انقطاع الاتصالات والإنترنت لليوم الرابع على التوالي يفاقم معاناة السودانيين
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
أدى الانقطاع الكلي لشبكات الاتصالات والإنترنت في السودان لليوم الرابع على التوالي، إلى تعطيل حياة الملايين وشلل في القطاعين العام والخاص، خاصة في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، التي اتخذها الجيش عاصمة بديلة عقب اندلاع الصراع مع قوات الدعم السريع في 15 أبريل.
وخرجت معظم المصارف عن الخدمة، إلى جانب تعطل التطبيقات البنكية التي يعتمد عليها كثيرون في التحويلات المالية، خصوصاً في العاصمة الخرطوم والمدن الأخرى التي تشهد صراعاً، إذ تعتمد العائلات الموجودة هناك على مساعدة أبنائها من خارج البلاد والولايات الآمنة عبر التحويلات البنكية.
وقال مروان المكي الذي نزح إلى بورتسودان في الشرق عقب اندلاع الصراع: “نعاني بشكل كبير بالنسبة للبنوك، لأن أغلب البنوك هنا في مدينة بورتسودان توقفت عن تقديم الخدمات بسبب انقطاع الإنترنت، عدا بنوك (الادخار) و(إفريقيا) و(الخليج) التي لا زالت تعمل”.
وأضاف المكي لوكالة أنباء العالم العربي AWP: “أحاول سحب مبالغ مالية من حسابي في البنك لتسيير حياتي، لكني لا أستطيع مع تعطل عمل البنوك وتوقف جميع التطبيقات البنكية، خاصة تطبيق (بنكك) التابع لبنك الخرطوم الذي يعتمد عليه غالبية السودانيين”.
لكن شاهين محمد، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة في بنك الخرطوم، قال لوكالة أنباء العالم العربي، إن التطبيق يعمل بصورة مستقرة في جميع أنحاء السودان عبر الشبكات الأرضية.
ومضى المكي قائلاً: “انقطاع الإنترنت أعادنا إلى العصر الحجري، إذا أردت مقابلة شخص ليس أمامك خيار سوى الذهاب إليه في بيته أو مكان عمله دون تنسيق مسبق، وقد لا تجده”.
وأضاف: “انقطعت خدمات الاتصالات والإنترنت منذ أكثر من أسبوع، كما أن هذا الانقطاع أوقف كافة المعاملات الحكومية المتعلقة بأجهزة التحصيل والإيرادات، مثل السجل المدني واستخراج جوازات السفر وتوثيق الأوراق الرسمية والشهادات”.
وأشار المكي إلى أن انقطاع الإنترنت قطع التواصل كذلك بينه وبين أقاربه داخل السودان وخارجه، باستثناء قليلين في بعض الولايات الذين يستخدمون شبكات الإنترنت التي تعمل بالأقمار الاصطناعية والخطوط الأرضية.
وقال: “مثلاً شركة كنار التي تمتلك الخطوط الأرضية توفر الإنترنت للشخص الواحد مقابل 10 آلاف جنيه في الساعة الواحدة”.
وأظهرت مقاطع مصورة، جرى تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تدافع السودانيين في صفوف طويلة أمام أحد الفنادق في مدينة بورتسودان للحصول على خدمات الإنترنت.
ويتبادل طرفا الصراع في السودان الاتهامات بقطع الاتصالات في عدة مناطق بالبلاد، وهو الأمر الذي فرض تعتيماً على الأحداث الدائرة هناك، لا سيما في مناطق الصراع في العاصمة الخرطوم وإقليمي كردفان ودارفور.
وعقب اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل الماضي، نقلت معظم المؤسسات الحكومية والخاصة أنشطتها إلى مدينة بورتسودان، بما في ذلك مجلس السيادة الذي يرأسه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وبنك السودان المركزي.
ومنذ ما يزيد على شهرين، تعيش مدن إقليم دارفور غربي البلاد في عزلة عن العالم بسبب انقطاع شبكات الاتصالات والإنترنت، واستعاض السكان عنها بشبكات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، التي تتوفر بشكل محدود في بعض المقاهي والأسواق.
نزح عبد الله عثمان من الخرطوم إلى مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة بوسط السودان، ومنها إلى بورتسودان الشهر الماضي، لاستخراج جواز سفر لمغادرة البلاد، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على ود مدني في ديسمبر، لكن انقطاع الإنترنت عطل مخططه، واضطر إلى التوجه إلى ليبيا براً عبر الولاية الشمالية.
وقال عثمان لوكالة أنباء العالم العربي، عبر تطبيق للدردشة بعد أن اتصل بالإنترنت مستخدماً الأقمار الاصطناعية: “أنا حالياً في منطقة المثلث على الحدود مع ليبيا أغادر البلاد عبر طرق وعرة، بسبب مشكلة انقطاع الشبكات التي عطلت التطبيقات البنكية والتحويلات المالية، وأوقفت خدمة الجوازات. نحن في ورطة كبيرة جداً”.
وواجه مصعب أبو زيد صعوبات في الحصول على سيولة نقدية أو تحويل بنكي من عائلته العالقة في أم درمان، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وبحري العاصمة الأوسع للسودان على جانبي نهر النيل.
