مقرر الاتحاد الأوروبي: مستقبل تركيا يبدأ من سجن سيلفري
  • قانون العملاء الأجانب يهدد انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي
  • شاهد.. أسباب تتويج الاتحاد بكأس الملك السعودي لكرة القدم