قبل عيد الحب.. الإفتاء تجيب عن السؤال: هل الحب حرام؟
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
مع اقتراب عيد الحب 2024 يبحث الكثير من الأشخاص عن مدى حرمة أو جواز الحب في الإسلام، وتوفر الأسبوع في السطور التالية ما قالته دار الإفتاء في هذا الشأن.
أجابت دار الإفتاء عن سؤال هل الحب حرام في كل الأحوال؟، وجاء رد الدار بالآتى: الحب معنًى نبيلٌ جاء به الإسلام ودعا إليه، ومن سمات المسلم أنه محبٌّ لكل خلق الله، يرى الجمال أينما كان، ويعمل على نشر الحب حيثما حلَّ، إلا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع، وبين ما قد يجري بين الجنسين من علاقة محرمة بدعوى الحب، فقد جعل اللهُ الزواجَ هو باب الحلال في العلاقة والحب بين الجنسين.
أكدت دار الإفتاء، أن الحب معنى نبيل جاء به الإسلام ودعا إليه، فقال تعالى:«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ» [البقرة: 165]، وقال عز وجل:«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ» [المائدة: 54]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلا ظِلِّي»، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى أَمْرٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» رواهما مسلم، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْمُتَحَابُّونَ فِي جَلالِي لَهُمْ مَنَابِرُ مِنْ نُورٍ، يَغْبِطُهُمُ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ» رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح، وعنه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ، وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ، وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ، وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ» رواه مالك في «الموطأ» بسند صحيح، وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَحِبُّوا اللهَ لِمَا يَغْذُوكُمْ مِنْ نِعَمِهِ، وَأَحِبُّونِي بِحُبِّ اللهِ، وَأَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي لِحُبِّي» رواه الترمذي وصححه الحاكم.
من ناحية أخرى فالمسلم محب لكل خلق الله تعالى، يرى الجمال أينما كان، ويعمل على نشر الحب حيثما حلَّ، فهو رحمة للناس يحسن إليهم ويرفق بهم ويتمنى الخير لهم، متأسِّيًا في ذلك بالنبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم الذي وصفه ربه سبحانه وتعالى بقوله:«وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» [الأنبياء: 107]، وَعَظَّمَهُ بقوله:«وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ» [القلم: 4].
على صعيد آخر ليس الحب حرامًا في أي حال من الأحوال، إلا أنه لا يجوز الخلط بين هذا المعنى السامي الرفيع وبين ما يجري بين الجنسين من العلاقة المحرمة والانقياد لداعي الشهوة واللهاث وراء لذة الجسد في الحرام بدعوى الحب، فإن في ذلك ظلمًا لهذا المعنى الشريف الذي قامت عليه السماوات والأرض:«فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ» [فصلت: 11].
والجدير بالذكر أن الله تعالى قد جعل الزواج بابًا الحلال في العلاقة والحب بين الجنسين، فمن ابتُلي بشيء من ذلك فليكتمه إن لم يستطع الزواج بمن يحب، لما ورد في الحديث: «مَنْ عَشِقَ فَعَفَّ فَكَتَمَ فَمَاتَ مَاتَ شَهِيدًا» أخرجه الخطيب البغدادي وغيره وقوَّاه الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري في رسالة مفردة أسماها «درء الضعف عن حديث من عشق فعف».
اقرأ أيضاًدار الإفتاء تحدد موعد استطلاع هلال شهر شعبان 1445
اليوم.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان لعام 1445 هجريًّا
غدًا.. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان 2024
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: دار الإفتاء عيد الحب الفلانتين عيد الحب 2024 الفلانتين 2024 رضی الله عنه دار الإفتاء بین الجنسین
إقرأ أيضاً:
أديت صلاة العصر جهرا بالخطأ فهل يجب الإعادة؟ | الإفتاء تجيب
صلاة العصر وكيفية أدائها فهي من الصلوات المفروضة كما أن بعض العلماء يرى أنها المقصودة "بـ الصلاة الوسطى" في قول الله تعالى "وحافظوا على الصلاة الوسطى"، هي 4 ركعات وتصلى سرًا، ولكن قد ينسى البعض أنها صلاة سرية ويجهر بالقراءة في الصلاة فهل في هذه الحالة عليه إعادتها أم يسجد للسهو؟.
