الجزيرة:
2024-06-16@13:09:18 GMT

تحرير أسيرَين إسرائيليين.. بئس الإنجاز لجيش العار

تاريخ النشر: 14th, February 2024 GMT

تحرير أسيرَين إسرائيليين.. بئس الإنجاز لجيش العار

أقامت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومن ورائها الإعلام العبري الدنيا، ولم تقعدها؛ احتفاءً، وتهليلًا، وتهويلًا، وتمجيدًا، لعملية تحرير أسيرَين إسرائيليَين في منطقة رفح – الفلسطينية- بقطاع غزة.

وزراء "الكيان الصهيوني"، وجنرالاته، وصحافته، وإعلاميوه.. راحوا ينسجون قصصًا وحكايات، ويزعمون بطولات حول هذه العملية الليلية، الموصوفة بـ "المركّبة، والمعقّدة، والصعبة"، بمشاركة كل الأجهزة الأمنية: الاستخبارية، والشُرطية، والعسكرية.

فبركات مجمع الشفاء

العملية ترافق معها مجزرة جديدة للمدنيين الفلسطينيين، أسفرت عن سقوط مئة شهيد، وعشرات الجرحى.. فيما أعلنت "حركة حماس"، أنَّ الأسيرَين المُحررين لم يكونا في حوزة المقاومة.. بل كانا في قبضة مدنيين في بناية سكنية.

التفاصيل التي يروِّجها الإسرائيليون للعملية تبدو مفككة وتخلو من التماسك، والتوثيق.. على غرار "فبركات وأكاذيب" كثيرة جرى ترويجها بواسطة جيش الاحتلال، منذ بداية العدوان على غزة، الذي دخل شهره الخامس.

لعل أشهرها أكذوبة "مجمع الشفاء الطبي"، الذي قام "جيش الاحتلال" بقصفه (3/11/2023)، واقتحامه، وقتل وجرح النزلاء من أطفال خُدج ومرضى، بحجة أن مقر قيادة كتائب القسام يقع تحت هذا المجمع. ثم عمدَ جيش العار، عديم الشرف والأخلاق، إلى نشر "مقاطع فيديو" مُصطنعة ومُزيفة لإثبات مزاعمه، فلم تُقنع أحدًا حتى مؤيديه في الغرب، وتم حذف بعضها لاحقًا.

اجتياح رفح

لماذا هذا التضخيم والتعظيم الإسرائيلي لعملية تحرير أسيرين بعد 130 يومًا من الأسر، فشل خلالها الجيش في تحرير أي أسير بالقوة؟.. ما علاقة هذه العملية بالمفاوضات الجارية لصفقة تبادل الأسرى التي ترعاها الولايات المتحدة، وتقوم عليها مصر وقطر؟.. وهل لها علاقة بما أعلنه الكيان الصهيوني عن عزمه اجتياح مدينة رفح الفلسطينية على الحدود المصرية؟

"جيش الاحتلال"، وأجهزته الأمنية، فشلوا طوال أكثر من أربعة أشهر في تحرير أسراهم لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.. وقد سبق له التسبب في قتل أسير لدى كتائب القسام، أثناء محاولة فاشلة لتحريره (9/12/2023)، قُتِل فيها جنديان إسرائيليان، وأطلق جنوده النار على ثلاثة أسرى طلقاء استنجدوا بهم بالعبرية.

ولم يتم إطلاق أسرى لدى المقاومة، إلا خلال صفقة التبادل التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تزامنًا مع هدنة (24/11 – 1/12/2023). كما أن "الكيان الصهيوني"، لم ينجح في حروبه السابقة مع المقاومة، سواء الفلسطينية، أو اللبنانية في تحرير أسراه أو المُختطفين من جنوده إلا من خلال صفقات، وعبر وسطاء.

تحفظات حماس

المشكلة، تكمن في الهزيمة الكبرى التي ألحقها "طوفان الأقصى"، بالكيان، وعدم واقعية "أهداف الحرب" التي أعلنها رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، ويرددها يوميًا- بلا ملل- عن السحق التام لـ "حركة حماس" وتفكيك قدراتها العسكرية، وتحرير الأسرى لديها، أو "المحتجزين"، كما يحلو للكيان توصيفهم.

