يعم القلق بين النازحين المتكدسين في رفح جنوب قطاع غزة، وسط تأكيدات إسرائيلية بخطة لاقتحام المدينة.
بالتوازي تتصاعد المخاوف المصرية من أن يتسبب أي هجوم إسرائيلي على رفح، التي تضم نحو نصف سكان القطاع (أي ما يقارب مليون فلسطيني) في تهجير النازحين هناك إلى سيناء، وتنفيذ ما يعرف بمشروع “الترانسفير” الإسرائيلي القديم الجديد.


ما دفع السلطات المصرية إلى رفع جهوزيتها العسكرية على الحدود مع القطاع.
وفي السياق، كشف مصدر أمني مصري مسؤول أن القوات المصرية عززت انتشارها على الحدود وعمدت إلى زيادة ارتفاع الجدار الحدودي مع القطاع ووضع المزيد من الأسلاك الشائكة.
وقال المصدر الأمني المصري إن هذه الإجراءات تأتي بسبب تعرض أجزاء من الجدار وأسلاكه الشائكة لأضرار جراء القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني منه خلال الأيام الماضية، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP).
كما أوضح أن القوات المصرية عززت انتشارها على طول حدود غزّة من البحر المتوسط شمالا حتى كرم أبو سالم جنوبا على خلفية التهديدات الإسرائيلية بقرب شن هجوم على رفح الفلسطينية.

معلومات استخباراتية
من جهته، أكد البرلماني المصري السابق عماد جاد في مداخلة مع العربية، اليوم الأحد، أن القاهرة تملك معلومات استخباراتية تؤكد أن إسرائيل لن توقف الحرب، إلا بعد القضاء على قادة حماس.
كما شدد على أن “كل طرف متعنت، سواء حماس وتحديدا يحيى السنوار، أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما تدرك السلطات المصرية خطورة هذا التعنت على الشعب الفلسطيني وما يحمله من مخاطر تهجير وترانسفير”.
كذلك، لفت إلى أن القاهرة حذرت الجانب الإسرائيلي من إمكانية تعليق اتفاقية السلام بين البلدين، في حال مضت في خطتها اقتحام رفح.

“ضغوط على حماس”
في المقابل، رأى اللواء سمير فرج، المدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة المصرية، أن التهديدات الإسرائيلية باقتحام رفح أو السيطرة على محور صلاح الدين تأتي في إطار ممارسة ضغوط على حركة حماس من أجل تحسين شروط التفاوض في صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين. وقال “هذه التهديدات هي مناورة سياسيّة من جانب إسرائيل؛ ولا أعتقد أنها ستُقدم على هذه الخطوة بسبب الرفض الدولي، خاصة من جانب مصر والولايات المتحدة”.
كما اعتبر أن الهدف الإسرائيلي الحقيقي من اقتحام رفح هو “البحث عن قائد حماس يحيى السنوار الذي تتوقع أن يكون موجودا في رفح الفلسطينية؛ لكن تل أبيب تعرف في الوقت ذاته أن قتل السنوار يعني مقتل كافة الأسرى الإسرائيليين في غزة”، وفق ما نقلت وكالة أنباء العالم العربي (AWP).
إلى ذلك، استبعد فرج أيضا أن تُقدم إسرائيل على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء “لما لذلك من خطورة على علاقات البلدين”. غير أنه أكد في الوقت ذاته أن مصر لن تسمح بذلك “ومستعدة لكافة السيناريوهات”. ورأى أن تنفيذ إسرائيل تهديداتها ودخول رفح خاصة محور صلاح الدين على الحدود مع مصر، “سيكون بمثابة إنهاء لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وسيكون بمقدور القاهرة تعزيز وجودها العسكري في سيناء من دون التقيّد بشروط معاهدة السلام”.
ويعدّ محور صلاح الدين الذي يمتد على طول الحدود المصرية مع القطاع بطول 14 كيلومترا، منطقة عازلة بموجب معاهدة كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وانسحبت إسرائيل من تلك المنطقة عام 2005 بموجب خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك أرئيل شارون، والتي غادرت القوات الإسرائيلية كل قطاع غزة بناء عليها وجرى تفكيك المستوطنات. ثم وقّعت إسرائيل مع مصر في ذلك العام ما يعرف باسم “اتفاق فيلادلفي” لتشكل ملحقاً لاتفاقية كامب ديفيد.
يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي كان طلب من الجيش قبل يومين إعداد مخطط للإجهاز على الكتائب المسلحة لحماس في رفح قبل حلول شهر رمضان، حسب ما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أمس.
فيما دار نقاش بين نتنياهو ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي حول الموضوع، وإمكانية إجلاء النازحين من المدينة المكتظة، وسط تحذيرات دولية وعربية من خطورة الإقدام على تلك الخطوة.