وكشفت دار الإفتاء المصرية، عن حكم من صلى العصر جهرًا ناسيا، فهل عليه إعادة الصلاة مرة أخرى سراً، وذلك عبر فيديو منشور للصفحة الرسمية لدار الإفتاء على فيسبوك.
هل تطليق الزوجة يُعد من البر بالوالدين؟.. الإفتاء توضح
هل إدراك الإمام في التشهد الأخير يحصل به ثواب الجمعة؟.. الإفتاء توضح
الوقت المستحب لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. الإفتاء توضح
حكم الصلاة ببنطلون ضيق للنساء والرجال .. دار الإفتاء تحسم الجدل
قال الدكتور أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، إن الصلاة الجهرية أو السرية هي إحدى هيئات الصلاة ولو فُقدت لا تسقط الصلاة، ولا يستوجب معها سجود السهو، موضحا أن المصلي في هذه الحالة خالف السنة لكنه لم يخالف هذا عمدا بل كان ناسيًا، مؤكدا أن الصلاة صحيحة ولا شيء عليك.
ما هي الصلاة الوسطى في القرآن الكريم؟ورد في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة البقرة “حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ” ، وقد حدث خلاف بين العلماء حول تحديد هذه الصلاة ؛ حيث تعددت الآراء التي بلغت عشرين رأيًا تبعًا لما ورد في فتح الباري ، ومن أهمها قول البعض بأنها صلاة الصبح وهو رأي مالك والشافعي ، ولكن الرأي الذي أخذ به معظم أهل العلم هو القول بأنها صلاة العصر ، ومن الوارد في ذلك رواية الترمذي والنسائي عن زر بن حبيش قال : قلنا لعبيدة : سل عليًا عن الصلاة الوسطى ؛ فسأل عليًا فقال : كنا نرى أنها الصبح حتى سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب “شغلونا عن الصلاة الوسطى ؛ صلاة العصر”.
الصلاة الوسطى في القرآن الكريم ورد أنها صلاة العصر حيث أن الصلوات الخمس بالوجوب هي الفجر ؛ الظهر ؛ العصر ؛ المغرب ؛ والعشاء ، ولذلك كانت صلاة العصر وسطى بالوجوب ، وذلك لوضعها بين الصلوات الخمس ، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شدّد على أهمية إقامة صلاة العصر في وقتها ، وذلك ما ورد في قوله عليه أفضل الصلاة والسلام “من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله”.
لماذا سميت صلاة العصر بالصلاة الوسطى؟ورد في السبب أنصلاة العصر سميت بالصلاة الوسطى ليست لأنها تتوسط الصلوات بين الفجر والظهر والمغرب والعشاء، بل لأن كلمة وسطى تعنى الأرقى والأعلى فقال المولى عز وجل: «وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»، والوسط أى أعلى الشئ، فكأن الله سبحانه وتعالى يقول من يريد المحافظة على الصلوات الخمسة وكان متعسرًا فعليه أن يبدأ بالصلاة الوسطى، أى صلاة العصر.
كما أن من كان متعسرًا ولا يستطيع المحافظة والمواظبة على الصلاة، فصلاة العصر مثل الخيط الذى يمسك بالسبحة، فلو استطاع الإنسان أن يواظب على صلاة العصر مثلما وضحها الله عز وجل في الآية الكريمة بعد ذكر الصلوات الخمسة لقوله تعالى: «حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ»، سيحفظ على باقى الصلوات ومن لم يستطع المحافظة على الصلاة الوسطى فلم يستطع المحافظة على باقي الصلوات.