تحذير للذين يواعدون برامج الذكاء الاصطناعي الرومانسية في عيد الحب
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
تمثل الخصوصية أمرا مثيرا للقلق عندما يتعلق الأمر ببرامج الدردشة الآلية التي تشجعك بشكل نشط على مشاركة تفاصيل شخصية أكثر بكثير من أي تطبيق آخر، وهو ما خلصت له دراسة جديدة تحت عنوان "عيد الحب"، والتي وجدت أن روبوتات الدردشة يمكن أن تكون كابوسا للخصوصية، بحسب موقع "بزنس إنسايدرز".
فقد قامت مؤسسة "موزيلا" غير الربحية على الإنترنت بتقييم محادثات يوم عيد الحب، فراجعت 11 روبوت دردشة، وخلصت إلى أنها جميعها غير جديرة بالثقة وتقع ضمن أسوأ فئة من المنتجات التي تقوم بمراجعتها من حيث الخصوصية.
وكتبت الباحثة ميشا ريكوف عن روبوتات الدردشة الرومانسية في التقرير: "على الرغم من أنه يتم تسويقها على أنها شيء من شأنه أن يعزز صحتك العقلية ورفاهيتك، فإنها متخصصة في تقديم التبعية والوحدة والسمية، كل ذلك مع التطفل على أكبر قدر ممكن من البيانات منك".
وشمل بحث موزيلا 11 روبوت محادثة رومانسية مختلفا يعمل بالذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التطبيقات المشهورة مثل ريبليكا وتشاي ورومانتك إيه آي وكرش أون. إيه آي.
وحصل كل تطبيق من هذه التطبيقات على علامة تفيد بأن "الخصوصية غير مشمولة" في هذا البرنامج، مما يضع روبوتات الدردشة هذه ضمن أسوأ فئات المنتجات التي استعرضتها موزيلا على الإطلاق.
ووفقا للبحث، فإن 73% من التطبيقات لا تشارك المستخدمين كيفية إدارة الثغرات الأمنية، و45% منها تسمح بكلمات مرور ضعيفة، وجميعها باستثناء واحد تشارك أو تبيع البيانات الشخصية.
وعلاوة على ذلك، تنص سياسة الخصوصية الخاصة ببرنامج "كرش أن. إيه آي" على أنه يمكنها جمع معلومات عن الصحة الجنسية للمستخدمين، والأدوية الموصوفة، والرعاية التي تؤكد الجنس، وفقا لتقرير موزيلا الذي نشره موقع بيزنس إنسايدرز.
وأشارت مؤسسة موزيلا إلى أنه في الماضي شجعت هذه التطبيقات السلوكيات الخطيرة، بما في ذلك الانتحار ومحاولة اغتيال الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، بحسب بيزنس إنسايدرز.
أما بالنسبة لأولئك الذين يجدون أن احتمالية الرومانسية التي يعتمدها الذكاء الاصطناعي مستحيلة المقاومة، فتنصحهم مؤسسة موزيلا باتخاذ العديد من الاحتياطات، بما في ذلك عدم قول أي شيء لا تريد أن يقرأه زميل أو أحد أفراد الأسرة، واستخدام كلمة مرور قوية، واختيار عدم المشاركة في تدريب الذكاء الاصطناعي، والحد من وصول التطبيق إلى ميزات الهاتف المحمول الأخرى مثل الموقع والميكروفون والكاميرا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
“هيوماين” ومستقبل الذكاء الاصطناعي
يمثل الإعلان عن خطط “هيوماين” السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بتدشين صندوق “Humain Ventures” برأس مالٍ جريء يُقدر بـ10 مليارات دولار، إلى جانب سعيها الحثيث لجذب كبار مستثمري التكنولوجيا الأميركيين، نقطة تحولٍ فارقة في مسيرة التحولات المؤسسية والرقمية الهائلة التي تشهدها المملكة العربية السعودية. هذه المبادرة ليست مجرد استثمار مالي ضخم، بل هي تجسيدٌ عميقٌ لرؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى وضع المملكة في صدارة المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتقنية.إن جوهر استراتيجية “هيوماين” يكمن في بناء شراكات استراتيجية عميقة ومستدامة مع أبرز اللاعبين في قطاع التكنولوجيا العالمي. المحادثات الجارية مع شركات بحجم “OpenAI”، و”xAI” التابعة لإيلون ماسك، وشركة رأس المال الجريء العملاقة “Andreessen Horowitz”، لا تعكس طموحاً في الاستحواذ على حصص سوقية فحسب،
بل تُشير إلى رغبة المملكة في استقطاب المعرفة، الخبرة، والتقنيات المتقدمة إلى داخل نسيجها الاقتصادي. تُشكل الاتفاقيات الموقعة مع “إنفيديا” لتوريد رقائق GB300 المتطورة، ومع “AMD” لبناء بنية تحتية حاسوبية ضخمة بقدرة 500 ميغاواط، دليلاً واضحاً على الأولوية القصوى التي تُوليها المملكة لتأسيس بنية رقمية متقدمة تُعد حجر الزاوية لاقتصاد المعرفة. هذه الاستثمارات لا تضمن قدرة المملكة على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، بل تُشكل أيضاً مُحفزاً رئيسياً للابتكار في قطاعات متعددة.تتجاوز خطط “هيوماين” البعد التقني البحت لتُلامس جوهر الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية 2030. التوقعات بأن تُثمر هذه الاتفاقيات عن توفير أكثر من 22 ألف وظيفة نوعية في المملكة، ومساهمة مباشرة بـ 24 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، تُبرز الأثر الاقتصادي الهائل لهذه المبادرات. هذا يُعزز من استدامة الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التقلبات المستقبلية. من خلال صندوق “Humain Ventures” الذي يستهدف شركات ناشئة عالمياً، تضمن المملكة ليس فقط عوائد مالية، بل أيضاً نقل الخبرات، جذب الكفاءات، وتوسيع شبكة علاقاتها في منظومة الابتكار العالمية. وهذا يُعزز من دورها كلاعب رئيسي في المشهد التقني الدولي.في الختام، ما تقوم به المملكة العربية السعودية، من خلال مبادرات “هيوماين” وشراكاتها واستثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، يُعد مثالاً ساطعاً على كيفية تحويل الرؤى الطموحة إلى واقع ملموس. إنه رهان استراتيجي على المستقبل، يُمهد الطريق لتحقيق أهداف رؤية 2030 التنموية الشاملة.
د. بجاد بن خلف البديري – جريدة المدينة
إنضم لقناة النيلين على واتساب