من هنا، فإن موافقة الاحتلال على الصفقة الجاري التفاوض بشأنها – وفق ما يُعرف بـ "إطار باريس"، والذي ردت عليه حماس بتحفظات تُفضي إلى وقف إطلاق للنار، لنحو خمسة أشهر- يعني ذلك عمليًا، أن إسرائيل لم تنتصر، وأنها أخفقت في تحقيق أهدافها من الحرب.

يهدف "نتنياهو"، وبدعم أميركي، أوروبي إلى الضغط على حماس، تليينًا لموقفها التفاوضي، للقبول بشروطه هو.. بما لا يتيح لها فرض شروطها.. لذا، فهو يلوح ويهدد باجتياح رفح التي نزح إليها من شمال غزة، نحو مليون و400 ألف فلسطيني (يسكنون الخيام).

شروط الصفقة

اجتياح رفح- إن حدث- سيكون بمثابة كارثة إنسانية جديدة، غير مسبوقة.. فإن تراجعت حماس وقبلت بشروطه (منها خروج قادة حماس من القطاع)، وتنازلت عن تحفظاتها وشروطها، يكون نتنياهو، قد حقق نصرًا يسعى إليه، لا سيما، أنه وجنرالاته يزعمون أن صفقة التبادل السابقة في نوفمبر الماضي/ تشرين الثاني، كانت نتاجًا للضغط العسكري.

هذا رغم عدم تحقيق الجيش الإسرائيلي، أيَّ إنجاز عسكري ذي قيمة، في كل مناطق شمال القطاع التي توغل فيها بريًا على مدار أربعة أشهر، بل تراجع في كل مرة تحت ضربات وكمائن المقاومة المؤلمة، والخسائر الفادحة التي مُني بها جُنودًا، وضُباطًا، وعتادًا.

اجتياح رفح قد يُقدِم عليه "جيش الصهاينة"، لصرف الأنظار عن إخفاقاته في مناطق الشمال، وتسليطها على رفح لعله يحقق إنجازًا يتباهى به.

أما قتل "المدنيين"، فهو أمر لا يقلق هذا الكيان الغاصب، فهو لا ينكر اعتباره لهم وحوشًا آدمية يجب قتلها، وأنهم – أطفالًا كانوا أم نساء وشيوخًا- من ذوي حماس، يتوجب قتلهم أيضًا. كما أنه لا يخشى ما يسمى بـ "المجتمع الدولي"، ما دام هذا الأخير تحت الهيمنة الأميركية.

"تصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن"، وغيره من ساسة إدارته، والغرب، عن حماية المدنيين، هي مجرد كلام، يُباع للعالم والعرب، للتخفيف من فجاجة صورته العنصرية المتغطرسة، وليس أكثر من هذا.. وهي تتناقض تمامًا مع الدعم العسكري والمادي والمعنوي الغربي للاحتلال وعدوانه على غزة.

تضخيم وتوظيف

عودة لعلاقة عملية "تحرير الأسيرين الإسرائيليين"، بعزم إسرائيل، على اجتياح رفح.. فهذه العملية يجري التهويل والتضخيم لها، لتوظيفها، في التسويق لعملية الاجتياح على أنها حتمية لتصفية حماس وتحرير الأسرى لدى المقاومة، وتحسين شروط التفاوض.

إن فشلت دولة الاحتلال في اجتياح رفح، ستضطر في نهاية المطاف إلى القبول بصفقة التبادل مع حماس. يا لها من خيبة للاحتلال!، إذ إن تحرير "أسيرين" فقط، بعد 130 يومًا من القتال، هو إنجاز بائس.. هذا يعني حاجة "إسرائيل" لسنوات طويلة من الحرب، لتحرير أسراها بالقوة لدى فصائل المقاومة (135 أسيرًا).. خاصة، أن جيشها قتل عددًا كبيرًا من الأسرى جراء القصف الوحشي لمناطق غزة.

