رصد تأثير الملوثات الصناعية في الشعاب المرجانية بالبحر المتوسط
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
عثر باحثون على الملوثات الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري مختلطة بالشعاب المرجانية في البحر المتوسط للمرة الأولى، مما يوفر للعلماء أداة جديدة محتملة لتتبع تاريخ التلوث في بيئة الشعاب المرجانية في البحر المتوسط.
وفي الدراسة التي نشرت يوم 8 فبراير/شباط الجاري في مجلة "ساينس أوف ذي توتال إنفايرنمنت"، قال معدوها إن العثور على هذا النوع من التلوث -المعروف باسم الرماد المتطاير أو الجسيمات الكربونية الكروية- يعتبر مؤشرا على وجود التأثير البشري على البيئة، وعلامة تاريخية لبداية عصر الأنثروبوسين.
والشعاب المرجانية هي لا فقاريات صغيرة تميل إلى العيش في مستعمرات واسعة، تبتلع ملوثات الكربون الكروية من المياه المحيطة بها، وتدمجها في أثناء نمو هياكلها العظمية من كربونات الكالسيوم.
ويفضل بعض الباحثين فصل الحقبة الزمنية التي بدأت مع انطلاق الثورة الصناعية في غرب أوروبا في القرن الثامن عشر وحتى الآن، عن عصر الهولوسين، وتسميتها على أنها "عصر الإنسان" أو "الأنثروبوسين"، في حين يرى آخرون أن هذا التأثير سابق لذلك التاريخ.
وحجتهم في هذا الفصل الذي يثير خلافا عميقا بين المعنيين بتاريخ الأرض، هي أنه منذ ذلك التاريخ أصبح الإنسان هو المتفرد بالتأثير في الكوكب، متسببا بالتغيرات الكبرى مثل الاحترار العالمي وأكسدة المحيطات والتحكم في المناخ ومصادر المياه وحركة الأحياء الأخرى والنباتات.
وتوضح المعدة الرئيسية للدراسة "لوسي روبرتس" الباحثة في التغيرات البيئية في قسم الجغرافيا بجامعة كلية لندن، أن الشعاب المرجانية تعد بمثابة أرشيف طبيعي شائع الاستخدام في دراسات المناخ القديم بسبب معدلات نموها القابلة للقياس. وتضيف أنه "على غرار حلقات الأشجار، فإن عمرها الطويل ونموها البطيء والمنتظم يمكن أن يزود العلماء ببيانات بيئية سنوية أو شهرية أو حتى أسبوعية تعود إلى سنوات مضت".
وتقول روبرتس في تصريحات لـ"الجزيرة نت": إن الشعاب المرجانية استُخدمت إلى حد كبير لقياس الظروف المناخية الماضية مثل درجات حرارة الماء والكيمياء، ولكن الجديد في الدراسة الحديثة هو استخدامها في استعادة جزيئات الملوثات -بخلاف المواد البلاستيكية الدقيقة- من الشعاب المرجانية.
جمع الباحثون عينات مرجانية من عدة مواقع على طول الشعاب المرجانية قبالة ساحل كاستيلو بإسبانيا، وجرى دراسة ومراقبة الأنواع المرجانية هناك مدة عقدين من الزمن، ويعتبر الموقع موقعا مميزا للتغير العالمي، وفقا للبيان الصحفي المصاحب للدراسة.
وتقع الشعاب المرجانية التي رصدها الباحثون على بعد نحو 60 كيلومترا من الشاطئ، وداخل محمية بحرية، مما يقلل من احتمالية التلوث المحلي. وهذا النوع هو الشعاب المرجانية الوحيدة في البحر الأبيض المتوسط التي لديها القدرة على تكوين شعاب مرجانية كبيرة، ومن المعروف أنها تنمو بمعدل نحو 0.3 سم سنويا.
ووجد الفريق أن الشعاب المرجانية أظهرت زيادة كبيرة في الملوثات الكربونية في الفترة بين عامي 1969 و1992 تقريبا، ويتوافق هذا مع الوقت الذي كانت فيه أوروبا تتحول إلى التصنيع بسرعة، وزاد استهلاك الفحم في البلاد بشكل كبير.
وتتوافق هذه النتائج مع قياسات أخرى للتلوث رُصدت في البحيرات الجبلية بإسبانيا، والتي تدعم فكرة أن الشعاب المرجانية يمكن أن تكون بمثابة أرشيفات طبيعية لقياس مستويات التلوث المتغيرة على مر السنين.
ووفقا للمعدة الرئيسية للدراسة فإن "اكتشاف هذه الملوثات الموجودة في الهياكل العظمية المرجانية يمتد على مدى عقود ويرسم صورة واضحة عن مدى تأثير الإنسان في البيئة. إنها المرة الأولى التي تمكّنا فيها من رؤية هذا النوع من الملوثات في الشعاب المرجانية، وظهوره في هذه الرواسب يوازي المعدل التاريخي لاحتراق الوقود الأحفوري في المنطقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الشعاب المرجانیة
إقرأ أيضاً:
أمير المدينة المنورة يرعى تدشين فرضية التمرين التعبوي الوطني “استجابة 17” في محافظة ينبع
المناطق_واس
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، أن رعاية القيادة الرشيدة -أيدها الله- لجهود حماية البيئة والتأهب للطوارئ البيئية، تُجسّد رؤية إستراتيجية تعزز الاستدامة وتحفّز على تطوير منظومة الاستجابة الوطنية.
