عمدت نسوة فلسطينيات إلى حلق شعورهن بسبب ندرة المياه المتوفرة لغسله، ما أجبرهن على حلاقته تفاديا للإصابة بالأمراض الجلدية والفطريات، حسبما كشف تقرير نشره موقع "ميدل إيست آي" البريطاني.

ويسري الأمر بالطبع على الرجال والصبية، لنفس السبب، كما يقول التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد".

وينقل التقرير قصة امرأة فلسطينية تدعى نسرين، وتبلغ من العمر 49 عاما، وهي أم لستة أطفال، وتقول إنها اضطرت إلى مغادرة منزلها في خان يونس في 13 كانون الأول/ديسمبر، مع اشتداد الغزو البري الإسرائيلي للمدينة.

وقد لجأت منذ ذلك الحين إلى مدرسة قريبة تابعة للأمم المتحدة، ثم إلى خيمة مؤقتة، مع قلة إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب أو مياه التنظيف.

اقرأ أيضاً

كاتبة أمريكية لمؤيدات بايدن: نساء غزة أحق بنضالكن من أجل الحقوق الإنجابية

حلق الشعر تفاديا للأمراض الجلدية

وقالت المرأة لموقع "ميدل إيست آي" من خيمتها في منطقة المواصي: "اضطررت إلى حلق رأسي، لأنه ليس لدي ماء لغسل شعري".

وأضافت: "لقد فعلت الشيء نفسه أيضًا مع ابنتي البالغة من العمر 16 عامًا وابني البالغ من العمر 12 عامًا لحمايتهم من أمراض فروة الرأس حيث أصيب أصدقاؤهم بسعفة فروة الرأس".

وتابعت: "حلق الرأس قرار مؤلم لأي امرأة، ولكننا مجبرون على القيام به".

ويقول التقرير إنه قبل الحرب كان أكثر من 96% من إمدادات المياه في غزة تعتبر "غير صالحة للاستهلاك البشري"، بسبب الحصار الإسرائيلي على غزة منذ عام 2007.

اقرأ أيضاً

هيئة الأمم المتحدة للمرأة: مقتل أُمّـيْن كل ساعة في غزة

قطع إمدادات المياه

لكن الوضع تفاقم بعد قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع إمدادات المياه عن قطاع غزة بأوامر من وزير الطاقة إسرائيل كاتس في 9 أكتوبر.

بالإضافة إلى ذلك، استولى جيش الاحتلال الإسرائيلي على غالبية محطات تحلية المياه في الجزء الشمالي من غزة بحلول 30 أكتوبر/تشرين الأول، وفي الجزء الجنوبي من مدينة غزة بحلول 1 نوفمبر/تشرين الثاني، وفقًا لصور الأقمار الصناعية الصادرة عن Planet Labs PBC.

وقالت نسرين: "ليس لدينا مياه جارية ضرورية للتنظيف والاستحمام وغسل الملابس".

وأضافت، وهي تصف حياتها قبل الحرب: "كنت أقضي ثلاث أو أربع ساعات في الطابور، في انتظار ملء جالون من الماء من بئر في منزل جيراننا لاستخدامه في التنظيف".

وفي مدرسة الشيخ جابر التابعة للأمم المتحدة، حيث كانت تأوي قبل أن تنتقل إلى خيمتها الحالية، كان الوضع رهيباً.

اقرأ أيضاً

حرب غزة.. معاناة نساء القطاع مفزعة وأحوالهن تهدد مستقبله

الاصطفاف أمام المراحيض

وقالت: "لقد اصطفينا لساعات لاستخدام المراحيض، ولم لكن لم يكن لدينا ما يكفي من الماء للاستحمام ولا الشامبو."

لكن نسرين اضطرت إلى الهروب من المدرسة بعد أن اقتربت دبابات الاحتلال من المنطقة وألقت منشورات للنازحين لإخلاء المدرسة.

والآن، عندما تحصل على بعض الماء، تقول نسرين إنها تستخدمه للطهي أو الشرب.

وأضافت: "الشرب والبقاء على قيد الحياة هو بالطبع أولوية أعلى من غسل الشعر".

وأوضحت أن الماء الوحيد المتاح للغسيل والاستحمام هو مياه البحر.

اقرأ أيضاً

معاناة متفاقمة لحرب غزة.. الفلسطينيات يكافحن للعثور على منتجات الصحة الشخصية

المياه "سلاح حرب"

وتقول زينب الشواف، طبيبة عامة من رفح، إن عدم العناية بالشعر وغسله قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض مثل الثعلبة، وسعفة فروة الرأس، والالتهابات البكتيرية، مما يؤدي في النهاية إلى ظهور خراجات الشعر.

وقالت لموقع "ميدل إيست آي": "تنبع هذه الأمراض من عدم كفاية ممارسات النظافة والعناية بالشعر، ونقص العناصر الغذائية الأساسية مثل حمض الفوليك والكورتيزون، وتدهور الصحة النفسية والعقلية للأشخاص المتضررين".

وأضافت: "هذه الأمراض تسبب الحكة، مما يؤدي إلى اعتلال الغدد الليمفاوية وخلق بيئة رطبة تساعد على نمو البكتيريا، مما يؤدي إلى ظهور القيح في فروة الرأس والمزيد من تساقط الشعر".

وتشير الشواف إلى أن النقص في الأدوية في قطاع غزة يزيد من تفاقم المشكلة، مردفة: "لدينا فقط أدوية مضادة للجراثيم واسعة النطاق متاحة لمختلف الأمراض. ليس لدينا أي أدوية لعلاج القمل المنتشر بين الأطفال مثلاً".