وفي حديثه لوكالة أنباء العالم العربي، لم يخف أبو زيد مخاوفه على مصير عائلته مع انقطاع التواصل بينهما، في ظل وجودها في مناطق تشهد اشتباكات يومية بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال أبو زيد “إذا لم ترجع الشبكة، أو أتحدث إليهم بأي وسيلة، سأضطر إلى ترك كل شيء خلفي والتحرك إلى أم درمان للاطمئنان عليهم”.
وقالت غرفة طوارئ ولاية الخرطوم، السبت، إن انقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت “يزيد من حدة المعاناة، إذ ينعدم التواصل، وتتوقف تبعاً لذلك كافة المساعدات التي بات الكثير من الأهالي يعتمدون عليها، ناهيك عن اعتماد الكثير من المواطنين ومقدمي الدعم بالداخل والخارج على التحويلات البنكية لإيصال الدعم للمتضررين، والتي تعتمد على شبكة الاتصالات والإنترنت في تشغيلها”.
كما قالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان في بيان، السبت، إن قطع خدمات الاتصالات والإنترنت أعاق قدرة الأطباء داخل وخارج البلاد على تقديم الاستشارات الطبية والمتابعة الصحية للمرضى عن بُعد.
واندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بسبب خلافات بشأن خطط لدمج الدعم السريع في القوات المسلحة، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.
الشرق للأخبار
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الاتصالات والإنترنت مدینة بورتسودان انقطاع الإنترنت الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
لليوم الثالث.. انقطاع الكهرباء بمطار الدمام يُعطل أجهزة قراءة التذاكر
يتواصل مسلسل انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء حيوية من مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ليلقي بظلاله مجددًا على انسيابية حركة المسافرين والعمليات التشغيلية، حيث امتد تأثيره ليشمل، بحسب معلومات حديثة، تعطل أجهزة قراءة تذاكر صعود الطائرة.
وأدى هذا العطل الجديد إلى حالة من الإرباك بين صفوف الموظفين والمسافرين على حد سواء، مضيفًا عبئًا جديدًا على كاهل العاملين في المطار.عطل كهربائيويأتي هذا بعد ما رصدته ”اليوم“ الخميس الماضي من تعطل السلالم الكهربائية، حيث تم وضع لافتات تشير إلى أعمال صيانة عليها، دون أن ينهي ذلك معاناة مستخدمي المطار من تبعات انقطاع التيار.
أخبار متعلقة إنجاز طبي جديد لقسم جراحة المسالك البولية بمواساة الدمامإحالة مقيم بالشرقية إلى النيابة العامة لترويجه "الشبو" المخدر .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } رصدت ”اليوم“ الخميس الماضي تعطل السلالم الكهربائية
وأشارت المعلومات الأولية إلى أن العطل الكهربائي لا يزال يتركز في مناطق رئيسية مخصصة لاستقبال ومغادرة الركاب، الأمر الذي استدعى اللجوء إلى إجراءات تشغيلية بديلة في محاولة لتسيير الحركة.
وكانت مصادر مطلعة قد كشفت في وقت سابق عن أن صالة القدوم الدولي كانت من بين أكثر المناطق تضررًا جراء الانقطاعات السابقة، حيث لوحظ تعطل التيار الكهربائي بشكل كامل في المنطقة المخصصة لإنهاء إجراءات القادمين.
#خاص | عطل كهربائي بـ #مطار_الدمام يوقف أجهزة التفتيش والسلالم ويُجهد المسافرين والموظفين#اليوم #مطارات_الدمام #يحدث_الآن@KFIAirport @DACOKSA @MATARAT_KSA
التفاصيل: https://t.co/UKCH3sWqvN pic.twitter.com/glegzOLHW2— صحيفة اليوم (@alyaum) May 29, 2025تعطل المسافرينوأوضحت المصادر ذاتها أن هذا الوضع قد شمل أيضًا توقف عمل أجهزة تفتيش الحقائب اليدوية عند مدخل الصالة الدولية المؤدي إلى منطقة استلام الأمتعة، ما اضطر الجهات المعنية إلى تحويل عملية تفتيش هذه الحقائب إلى الأجهزة المخصصة عادةً لحقائب الشحن الكبيرة التابعة للجمارك، وقد أسفر هذا الإجراء عن إرهاق إضافي للموظفين وزيادة محتملة في أوقات الانتظار للمسافرين.
ولم يقتصر تأثير انقطاع التيار على صالات القدوم، بل امتد ليشمل الصالة الخارجية المخصصة للمغادرين، حيث أكدت مشاهدات سابقة تعطل السلالم الكهربائية، الأمر الذي سبب صعوبات ملموسة للمسافرين، لا سيما كبار السن وأولئك الذين يحملون حقائب ثقيلة، وذلك على الرغم من استمرار عمل الأنظمة الرئيسية في المطار بشكل عام.
وحتى ساعة إعداد هذا التقرير، لم تصدر إدارة مطار الملك فهد الدولي أي بيان رسمي يوضح الأسباب الكامنة وراء هذه الانقطاعات المتكررة والمفاجئة للتيار الكهربائي، أو يقدم جدولًا زمنيًا متوقعًا لإصلاح الأعطال وإعادة كافة الخدمات إلى طبيعتها بشكل كامل.