نسأل الله النصر للمقاومة، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى الفلسطينيين.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logoمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معنارابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی اجتیاح رفح

إقرأ أيضاً:

صحيفة: لا إسرائيل ولا أمريكا تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة

قالت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، اليوم الجمعة 14 يونيو 2024، إنه "يبدو أن لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة ، وأن الانطباع لدى جهات عربية رفيعة المستوى أن الاتصالات التي جرت في الأيام الأربعة الماضية، تشير إلى وجود توجه لمزيد من الضغط على المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن".

وأضافت الصحيفة، أنه "وإلى جانب التشاور غير المعلن القائم على قدم وساق بين قيادات أميركية وإسرائيلية وعربية بشأن الحرب في غزة وتفرّعاتها، فإن اللقاءات العلنية لم تعد تخرج عن هذا السياق، خصوصاً أن التقييم الأميركي للرد الذي سلّمته حركتا حماس والجهاد الإسلامي للوسيطين القطري والمصري عكس تبايناً ليس ناجماً عن خلافات بقدر ما يؤكد حقيقة المناورة الكبيرة الجارية منذ مدة غير قصيرة".

إقرأ أيضاً: حـماس: هذا ما نحتاج إليه من إسرائيل وواشنطن لتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار

ونقلت الصحيفة عن مصدر عربي مشارك في الاتصالات، قوله بان "الأميركيين تحدّثوا صراحة عن أن وقف الحرب بات حاجة للجميع، لكن طريقة وقفها ونتائج أي هدنة أو تسوية، يجب أن تأخذ في الاعتبار أن التباينات القائمة بين الإدارة الأميركية وحكومات غربية من جهة وبين حكومة بنيامين نتنياهو من جهة ثانية، لا يمكن أن تكون عنصراً يستفيد منه أعداء إسرائيل في المنطقة، خصوصاً أنهم أساساً أعداء للسياسات الغربية".

وأوضح المصدر للصحيفة، أن الجميع يجيد التمييز في المبادرة الأميركية الأخيرة بين الحاجات الداخلية لإدارة الرئيس جو بايدن، التي فرضت هذا الشكل من التعامل مع المبادرة، والمصالح الاستراتيجية لإسرائيل وتالياً للأميركيين.

وأشارت الصحيفة إلى أنه "وفي مقدّم نقاط الالتباس تقف فكرة أن تتولى واشنطن مهمة الناطق باسم حكومة إسرائيل وعدم التزام نتنياهو بإعلان موافقة صريحة على المقترح، أو إعلان الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي".

ولفتت إلى أن "واشنطن صارحت الوسطاء بأنها لا تريد إحراج نتنياهو بدفعه إلى موقف يظهره في موقع الخاسر داخلياً وفي مواجهة حماس، وأن الإدارة الأميركية تعرف أن وقف الحرب الآن، من دون الحصول على مكتسبات بعيدة المدى على صعيد من يدير غزة ومصير المقاومة، يعني خسارة استراتيجية لإسرائيل، كما تدرك واشنطن أن فتح إسرائيل لجبهة واسعة مع لبنان من شأنه وضع المنطقة أمام آفاق سلبية كبيرة، لكنها في الوقت نفسه غير قادرة على ترك إسرائيل في حالة استنزاف أمام حزب الله".

ونوهت إلى أن "ما جرى فعلياً هو أن رد المقاومة الفلسطينية لم ينل من جوهر المبادرة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي شخصياً، ولا مع تفسيراته لبعض البنود".

وتابعت بأن "التعديلات التي قدّمتها المقاومة تكشف أن ما أضافته المقاومة لا يتجاوز طلب خروج الاحتلال من معبر رفح وكل الحدود بين غزة ومصر، وأن لا يتم السير في عملية تبادل الأسرى في المرحلة الثانية إلا بعد إعلان الاتفاق على الوقف المستدام للحرب، وهي أمور سبق للوسطاء أن أثاروها مع الجانب الأميركي، وقال الأميركيون إن بايدن شخصياً يتعهد بعدم عودة إسرائيل إلى الحرب في حال وافقت حماس على المقترح. بل أكثر من ذلك أن حماس التي تحدثت في الاجتماعات مع الوسطاء عن الحاجة إلى ضمانات أكيدة وأكثر قوة من جانب الولايات المتحدة لعدم خرق إسرائيل للاتفاق، ولم تصرّ على إيراد هذا المطلب كفقرة منفصلة في النص الذي سُلّم إلى الوسيطين القطري والمصري".

