لا يمكن فصل التصريحات والادعاءات الإسرائيلية الأمريكية عن عرقلة مصرية لدخول المساعدات لقطاع غزة، بمعزل عن النوايا الإسرائيلية لإطلاق عملية عسكرية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أن طلب رئيس الوزراء الإسرائيلى إعادة تعبئة احتياطى جيش الدفاع فى تمهيد ومقدمة لاجتياح رفح بريًّا.
رفح الفلسطينية هى مدينة تقع فى أقصى جنوب قطاع غزة، تبعد عن القدس نحو 107 كم، تبلغ مساحتها 55 كم2، وهى إحدى المدن التاريخية القديمة التى يتجاوز عمرها الـ 5000 عام، وتمثل رفح إحدى نقاط التماس الرئيسية ما بين مصر وفلسطين، غزاها الفراعنة، وخضعت للإدارة الفلسطينية ما بين أعوام 1948 حتى 1956، ومن 1957 حتى نكبة يونيو 1967، وذلك قبل أن يتم فصل رفح المصرية عن رفح الفلسطينية، بموجب اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1979.
مع الأسف؛ مصر قيادة وشعبًا، لا تزال تقف وحدها صامدة شامخة فى قلب العاصفة، الدولة المصرية - عبر وزارة الخارجية- وجهت رسائل وتحذيرات واضحة لا تحتمل اللبس أو التأويل، محذرة من اجتياح مدينة رفح الفلسطينية، لأن ذلك يعنى بساطة دفع سيناريو ومخطط التهجير القسرى دفعًا.
بالتوازى مع ذلك استضافت مصر اجتماعا رباعيا ضم مصر وأمريكا وقطر وإسرائيل، فى محاولة لإقرار هدنة جديدة، ومسعى مصرى حثيث لمنع حمام دم فلسطينى جديد فى رفح، لكن وكما هى العادة الإسرائيلية، استبقت إسرائيل الاجتماع الرباعى بتصريحات خرقاء لوزير المالية الإسرائيلى «الأخرق»، وهى تصريحات تعكس صلفا وتطرفا إسرائيليا حادا، هذه التصريحات استدعت ردا مصريا قاسيا من وزارة الخارجية المصرية على لسان متحدثها الرسمى السفير أحمد أبو زيد، الذى حسنا وصف المسلك العدائى الإسرائيلى بأنه يعكس «نهمًا للقتل والتدمير، وتخريبًا لأى محاولة لاحتواء الأزمة فى قطاع غزة».
لكن هذه التصريحات دأب إسرائيلى معتاد قبل أية اجتماعات أو محادثات مهمة للتفاوض، وذلك بهدف خفض سقف المطالب والتوقعات، وتضييق نطاق التفاوض بما يخدم ويحقق المصالح الإسرائيلية فقط.
وبما أننا نتحدث عن المصالح؛ فالمصلحة الوطنية المصرية تستدعى أن رفح «خط أحمر» جديد، أولا على المستوى الإنسانى الذى يواجه فيه 1.4 مليون فلسطينى ظروفا إنسانية بالغة القسوة والصعوبة فى كافة المناحي؛ معيشيا، غذائيا، وصحيا. يكفى أن العديد منهم نزح منذ بداية أكثر من 6 مرات هربا من الموت لموتُ آخر، ومن لم يمت بالقصف والعدوان، يواجه الموت كل ساعة من نقص الأدوية والمياه والغذاء.
وثانيا؛ لأن الاجتياح البرى لرفح هو تصفية فعلية للقضية الفلسطينية بما يمثل تهديدا مباشرا للأمن القومى المصري، باعتبار اجتياح رفح عملاً عدائيًا يهدد الأمن القومى لمصر، ونحن أعلنا مرارا وتكرارا أننا لم ولن نقبل المساس بأراضينا أو حدودنا او سيادتنا الوطنية، وكذلك لن نقبل تصفية القضية، ومصر لا تزال هى العقبة الرئيسية والوحيدة أمام ذلك المخطط، لذلك كانت التصريحات الإسرائيلية والإشارات والتلميحات الأمريكية، لكن هيهات.
