تناول معلقون ومحللون في وسائل إعلام إسرائيلية الجدل الدائر في حكومة الاحتلال الإسرائيلي حول العملية العسكرية التي يتم الحديث عن قرب تنفيذها في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وكذلك تطورات صفقة تبادل الأسرى وموقف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو منها.

وقال يارون إبراهام، مراسل الشؤون السياسية في القناة 12، إن جدلا دار بين نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي حول عملية رفح، حيث يلح رئيس الحكومة على إيجاد حلول سريعة للعمل في رفح حتى يتم تقويض كتائب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل شهر رمضان.

في حين رد عليه هاليفي في اجتماع الحكومة -حسب إبراهام- بأن الجيش بحاجة إلى ظروف تمكنه من تنفيذ خطته التي يعدها حيث لا يمكن تنفيذ العملية إلا بعد نقل مليون و400 ألف مواطن موجودين في رفح إلى شمال القطاع وكذلك التوصل إلى اتفاقات مع المصريين بشأن السيطرة على محور فيلادلفيا.

أما لواء احتياط نوعام تيفون -القائد السابق لفيلق الشمال- فيرى في حديثه للقناة 13 أن كل ما يجري هو سياسة حزبية تهدف للحفاظ على الائتلاف الحكومي، محذرا من "حملة دعائية منسقة وفي غاية البشاعة" يديرها نتنياهو ومكتبه وأبواقه ضد الأسرى في غزة وعائلاتهم.

وشدد على أن الأسرى ليسوا هم من يمنع الانتصار، وإنما يمنعه عدم إجراء حكومة إسرائيل أي نقاش إستراتيجي لاتخاذ قرار في من يتولى المسؤولية في غزة بعد الحرب.

حرب لا تنتهي

من جهته، يعتبر المحلل السياسي أمنون أبراموفيتش، أن من يتحدث عن الذهاب إلى "نصر مطلق" يقصد الدخول في حرب لا تنتهي، متهما نتنياهو بإصدار تعليمات إلى أبواقه ووزرائه لمهاجمة صفقة تبادل الأسرى.

ويرى أبراموفيتش أن من يسعى لمناقشة الصفقة بحضور وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فإنه لا يريد انعقادها، مضيفا أن نتنياهو عندما يصل إلى مفترق طرق، فإنه لن يتردد في تغليب المصلحة الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية.

وفي السياق، قال المحلل السياسي غاي بيليغ للقناة 12، إنه إذا تم إقرار الصفقة فإن بن غفير وسموتريتش سيفككان الحكومة، وإذا تم رفض الصفقة فإن الوزيرين بيني غانتس، وغادي إيزنكوت، سيغادران الحكومة لذلك فإن نتنياهو سيفعل أي شيء لمنع وضع الصفقة أمام الحكومة للتصويت عليها أو طرح أي صفقة أخرى.

ويرى بيليغ أن نتنياهو وضع مصلحته السياسية الشخصية قبل أي شيء آخر، مضيفا "لدي مخاوف من أن الأسرى لم تختطفهم حركة حماس فقط بل هم أيضا مخطوفون لدى السياسة الحزبية الإسرائيلية".

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس

قالت القناة "12" العبرية، الخميس، إن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عرض على إسرائيل وحركة حماس في الساعات الماضية خطة جديدة لاتفاق من أجل وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

 

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير التهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

 

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 177 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة قتلت كثيرين بينهم أطفال.

 

وحسب القناة، سيتم إطلاق 9 (أو 10) أسرى إسرائيليين أحياء و18 أموات على مرحلتين خلال أسبوع، وتلتزم إسرائيل بوقف إطلاق النار 60 يوما تجرى خلالها مفاوضات لإنهاء الحرب.

 

وتقدر تل أبيب وجود 58 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

 

القناة تابعت: "وبموجب الخطة تلزم إسرائيل بسحب جيشها إلى المواقع التي تواجد فيها قبيل انهيار وقف إطلاق النار في مارس/ آذار الماضي".

 

كما تلتزم بإعادة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، ليتم توزيعها من جانب مؤسسات الأمم المتحدة، كما كان الحال سابقا، إضافة إلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

 

واستبعدت إسرائيل الأمم المتحدة، وكلفت قبل أيام "مؤسسة غزة الإنسانية" الإسرائيلية الأمريكية المرفوضة أمميا، بتوزيع مساعدات شحيحة جدا بمناطق جنوب قطاع غزة، لإجبار الفلسطينيين على النزوح من الشمال وتفريغه.

