RT Arabic:
2025-05-29@05:15:34 GMT

هنا توقف الزمن..

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

هنا توقف الزمن..

فيما تسير البشرية بخطى سريعة في مختلف المجالات وترصد عيونها ومركباتها الفضائية الكواكب البعيدة، ظهر فجأة في عام 2007 أفراد من قبيلة بدائية لأول مرة بمنطقة بحوض الأمازون في بيرو.

إقرأ المزيد الطريق إلى "جزيرة الشيطان"!

شوهد لأول مرة أفراد من هذه المجموعة المجهولة التي كانت تعيش داخل أدخال الأمازون في عزلة تامة، على ضفة نهر "مادري دي ديوس"، الواقع في حوض الأمازون بالقرب من بلدة "شيبيتياري" في جنوب شرق بيرو.

أفراد هذه القبيلة البدائية التي سميت "ماشكو بيرو"، كانوا عراة برجالهم ونسائهم وأطفالهم، وكان الرجال يحملون أسلحة بدائية تتمثل في أقواس وسهام ورماح.

الاكتشاف تم حين كانت منظمة أهلية معنية بحماية البيئة تقوم في ذلك الوقت بعملية مراقبة بواسطة طائرة مروحية في حوض الأمازون بحثا عن قاطعي أشجار الغابات  بطريقة غير قانونية.

الحكومة في بيرو سارعت بعد انتشار التقارير المؤكدة عن ظهور متكرر لأفراد من هذه القبيلة المجهولة، بفرض حظر على اتصال السكان المحليين من الهنود الذين يسكنون المنطقة بهم، وذلك خوفا من تعرضهم للأمراض والاوبئة، وذلك لأن انعزالهم التام يجعل مناعتهم الطبيعية ضعيفة في مواجهة الأمراض المعروفة التي اكتسبت المجموعات العرقية الأخرى من السكان الاصليين مناعة منها وخاصة الالتهابات الفيروسية وأمراض الجهاز التنفسي الشائعة بما في ذلك الإنفلونزا.

الدرس تمثل في قبيلة أخرى في بيرو كانت منعزلة تدعى "موروناهوا"، تعرض معظم أفرادها الذين اتصلوا بقاطعي أشجار الغابات في منتصف تسعينيات القرن الماضي، للانقراض.

في تلك المناطق النائية من بيرو شاهد عدد قليل من السكان الأصليين أفرادا من قبيلة "ماشكو بيرو" البدائية، ويفيد هؤلاء بأن هذه المجموعة يعيش أفرادها في عالمهم الخاص منقطعين عما حولهم، وأنهم عدائيون ولا يثقون بالسكان المحليين الذين يرتدون الملابس ولديهم أدوات مختلفة تماما.

أفراد هذه القبيلة يعيشون ملتصقين بالطبيعة في حوض الأمازون، وييقتاتون على الصيد البري والبحري وجمع ما يتوفر من الثمار، ويحاولون حتى بعد ظهورهم، عدم الاختلاط بالسكان الآخرين.

سُجلت في المنطقة التي ظهرت فيها هذه القبيلة المنعزلة التي لا يعرف حتى الآن عدد أفرادها بالضبط،  ويقدرهم أحد التقارير بحوالي 600 شخص، هجمات وعمليات سطو على قرى السكان الأصليين، وقتل بعض الأشخاص، حتى أن الحكومة في بيرو اضطرت على خلفية ذلك، إلى إجلاء سكان إحدى القرى في الأنديز.  

أفراد هذه القبيلة البدائية أثناء عمليات السطو على قرى السكان المحليين كانوا يحملون معهم ما يجدون من أدوات إضافة إلى الحيوانات الأليفة ما تسبب في انتشار حالة من الخوف في تلك المنطقة على الرغم من ندرة مثل هذه الهجمات التي تقول الصحافة المحلية إنها تحدث مرة كل بضع سنوات.

عالم الأنثروبولوجيا غلين شيبارد يرى أن سبب هجمات أفراد هذه القبيلة البدائية والمنعزلة يعود إلى بالخوف من العالم الخارجي، فيما يتهم النشطاء المعنيين بحقوق السكان الهنود الأصليين، الشركات العاملة في مجال استخراج النفط والغاز في المنطقة، وتلك التي تقوم بإزالة الغابات بشكل غير قانوني، بإجبار مثل هذه القبائل المنعزلة على البحث عن أماكن إقامة جديدة بسبب أنشطتها المدمرة للطبيعة.

زاد ظهور أفراد هذه القبيلة من البدائيين العراة على ضفة النهر، وتم في عام 2014 رصد أفراد من هؤلاء أكثر من 100 مرة بالقرب من مناطق مأهولة في جنوب شرق بيرو.

بمرور الوقت توقف أفراد هذه القبيلة البدائية المكتشفة حديثا عن إطلاق السهام النارية على قوارب السكان المبحرة في النهر، وبدأ عدد منهم يلوح من الضفة الأخرى طالبا تزويده بالطعام، وخاصة الموز.

وزارة الثقافة في بيرو أقامت مركزا دائما على نهر "ألتو مادري دي ديوس" بالقرب من بلدة "شيبيتياري" لدراسة هذه القبيلة والتواصل مع أفرادها حين يظهرون على ضفة النهر.

