موقع النيلين:
2025-07-13@10:09:38 GMT

ما وراء الهاوية.. هل نتوقع حربًا عالمية ثالثة؟

تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT


في القرن الحادي والعشرين، تلوح في الأفق مخاوف كبيرة بشأن احتمال نشوب صراع عالمي ثالث، مدفوعًا بالديناميكيات الجيوسياسية المتغيرة بين الدول الكبرى.

إن دراسة أدوار اللاعبين الرئيسيين، مثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وإيران، أمر ضروري لفهم التعقيدات التي تساهم في المشهد العالمي.

إن توازن القوى المتطور بين الولايات المتحدة والصين هو موضوع رئيسي، وتحدد المنافسة الاقتصادية، والتنافس التكنولوجي، والنفوذ الجيوسياسي العلاقة بينهما، إن الجهود الدبلوماسية والمفاوضات التجارية والحوارات الاستراتيجية تشكل أهمية بالغة في إدارة التوترات ومنع التصعيد غير المقصود الذي قد يكون له تداعيات عالمية.

وتشكل روسيا، بسياستها الخارجية الحازمة وقدراتها العسكرية، لاعباً مهماً آخر، يتطلب تحقيق التوازن في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة والقوى الأوروبية دبلوماسية حذرة. إن معالجة المخاوف الإقليمية وإيجاد أرضية مشتركة بشأن القضايا العالمية، يمكن أن تساعد في تخفيف الصراعات المحتملة.

ويضيف دور إيران في الشرق الأوسط طبقة أخرى من التعقيد، وتشكل التوترات الإقليمية، وخاصة في الخليج الفارسي، تحديات للاستقرار. إن الجهود الدولية الرامية إلى معالجة البرنامج النووي الإيراني، من خلال السبل الدبلوماسية تشكل ضرورة أساسية لمنع الأزمة الإقليمية من التصاعد إلى صراع أوسع نطاقاً.

الحروب بالوكالة والنزاعات الإقليمية التي تشمل هذه الدول تزيد من المخاوف بشأن احتمال نشوب حرب عالمية ثالثة. إن إدارة الصراعات الإقليمية، وتعزيز الحوار، والانخراط في المبادرات الدبلوماسية أمر بالغ الأهمية لمنع تورط القوى الكبرى في نزاعات محلية.

ويؤكد التقدم السريع في التكنولوجيات العسكرية، بما في ذلك القدرات السيبرانية، على الحاجة إلى اتفاقيات دولية. إن إنشاء بروتوكولات تتناول الاستخدام المسؤول للتكنولوجيات الناشئة يمكن أن يخفف من مخاطر التصعيد غير المقصود ويعزز الأمن العالمي.

في حين أن التفكير في آثار الحرب العالمية الثالثة الافتراضية ينشر الرعب، فمن الأهمية بمكان أن نعترف بالتداعيات المحتملة التي يمكن أن يتردد صداها في جميع أنحاء العالم، حيث إن الدمار الذي يخلفه مثل هذا الصراع سوف يمتد إلى ما هو أبعد من ساحات القتال المباشرة، مما يلقي بظلال طويلة مشؤومة على مستقبل البشرية.

إحدى العواقب التي يمكن تصورها هي الخسائر البشرية المذهلة، إن حجم الدمار والخسائر في الأرواح في حرب عالمية بهذا الحجم سيكون غير مسبوق. وسيواجه الناجون الندوب الجسدية والنفسية، ويواجهون مهمة شاقة تتمثل في إعادة بناء المجتمعات التي مزقتها ويلات الحرب. وسوف يواجه المجتمع العالمي أزمة إنسانية طاحنة، مع وصول الحاجة إلى المساعدات، وإعادة البناء، والتعافي من الصدمات إلى مستويات غير مسبوقة.

وسوف يخضع المشهد الجيوسياسي لتحول جذري، فالدول التي نجت من العاصفة ستظهر وقد تغيرت، مع تحول ديناميكيات القوة بطرق لا يمكن التنبؤ بها. ومن الممكن أن تظل ندوب عدم الثقة والعداء قائمة لأجيال، مما يجعل احتمال إقامة علاقات تعاونية مستقرة بين الدول تحديا هائلا. وقد تحتاج المؤسسات الدولية المصممة لتعزيز التعاون إلى إصلاح عميق حتى تتمكن من التكيف مع النظام العالمي الجديد، أو تخاطر بالتحول إلى آثار عفى عليها الزمن من حقبة ماضية.