العربية نت

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اليونيسيف: “إسرائيل” تقتل يومياً 27 طفلاً في غزة

الجديد برس| قال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” في فلسطين أن معدل قتل ” إسرائيل” للأطفال في غزة منذ 7 أكتوبر بلغ نحو 27 طفلا يوميا. وأشار الى أن شهر حزيران /مايو فقط دخل أكثر من 5 آلاف طفل في غزة دائرة سوء التغذية. ونوه إلى عدم وجود تفسير للإسراف في القتل الذي يشهده قطاع غزة. وقالت يونيسيف في بيان لها أمس أن الواقع القاسي الذي يواجهه الكثيرون في غزة اليوم، بعد أشهر طوال من حظر دخول مساعدات كافية إلى القطاع، وفشل أطراف النزاع في الالتزام بمسؤولياتهم الأساسية في حماية المدنيين. واعتبر أن نقص المساعدات يعني أن الأطفال يتضورون جوعاً ويتزايد خطر وقوع المجاعة، وسيستمر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في الارتفاع — ما لم تستأنف المساعدات والخدمات المنقذة للحياة على نطاق واسع. ودعت اليونيسف “إسرائيل” إلى مراجعة قواعد الاشتباك لديها على وجه السرعة لضمان الامتثال الكامل للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما ما يتعلق بحماية المدنيين ومنهم الأطفال، وإلى إجراء تحقيق شامل ومستقل بوقوع الانتهاكات. وبلغ عدد الشهداء من الأطفال في قطاع غزة 16503 منذ بدء العدوان الإسرائيلي، وفق ما كشفت وزارة الصحة في غزة الشهر الماضي. وحسب وزارة الصحة فأن 916 طفلاً شهيداً لا تتجاوز أعمارهم العام، وتراوح أعمار 4365 طفلاً شهيداً بين العام الواحد والـ5 أعوام. فيما بلغ عدد الشهداء من الأطفال المراوحة أعمارهم بين 6-12 عاماً الـ 6101 شهيد، في حين بلغ عدد الشهداء من الفتية (13–17 عامًا) 5124 شهيداً. وتواصل آلة الحرب الإسرائيلية لليوم الـ 644 تواليا ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مع تصاعد المجازر التي تستهدف النساء والأطفال، واستمرار الحصار الخانق المفروض على القطاع.

مقالات مشابهة

  • ​MEE: محادثات غزة يهددها رفض “إسرائيل” الانسحاب من رفح
  • محادثات الهدنة في غزة متعثرة عند مسألة انسحاب إسرائيل من القطاع 
  • “حشد” تُدين تصاعد جرائم العدو الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة والضفة
  • مفاوضات غزة تواجه "تعثرا".. إسرائيل تصر على شرط ترفضه حماس
  • إسرائيل وهندسة سياسة التجويع في غزة
  • واشنطن تطالب حماس بتأجيل بحث انسحاب إسرائيل لإنقاذ المفاوضات
  • اليونيسيف: “إسرائيل” تقتل يومياً 27 طفلاً في غزة
  • اليونيسيف: 27 طفلاً تقتلهم “إسرائيل” يومياً في غزة
  • “أونروا” تحذر من خطط العدو الإسرائيلي لتنفيذ نزوح قسري إلى رفح
  • 5 أسئلة تفسر تمسّك إسرائيل بالمساعدات الأميركية وإصرار حماس على رفضها