خبراء بريطانيون يكشفون للجزيرة نت أسباب امتناع الاتحاد الأوروبي عن قبول عضوية تركيا
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
لندن- فتحت الموافقة التركية على انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) النقاش من جديد بشأن إمكانية فتح ملف المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي لانضمام أنقرة إلى هذا التكتل، وهي المفاوضات التي وصلت في أكثر من مرة لطريق مسدود.
التصريحات التي جاءت على لسان الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الداعمة لهذه العضوية وكذلك من بعض الساسة في الغرب، جعلت سؤال "هل تصبح تركيا عضوا في الاتحاد الأوروبي؟" سؤال مشروعا من جديد.
الجزيرة نت طرح هذا السؤال على اثنين من كبار الخبراء في تاريخ العلاقات التركية الأوروبية، حول مدى جدية الاتحاد الأوروبي في إطلاق مفاوضات جديدة مع تركيا للانضمام إلى الاتحاد، وهل قربت موافقة تركيا على انضمام السويد لحلف الناتو، المسافة بين أنقرة وبروكسل للموافقة على عضوية تركيا؟
الخطوة الأولىيعود دافيد فينيمور أستاذ السياسات الأوروبية في الجامعة الملكية في بالفاست، إلى تاريخ المفاوضات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ليقول إنه في الوقت الحالي لا يوجد نقاش حقيقي أو توجه واضح لدى الاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان سيقبل بعضوية تركيا.
وأرجع فينيمور استنتاجه لعدة أسباب، لعل من أهمها هو القناعة الموجودة لدى الاتحاد أن هناك مؤشرات قليلة جدا تفيد بقيام تركيا بخطوات جدية للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أنه في سنة 1999 قال المجلس الأوروبي في هلسنكي، إن تركيا مقدر لها الانضمام للاتحاد الأوروبي متى استوفت الشروط وبالفعل بدأت المفاوضات سنة 2005 ما يعني أن الاتحاد الأوروبي كان على استعداد للتعامل بجدية مع تطلعات تركيا للانضمام.
وألقى فينيمور بالكرة في ملعب تركيا وليس الاتحاد الأوروبي، عندما قال إنه سيكون على تركيا إقناع الاتحاد الأوروبي بأنها جادة في تنفيذ "الإصلاحات السياسية والاقتصادية"، وحينها سيكون الاتحاد الأوروبي تحت ضغط للوفاء بالتزاماته السابقة لقبول انضمام تركيا لكن حاليا لا وجود لمثل هذه الضغوطات.
ويتوقع فينيمور أن يكون لموافقة تركيا على انضمام السويد لحلف الناتو "تأثير طفيف"، ومن غير المرجح أن يفعل الاتحاد الأوروبي الشيء الكثير لإرضاء المطالب التركية.
ورجح الخبير في العلاقات التركية الأوروبية، أن يفكر الاتحاد الأوروبي في تحسين العلاقات مع تركيا بعد أن تضررت مؤخرا.
طريق مسدودويجزم الأستاذ في جامعة أوكفسورد ديميتار بيشيف، في تصريحه مع الجزيرة نت بأن المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا "وصلت إلى طريق مسدود ولن تتم إعادة إحياؤها من جديد"، مضيفا أن ما سيجري هو مفاوضات جديدة من أجل تجديد اتفاق اللاجئين الذي تم توقيعه بين الطرفين سنة 2016.
ويرى البروفيسور الخبير في ملفات تركيا وروسيا ومنطقة البلقان، أن الموقف التركي من انضمام السويد، الذي انتقل من الرفض إلى القبول لن يكون مكلفا للرئيس التركي أردوغان على أكثر من صعيد، مشددا على أن تركيا لن تحصل في مقابل هذا الموقف على أي خطوة إيجابية من الاتحاد الأوروبي حتى وأن تعلق الأمر بالسوق الموحدة أو دخول المواطنين الأتراك بدون تأشيرة لدول الاتحاد الأوروبي.
أما من ناحية الاتحاد الأوروبي فيؤكد دافيد فينيمور أن هناك اختلافات واضحة في الرأي بين الدول الأعضاء حول رغبتها في رؤية تركيا كدولة عضو في الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن كل دولة في الاتحاد لديها حق النقض على إحياء المفاوضات أو فتح ملف العضوية من جديد.
وأردف قائلا "هناك دول لديها معارضة لا تخفيها حول انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ،وهذا ما سيجعل من حصول إجماع أوروبي أمرا صعب التحقيق".
وخلص المتحدث إلى أن هناك تباعدا في وجهات النظر السياسية، وكذلك حالة من الحذر والتوجس بين عدد من الدول الأوروبية وبين تركيا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی انضمام السوید الأوروبی فی من جدید
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي: خفض 90% من الانبعاثات هدف مناخي لعام 2040
وافق الاتحاد الأوروبي على هدف مناخي ملزم قانونيًا يقضي بخفض صافي انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 90% بحلول عام 2040، في خطوة تُعدّ من أهم محطات التحول المناخي الأوروبي.
ورحّبت المفوضية الأوروبية بالاتفاق السياسي المبدئي الذي تم التوصل إليه الليلة الماضية بين البرلمان الأوروبي ودول الاتحاد بشأن هذا الهدف وتعديل قانون المناخ الأوروبي، كما يتضمن الاتفاق إمكانية استخدام ائتمانات دولية عالية الجودة لتحقيق جزء من هذا الخفض بنسبة تصل إلى 5% مقارنة بمستويات عام 1990.
ويمهّد الهدف الجديد -بحسب بيان صحفي نشرته المفوضية اليوم الأربعاء- الطريق نحو تحقيق اقتصاد أوروبي منزوع الكربون بالكامل بحلول عام 2050 ويعزز اليقين لدى المستثمرين والشركات لدفع عجلة التحول الأخضر وتعزيز القدرة التنافسية الصناعية وضمان أمن الطاقة واستقلاليتها.
وعلى المستوى الدولي، أكد الاتحاد الأوروبي التزامه القوي باتفاق باريس للمناخ ودوره القيادي في الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، تعليقًا على الأمر: "اليوم يبرهن الاتحاد الأوروبي على التزامه القوي بالعمل المناخي وباتفاق باريس، بعد شهر واحد من مؤتمر كوب-30، حوّلنا كلماتنا إلى أفعال عبر هدف قانوني بخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040، ولدينا الآن مسار واضح نحو الحياد المناخي وخطة مرنة وواقعية تجعل التحول الأخضر أكثر تنافسية."
وقدم الاتفاق مسارًا عمليًا يأخذ في الاعتبار الظروف الاقتصادية والجيوسياسية الحالية ويضمن توفير المتطلبات اللازمة لتحقيق هدف 90%، بما في ذلك التنفيذ الكامل لمبادرة الصفقة الصناعية النظيفة.
وتضمن الاتفاق مجموعة من الآليات المرنة التي ستشكل الإطار المناخي لما بعد 2030 وتوجّه مقترحات المفوضية التشريعية المقبلة، أبرزها السماح باستخدام ائتمانات دولية عالية الجودة بدءًا من عام 2036 للمساهمة في تحقيق هدف 2040 بنسبة تصل إلى 5% من انبعاثات الاتحاد الأوروبي لعام 1990، ما يعني خفضًا محليًا صافياً بنسبة 85%، والالتزام بأن تكون هذه الإجراءات طموحة وفعّالة من حيث التكلفة، مع توفير ضمانات صارمة تتماشى مع اتفاق باريس..