 

لكن المخطط الإسرائيلي فشل تحت وطأة المجاعة، بعد أن اقتحمت حشود فلسطينية يائسة الثلاثاء والأربعاء مركز لتوزيع مساعدات، فقتل الجيش الإسرائيلي بالرصاص 3 منهم وأصاب 46، وأوقفت المؤسسة نشاطها "مؤقتا".

 

وذكرت القناة الإسرائيلية أنه "في حال عدم التوصل إلى اتفاق (لإنهاء الحرب) حتى نهاية وقف إطلاق النار، فستستأنف إسرائيل الحرب أو تواصل المفاوضات لإطلاق مزيد من الأسرى"، دون أن توضح ما إذا كان هذا هو تحليلها أو بند بالخطة.

 

** ضمانة ثلاثية

لاحقا، نقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه قوله: "سيتم إطلاق سراح عشرة (أسرى) إسرائيليين أحياء وليس تسعة".

 

وعن آلية التنفيذ قالت القناة: "في اليوم الأول، سيتم إطلاق سراح خمسة (أسرى) أحياء وتسعة قتلى، وفي اليوم السابع، يتم إطلاق مثلهم".

 

وزادت أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن عن وقف إطلاق النار، وسيكون ضامنا لاحترام الطرفين له".

 

و"مقابل الأسرى الأحياء ستفرج إسرائيل عن 125 أسيرا فلسطينيا محكوما بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023".

 

وتابعت: "مقابل (الأسرى) الثمانية عشر القتلى، ستفرج إسرائيل عن 180 جثة لسكان غزة على دفعتين".

 

وأضافت: "في اليوم العاشر، ستُسلم حماس قائمة كاملة تتضمن تقريرا طبيا مفضلا عن حالة (بقية الأسرى الإسرائيليين) في غزة".

 

و"ستكون الولايات المتحدة ومصر وقطر ضامنة لوقف إطلاق النار، وسيصل ويتكوف إلى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق".

 

وسبق أن نشرت وسائل إعلام إسرائيلية وأمريكية ما قالت آنذاك إنها تفاصيل مقترح (سابق) لويتكوف، مع اختلاف في بعض البنود.

 

** تصريحات إيجابية

وحتى الساعة 08:25 "ت.غ" لم يصدر تعقيب من الأطراف المعنية على ما ذكرته القناة الإسرائيلية بشأن الخطة الجديدة.

 

لكن الأربعاء أعلنت حماس، في بيان، التوصل إلى اتفاق مع ويتكوف على إطار عام لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، بانتظار الرد النهائي من الوسطاء.

 

وأوضحت أن الإطار "يحقق وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وتدفّق المساعدات، وتولّي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق".

 

ويتضمن أيضا "إطلاق سراح عشرة من الأسرى الإسرائيليين وعدد من الجثث، مقابل إطلاق سراح عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، بضمان الوسطاء، وتنتظر الحركة الردّ النهائي على هذا الإطار"، وفق البيان.

 

كما صرح ويتكوف، الأربعاء، بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيراجع وثيقة التفاهمات الجديدة بشأن غزة، وأعرب عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار و"حل سلمي طويل الأمد".

 

وفي اليوم نفسه، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية بأن مسؤولين إسرائيليين مشاركين بالمفاوضات غير المباشرة مع "حماس"، يتحدثون عن "تطور إيجابي" بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة.

 

وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.

 

لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.

 

وتؤكد المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى أن نتنياهو يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.

 

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.


مقالات مشابهة

  • مسؤول عسكري إسرائيلي سابق يتهم نتنياهو بتوريط إسرائيل في مأزق غزة
  • إعلام: قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على مدينة اللاذقية بسوريا
  • تعثّر المفاوضات يعمّق معاناة آلاف الأسرى وعائلاتهم في اليمن
  • إعلام عبري: نتنياهو يعلن موافقته على مقترح ويتكوف الجديد لوقف الحرب في غزة
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يقبل بخطة ويتكوف الجديدة لوقف إطلاق النار في غزة
  • WSJ: ماسك حاول عرقلة صفقة ذكاء اصطناعي في أبوظبي لإدخال شركته
  • إعلام عبري: تفاصيل خطة جديدة عرضها ويتكوف على إسرائيل وحماس
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو فوّت فرصة صفقة شاملة
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعقد اجتماعا لبحث مقترح الصفقة الجديد مساء اليوم
  • ‏وسائل إعلام فلسطينية: 3 قتلى في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي جنوبي قطاع غزة