 يقترب الموظفون الحكوميون على متن قارب من أفراد هذه القبيلة عند ظهورهم ويستعينون بمترجمين من السكان الهنود المحليين القادرين على التفاهم لتشابه لغة الطرفين.

يطلب أفراد القبيلة البدائية في العادة من "الغرباء" أن يعطوهم الموز، وأدوات مثل المناجل، وأحيانا يعجبون بملابس المتخصصين الحكوميين ويطلبونها. في بعض الحالات يفعلون ذلك وهم يلوحون برماحهم وسهامهم مهددين، الأمر الذي يعزوه خبراء إلى أرث طويل من الملاحقة والإبادة التي تعرض لها سكان الأمازون الأصليون منذ أن وطأ الأوروبيون المنطقة.

سكان الأرض الذين يتجاوز تعدادهم الآن الثمانية مليارات نسمة، يعيشون حياتهم المعتادة في مدن وأرياف وصحاري وغابات الأرض، إلا أن هذا العدد حتما لا يضم أفراد هذه القبيلة البدائية التي يظهر أفرادها على ضفة النهر في جنوب شرق بيرو، يطلبون الموز، وما أن يحصلوا على غايتهم يسارعون إلى الاختفاء في أعماق الأدغال.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف أمريكا اللاتينية أفراد من فی بیرو على ضفة

إقرأ أيضاً:

بوابات الزمن: عصارة اعمارنا في العراق

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

كلما نظرت إلى وجهي في المرايا أرى شيخا أكبر مني سناً. شيخ يشبهني لكنه بلحية بيضاء ووجه شاحب. .
في عام 2022 كان عمري سبعين سنة بالتمام والكمال. اما الآن ونحن في عام 2025 فقد قفز عمري إلى سن التسعين قفزة واحدة. وكأني اخترقت احدى البوابات الزمنية، فطارت 20 سنة من رصيدي في الحياة. .
كبرت وكبرت معي الأيام. كبرت وكبرت أحقادهم ضدي دونما سبب. كبرت وتعاظمت في نفسي رغبات التكهف والعزلة والانطواء والعيش في المنافي البعيدة. كبرت بعدما عرفتهم على حقيقتهم. .
كانوا يأتونني مقنعين متجلببين بجلباب الورع والتقوى، لكنهم خلعوا أقنعتهم. تركوها على الرصيف. فظهروا على حقيقتهم. .
كبرت حتى ادركت لماذا قال يعقوب: (إنّما أشكو بثي وحزني إلى الله). قالها بعدما فقد الأمل، وفقد البصر. فأعاد الله إليه بصره وابنه. كان يدعو الله ليل نهار: (يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ولا يحصيه غيره). اما أنا فأفوض أمري إلى الله. .
قبل ايام كنت اقرأ سورة البروج: (والسماء ذات البروج واليوم الموعود). ثم اكتشفت انهم يقودون كتائب (اليوم الموعود) في مدارات البروج. .
من اخطائي المتكررة انني كنت أرفع أشرعتي الممزقة بوجه الريح في الليل الضرير، رغم انني كنت ادرك ان سفينتي متوجهة نحو السواحل الضحلة. ومع ذلك كنت أواصل السير الحثيث نحو المجهول بلا بوصلة كي اتأكد من ذكاء غبائي. .
قد يشيب رأسك ويصيبك التعب والإرهاق والوهن إذا تجرأت ان تكون مختلفاً، لأن اختلافك بالرأي جريمة تعاقبك عليها الخفافيش الظلامية. وإياك إياك ان تستخدم عقلك في التحاور معهم، لأنك سوف تصبح في حساباتهم من المجرمين. .
قد تمتزج البداوة بالتمدن بين الكرخ والرصافة، فتنسلخ الأولى من أصالتها، و تفقد الثانية مضمونها، و يختلط الحابل بالنابل، ليخرج لك مجتمعاً هجيناً تسوده الفوضى. .
كلما ينبغي ان تعلمه ان المظاهر الدينية المتطرفة والمواقف السياسية المتأرجحة هي التي كان يحاربها الأنبياء والرسل قبل أكثر من 1400 سنة. .
ختاماً:
ومـا قتـلتني الحـادثات وانـما
حياة الفتى في غير موضعه قتلُ

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • اتهام مالك عقار بإشعال حريق لإجبار السكان على الإخلاء
  • الوصل يضم نجم منتخب بيرو
  • العدو الإسرائيلي يرتكب مجزرتين في غزة تسفران عن 15 شهيداً
  • بوابات الزمن: عصارة اعمارنا في العراق
  • القبيلة اليمنية تنتزع مكانتها الوطنية .. محطات خالدة
  • مدرب بيرو قبل مواجهة كولومبيا: المخاطرة ممنوعة في وضعنا
  • جنازة جمعان الجدري.. القبيلة كتحدي مُزمن لقبضة الحوثي شمالاً
  • واشنطن وطهران.. سباق مع الزمن
  • الجوع يخيم على غزة.. والنزوح أصبح واقعًا لأغلب السكان
  • وحدة السكان بأرمنت تستكمل ندواتها التوعوية ضمن مبادرة المرأة الأقصرية تتحدث