جاء ذلك خلال رعاية سموه تدشين فرضية التمرين التعبوي الوطني “استجابة 17″، الذي أُقيم في محافظة ينبع، بحضور عدد من مديري القطاعات الحكومية في المنطقة، وذلك ضمن جهود المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي لتعزيز جاهزية الاستجابة لحوادث التلوث البحري.
أخبار قد تهمك أمير المدينة المنورة يرعى الملتقى الخامس للمبادرات والتجارب التنموية في إمارات المناطق منتصف يوليو الجاري 7 يوليو 2025 - 11:51 صباحًا أمير المدينة المنورة يلتقي المشرف العام على البرنامج الوطني للتنمية المجتمعية في المناطق “تنمية” 24 يونيو 2025 - 7:10 مساءًوأشار سموه إلى أن البيئة البحرية تُعد من مقدرات الوطن الثمينة، مما يستوجب تكامل الجهود وتطوير القدرات لضمان سلامتها واستدامتها، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وأشاد سموه بجهود المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي والشركاء كافة، لما تحقق من جاهزية عالية وتعاون بنّاء بين الجهات الحكومية والخاصة، وبما قدمته الكوادر الوطنية من أداء احترافي يعكس مستوى التقدّم الذي بلغته المملكة في هذا القطاع الحيوي.
وكان الحفل قد استُهلّ بكلمة ألقاها الرئيس التنفيذي للمركز المهندس علي بن سعيد الغامدي، عبّر فيها عن بالغ شكره وتقديره لسمو أمير منطقة المدينة المنورة على رعايته الكريمة للتمرين، مؤكّدًا أن هذه الرعاية تجسّد حرص القيادة الرشيدة -أيدها الله- على حماية البيئة وتطوير منظومة الاستجابة للطوارئ البيئية.
وأوضح الغامدي أن البيئة البحرية تُعد أحد أهم الموارد الوطنية، لما تزخر به من موائل طبيعية وثروات سمكية وتنوّع أحيائي، إضافة إلى دورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني عبر حركة الملاحة والتجارة والمشروعات الكبرى، مشيرًا إلى أن التمرين يُقام في إطار تنفيذ قرار مجلس الوزراء، القاضي باعتماد الخطة الوطنية لمكافحة التلوث البحري، التي تستهدف تنفيذ تمرينين سنويًا على المستوى الوطني لتعزيز الكفاءة التشغيلية والاستجابة الطارئة.
وبيّن أن “استجابة 17” يُعد من أكبر التمارين البيئية على مستوى المنطقة، بمشاركة أكثر من (56) جهة حكومية وخاصة، واستخدام (15) وسيلة بحرية متخصصة، وطائرة استجابة سريعة، إلى جانب معدات احتواء ومكافحة متطورة، شملت أكثر من (2,600) متر من الحواجز المطاطية، و (31) كاشطة زيت، و (4,500) متر من الحواجز الماصّة، مدعومة بأحدث تقنيات الرصد عبر الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار، إضافة إلى تقنيات النمذجة والمحاكاة.
وأشار الغامدي إلى أن نسبة جاهزية المنشآت الحيوية والحساسة في منطقة المدينة المنورة قد ارتفعت بنسبة (120%) منذ عام 2022، مما يعكس التطور الملحوظ في كفاءة الاستجابة، مشيدًا بما قدمته الكوادر الوطنية المؤهلة من أداء احترافي وفق أعلى المعايير الدولية.
كما نوّه بجهود المركز في توطين القدرات التشغيلية، من خلال تأسيس شركة (سيل) الوطنية المتخصصة، التي وصلت قدرتها على مكافحة التلوث البحري إلى (75) ألف برميل يوميًا في البحر الأحمر، مدعومة بتقنيات رصد متقدمة تعتمد على الاستشعار عن بُعد.
عقب ذلك، شاهد الحضور عرضًا تقديميًا ومرئيًا استعرض جاهزية منظومة الاستجابة البيئية، وأهمية التحرك السريع والسيطرة المحكمة على حوادث التلوث البحري، إضافة إلى فيديو توضيحي سلّط الضوء على أهمية التمارين التعبوية في قياس كفاءة الاستجابة ورفع مستوى التنسيق بين الجهات المعنية.
كما دشّن سمو أمير منطقة المدينة المنورة تمرين “استجابة 17″، واطّلع على غرفة العمليات الميدانية، وتابع أداء الفرق المشاركة ومهامها في تنفيذ العمليات التشغيلية.
وشهد سموه تنفيذ فرضية “العمليات الساحلية لمكافحة التلوث”، التي تحاكي سيناريوهات واقعية للتعامل مع الانسكابات الزيتية والمواد الضارة الأخرى في البيئة البحرية.