سيكون التدهور البيئي إرثًا مؤرقًا آخر للحرب العالمية الثالثه، حيث إن الاستخدام الواسع النطاق للأسلحة المدمرة والأضرار الجانبية الناجمة عن العمليات العسكرية واسعة النطاق يمكن أن يطلق العنان لكوارث بيئية على نطاق عالمي.

وسوف يتعرض التوازن الدقيق للكوكب إلى مزيد من الإخلال، مما يؤدي إلى تفاقم التحديات القائمة مثل تغير المناخ وربما يؤدي إلى أزمات بيئية جديدة غير متوقعة. إن التأثير طويل المدى على التنوع البيولوجي، والنظم البيئية، والصحة العامة للكوكب من شأنه أن يفرض تحديات هائلة على الأجيال القادمة التي تسعى جاهدة إلى إعادة بناء عالم مزقته الصراعات.

إن التحديات العالمية المشتركة، مثل تغير المناخ وأزمات الصحة العامة، تتطلب بذل جهود تعاونية. ومعالجة هذه القضايا بشكل جماعي يمكن أن تعزز التعاون وبناء الثقة بين الدول، مما يقلل من احتمال نشوب الصراعات الناجمة عن ندرة الموارد أو الضغوط البيئية.

وتظل الدبلوماسية بمثابة الركيزة الأساسية في منع سوء الفهم وسوء التقدير. إن الاستفادة من المنتديات الدولية، مثل الأمم المتحدة، لإجراء حوار مفتوح وحل الصراعات أمر ضروري، إن قدرة العالم على استخلاص الدروس من صراعات الماضي، تؤكد أهمية المشاركة الدبلوماسية، والتعاون المتعدد الأطراف، والالتزام بالسعي لتحقيق المصالح المشتركة من أجل مستقبل دولي أكثر استقرارًا وتعاونًا.

عمرو جوهر – بوابة روز اليوسف

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

امين عام السياحة: القطاع السياحي في الأردن يتمتع بقدرة عالية على التعافي رغم الأزمات الإقليمية

صراحة نيوز- قال أمين عام وزارة السياحة والآثار الأستاذ الدكتور فادي بلعاوي، إن القطاع السياحي في الأردن يتمتع بقدرة عالية على التعافي رغم تأثره السريع بالأزمات الإقليمية، مشيرا إلى أن موقع المملكة المستقر يقابله محيط مضطرب ينعكس بشكل مباشر على حركة السياحة الوافدة، التي تعد الأكثر حساسية للأحداث في المنطقة.

وبين بلعاوي، خلال استضافته في برنامج ستون دقيقة عبر شاشة التلفزيون الأردني، أن مدينة البترا تعد من أكثر المناطق السياحية تأثرا بتراجع السياحة الأجنبية، كون أكثر زوارها يأتون من الخارج، ما يجعلها عرضة لتأثيرات أي توتر إقليمي مثل العدوان الغاشم على غزة، والحرب الإيرانية الإسرائيلية.

وأشار، الى أن الوزارة على دراية كاملة بالمعاناة التي تمر بها مدينة البترا وكذلك وادي رم ومادبا، وقد بدأت لقاءات مباشرة مع القطاع السياحي فيها لتصميم برامج دعم واقعية وفعالة.

ولفت بلعاوي، الى تأسيس “صندوق التنمية والتطوير للقطاع السياحي” الذي يمر حاليا بمراحله التشريعية النهائية، موضحا أن الهدف من الصندوق هو دعم المناطق السياحية المتضررة، وتمكين المجتمعات المحلية من تجاوز الأزمات عبر مشاريع مستدامة.

وبين، أن الاستجابة للأزمات لا تقتصر على الحلول المؤقتة، بل تتضمن التوجه نحو أسواق سياحية جديدة تفهم خصوصية الأردن، كالسوقين الروسي والهندي، بالإضافة إلى السوق الخليجي، موضحاً أن الوزارة بدأت بتكثيف الترويج المباشر للمستهلك والسائح، وليس فقط عبر مكاتب السفر، وذلك لتغيير الصورة النمطية وربط الأردن كوجهة مستقلة وآمنة.