وقالت إن "ردة فعل الجانب الأميركي التي راوحت بين تحميل حماس المسؤولية عن فشل المسعى، والحديث عن احتمال البحث في صيغ تلبّي مطالبها، هي ردة فعل طرف يعرف في الجوهر أن إسرائيل لا تريد إنهاء الحرب، ولا تريد بالتحديد الخروج من محور فيلادلفيا وإعادة تسليم معبر رفح للجهات الفلسطينية، كما لا تريد الخروج من محور نيتساريم حيث تبني منشآت عسكرية ضخمة لتثبيت الوجود العسكري لقوات الاحتلال في المنطقة الفاصلة بين شمال القطاع وجنوبه".

وأوضحت أن إسرائيل تقترب أصلاً من لحظة إعلان نهاية عمليتها في منطقة رفح، والسؤال الآن هو حول كيفية إعلان "الانتصار في رفح"، وهو تحدّ جدّي أمام حكومة نتنياهو التي تواجه معضلات داخلية كبيرة، حيث يخشى أن يهرب نتنياهو وعسكره نحو مزيد من العنف سواء في غزة أو على الجبهة مع لبنان".

ولفت المصدر العربي للصحيفة "إلى أن حراكاً من نوع جديد تقوده الولايات المتحدة بالتعاون مع حلفاء لها في المنطقة يقود إلى تقديرات بأن المنطقة على شفير انفجار أكبر".

وقال المصدر للصحيفة إن الجهد يتركز الآن على التالي:

أولاً، إطلاق مرحلة جديدة من الضغوط على المقاومة في فلسطين، وعلى أهالي غزة لإجبارهم على الاستسلام والقبول بإدارة جديدة وإعلان براءتهم من المقاومة، وهو أمر يصعب تحقّقه، ما يعني استمرار العنف والحصار والتجويع.

ثانياً: تهديد لبنان بأن مشاهد غزة ستنتشر في كل مناطقه إذا لم يبادر إلى إلزام حزب الله بوقف إطلاق النار على قوات الاحتلال، بما ينزع مبرّرات أي عدوان إسرائيلي.

ثالثاً، إعادة تفعيل التحالفات العسكرية في منطقة الخليج العربي من خلال خطة عمل بدأت في اجتماع القادة العسكريين في البحرين، حيث يقتصر جدول الأعمال على بند واحد، وهو كيفية الشروع في خطة لحصار "أنصار الله" في اليمن، وإيجاد مظلة أكبر لحماية المصالح الأميركية والإسرائيلية في البحريْن الأحمر والعربي.

وأشارت إلى أنه "عملياً، تقف المنطقة عند نقطة مفصلية، وهو الأمر الذي تتعامل معه القوى المعنية في محور المقاومة بطريقة خاصة، ذلك لأنها ليست في موقع المنتظر لما ستبادر إليه إسرائيل، بل تملك أيضاً القدرة على تعزيز المبادرة الموجودة في يدها، داخل فلسطين أو على حدودها أو حتى على مسافات بعيدة عنها".

المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية

مقالات مشابهة

  • هنية: ردنا على مقترح الهدنة متوافق مع أسس خطاب بايدن
  • عزيز الدويك: معنويات الأسرى عالية رغم قسوة الظروف
  • القسام تستهدف جرافة لجيش الاحتلال غرب رفح
  • "القسام" تعلن مقتل أسيرين إسرائيليين بقصف جوي على مدينة رفح
  • حماس: الاحتلال قتل أسيرين إسرائيليين في قصف جوي على رفح
  • القسام تعلن مقتل أسيرين إسرائيليين بقصف جوي على مدينة رفح
  • خبير عسكري: حزب الله وجه ضربات موجعة لجيش الاحتلال
  • صحيفة: لا إسرائيل ولا أمريكا تريدان وقفاً فعلياً للحرب على غزة
  • المقاومة تدك تجمعًا لجيش العدو قرب كرم أبو سالم
  • قيادي بحركة الجهاد: لا يمكن أن نُسلم أوراق القوة بدون ضمانات أمريكية مكتوبة