اقرأ أيضاً

حقوقي فرنسي: الوضع في غزة أشد خطورة من سربرنيتسا

بدورها، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطر انتشار الأمراض المعدية في غزة نتيجة استهلاك المياه الملوثة، إلى جانب اكتظاظ مراكز إيواء النازحين وانهيار النظام الصحي بشكل عام.

وقالت المنظمة إن قرار إسرائيل بقطع إمدادات الوقود عن القطاع أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه وتعطيل جميع عمليات جمع النفايات الصلبة، مما خلق بيئة خصبة للحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض.

وحذرت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من أن "المياه تستخدم كسلاح حرب" خلال الصراع الحالي.

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة فلسطينيات المياه في غزة حرب غزة حصار غزة حلق الشعر نساء غزة میدل إیست آی فروة الرأس اقرأ أیضا فی غزة

إقرأ أيضاً:

د نزار قبيلات يكتب: ما أجمل رواية؟


أنا من النّقاد الذين يجزمون بأن الجمال الأدبي لا يمكن تقييده ووضعه في صندوق، كما أن جماليات التذوق الأدبي لا يمكن أن تلتزم بقيافة محددة ومسطّرة مسبقاً، أما من جانب الموهبة فلا يوجد حتى اللحظة خلطة سحرية للشعر أو للرواية أو لأي نوع من الأنواع الأدبية الأخرى، أقول هذا وأنا أواجه كغيري من النّقاد سؤال الطلبة والقراء حول ما هي أجمل أو أهم رواية، فسؤال النقد نفسه ما انفك غير مستقر، ليس بسبب تعدد مشارب المناهج الأدبية وفلسفتها بقدر ما هي الممارسة النقدية التي تتم بطريقة تذوقية تشوبها أحياناً المجاملات، إن صح التعبير، فالنقد كما يقول الناقد الجزائري الراحل عبدالملك مرتاض لا يريد أن يقيّم العمل الفني بقدر ما يريد أن يستتبع ما قاله النص، أو كان يودّ أن يقوله، أو ما سكت عنه.
قبل عامين ألّفت كتاباً حول مقاييس الفنّ الروائي، وحاولت إذ ذاك أن أتبصّر في الشروط الموضوعية للرواية الناجعة التي تجعل أمرَ قرأتها سهلاً ومتدفقاً وكأنك تقرأ عنوانها، وفي ذينك الكتاب حاولت ألّا ارتدي ثوب طبيب المشرحة في النص أو ثوب الخياط ليلة العيد، فقد غِرتُ في أسباب التلقي الجمالي للرواية محاولاً استلهام تجرية الحركة النقدية العربية القديمة في عمود الشعر، غير أنني وجدت أن سياق وضع عمود الشعر عند المرزوقي والآمدي وابن طباطبا وغيرهم... كان لأسباب يقودها التفوّق والمبارزة بين الشعراء ولم يكن هَم واضعي عمود الشعر ذاك الجودة والجمالية وحسب. في ذلك الكتاب تناولت روايات عربية وأخرى أجنبية، روايات مضى عليها عقود وأخرى للجيل الجديد من الشباب الرواة محاولا تحسّس الجوانب الفضفاضة في العمل الروائي، ومدى نجاح الروائي في خياط تلك الأطراف المترامية وجعلها حاضرة في لحظة القراءة وزمنها دون فجوات أو فتور، وكذا حاولت تبيّن مدى قدرة الروائي على منح قرّائه تذكرة سفر مجانية إلى عوالم كنا نخالها قريبة ومرئية، لكننا حينا قرأناها بعين الروائي وعدسته القلمية تبين لنا كم هي حقيقية وجديرة ومفعمة، الرواية سبر لأغوار الإنسانية حين نظن أن الزمان قد طواها، وأن الشرط الموضوعي قد حكم عليها فانتهت، الرواية أصوات لمن خطفتهم ضوضاء المدينة وعتمة النسيان، الرواية انبجاس من كل ضيّق وسّعه الروائي بالكتابة، أما عن سؤال ما أجمل رواية فقد كان الجواب أن الرواية التي تمنحك الحق في الانضمام إلى مجتمعها الصغير، والرواية التي تخطفك من أول صفحة هي الرواية التي يجب أن تقرأها دَفقة واحدة وترعاها وكأنك ترعى أبناءك الصغار.
*أستاذ بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

أخبار ذات صلة نزار قبيلات يكتب: النثر العربي القديم وتقبّل الآخر د. نزار قبيلات يكتب: أبو الطيب المتنبي وعيون العجائب

مقالات مشابهة

  • أخبار العالم | تصعيد روسي أوكراني.. تحركات أمريكية داخلية واتساع مظاهرات لوس انجلوس.. وتنسيق دولي بشأن إيران
  • لم أعد أحب نفسي ولا أحب الحياة أيضا
  • أغلب المشاكل التي تعانى منها بسبب هذا المرض.. تعب وسرحان وتساقط الشعر
  • انسدادات بشبكات الصرف الصحي في الفيوم بسبب مخلفات ذبح الأضاحي.. وشركة المياه تواصل جهودها لرفعها
  • تحذير: دواء لتساقط الشعر قد يؤثر على الحياة الجنسية للرجال
  • كيراتين طبيعي لفرد ونعومة الشعر على الطريقة اليابانية
  • د نزار قبيلات يكتب: ما أجمل رواية؟
  • نهى نبيل تستعرض مهارات ابنتها دانة في تصفيف الشعر.. فيديو
  • بعد إصابته برصاصتين في الرأس.. تدخل جراحي عاجل لإنقاذ مرشح رئاسي كولومبي
  • المنفى الذهبي لبشار الأسد: رفاهية وعزلة مُترفة وأطنان من الدولارات