واكد، إدراك وزارة السياحة للتحديات التي يواجها القطاع السياحي، لافتاً الى أن الحكومة لم تقف مكتوفة الأيدي، بل قدمت دعماً مباشراً للقطاع السياحي، من خلال تحمّل فوائد القروض لثلاثة أشهر، بهدف تمكين المنشآت من تغطية رواتب العاملين فيها، حيث خُصص هذا الدعم بشكل خاص للمكاتب السياحية والفنادق، باستثناء فنادق الخمس نجوم، التي غالباً ما تكون مدعومة من شركات كبرى تمتلك من الإمكانيات ما يؤهلها لتجاوز الأزمة بإمكاناتها الذاتية.

وفي إطار تطوير المنتجات السياحية، أشار بلعاوي إلى أن السياحة الدينية تمثل أولوية حقيقية ضمن استراتيجية الوزارة، موضحا أن معرض “الأردن فجر المسيحية” انطلق من الفاتيكان وانتقل إلى أسيزي الإيطالية، ويُنتظر أن يُعرض في اليونان، لنقل رسالة الأردن كمهد للتسامح والعيش المشترك.

وأعلن عن منتج سياحي جديد تحت عنوان “درب الحج المسيحي”، يربط بين جبل نيبو والمغطس، ويجمع بين السياحة الدينية والبيئية وتجربة المغامرة، مبينا أن الوزارة لا تكتفي بتطوير المواقع بل تسعى إلى تطوير التجربة السياحية الكاملة، من خلال تحسين الخدمات، ورفع جاهزية المواقع، وتقديم تجارب متكاملة.

وفي هذا السياق، أشار بلعاوي إلى أن تجربة “درب المعمدان” في المغطس أصبحت نموذجا رائدا للحج المسيحي في المنطقة، نظرا لما يقدمه من روحانية عالية وتجربة متكاملة للزائر.

أما فيما يتعلق بالسياحة الداخلية، فأكد بلعاوي أن برنامج “أردننا جنة” تطور ليصبح أداة تنموية فعالة، حيث لم يعد يقتصر على الرحلات الترفيهية، بل صار يركز على دعم الاقتصاد المحلي وتفعيل المجتمعات، من خلال تجارب أصيلة ينفذها أبناء المناطق المستهدفة.

وأشار إلى أن البرنامج تم تعديله في ضوء الأزمات، بحيث يوجه الدعم لمناطق تضررت أكثر من غيرها، مثل البترا، كما تم توسيعه ليستهدف فئات جديدة مثل الشباب، بعد أن كان يركز على العائلات، بالإضافة إلى إدخال أيام الأسبوع ضمن نشاطه بدلا من حصره في عطلات نهاية الأسبوع.

وتابع بلعاوي أن الوزارة تعمل أيضا على برنامج خاص للدبلوماسيين المقيمين في الأردن، بهدف تعريفهم بالوجه السياحي الحقيقي للمملكة، مشيرا إلى أن البرنامج في مراحله النهائية.

وبين، أن عودة الطيران منخفض التكاليف تعد أولوية وطنية، كاشفا أن الوزارة في مفاوضات يومية لتسريع عودته، بعد أن كانت مقررة في شهر أيلول، لما لهذا الطيران من أثر كبير على استعادة أعداد السياح إلى مستوياتها الطبيعية.

واكد أن الوزارة تنتهج نهجا عمليا قائما على الشراكة والتخطيط المستند إلى الواقع، مشددا على أن جميع المبادرات والبرامج التي يتم طرحها تنطلق من الميدان، وتنفذ بالتعاون مع القطاع الخاص والمجتمعات المحلية، وبما يضمن الاستجابة السريعة والتخطيط الاستراتيجي طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: نتوقع التوصل لاتفاق يدوم 60 يوما ويسمح بعودة نصف الأسرى
  • خبير استراتيجي: مصر تقود الجهود الإقليمية لوقف إطلاق النار وإعمار غزة
  • باحث: كافة الصراعات بالمنطقة ذات تدخلات خارجية
  • سمو الأمير يستعرض مع الرئيس التركي العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية
  • «التعليم» تنفي إرجاء تطبيق 20% على الحضور لطلبة ثالثة إعدادي لعام 2027
  • هل ينجح الشعب والبرلمان في إجهاض اتفاقية الخور أم الاستسلام للضغوط الإقليمية؟
  • امين عام السياحة: القطاع السياحي في الأردن يتمتع بقدرة عالية على التعافي رغم الأزمات الإقليمية
  • قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى
  • هل يمنح إضعاف إيران وحزب الله لبنان فرصة لرسم مسار بعيدًا عن الصراعات ؟
  • جيش الاحتلال والموساد وتاريخ من الصراعات والإخفاقات