أثبتنا ما قبل السابع من أكتوبر وما بعده أن مبدأ «مسافة السكة» ليس مصطلحا مجازيا أطلقته مصر، لكنه واقع فعلى طبقته القيادة المصرية والموقف المصرى فى غزة سياسيا وإغاثيا خير دليل، وكذلك عندما وضعنا «خطوطا حمراء» فى كل ما يخص الأمن القومى المصرى والعربي، أثبتنا أننا نمتلك من القدرة على وضع تلك الحدود والخطوط، وضمان عدم تجاوزها، والدليل الأبرز على ذلك «خط سرت الأحمر». لا تهاون أو مواءمة فى حماية الأمن القومى المصري، وما اقترن به من خطوط حمراء، فى مختلف الدوائر والقضايا، لذلك رفح خط مصرى أحمر جديد، وقادرون على أن لا يتم تجاوزه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الموقف المصري غزة القيادة المصرية رفح خط أحمر مدينة رفح الفلسطينية قطاع غزة رفح الفلسطینیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كيف تفاعل مغردون مع حرب التصريحات بين أهم رجلين بأميركا؟
وبدأت الأزمة بسبب خلافات حول مشروع قانون الضرائب وخفض النفقات الذي يدعمه البيت الأبيض، حيث اتهم ماسك ترامب بتضليل الأميركيين تجاريا، مما دفع الرئيس للرد بوصف الملياردير بأنه "فقد عقله" في حديث هاتفي مع شبكة "إيه بي سي" (ABC).
وصعّد ماسك من حدة الخلاف بتغريدة مثيرة للجدل على منصته إكس زعم فيها أن ترامب مذكور في ملفات جيفري إبستين المدان بالاستغلال الجنسي للأطفال، قبل أن يتراجع سريعا ويحذف التغريدة، كما حذف منشورا اقترح فيه عزل ترامب واستبداله بنائبه جيه دي فانس.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ترامب ينهي علاقته مع ماسك ويهدده بعواقب "وخيمة جدا"list 2 of 4واشنطن بوست: الخلاف بين ماسك ومساعدي ترامب كان يتصاعد منذ أشهرlist 3 of 4كاتبة أميركية: ماسك جاء بمنشار كهربائي وغادر بكدمة في العينlist 4 of 4كم ستخسر أميركا نتيجة الصراع بين ماسك وترامب؟end of listوهدد ماسك بإيقاف تشغيل مركبة سبيس إكس دراغون الفضائية، وأطلق استطلاع رأي حول حاجة أميركا لحزب سياسي جديد، بينما رد ترامب بالتهديد بإلغاء العقود الحكومية المبرمة مع الملياردير.
ورصد برنامج شبكات (2025/6/8) جانبا من التعليقات على هذا التصعيد بين أهم رجلين في الولايات المتحدة حاليا، حيث كتب أمجد "التحالفات الهشة نهايتها الفضائح، من كان يتوقع أن أقوى رجلين في أميركا يصبحون أعداء بين ليلة وضحاها، الله يستر ما تكون تمثيلية".
وغرد الأمين "معركة شركات النفط والغاز والصناعة الميكانيكية الكلاسيكية ضد شركات التكنولوجيا والصناعة الكهربائية الحديثة، معركة بين الماضي والمستقبل، معركة بين ترامب وماسك".
إعلان انتهت الحاجةبينما علق هايل الرجوب قائلا "ترامب كان محتاج ماسك لدعمه إعلاميا في الانتخابات، أما الآن بعد ما فاز بالانتخابات استغنى عنه".
وكتب عبد الرحيم المقري "العقل المستثمر لا يجتمع مع العقل السياسي خاصة في الدول المتقدمة، درس قاس لإيلون ماسك".
ويواجه ترامب تحديا حقيقيا في تنفيذ تهديداته بإلغاء عقود ماسك الحكومية، نظرا لاعتماد البنتاغون وناسا على شركة سبيس إكس كجهة حيوية وأساسية للحكومة الأميركية في إطلاق الصواريخ إلى الفضاء وتشغيل أنظمة الاتصالات الفضائية.
وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، يستطيع ترامب محاربة ماسك بتكثيف الرقابة على عملياته التجارية وتعليق التصريح الأمني للملياردير، مما قد يصعب من استمراره كرئيس تنفيذي لشركة سبيس إكس.
كما تستطيع الإدارة الأميركية منح عقود سبيس إكس إلى شركات منافسة مثل شركة بلو أوريجين التي يملكها جيف بيزوس، في خطوة قد تقلص من نفوذ ماسك في القطاع الفضائي.
8/6/2025